ارشيف من : 2005-2008
افتتاح المؤتمر القومي العربي السابع عشر في الدار البيضاء ـ المغرب

عقدت أمس بفندق ريفولي بالدار البيضاء جلسة الافتتاح لمؤتمر القومي العربي السابع عشر، وبحضور 350 مشاركا ووسط اغطية اعلامية كثيفة للاعلام المغربي والعربي، افتتح الجلسة الدكتور خير الدين حسيب الذي بدأ كلمته بالتنويه الى مستوى الحضور ومدى الاستجابة الكبيرة لاعضاء المؤتمر بهذه الدورة، مشيرا ان المتؤمر ومنذ تأسيسه عام 1990 استطاع الاستمرار والاتساع متحديا كل الظروف، ومحافظا بذات الوقت على تماسكه الداخلي، وما ميز المؤتمر حسب الدكتور حسيب دائما هو انه يضم كل التيارات السياسية العربية المؤمنة بالمشروع النهضوي الحضاري، وذلك منعكس تماما على الاعضاء والامانة العامة المشكلة من مختف التوجهات ما جعل المؤتمر يمثل بحق مرجعية شعبية عربية.
وبعد الدكتور حسيب تناول الكلمة الاستاذ خالد السفياني رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع عشر حيث رحب بالحضور الذين جاؤوا من مختلف الاقطار ومن مختلف التيارات منوها الى الصعوبات التي تواجه العمل القومي.
اما كلمة المشاركين فقد القاها باسمهم الدكتور سليم الحص رئيس الوزراء اللبناني السابق فتحدث عن حال العروبة في عصر العولمة وعن الآ ليات الضرورية للارتقاء بالعمل القومي وان العولمة التي عصفت بسيادات الدول لم تستطع ان تمسح العروبة من الوجود رغم ان امريكا تحاول الدفع بالعولمة الى ابعد الحدود لا نها المستفيد الكبير من هذا المشروع.
واضاف الدكتور الحص قائلا: ان ليس بالامكان للعروبة ان تعيش تحت شمس العولمة اذا بقينا نعيش بكيانات مفككة ومفتتة، وقد شعر العرب بهذا اخطر الداهم فانشأوا جامعة الدول العربية لتجاوز هذه المعضلة كن للأسف هذا الهيكل لم يعد يفي بالغرض المطلوب، وهذا تجلى في الغياب الكلي لموقف عربي موحد تجاه قضايانا المصيرية والكبيرة في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان والسودان. وهذا ما يحتم ترجمة جديدة للعروبة ، وهي ان تتماشى مع العولمة هي لا تعارضها ابدا ومن الشواهد على ذلك الحالة التي يعيشها الاتحاد الاوروبي، اذا المطلوب منا هو الانخراط في العولمة لكن مع ضرورة الحفاظ على خصوصياتنا الثقافية، ووضع برامج تنمية للحفاظ على اقتصاداتنا فلا بديل عن اتحاد عربي. فغاية العروبة اليوم هي التحرر والتنمية، اما التحرر فيجب ان يكون ضامنا لحقوق الشعوب ليس على طريقة خارطة الطريق التي تفرض نزع السلاح قبل التفاوض أي تجريد الامة من مصدر قوتها الوحيد، فخارطة الطريق مشروع استسلام لا مشروع سلام ونحن اليوم يضيف الدكتور الحص، اقوى من الاتحاد الاوروبي لاننا نملك ك مقومات الوحدة ومن اهم مقومات الوحدة الديمقراطية والتنمية.
ثم تحدث الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الذي حيا الحاضرين ثم اسهب في وضع العراق والمأزق الذي يعانيه الاحتلال الامريكي والخسائر الفادحة التي يتكبدها ويعمل على اخفائها اعلاميا، دون ان ينسى الشيخ الضاري ان يقدم تحية خاصة الى الشعب الفلسطيني معتبرا اياه استاذا في المقاومة والتحرير وشدد على ان المقاومة مستمرة رغم كل التضحيات، ورغم كل الصعوبات التي لا تأتي من المحتل فقط بل من ابناء جلدتنا. وهي الرؤية التي عبر عنها كذلك المرجع الشيعي آية الله السيد احمد الحسن البغدادي الذي رفض مقولة ان المقاومة سنية فقط، بل عراقية يقاتل فيها السني والشيعي جنبا الى جنب.
واعطيت الكلمة للسيد موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ليؤكد ان المقاومة خيار لا بديل عنه حتى نهاية الاحتلال وان الشعب الفلسطيني صامد وسيصمد في وجه المؤامرة الدولية التي تحاك ضده.
ودعا ابو مرزوق التي لا تستقبل ممثلي الحكومة الفلسطينية ان لا يستقبلوا اولمرت او ممثلي حكومته خصوصا بعد ان اعلن مواقفه المعادية لاي حل.
