ارشيف من : 2005-2008

سوريا : خبراء يناقشون صيغ استراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية

سوريا : خبراء يناقشون صيغ استراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية

دمشق ـ وكالة الأنباء الإسلامية‏

بدأ في العاصمة السورية دمشق اجتماع خبراء مناقشة اليات تنفيذ استراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية الذى تقيمه المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الكويتية بالتعاون مع وزارتي التربية والاوقاف السورية.‏

ويناقش الاجتماع على مدى يومين وثيقة اليات تنفيذ استرتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية وانشاء المجلس الاعلى للتقريب بين هذه المذاهب ودور مجامع التقريب ومراكز البحوث والدراسات والجامعات في تنفيذ الاستراتيجيات وبمشاركة عدد من كبار علماء الدين الاسلامي واساتذة الجامعات والباحثين والخبراء من عدد من الدول العربية.‏

واكد الدكتور علي سعد وزير التربية رئيس اللجنة الوطنية السورية للتربية والثقافة والعلوم فى كلمة الافتتاح اهمية اطلاق مشروع استراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية بعد اعتمادها من المؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية في دورته الثلاثين في طهران والذي عقد خلال الفترة 28ـ31ايار/مايو 2003 باعتبارها مؤشر صدق ووعي كبيرين لقراءة المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة لواقع الدول الاعضاء واحتياجاتها الثقافية والتربوية التي تمس وجودها ومستقبلها، فهو يسهم فى تحقيق ما يتطلع اليه العرب والمسلمون ليتجاوزوا حدة الاختلاف وتضييق شقته ونشر روح المحبة والاخوة والتعاون فيما بينهم والاستناد في ذلك الى الجوامع المشتركة وما اكثرها بين هذه المذاهب ذات المرجع الواحد والتي توحد ولا تفرق وتقوى كيان الامة بدلا من اضعافه وتعزز الانتماء الى الوطن والامة في هذا الزمن الذي نواجه فيه تحديات مصيرية في عمق ثقافتنا واصالتنا واستمرارية وجودنا.‏

واشار الدكتور سعد الى النماذج الناجحة في مجال التقريب ليس بين المذاهب الاسلامية فحسب بل بين الاديان السماوية في دولنا العربية والاسلامية حيث تعتبر تجربتنا في سورية واحدة منها وهي انموذج حي معاش تعمقت جذورها واتسعت ابعادها الوطنية والاجتماعية والروحية عبر تاريخ طويل تزاداد قوة وتلاحما ومضاء وهي اليوم في صورها الارقى وبنيانها الامتن وتلاحمها الاوثق.‏

ودعا الى ضرورة ابراز دور المدرسة والمناهج الدراسية والمعلم في تربية العقل وانماط التفكير مشيرا الى ان وزارة التربية وهي تشارف على الانتهاء من اعداد مشروع المعايير الوطنية للمناهج التربوية من رياض الاطفال وحتى المرحلة الثانوية تعمل على تعزيز الموضوعات والمفاهيم التى تعمق وعى الناشئة وثقافتهم باهمية التقارب بين الاديان السماوية وبين المذاهب ضمن الدين الواحد فى اطار الوحدة الوطنية وتعزيز الانتماء وسمو الوطن وحماية ترابه.‏

واشار الدكتور زياد الدين الايوبى وزير الاوقاف فى كلمة الى ان المسلمين الاوائل ضربوا المثل الاروع فى التقارب والتعاون وفى تبادل الاراء دون الاختلاف لذلك علينا اتباع اثارهم فى فهمهم للشريعة الاسلامية السمحاء مع اتباع اساليب التحقيق العلمى فى كل ما يمس دراستنا لعقيدتنا والعودة الى سماحة القران الكريم وجماليته وما كان عليه آل البيت رضي الله عنهم والصحابة الكرام من اجل ان نستدعى فقها طيبا يوحد ولا يفرق.‏

واكد كل من سماحة الشيخ احمد بدر الدين حسون المفتى العام لسوريا والدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسيسكو والدكتور عبد الرزاق الشايجى ممثل وزارة الاوقاف فى دولة الكويت، فى كلمات اهمية عقد هذا الاجتماع نتيجة حاجة الامة اليوم اكثر من اى وقت مضى الى التقريب بين مذاهبها والحوار الايجابى بين علمائها بسبب ما يشهده العالم من متغيرات كبرى على مستوى السياسات الاستراتيجية والتيارات الفكرية والدينية وما ترتب عليها من اثار ونتائج ثقافية وفكرية واجتماعية حيث لم تكن الامة الاسلامية بمنأى عن هذه المتغيرات بل كانت مسرح احداثها ومحور مخططاتها وليست الثقافة الاسلامية على هامش تلك المتغيرات بل هى مثار الجدل فيها ولذلك يجب على علماء الامة تدارس اوضاعها وجمع كلمتها ملتمسين الهدى من كتاب الله وسنة رسوله عاملين على ازالة الشوائب التى تحول دون الوصول الى تفعيل تلك الاصول الجامعة والمبادىء الثابتة والنابعة من الوحى الخالد الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه مع ضرورة ان يكون هذا العمل منظما فى اساليبه والياته خاضعا لمنهجية محكمة واستراتيجية مرنة ووضوح فى الاهداف والوسائل وهو ما تعمل المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة على ان يكون رائدها فى اعمالها المتواصلة لمصلحة الامة وبما يوحد بين صفوفها ويقرب بين مذاهبها ويقوى شعوبها.‏

وحضر حفل افتتاح الاجتماع الدكتور هانى مرتضى وزير التعليم العالى والدكتورة بثينة شعبان وزير المغتربين في سوريا، وعدد من اعضاء مجلس الشعب ومعاونو وزير التربية وسماحة الشيخ احمد حمد الخليلى مفتى سلطنة عمان وعدد من السادة علماء الدين والاسلامى والباحثين وممثلو السلك الدبلوماسى المعتمدون بدمشق.‏

بعد ذلك بدأت جلسة العمل الاولى التى ترأسها الدكتور التويجرى وكان مقررها الدكتور محمد الدسوقي من مصر وتمت فيها مناقشة وثيقة اليات تنفيذ استراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية.‏

2006-10-28