ارشيف من : 2005-2008
الرئيس الحص: جملة عوامل حالت دون انهيار لبنان ابرزها فوارق اسعار النفط واموال المهاجرين

رأى الرئيس الدكتور سليم الحص "ان لبنان يعيش حالة انهيار مع وقف التنفيذ وهناك جملة عوامل حالت دون انهياره، ولو كانت معطيات الانهيار الموجودة في لبنان في بلد آخر من فساد ودين وركود اقتصادي وبطالة وحركة هجرة لأوصلت الى الانهيار".
وقال "من ابرز اسباب عدم الانهيار في لبنان فوارق زيادة اسعار النفط مما زاد من موارد الدول المنتجة للنفط, وهناك ندر من فوارق الفوائض يتوجه الى لبنان وربما واحد بالمئة، هذا بالاضافة الى الهجرة الى الدول العربية والاجنبية وارسال المعونات الى لبنان، واغراق لبنان بالسيولة من حركة اجهزة المخابرات لمصلحة بلادهم وهذا يساعد في تقويم البلد والحؤول دون انهياره".
كلام الرئيس الحص جاء خلال ندوة نظمتها "جمعية منتدى آفاق الحوار في حركة الامام الخميني" في بعلبك بحضور النائبين اسماعيل سكرية وكامل الرفاعي، النائب السابق ابراهيم بيان، النائب الاسقفي العام الاب ميشال بركات وفاعليات سياسية واجتماعية ومهتمين. قدم للرئيس الحص المحامي احمد كركلا.
وقال الحص :" نطرح على انفسنا السؤال ، لبنان الى اين؟ والجواب على هذا السؤال المحوري مرتبط بالضرورة بمحيطه العربي فهو جزء من الامة العربية والمنطقة ومصيره مرتبط بها عضويا، والسؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه: الامة العربية الى اين؟ والذي يحل بالامة العربية يحل بلبنان ومصيره مرتبط بمصير الوطن العربي .وقد جاء بوثيقة الطائف "لبنان عربي" ومصيره من مصير الامة وهناك تداخل ثقافي واقتصادي وسياسي ونحن لنا مصلحة استراتيجية في علاقة مميزة مع سوريا وان تصدر سوريا الى لبنان ولبنان الى سوريا، وهناك لبنانيون يعملون في سوريا وسوريون يعملون في لبنان وهناك تداخل ثقافي مع الوطن العربي عميقة جدا ومصير البلدين مترابط".
اضاف:" لبنان يعيش ازمة عميقة داخليا على شتى الصعد الاقتصادية والمالية والسياسية, ولو كانت المعطيات الموجودة في لبنان موجودة في بلد آخر لكان الانهيار، لكن مصير لبنان يرتبط بمصير المنطقة ونحن نعيش حالة انهيار مع وقف التنفيذ وهناك جملة عوامل حالت دون انهياره, وهناك ركود اقتصادي رهيب والجميع يشكو من الفساد وهناك فساد مستشر في الدولة والمجتمع وهناك دين عام لا يحتمله بلد آخر وهناك استحقاقات:الصحة،الاشغال،المتعهدون. ولو جمعنا الديون ربما تجاوزت ال 40 مليار دولار وعبء الدين العام شارف على المئتين بالمئة".
وتابع قائلا :" معطيات الانهيار من فساد ودين عام وركود اقتصادي وبطالة وحركة هجرة كلها عوامل لو كانت في بلد آخر لأوصلت الى الانهيار, واسباب عدم الانهيار الفوارق في زيادة اسعار النفط مما زاد من موارد الدول المنتجة للنفط, فهذه الفوائض تبحث عن مخارج وهناك ندر من هذه الفوائض يتوجه الى لبنان وربما واحد بالمئة, والليرة في احسن حالاتها ومصرف لبنان يشتري العملات الاجنبية والقيم العقارية ترتفع والودائع المصرفية زادت الى حدود ال 60 مليار ليرة, وهي تزداد واسهم المصارف ارباحها ازدادت وكذلك اسهم سوليدير.
والسبب الثاني الذي حال دون الانهيار هو الهجرة الى الخليج, وهؤلاء تشكل هجرتهم الى الخارج خسارة, وبوجود الركود الاقتصادي وبدل ان يكونوا عاطلين عن العمل في لبنان فانهم يقومون بارسال معونات بما يقدر بملياري دولار سنويا، بالاضافة الى اغراق لبنان بالسيولة من خلال اجهزة المخابرات الغربية وبما يتعلق بمصالح بلدانهم, وكلها عوامل تساعد في تقويم البلد والحؤول دون انهياره، فعام 1958 نشبت ازمة غربية مع الرئيس عبد الناصر وانتهت في لبنان بلا غالب او مغلوب, وعام1975نشبت ازمة استقالة حكومة المرحوم الرئيس رشيد كرامي وارتبط مصير لبنان بمصير المنطقة, وعامي 1978و1982 اجتياح اسرائيلي وعام 2000 كان التحرير، وآخر ازمة وطنية كانت عام 2004 وصدر القرار 1559 والتمديد للرئيس لحود والذي لا تزال تداعياته موضوع خلاف لهذه اللحظة, ولبنان لا يزال يعيش ازمة ذات ابعاد دولية وعربية .وامام هذا نسأل: لبنان الى اين؟".