ثم اخذ الكلمة السيد عبد العزيز السيد امين عام مؤتمر الاحزاب العربية وبعده اللواء طلعت مسلم المنسق العام للمؤتمر الاسلامي اللذين اكدا ان كل الجهود تصب في هدف واحد هو النهوض بالامة.
وجاء اختتام الجلسة بكلمة القاها الامين العام للمؤتمر القومي العربي الاستاذ معن بشور حيث بدأ حديثه عن اهمية ان يعقد المؤتمر بالمغرب خاصة ان احد مؤسسيه هو الفقيد محمد البصري, وان المغرب هو ارض المقاومة والتحرر وابرز الشهداء الزرقوني وعلال وان رواد الكفاح والاصلاح هم ابناء هذا البلد كالمهدي بن بركه وعمر بن جلون، و وان المغرب هو من فتح بابه للمؤتمر عام 97 وحين اغلقت في وجه ابواب العواصم العربية ما عدا بيروت.
وقد تزامن المؤتمر مع فكرة المصالحة والانصاف التي انتهجها المغرب قادة وشعبا وهي فكرة تحمل في طياتها كل معاني النهوض والتسامح والحوار، ونحن ملزمون يؤكد الاستاذ بشور بتجسيد ثقافة المصالحة ويجب الاستفادة من روح المصالحة التي تعمم اليوم المغرب والجزائر رغم كل ما يعتري آلياتها من نواقص.
واعتبر بشور ان امؤتمر يحمل اليوم ثقافة المصالحة وثقافة المقاومة وثقافة المراجعة وثقافة المشاركة مشيرا الى ان المقاومة نجحت خاصة في زمن كثرت فيه رايات الاستسلام . فما دمنا نملك ارادة المقاومة سنقلب كل الموازين لان موازين الارادات اقوى موازين القوى. وهو ما يحدث الآن تماما في العراق.
كما ان المؤتمر يضيف الاستاذ بشور هو اطار للحوار، والحوار اقرار بالاخر واعتراف بالحاجة اليه عكس ما يروج عن الحركة القومية انها تنفي الحوار وهذا مخطط لضرب الفكر القومي وهذا ليس جديدا، هو عنصر للتوحيد كما الاسم، وهذا محاولة لضرب مقومات الامة اما أولئك الذين يقولون ان العروبة ، كما الاسلام هما عاملي توحيد في الامة، خصوصا اننا جميعا ابناء الحضارة العربية الاسلامية التي تلاقت في صفها اديان واقوام وجماعات عربية وغير عربية، مسلمة وغير مسلم، اما أولئك الذين يقولون ان الخطاب القومي العربي خطاب خشبي رد أ. بشور قائلا: نحن من حذر من المخططات اتي تحاك ضد فسطين والعراق ونحن من شرق اوسطية بيريز الى بوش وتحويل المنطقة الى دويلات يقودها الكيان الصهيوني فكيف نكون بعيدين عن واقعنا، وقد حذرنا من اشياء وقعت اليوم أمامنا ونحن اول من اكد على انتصار نهج المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.
اما المقاومة يضيف أ. معن بشور ان الشعوب لا تتعب من الماقومة، حتى لو تعب جيل او قيادة او فرد فلن نتعب من المقاومة لانها الضمان الوحيد لتحرير الارض والانسان كما هو الحال في فلسطين ولبنان والعراق، لكن المقاومة تحتاج الى دعم شعبي واسع لذا يجب انشاء صندوق شعبي عربي دعما للمقاومة في فلسطين والعراق.
ولأن الشباب هم المحرك الحقيقي لكل تغيير اكد أ. معن بشورعلى ضرورة الاهتمام بهذه افئة والاقتداء بفكرة مخيم الشباب القومي وعقد مخيمات مماثلة في كل الاقطار.
وختم بشور كلمته قائلا بان المؤتمر اطار اليوم هو منبر تتلاقى فيه الافكار والمواقف على امل ان يصبح المؤتمر مرجعية فكرية سياسية تضمن مشاركة الجميع، مؤكدا انه لن يرشح نسه لولاية جديدة ايمانا منه بتداول المسؤولية والتي يجب ان تنطلق من المؤسسات الشعبية لتصل الى المؤسسات الرسمية.
بشور دعا الى الافراج عن كل معتقلي الرأي في كل اقطار الامة لا سيما اعضاء المؤتمر القومي العربي كما حيا الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني والامريكي لا سيما اعضاء الشرف في المؤتمر احمد سعدات، مروان البرغوثي، وبطل عملية جمال عبد الناصر عميد الاسرى العرب سمير القنطار.
وسيبدأ المؤتمر اول جلساته بمناقشة ورقة عمل اعدها الدكتور عزمي بشارة عن عرب فلسطين 1948، ثم بجلسة عن العراق يقدم ورقة العمل فيها د. خير الدين حسيب.