ارشيف من :آراء وتحليلات
خلف القناع: "حديث الاستقلال"

كتب مصطفى خازم
تحتفل كل بلدان العالم بعيدها الوطني، وهو يوم استقلالها عن الانتداب او الاستعمار، او يوم إعلان قيامها كدولة مستقلة، ما عدا مملكة وحيدة هي مملكة التاج البريطاني التي حضر وزير خارجيتها ليعطينا دروساً في "الديموقراطية تحت "السلاح".. وإرهابها"، بينما ترعب دولته "العظمى" المسلمين وتحتجز حريتهم وتفتح مطاراتها للطائرات التي تهرب المعتقلين بلا تهمة إلى "غوانتنامو"، وتشرّع أرضها لأكبر قاعدة تنصت في العالم لمصلحة أم الإرهاب في العالم الولايات المتحدة الأميركية، وتؤمن ممرا جويا للقنابل "الذكية" لتدمر لبنان. "لا تعليق" على كلامه، فهو مردود عليه!
نعود إلى "حديث الاستقلال"
ففي لبنان نحتفل كل عام في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر بذكرى جلاء آخر جندي فرنسي عن أرضنا، ورفع العلم اللبناني على قبة البرلمان.
وبعد الظهر ينتهي الاحتفال ويعود الكل الى بيته، فالغد يوم آخر، وينتهي "عيد الاستقلال".
أما الاستقلال كمفهوم فهو يؤخذ ولا يعطى، وتالياً يجب المحافظة عليه. وليس له يوم محدد للاحتفال به، بل هو عيد كل يوم نعيش فيه أحراراً في بلدنا، أعزاء في أرضنا، من دون "منّة من احد".
في يومنا الحاضر الصورة تبدو معكوسة، فالمحتفلون بالعيد بعضهم لا يعرف خريطة وطنه كاملة، وبعضهم يصف حاملي "السلاح" من أجل استقلاله بالإرهابيين، وآخرون يصفونهم بحملة فكر "العنف الثوري".
أما الجاهلون بخريطة بلدهم، فبعضهم إمارته لا تتجاوز قريته التي يعيش فيها، قاطعاً النفس عن أهلها حاكماً متسلطاً عليهم، ولو بالقوة.. يعني "سلاح".
ومطلق صفة الإرهابيين كان "يشبّح" أيام ميليشياه على المنطقة التي كان يسيطر عليها عبر "المكتب الثاني" ورخص "سلاح" معطاة له ولجماعته.
أما الثالث فلا نعلم له في تاريخه يوماً واحداً أو موقفاً واحداً مخالفاً لسلطة ما حكمت، بل نجده منذ البداية "متسامحاً ودوداً راضياً بل ومنظراً" لفعل "القوم"، وهو يعلم ان "الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه"، وكل هذا ليتسلط على الآخرين ويستخدم عمله هذا "سلاح" في خدمة مشروعه.
ترى ما الفارق بين "السلاح" و"سلاح" كل من هؤلاء؟
الفارق واضح..
هو ان الاول معرّف.. اما الآخر فنكرة كما حامله.
الاول هو لقتال العدو وصون السيادة وتحقيق الاستقلال، بينما الآخر كما تاريخه منذ البداية عميل، يطعن في الظهر من أجل "فتات" على مائدة اللئام، بحثاً عن "عمولة" في صفقة ما او مرتبة في "العمالة" يفتخر بها!!
"السلاح" هو زينة الرجال كما قال "السيد المغيب"، في حين ان "سلاح" الجبناء "يجرح".
"السلاح" فتح زمن الانتصارات منذ 1982، وحقق 25 أيار/ مايو 2000 والنصر الإلهي في تموز/ آب 2006 وما بينهما، هو يحمي ويحافظ على الاستقلال، فيما "سلاح" الصغار في نفوسهم اللاهثين على كرسي نيابي او وزاري او مقعد من هنا او هناك "يمسح جوخ".
لم يذهب "السلاح" المقاومة إلى أي عاصمة ليستجدي "الاستقلال"، بل وقف في وجه العدو وهجم على الموت، فظفر بالنصر وانتصر.. فيما "سلاح" الآخرين تكفي نظرة واحدة على تاريخه لتعرف الزواريب التي قاتل فيها وبها.. ومن أجل ماذا!!
هو عيد لمن بذل كل ما يملك من أجل الوطن، والآخرون زمنهم ولّى.