وقال الرئيس الحص "ان حجم لبنان الديموغرافي والجغرافي اصغر من حجمه الاستراتيجي ولبنان في حجمه الديموغرافي والجغرافي صغير جدا وهو اصغر من حي في مدينة نيويورك وحجمه الاستراتيجي كبير جدا وله موقع في المنطقة, فاميركا لا تريد شيئا من لبنان بل تريد الكثير عبر لبنان, تريد من فلسطين وسوريا والعراق وحتى ايران, وكل هذا الضغط على لبنان لانه يحتل موقعا استراتيجيا اكبر من حجمه الديموغرافي والجغرافي. ولبنان الى اين؟ هناك ثلاثة سيناريوهات :
الاول: وهو اسوأ الاحتمالات, فمصير لبنان والعرب مرتبط بفلسطين واسرائيل ترفض مبدأ العودة, وفي مقدمة الدستور اللبناني لا للتوطين ، وقضية فلسطين لا تحل بالقرار 242 بل هي قضية انسان ووجود وحق العودة مرتبط بالقرار 194 وجوهر قضية فلسطين مرتبط بحق العودة . واذا نفذ القرار 242 وعاد الفلسطينيون الى ديارهم ورسمت الحدود بين الدولتين يصبح امرا ثانويا, المهم عودة الفلسطينيين الى بلادهم ، اما اذا فرض حل التوطين فبكل تأكيد سيكون مشكلة داخلية وساعتئذ فلسطين ولبنان الى اين, ومصيرنا عندئذ يرسم في فلسطين".
وتابع:" في العراق عشرات القتلى والجرحى ومعظمهم في عمليات ارهابية لانها لا تميز بين مذنب وبريء, وما يجري في العراق مشروع فتنة يراد نقله الى لبنان وهناك مشروع تقسيم وشرق اوسطية للقضاء على ما يسمى عروبة, ومحاولة لادخال ايران وتركيا وقبرص واسرائيل في دول الشرق اوسطية (الشرق الاوسط الكبير) ليهيمن الكيان الاسرائيلي على المنطقة, ونحن اللبنانيون لا نستطيع فعل شيء وحدنا بل يجب ان يكون هناك تفاعل وتفاهم مع العرب. وهناك سبيل واحد للتعايش مع ازمة المنطقة هو وحدة اللبنانيين والوفاق الوطني وهذا يجب ان يترافق مع اصلاح سياسي شامل, ويكون شاملا او لا يكون, ونحن بحاجة الى الاصلاح في الميدان السياسي ,التربوي والثقافي, لكن من يتخذ الاصلاح مجلس النواب ممكن ان يتخذ سن قانون الاصلاح كمرجعية سياسية او مجلس الوزراء، وقد يكون مصدر الاصلاح وزير، ومصدر الاصلاح سياسي, وليتم الاصلاح لا بد من مصلح, وقانون الاصلاح هو قانون الانتخاب حتى تأتي طبقة فاعلة تدير البلد وتتجه به نحو الاصلاح, وهذه الطبقة تدرأ تداعيات احداث المنطقة, ويمكننا ان نتعايش مع ازمة المنطقة لو قمنا باصلاح شامل ضمن اتفاق وطني ونحن ما زلنا بعيدين عن ذلك .
اما السيناريو الثالث والاخير، محادثات بين ايران واميركا وهناك محاولات لفتح قناة بين الدولتين, واميركا اصبحت محرجة في العراق وهي لا تستطيع ان تسحب قواتها من العراق الا اذا حلت محلها قوات عربية مشتركة, واميركا لها مصلحة بذلك واي قوة ستكون سوريا محورية فيها لاكثر من سبب: الحدود المشتركة بين العراق وسوريا وسوريا بنظر اميركا يمكنها ان تضغط, وقوة عربية من دون سوريا تعني انها اميركية وستستهدف وستهاجم, والوجود السوري فيها يغير هذا الطابع, ودخول سوريا اليها يعطيها صبغة اخرى, وسوريا الدولة الوحيدة مع لبنان لم توقع اتفاقا وهذا يعطيها رصيد, واذا حصل وتم الاتفاق ولاميركا وايران مصلحة حول العراق سواء كانت القوة عربية او اسلامية. واستقرار الوضع في العراق يعني استقرار الوضع في دول المنطقة, ودخول سوريا الى العراق يعني تبديل الوضع جذريا وبدل ان يكون همها الضغط على سوريا فتصبح سوريا في موقع دلال وهذا ممكن ان يحصل خلال بضعة اشهر واذا استقر الامر في العراق, فلبنان الى ازدهار عظيم, ونحن اليوم في حالة انهيار مع وقف التنفيذ" . ونظم للرئيس سليم الحص استقبال شعبي حاشد عند مدخل مدينة بعلبك الشمالي بالرقص الشعبي لفرقة المجد, وزار الرئيس الحص منزلي سمير حليحل ومحمد احمد الصلح, وكان في استقباله نواب ووزراء سابقون ورئيس بلدية بعلبك .