ارشيف من : 2005-2008

السيد فضل الله اتهم التكفيريين والاحتلال بالجرائم المرتكبة في العراق

السيد فضل الله اتهم التكفيريين والاحتلال بالجرائم المرتكبة في العراق

تساءل آية الله السيد محمد حسين فضل الله في بيان اليوم هل من قبيل المصادفة استهداف مدينة الصدر وغيرها في أعقاب الترويج الأميركي لحرب أهلية في العراق؟ وإذ وجه سماحته اتهامه الى التكفيريين في جرائم "الحقد الأسود والإرهاب التكفيري"، أكد أن الاحتلال الأميركي هو الذي أفسح لهم في المجال كي يصولوا ويجولوا في العراق بعد جعله ساحة مفتوحة لهم. وقال في بيانه الذي تناول فيه أحداث العراق الأخيرة، وخصوصا الجريمة التي طاولت مدينة الصدر: "مرة جديدة يضرب الحقد الأسود والإرهاب التكفيري ضربته في قلب العراق في أحيائه الفقيرة المجهدة بالعطاء لحساب الإسلام كله، ولحساب قضية العراق كلها. في مدينة الصدر، هذه المدينة الصابرة المجاهدة الحاملة لأعباء القضية كلها والرافعة دائما لواء الوحدة، والمحتضنة باستمرار لكل أولئك المؤمنين العاملين الذين نذروا أنفسهم على خط صون العراق وحماية وحدته والدفع بعيدا بفتنة الاحتلال والتكفيريين والقتلة والمجرمين من بقايا النظام الطاغي". اضاف:"ولقد أريد لهذه المجزرة الجديدة التي حولت المدينة الشاهدة والشهيدة إلى بحر من دماء في سلسلة انفجارات واعتداءات زرعتها يد الجريمة أن تتحول عن رسالتها في الإصرار على صون وحدة المسلمين وأن تتجرع غصص الألم لتدفع ثمن إيمانها وصبرها واحتسابها، وعضها على الجراح في مسيرة الوحدة ورفض الانسياق وراء المخطط الذي رسمه التكفيريون وشجع عليه الاحتلال لإحداث فتنة بين السنة والشيعة في العراق، تأكل الأخضر واليابس وتعود على الاحتلال بشيء من الطمأننينة والأمن، وعلى المنطقة كلها بالفوضى والدمار والهلاك". "إننا نعرف جيدا أن اليد الآثمة التي ضربت بالأمس في مدينة الصدر هي نفسها التي امتدت إلى المواقع الأخرى لتزرع القتل والدمار في كل زاوية من زوايا العراق وفي كل شارع من شوارعه، غير آبهة بمن يسقط نتيجة حقدها الأسود وتعطشها إلى القتل الذي تظن بأنه سوف ينتج حربا طائفية تسقط البقية الباقية من قضايا الأمة. إننا نريد لأهلنا في العراق الذين أرادت الجهات التكفيرية أن تهزم فيهم روح الإصرار على الانتصار من خلال البشاعة والحقد في جرائمها المتواصلة، وأراد الاحتلال أن يشعرهم بالهزيمة والخضوع من خلال إفساحه في المجال لهؤلاء القتلة كي يصولوا ويجولوا في كل العراق الذي جعله الاحتلال الأميركي ساحة مفتوحة لهم، ولم يكلف نفسه القيام بأية خطوة لحماية العراق وشعبه من الحرب الأهلية التي يتحدث عنها بطريقة إيحائية تجعل الجميع يشعر بأن ما يحدث هو جزء من حركته المباشرة أو غير المباشرة". وتساءل السيد فضل الله: أين هو العالم الحر؟ وأين هو الاتحاد الأوروبي وبقية الدول التي تظهر الحرص على المنطقة أمام هذا الترويج الأميركي للحرب الأهلية في العراق، حيث لا تنطلق الأصوات لتدعو إلى محاسبة الإدارة الأميركية على كل مسيرة القتل التي حركتها في المنطقة انطلاقا من العراق، وعلى كل هذا الشر الذي زرعته ولا تزال تزرعه من دون أن تتعرض لأية انتقادات أو ملاحقة أمام مجلس الأمن وغيره، في الوقت الذي تتحضر لاستخدام مجلس الأمن لارتكاب حماقة جديدة في المنطقة؟" وتوجه بيان السيد فضل الله الى العراقيين بالقول "إن عليكم أن تعضوا على الجراح وأن تعلموا أن هذه الجرائم هي بمثابة الدليل الحاسم على أنكم سلكتم الطريق الصحيح من خلال إصراركم على حماية خط الوحدة الإسلامية وصون العلاقة بين السنة والشيعة، وأن رهان التكفيريين والمجرمين على أن يسقطوا الهيكل على رؤوس الجميع من خلال جركم إلى الفتنة سيسقط، كما سقطت رهاناتهم الأخرى ومخططاتهم السابقة".‏

2006-10-28