ارشيف من : 2005-2008

الرئيس السنيورة ألقى خطابا في مركز "ولسن" في واشنطن: تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة ما زال أولوية وطنية وعلى "اسرائيل" الانسحاب

الرئيس السنيورة ألقى خطابا في مركز "ولسن" في واشنطن: تحرير الأراضي اللبنانية  المحتلة ما زال أولوية وطنية وعلى "اسرائيل" الانسحاب

اعتبر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أن "تحرير الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة يشكل أولوية وطنية، وعلى "اسرائيل" الانسحاب واطلاق المعتقلين اللبنانيين في سجونها، وتقديم الخرائط العائدة للالغام التي خلفها في الجنوب ووقف إنتهاكاتها للسيادة اللبنانية".‏

وأشار السنيورة خلال كلمة ألقاها في مركز "ولسن" للدراسات في واشنطنلك إلى أنه" مهما طال الأمر، سيتم بناء علاقات جيدة بين لبنان وسوريا على أساس الإحترام المتبادل كونها تخدم مصلحة كلا البلدين".‏

ورأى أن وضع العلاقات السورية ـ اللبنانية على المسار الصحيح تشكل تحدياً كبيراً مشيراً إلى الاجماع في الحوار الوطني على ضرورة بناء علاقات قوية وايجابية بين البلدين الشقيقين على أساس الإحترام المتبادل والندية وعدم تدخل".‏

وقال" يتطلب بناء علاقات من هذا النوع، أولا وقبل كل شيء، قبول الحكومة السورية الفعلي بلبنان دولة مستقلة، واعترافها بأنه يمكن للبنان الحر المستقل أن يبني علاقات جيدة مع سوريا. هنا يكمن التحدي في نظرنا، وسيشكل الرد الإيجابي من قبل سوريا على الخطوات التي توافقت عليها جميع الأطراف المشاركة في الحوار الوطني، بما في ذلك اقامة علاقات ديبلوماسية وتحديد الحدود بين البلدين بما فيها في منطقة مزارع شبعا، دلالة على أن الحكومة السورية بدأت تتقبل امكان اقامة علاقات جيدة بين سوريا ولبنان المستقل. ومهما طال الأمر، سيتم بناء علاقات جيدة بين لبنان وسوريا على أساس الإحترام المتبادل كونها تخدم مصلحة كلا البلدين".‏

وأضاف:" يشكل تحرير الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة أولوية وطنية، وعلى "اسرائيل" الانسحاب واطلاق المعتقلين اللبنانيين في سجونها، وتقديم الخرائط العائدة للالغام التي خلفها في الجنوب، ووقف إنتهاكاتها للسيادة اللبنانية. يتصف تحديد حدود منطقة مزارع شبعا اللبنانية المجاورة لمرتفعات الجولان السورية والتي ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى بعد انسحابه من جنوب لبنان في العام 2000، أهمية قصوى في هذا السياق لأن له تأثير أساسي على قدرتنا على تحريرها. وستشكل موافقة سوريا على خط الحدود الذي يفصل مزارع شبعا عن مرتفعات الجولان السورية خطوة مهمة في اخضاع هذه الأرض لقرار مجلس الامن رقم 425، واعادة ترسيم خط الإنسحاب الإسرائيلي على طول الحدود الدولية وفقا لنص القرار المذكور. وكانت الحكومة السورية قد أعلنت أن منطقة مزارع شبعا جزء من الأراضي اللبنانية. بالتالي وفي سياق الإجماع الحاصل في لبنان حول هذه المسألة، تواصلنا مع الحكومة السورية لتحديد الحدود في هذه المنطقة لكي تتمكن الحكومتان من رفع إتفاقية الحدود الى منظمة الأمم المتحدة التي ستنظر في نتائجها لجهة التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن 425. وما زلنا في انتظار رد إيجابي من سوريا".‏

ورأى أن "مسألة تطبيق السياسة على الفلسطينيين في لبنان، التي حازت على إجماع كافة الأطراف المشاركين في الحوار الوطني تشكل أولوية حكومية هي الأخرى".‏

وقال:"لقد عقدنا النية على بذل أقصى ما يمكن للمساعدة على تغيير ظروف المخيمات الحياتية بالإشتراك مع المجموعة الدولية والدول المانحة. وقد بدأنا البحث مع الفلسطينيين لتلبية حاجات المخيمات الإقتصادية والإنسانية ومعالجة قضيتي السلاح والأمن. كما ننوي، في الفترة القادمة، ممارسة الضغط على كل هذه الجبهات، خصوصا مع الدول المانحة لتأمين المساعدة الضرورية من خلال "الاونروا" لتحسين الظروف الحياتية للاجئين الفلسطينيين في لبنان الى أن يتم التوصل الى حل نهائي في هذا الشأن ضمن سياق عملية السلام ووفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية".‏

ولفت السنيورة إلى أن" لبنان اليوم يحتاج ويستحق رئيسا يتطلع للمستقبل" مشيراً إلى أن "هذه القضية وضعت على طاولة البحث في سياق الحوار الوطني على أمل تحقيق إجماع في هذا الشأن، وقد ثبت حتى الآن أن الأمر بغاية الصعوبة. وستنعقد جلسة الحوار الوطني في 28 نيسان المقبل للبحث في هذه القضية من جديد".‏

