ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: المسجد والأدب

كتب حسن نعيم
لم يحظَ المسجد في لبنان بالمكانة التي يستحقها من الناحية الفنية, سواء الأدبية أو المسرحية أو التشكيلية. لقد كان حضوره خجولاً أقرب الى المكان الطقسي القصّي عن الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية.
غياب المسجد كمكان وظلال عن الكتابات الأدبية له أسبابه, فمن ناحية موضوعية يمكننا القول إن المسجد قبل فترة اصطلحنا على تسميته بالصحوة الاسلامية أو الحالة الإسلامية, لم يكن حاضراً بقوة في حياة الناس, وإنما كان يرتاده بعض العجزة في القرى النائية لتأدية الصلاة فرادى وليس جماعة, باستثناء صلاة الجمعة.
كان عنصر الشباب غائباً عن المسجد بشكل واضح وجلي, وقد ظلّ غائباً حتى ثمانينيات القرن الماضي, حيث تدفق التيّار الشبابي الى المساجد يملؤها بالأدعية والصلوات.
أخذ الشباب المتدين على عاتقه مهمة بث الروح في المسجد الذي كان غريباً في بيئته ووسطه, فبات مع بدايات الصحوة الإسلامية أشبه بخلية نحل, وأخذت العبادات فيه تنأى عن الشكل الفردي الى المنحى الجماعي, إن على مستوى الصلاة أو على مستوى الأدعية وإحياء ليالي القدر.
ومع كلمات الإمام الخميني (قده) في المسجد ودوره وأهميته التي توطدت بعد الثورة الإسلامية في إيران, كان المسجد قد اتخذ دوره الجديد مكاناً للعبادة والتحصن والالتقاء والاجتماعات: "أحيوا الثورة من خلال المساجد التي تعتبر حصون الإسلام المنيعة.. إن حفظ المساجد من الأمور التي يعتمد عليها وجود الإسلام".
استعاد المسجد دوره وأهميته في الحياة, ولكن برغم ذلك لم يأخذ دوره على مستوى النتاج الأدبي والفني, ما يعني أننا كنا بحاجة الى صحوة فنية وأدبية مواكبة للصحوة الفكرية. وما المسجد هنا سوى معطى حياتي يومي يشير إسقاطه من النص الأدبي الى قصور أو تقصير كان يمكن لو جرى تلافيه، التعبير عن لحظتنا وواقعنا بصورة أكثر صدقاً وموضوعية.
الانتقاد/ العدد 1317 ـ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
لم يحظَ المسجد في لبنان بالمكانة التي يستحقها من الناحية الفنية, سواء الأدبية أو المسرحية أو التشكيلية. لقد كان حضوره خجولاً أقرب الى المكان الطقسي القصّي عن الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية.
غياب المسجد كمكان وظلال عن الكتابات الأدبية له أسبابه, فمن ناحية موضوعية يمكننا القول إن المسجد قبل فترة اصطلحنا على تسميته بالصحوة الاسلامية أو الحالة الإسلامية, لم يكن حاضراً بقوة في حياة الناس, وإنما كان يرتاده بعض العجزة في القرى النائية لتأدية الصلاة فرادى وليس جماعة, باستثناء صلاة الجمعة.
كان عنصر الشباب غائباً عن المسجد بشكل واضح وجلي, وقد ظلّ غائباً حتى ثمانينيات القرن الماضي, حيث تدفق التيّار الشبابي الى المساجد يملؤها بالأدعية والصلوات.
أخذ الشباب المتدين على عاتقه مهمة بث الروح في المسجد الذي كان غريباً في بيئته ووسطه, فبات مع بدايات الصحوة الإسلامية أشبه بخلية نحل, وأخذت العبادات فيه تنأى عن الشكل الفردي الى المنحى الجماعي, إن على مستوى الصلاة أو على مستوى الأدعية وإحياء ليالي القدر.
ومع كلمات الإمام الخميني (قده) في المسجد ودوره وأهميته التي توطدت بعد الثورة الإسلامية في إيران, كان المسجد قد اتخذ دوره الجديد مكاناً للعبادة والتحصن والالتقاء والاجتماعات: "أحيوا الثورة من خلال المساجد التي تعتبر حصون الإسلام المنيعة.. إن حفظ المساجد من الأمور التي يعتمد عليها وجود الإسلام".
استعاد المسجد دوره وأهميته في الحياة, ولكن برغم ذلك لم يأخذ دوره على مستوى النتاج الأدبي والفني, ما يعني أننا كنا بحاجة الى صحوة فنية وأدبية مواكبة للصحوة الفكرية. وما المسجد هنا سوى معطى حياتي يومي يشير إسقاطه من النص الأدبي الى قصور أو تقصير كان يمكن لو جرى تلافيه، التعبير عن لحظتنا وواقعنا بصورة أكثر صدقاً وموضوعية.
الانتقاد/ العدد 1317 ـ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008