ارشيف من : 2005-2008

" تور" الروسي" لصد "كروز" الاميركي على الجبهة الايرانية

" تور" الروسي" لصد "كروز" الاميركي على الجبهة الايرانية

وقّعت الجمهورية الاسلامية الايرانية صفقة أسلحة مع روسيا من شأنها تعزيز دفاعات الجمهورية الاسلامية مقابل هجمات الوايات المتحدة الاميركية وربيبتها "اسرائيل".‏

وتشمل الصفقة بالاضافة الى منظومة الدفاع الصاروخي "تور"، مجموعة من التحدثيات على ترسانة الجمهورية الاسلامية الجوية .‏

وأفاد مسؤول في أحد مصانع الإنتاج العسكري الروسية بأن الصفقة تقضي بأن تزود روسيا إيران بمجموعة من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "تور م – 1".‏

ووفقا لتقدير أعده الخبير الروسي دميتري فاسيلييف فإن قيمة الصواريخ التي تعاقدت إيران على شرائها تزيد عن 700 مليون دولار.‏

ولم يسبق وان اشترت إيران أسلحة من إنتاج روسيا بقيمة كهذه منذ عام 2000 عندما انسحبت روسيا من اتفاقية سرية وقعها "غور" نائب الرئيس الأمريكي حينذاك و"تشيرنوميردين" رئيس الوزراء الروسي وقتذاك. وتعهدت موسكو بموجب تلك الاتفاقية بعدم عقد المزيد من صفقات الأسلحة مع إيران مقابل أن تساعد الولايات المتحدة الأمريكية روسيا على دخول أسواق العالم للتقنيات الدفاعية. ولم يبر الجانب الأمريكي بوعده، ولهذا انسحبت روسيا من الاتفاقية.‏

وبعدها اشترت إيران من الأسلحة الروسية ما لا تزيد قيمته عن 300 مليون دولار أو 400 مليون دولار وفق معلومات الخبير الروسي ميخائيل بارابانوف.‏

ونظام "تور" الصاروخي – يقول الخبير – سلاح دفاعي بحت مخصص للاعتراض على الصواريخ الجوالة (كروز) ولا يمكنه ان "يهدد" الولايات المتحدة الأمريكية إلا إذا هاجمت الأخيرة إيران.‏

ويقول الخبير كريستوفر لانغتون من المعهد الدولي للأبحاث الإستراتيجية في لندن: إذا كان توريد صواريخ "تور م – 1" لإيران يندرج في إطار برنامج للتعاون العسكري الفني تم الاتفاق عليه قبل سنوات فسوف تضطر الولايات المتحدة الأمريكية – غالب الظن – إلى التسليم بهذه الصفقة.‏

وأما إذا تم الاتفاق على هذه الصفقة في أيامنا هذه عندما يحتدم الجدل حول برنامج إيران النووي فإن الولايات المتحدة الأمريكية قد ترى فيها تشجيعا لأطماع طهران النووية.‏

ويفترض – يقول الخبير الروسي وجيف حسينوف ـ ان لا تثير الصفقة حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية لأن بيع صواريخ "تور" وهي عبارة عن سلاح تكتيكي، إلى إيران مجرد عملية تجارية.‏

ويقول البروفيسور سيرغي دروجيلوفسكي من معهد العلاقات الدولية بموسكو: تحتاج إيران إلى ما يحمي المحطة الكهروذرية في بوشهر التي ستكمل روسيا بناءها قبل بداية عام 2007 لأن إسرائيل كانت قد أعلنت مرارا أنها تبحث إمكانية ضرب هذه المنشأة.‏

ويضيف البروفيسور دروجيلوفسكي: "لا تريد روسيا ان يتم تدمير هذه المنشأة، ولذلك سنعمل على تعزيز قدرة إيران الدفاعية إلى الحد الضروري بتزويدها بالأسلحة الدفاعية".‏

ويقول قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي: "لم يفرض المجتمع الدولي حظرا على تصدير الأسلحة إلى إيران. لذلك لا أرى في هذه الصفقة، إذا عقدت، انتهاكا لالتزامات روسيا الدولية".‏

ويقول يفغيني ساتانوفسكي، رئيس المعهد الروسي للدراسات الشرق اوسطية إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتأثران دائما بالمعلومات عن تعزيز قوات الدفاع الجوي لبلدان مثل سوريا أو إيران، ولكن يستحيل التكهن برد فعل إسرائيل في هذه الحالة لأن إسرائيل تواجه وضعا سياسيا داخليا معقدا الآن.‏

هذا وأعلن الجنرال يوري بالويفسكي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن روسيا تملك اختراعات فنية تمكنها من صنع سلاح يقدر على اختراق شبكات الدفاع المضادة للصواريخ سواء الشبكات القائمة أو شبكات المستقبل، ولكن روسيا لم تبدأ بصنع هذا السلاح وهو سلاح باهظ الثمن ويتعلق قرار بدء العمل في صنعه بتطورات الوضع على حد قول الجنرال بالويفسكي.‏

المحرر الاقليمي + صحيفة "فيدوموستي"‏

2006-10-28