ارشيف من :آراء وتحليلات

بقلم الرصاص: بيريز حاخام سياسي

بقلم الرصاص: بيريز حاخام سياسي
كتب نصري الصايغ
كي لا ننسى، يلزم اعادة الأمور إلى أسمائها الحقيقية، وإعادة طبعها في الذهن، وتعميمها في كلامنا اليومي.
نسينا أموراً كثيرة، عندما استبدلنا أسماءها، بمجازات واستعارات وضرورات، نسينا حقائق كثيرة، عندما أضفينا عليها تزويرنا اللغوي.
فـ: كي لا ننسى لا بد من اعادة الكلام الحقيقي إلى قاموس تداولنا اليومي:
أ ـ اسرائيل، عدو، الصهيونية عنصرية، الاستيطان احتلال.
ب ـ فلسطين محتلة، ضفة وقطاعاً (من الخارج والداخل) وكل حبة تراب داخل الخط الأخضر، وصولاً إلى الخط الأزرق في البحر الأبيض المتوسط.
ج ـ الولايات المتحدة، أولاً وثانياً وعاشراً، ومئة، هي شريك فاعل في الاعتداءات والحروب العدوانية الإسرائيلية، وتتعامل مع "الصهيونية" كأنها شرعة دولية خاصة بحقوق الإنسان اليهودي في بلادنا.
د ـ شيمون بيريس، كغيره من قادة اسرائيل، مجرم حرب وسفاح وقاتل ومرتكب مجازر، ولا يخفف عنه جرائمه، ما ارتكبته جائزة نوبل عندما تلطخت سمعتها بدمائنا، ولا يختلف بيريز عن سواه من قادة إسرائيل، منذ جابوتنسكي، فيلسوف الإرهاب الصهيوني، مروراً بالنبي المسلح القاتل بن غوريون، وموشي دايان، مبيد القرى الفلسطينية، وغولدامائير، قاتلة الأطفال في مدرسة بحر البقر، وشارون، السفاح الخفي لمجازر صبرا وشاتيلا، وصولاً إلى "الملاك المسعور" اسحاق رابين، مكسّر عظام الأطفال في الانتفاضة.
من حقنا أن نكون مثاليين، كما من حقنا المطلق أن نكون واقعيين جداً، وأول الواقعية التعرف الى واقعنا بأسمائه الحقيقية، والتعامل معه بما تفرضه عليه مثاليتنا الناصعة: التحرير، العدالة، الانسانية.
من حقنا أن لا ننسى أننا لم نمثل دور الضحية طوعاً وحباً بالتضحية، لقد كنا ضحايا غصباً عنا، اختارتنا اسرائيل ومعها بعض الغرب، لنكون الضحايا، لم نَعتدِ على أحد، بل اعتُدي علينا، ومن حقنا أن نصرخ بقبضاتنا، وهذا أضعف الايمان، وبحجارتنا، وهذا أضعف الأمثال، وببنادقنا، وهذا أفضل الممكن.. إذ، من المستحيل المستحيل المستحيل أن يتحوّل الفلسطيني في أرضه، إلى هندي أسمر، لينقرض بالقتل ويهدد من اشقائه بالتخلي.
بين يوم وآخر، يخترعون مناسبات للتطبيع، مرة باسم الواقعية، ومرة باسم الضرورة، ومرة باسم المجتمع الدولي، ومرة باسم: "فلنربح ما سنخسره".
بين يوم وآخر، يخترعون لنا تمرينات لاعتياد العدو بيننا، ويجهدون الجهد كله، ويبذلون المال بغاليه ورخيصة، لينظموا علاقات تقود إلى التطبيع.
فليفعلوا ذلك وحدهم.
وإنهم لا يفلحون في غير هذا.
ولا يعملون لغير هذه الوضاعة.
كي لا ننسى، علينا أن نسمي الأشياء بأسمائها، فالعرب ليسوا كلهم عرباً، فالبعض، لغته الدولار، وصلاته بالعبرية، وإيمانه بواشنطن، ربهم أبو جهل.
كي لا ننسى، علينا أن لا ننسى، أنهم كانوا كذلك من زمان، تركوا كل شيء، من أجل الحفاظ على السلطة.
لن نطلب منهم سوى أن يتركونا وشأننا، وهذا ليس غريباً على تاريخ البشرية، فكثير من الجماعات جعل الاخلاق والديانات والآلهة، مطية للسلطة، وقليل منها جعل القيم والمبادئ والمثل قاعدة للعمل السياسي والنضالي.
شيمون بيريز حاخام سياسي والآخرون حاخامات أيضاً..
الانتقاد/ العدد 1317 ـ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
2008-11-21