ارشيف من : 2005-2008

تايلاند: النساء المسلمات في محافظة شيانج ماي يصنعن ويديرن أكبر مصنع يدوي للشمسيات

تايلاند: النساء المسلمات في محافظة شيانج ماي يصنعن ويديرن أكبر مصنع يدوي للشمسيات

النساء المسلمات التايلانديات بأيديهن يصنعن ويبعن ويدرن، أكبر مصنع للشمسيات في محافظة شيانج ماي في أقصى شمال مملكة تايلاند.‏

وتشرف وتدير المصنع أصغر مديرة مسلمة لم تتعدى الـ(17) عاما إلا قليلا، وتتحدث بأكثر من لغة منها الإنجليزية بطلاقة إلى جانب التايلاندية لغة بلدها.‏

ومصنع الشمسيات مبانيه حديثة بطابعها التايلاندي، وحوله مساحات واسعة من الحدائق وأشجار ذات تنسيق بديع، والنظافة باهرة منذ المدخل بلوحاته الفنية، كما أن النظافة طابع كل مدن وقرى مملكة تايلاند الجميلة، حتى في المساجد أول ما يقابل الزائر لوحة (النظافة من الإيمان).‏

والمواد الخام التي تصنع منها الشمسية هي "لحاء" شجر (السا - SA)، وسيقان شجر البامبو، وتنمو هذه الأشجار بكثرة في تايلاند خاصة في محافظة شيانج ماي.‏

وإلى جانب الشمسيات تصنع النساء المسلمات وبأدوات وأجهزة من ابتكاراتهن، أشكال فنية عالية التميز مختلفة الألوان والأحجام، من خشب أشجار "التك".‏

وتصنع الشمسية في عدة مراحل: مرحلة طحن لحاء شجرة السا – SA، حيث يوضع اللحاء بعد تلينه بالماء على سندال من خشب التك له قمة دائرية في علو نصف متر تقريبا، وتمسك المعلمة الجالسة على كرسي خشب بيديها شاكوشين من الخشب أيضا، وتحرك ذراعيها في حركات متتالية متناسقة إلى أعلى وأسفل، وبعد تجهيز العجينة في مستوى معين، توضع على بانيو كبير من الخشب مليء بالماء، وتقوم معلمة بتذويب العجينة في الماء حتى تتوزع بكاملها وتطفو على سطح الماء، ثم تأتي معلمة أخرى ببرواز مستطيل من خشب، تقفل مساحته شاشة رفيعة من القماش ذو التربيعات الصغيرة الحجم، ويغطس داخل البانيو ثم يرفع وقد أمتلأ سطحه بجزء من العجينة حيث توزع على سطح البرواز، وتعرض على الشمس حتى تجف، ثم تقلع كأنها قماش من حرير.‏

وفي المرحلة التالية هناك إثنتين من المعلمات يقمن بقطع وتنظيف سيقان البامبو بمقاسات معينة حسب المطلوب انتاجه من الشمسيات.‏

وتأتي مرحلة أخرى تقوم معلمات أخريات بتشكيل هذه السيقان لتكوين جسم الشمسية. ثم مرحلة وضع القماش الذي صنع في المرحلة الأولى وبالمقاس المطلوب على جسم الشمسية، ويثبت بقرى، وتحول الشمسية إلى مرحلة التشكيل والتلوين، وتقوم بذلك فنانات على جانب كبير من الإبداع، ثم تصل الشمسية إلى مرحلة حفظها في كيس من القماش. ومن ثم توضع على أرفف في المعرض المصاحب للمصنع، أو ترسل إلى المستودع وهنا يأتي دور الرجل في قيادة الشاحنة إلى المستودع وتحميل الإنتاج.‏

وإلى جانب الشمسيات، تصنع الفنانات المسلمات من أعواد شجر التك، وشجر الآبنوس، أشكال ذات قيمة فنية عالية الجودة، منها قطع الشطرنج والقوارب الشراعية، وعلب لحفظ الأشياء الثمينة وغيرها كثير.‏

وقد زارت هذا المصنع بعثة منظمة المؤتمر الإسلامي برئاسة السفير سيد قاسم المصري، تشجيعا للمرأة المسلمة وفن وثقافة الأقليات المسلمة، وذلك إبان زيارة البعثة لمملكة تايلاند، كما زارته شخصيات مشهورة منها، الأميرة البريطانية الراحلة ديانا اسبنسر، وسطروا كلمات تعبر عن الإنبهار وإلإعجاب لما رأوا.‏

2006-10-28