وأضاف:" أما القضية الأخرى التي ستبحث في اطار الحوار الوطني بعد استئنافه فهي قضية أسلحة حزب الله ودورها في الدفاع عن لبنان. ففي الوقت الذي يسود فيه إجماع في البلد على الدور المهم الذي اضطلعت به المقاومة، وعلى رأسها حزب الله، في اجبار "إسرائيل" على الإنسحاب من الجنوب في أيار 2000، وفي الوقت الذي تبقى فيه منطقة في الناحية الجنوبية الشرقية للبلاد (بالتحديد مزارع شبعا) محتلة، يوضع الدور المستقبلي لسلاح الحزب في الدفاع عن لبنان على طاولة النقاش الوطني في سياق استراتيجية يتم التوافق عليها بين اللبنانيين على الطريقة الأفضل والأفعل للدفاع عن لبنان، وعلى ضوء بنود إتفاقية الطائف في العام 1989، وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بلبنان، والإحتلال المستمر لمزارع شبعا، اضافة إلى التاريخ الطويل من الهجمات الإسرائيلية وإنتهاكها للأراضي اللبنانية. ويعتبر التوفيق بين هذه الإعتبارات وواجب الدولة الطبيعي الذي يقضي بأن تؤمن وحدها الأمن لكل مواطنيها والقاطنين على أراضيها، وحق الدولة إحتكار موضوع السلاح تحديا أساسيا يجب معالجته في الفترة القادمة".‏

ورداً على سؤال قال حزب الله هو حزب لبناني ساهم مساهمة أساسية في تحقيق انسحاب الجيش الإسرائيلي ووضع حد للاحتلال، والتقدير الكبير الذي ناله حزب الله يعود إلى كونه مقاومة. حزب الله اليوم، هو حزب لبناني ممثل في مجلس النواب اللبناني والحكومة وهو يحرص دائما على القول إنه حزب لبناني ولا أهداف أخرى لديه غير الأهداف اللبنانية. لذلك أعتقد أنه في حال حصول أي شيء فإن العبرة ستكون في السلوك الذي سيعتمده حزب الله وسنراقب هذا السلوك!‏

سئل: ما رأيك بدمج "حزب الله" مع الجيش اللبناني؟ وما كانت الأفكار الأميركية عن لبنان؟‏

أجاب: في ما يتعلق بحزب الله وفكرة دمجه مع الجيش اللبناني، ذكرت أننا نتطلع إلى اتفاق على وضع الاستراتيجية الفضلى لحماية لبنان، وهذا بند يتم بحثه في الحوار الوطني. لقد أشركنا حتى الآن مختلف المؤسسات في البلد في التفكير في الطريقة الفضلى لوضع هذه الاستراتيجية التي تؤدي بنا إلى حماية لبنان حقا، فالموضوع لا يتعلق بجيش كبير، وكما تعلمون في نهاية الامر ان وجود نظام دفاعي مناسب اضافة الى الدعم الذي يمكن ان نلقاه من المجتمع الدولي وأصدقائنا في كل مكان يشكل افضل دفاع عن لبنان".‏

ورداً على سؤال أجاب :"نحن نؤمن بالحوار وسيلة وحيدة لحل مشالكنا، ولن نقوم بأي خطوة لحل أي مشكلة أكان ذلك في الموضوع الفلسطيني أم اللبناني أم في موضوع المقاومة. لن نلجأ الى الضغط واستخدام السلاح وغير ذلك. نحن نؤمن بالحوار والرأي العام اللبناني والموقف اللبناني بأن أي أمر لا يمكن أن يعيش إن لم يكن يسبح في مياه صديقة. نحن نعتقد أنه من خلال الحوار نستطيع أن نتوصل إلى حل المشاكل. هكذا تطرقنا لموضوع القرار 1559 من خلال الحوار فيما بيننا لمعاجلة كل القضايا. حماية لبنان تأتي من خلال بناء استراتيجية للدفاع عنه بالتوافق بيننا جميعا كلبنانيين حتى نبني النظام الذي يؤمن لنا حماية معقولة. فالحماية في القرن الـ21 لم تعد تستند إلى كمية السلاح وعدد الجنود بل هي جزء من نظام عالمي يحميه أهله وصداقاته وعلاقاته مع الآخرين هكذا بالنسبة إلى لبنان ولعدد كبير من دول العالم. نحن مؤمنون وملتزمون بمبادرة السلام العربية ونعتقد أن هذا هو الحل وأنه بالنسبة لـ"إسرائيل" فإن الضمان الوحيد لها هو في أن تتوصل إلى اتفاقية سلام عادلة وشاملة ومبنية على ما اتفق عليه في مؤتمر مدريد. هذا ما يحمي "إسرائيل" والدول العربية وهذه هي الطريق التي توصلنا إلى منطقة آمنة خالية من سلاح الدمار الشامل والأسلحة الننوية الموجودة في المنطقة ولدى "إسرائيل" بالذات، هذا ما يحمي مصالح العالم في المنطقة. لا يجب أن نتنكر إلى ما توصلنا إليه من اتفاقات. هكذا ننظر إلى مستقبل آمن لأولادنا ولأولاد الإسرائيليين". وكان الرئيس السنيورة قد التقى في مقر اقامته في فندق "فورسيزن" في واشنطن السفراء العرب وعرض معهم رؤيته للتطورات المتعلقة بلبنان والمنطقة من النواحي كافة على مدى ساعة. ثم التقى المراسلين العرب وناقش معهم بالتفصيل شؤون لبنان ورد على اسئلتهم.‏

المحر رالمحلي ـ"الوطنية"‏

2006-10-28