ارشيف من :آراء وتحليلات

بوم واشنطن.. الفتنجي

بوم واشنطن.. الفتنجي
مصطفى خازم

بوم واشنطن.. الفتنجيعاد نعيق بوم الأفعى الرقطاء ليثير لعاب البعض في المنطقة حيال لبنان، رغبة بالانتقام من سوريا والمقاومة وقدراتها الى شكلت الشغل الشاغل للعدو وقادته واستخباراته ومحلليه منذ ما بعد حرب تموز وصولا إلى همروجة "سكود".
من جديد عاد جفري فيلتمان ليحيك في مسلة التهديدات التي خرج من لبنان بسببها، وكانت الضربات تتوالى على رأسه بسبب غرقه في مستنقها ظناً منه أنه قد ينجح في لي ذراع المقاومة عبر بعض الناعقين من هنا او هناك.
فيلتمان هذا لم يترك صغيرة ولا كبيرة في لبنان إلا وتدخل بها أو فيها، ولكن على ما يبدو لم يعجبه ما حصل في مسار التحقيق بملف الاتفاقية الأمنية التي وقعها في الليالي السود.. ليستقصي عبرها أخبار المقاومة والجيش والشعب...
هو نفسه صاحب نظريات إخراج الرئيس المقاوم من قصر بعبدا، ونزع سلاح المقاومة، والقرارات المتسلسلة من مجلس الامن بحق لبنان وقوته.
الخيارات المفتوحة أو المطروحة على الطاولة ـ ولو من وراء المحيطات ـ محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، ولبنان تحديداً عبر بعض "السميعة"، أو "الآذان الفتنوية"، ولكن السؤال: هل حقاً هناك من ما زال يراهن على فيلتمان؟
في بلد العجائب هذا، يمكن!
وإذا وجد من يراهن على فيلتمان وتصريحه هذا، مشفوعاً بتقرير تيري رود لارسن، فعليه الانتباه أن الجمرة لا تحرق الا مكانها..
فالأول قابع في غرفته في مبنى الخارجية الاميركية، والثاني ينتقل عبر عواصم العالم.. أما الجالس هنا فسيبقى هنا وسيلقى ما لقيه بالأمس..
مقاومة مقتدرة متأهبة مستعدة لكل الاحتمالات.. وجيشا وطنيا تفقد بالأمس قائده مواقعه الأمامية ودعا عناصره للتأهب للذود عن التراب.. وشعبا ما عادت تنطلي عليه "خدع" البعض، و"شعوذة" آخرين..
وللبيان نذكّر أن من يريد الدفاع عن الوطن.. عليه الاعتماد على ما بين أيديه، وترك الخارج وما فيه..
فالأرض التي يدافع عنها "الأغراب مرهونة للأغراب"، و"اللي بيقاتلوا من برا بيضلو برا.. المصدر جوا".. وتحرير الأرض بسواعد أبنائها له طعم آخر
ولمن لم يصدق بعد، يمكن القيام بجولة من رأس الناقورة إلى اقليم التفاح، ليشاهد العمران، والازدهار والأشجار التي نمت بفضل دماء المجاهدين، وفي الطريق يمكنه الاستراحة في حديقة مارون الراس ليشم عبق تراب فلسطين ويمعن النظر في آخر نقطة منها.. وليسمع أنين الأرض من محتلها.. ويدها الممدودة تطلب العون..
هنا لبنان، كان وسيبقى على مر الزمان برغم كل المحن.. عصياً على الاحتلال.. وأكبر من الابتلاع وغير قابل للقسمة.. موحداً خلف مثلث الصمود.. جيش.. شعب.. ومقاومة.
اما نعيق فيلتمان، فهو باق هناك في واشنطن، وسيلقم حجراً لو تجرأ على نشر الفتنة مجدداً.
2010-04-23