الانتقاد/ العدد 1317 ـ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
تحتفل كل بلدان العالم بعيدها الوطني، وهو يوم استقلالها عن الانتداب او الاستعمار، او يوم إعلان قيامها كدولة مستقلة، ما عدا مملكة وحيدة هي مملكة التاج البريطاني التي حضر وزير خارجيتها ليعطينا دروساً في "الديموقراطية تحت "السلاح".. وإرهابها"، بينما ترعب دولته "العظمى" المسلمين وتحتجز حريتهم وتفتح مطاراتها للطائرات التي تهرب المعتقلين بلا تهمة إلى "غوانتنامو"، وتشرّع أرضها لأكبر قاعدة تنصت في العالم لمصلحة أم الإرهاب في العالم الولايات المتحدة الأميركية، وتؤمن ممرا جويا للقنابل "الذكية" لتدمر لبنان. "لا تعليق" على كلامه، فهو مردود عليه!
نعود إلى "حديث الاستقلال"
ففي لبنان نحتفل كل عام في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر بذكرى جلاء آخر جندي فرنسي عن أرضنا، ورفع العلم اللبناني على قبة البرلمان.
وبعد الظهر ينتهي الاحتفال ويعود الكل الى بيته، فالغد يوم آخر، وينتهي "عيد الاستقلال".
أما الاستقلال كمفهوم فهو يؤخذ ولا يعطى، وتالياً يجب المحافظة عليه. وليس له يوم محدد للاحتفال به، بل هو عيد كل يوم نعيش فيه أحراراً في بلدنا، أعزاء في أرضنا، من دون "منّة من احد".
في يومنا الحاضر الصورة تبدو معكوسة، فالمحتفلون بالعيد بعضهم لا يعرف خريطة وطنه كاملة، وبعضهم يصف حاملي "السلاح" من أجل استقلاله بالإرهابيين، وآخرون يصفونهم بحملة فكر "العنف الثوري".
أما الجاهلون بخريطة بلدهم، فبعضهم إمارته لا تتجاوز قريته التي يعيش فيها، قاطعاً النفس عن أهلها حاكماً متسلطاً عليهم، ولو بالقوة.. يعني "سلاح".
ومطلق صفة الإرهابيين كان "يشبّح" أيام ميليشياه على المنطقة التي كان يسيطر عليها عبر "المكتب الثاني" ورخص "سلاح" معطاة له ولجماعته.
أما الثالث فلا نعلم له في تاريخه يوماً واحداً أو موقفاً واحداً مخالفاً لسلطة ما حكمت، بل نجده منذ البداية "متسامحاً ودوداً راضياً بل ومنظراً" لفعل "القوم"، وهو يعلم ان "الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه"، وكل هذا ليتسلط على الآخرين ويستخدم عمله هذا "سلاح" في خدمة مشروعه.
ترى ما الفارق بين "السلاح" و"سلاح" كل من هؤلاء؟
الفارق واضح..
هو ان الاول معرّف.. اما الآخر فنكرة كما حامله.
الاول هو لقتال العدو وصون السيادة وتحقيق الاستقلال، بينما الآخر كما تاريخه منذ البداية عميل، يطعن في الظهر من أجل "فتات" على مائدة اللئام، بحثاً عن "عمولة" في صفقة ما او مرتبة في "العمالة" يفتخر بها!!
"السلاح" هو زينة الرجال كما قال "السيد المغيب"، في حين ان "سلاح" الجبناء "يجرح".
"السلاح" فتح زمن الانتصارات منذ 1982، وحقق 25 أيار/ مايو 2000 والنصر الإلهي في تموز/ آب 2006 وما بينهما، هو يحمي ويحافظ على الاستقلال، فيما "سلاح" الصغار في نفوسهم اللاهثين على كرسي نيابي او وزاري او مقعد من هنا او هناك "يمسح جوخ".
لم يذهب "السلاح" المقاومة إلى أي عاصمة ليستجدي "الاستقلال"، بل وقف في وجه العدو وهجم على الموت، فظفر بالنصر وانتصر.. فيما "سلاح" الآخرين تكفي نظرة واحدة على تاريخه لتعرف الزواريب التي قاتل فيها وبها.. ومن أجل ماذا!!
هو عيد لمن بذل كل ما يملك من أجل الوطن، والآخرون زمنهم ولّى.
الانتقاد/ العدد 1317 ـ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008