ارشيف من : 2005-2008
الشيخ غيث استقبل السفير إدريسي: بتغيير الحكومة والاعتذار للشعب سيبدأ تغيير وجه لبنان

استقبل شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ بهجت غيث في دار الطائفة الدرزية في بيروت، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود ادريسي، وعرضا التطورات العامة في لبنان والمنطقة.
وبعد اللقاء قال إدريسي: "كانت فرصة أخوية وطيبة للغاية جمعتنا بسماحته، وتحدثنا معه عن العلاقات بين لبنان وإيران من جهة، وعن التطورات السياسية على صعيد المنطقة من جهة أخرى. وقد اغتنمت هذه المناسبة لأؤكد مرة أخرى الموقف الرسمي للجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يتمثل في دعم الوحدة الوطنية بين كل أبناء الشعب اللبناني الكريم. وقد عبر سماحته خلال هذا اللقاء عن تقديره العالي للسياسات المبدئية والثابتة للجمهورية الاسلامية الايرانية في مجال الوقوف بجانب لبنان في السراء والضراء وتجاه اوجه الدعم المتنوعة التي قدمتها ايران الى لبنان في مناسبات مختلفة. كما اعرب عن دعمه وتأييده للسياسات الايرانية على مستوى المنطقة برمتها، وانها تقف دوما بجانب قضايا الحق والعدالة. كما عبر سماحته عن تقديره للمبادرة الايرانية التي انطلقت أخيرا تجاه الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس، هذه المبادرة التي تمثلت في تقديم هبة مالية للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية".
وأكد أدريسي رداً على سؤال ان الجمهورية الاسلامية الايرانية أعلنت مرارا وتكرارا على لسان كبار المسؤولين فيها انها لا تريد من مقاربة المسألة النووية الا لاستثمارها في المجالات السلمية، واثباتا لحسن نياتها في هذا المجال، ولانها لا تخشى أي تهمة في هذا الاطار، فقد بادرت الى فتح منشآتها النووية السلمية امام فرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تأتي دوريا الى ايران وتفتش تلك المنشآت النووية الايرانية للتأكد من خلوها من اي نشاط نووي غير مدني".
سئل: كيف تنظرون الى مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة من ايران؟
أجاب: "نحن في الحقيقة لا نتفق مع الاستاذ وليد جنبلاط حول المواقف الذي اعلنها في الفترات الاخيرة، سواء تجاه الجمهورية العربية السورية او تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية، ونعتقد ان نظرة ثاقبة وواقعية لمجريات الامور انطلاقا من الماضي وصولا الى الحاضر، من شأنها ان تبين الحقائق له ولكل المخلصين والغيارى على مستقبل هذه المنطقة ومصلحة شعوبها".
بدوره قال الشيخ غيث: "بحثنا مع سعادة السفير في الاوضاع اللبنانية، وقد دعا الى وحدة الشعب اللبناني في مقاومة هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المنطقة وإيران خصوصا. ونعتقد انه بفضل الايمان الصادق المرسخ في قلوب أصحاب الحق، لن تؤثر عواصف الهجمة الاستعمارية وهجمة الشر الذي ينفش بريشه لبث الخوف في نفوس أصحاب الحق. فعندما يصمد الحق يتلاشى الشر كما تتلاشى الظلمة امام النور, وهكذا حصل في لبنان وفلسطين والعراق واينما كان، وهذا ما سيحصل في ايران اذا اصرت اميركا على بث الرعب في العالم, وسها عن بالهم ان الزمن انقلب, ولم يعد زمن التجربة لاختبارات الباطل الذي اصبح في الذروة, لكنه ينقلب الآن ويتراجع, اذ يواجه بالايمان والتمسك بالحق, وهذا هو سر القوة الالهية المتجذرة في لبنان الذي انتصر على قوة الشر الصهيونية وسينتصر على قوى الشر الداخلية والخارجية اينما كانت".
أضاف: "في النهاية لا يصح الا الصحيح, وعندما يتوحد الشعب اللبناني، وخصوصا الخيرين، فإن لعبة الاشرار تصبح بلا قيمة وسيسقطون ويذبلون وحدهم. من هنا فإن ايران ولبنان والعراق وفلسطين وكل المنطقة وجزيرة الشام بأسرها تتعرض لهجمة كبيرة وللامتحان الاخير الذي يواجهه بايمان اصحاب الحق من كل الطوائف والمذاهب والاديان الذين هم كلهم مظاهر متعددة لجوهر واحد, والجوهر الواحد هو الانسان المؤمن الصادق العاقل المتحرر. من خاف من بشر مثله سلط عليه, هذا هو السر في لبنان اليوم، ومكنسة القدر ستزيل كل بقايا "بقعة الصدأ" التي وسمت وجه لبنان واغرقته في الديون والفساد. هذه الامور ستزول كلها بإذن الله، والعاقبة لاصحاب لبنان الحقيقيين الاصيلين, أما الذين يعبثون بالامن وبالمؤسسات ويحاولون غش الناس بظهورهم الاعلامي فهؤلاء زائلون".
وختم: "بتغيير الحكومة سيبدأ تغيير وجه لبنان, لانها اذا تعالت وذهبت وتكبرت، وما دامت مستمرة بهذه الذهنية, فالامور لن تتغير اذا لم تخفض رأسها امام الحق وتملك شجاعة الاعتذار من الشعب اللبناني الذي مارست في حقه عملية الغش في 14 شباط, والآن نسوا كل الحقيقة, ولا هم لهم الا التمسك بكراسيهم, فيما هذه الكراسي تهتز تحتهم, فالاصلاح آت شاء بعضهم ام أبى".
وكالات ـ"الوطنية"