ارشيف من : 2005-2008

السيد فضل الله: يجب ملاحقة خفافيش الظلام الذين يخططون للفتنة على صعيد طائفي مذهبي او حزبي

السيد فضل الله: يجب ملاحقة خفافيش الظلام الذين يخططون للفتنة على صعيد طائفي مذهبي او حزبي

أكد آية الله السيد محمد حسين فضل الله، أنه على المسؤولين وكل الأجهزة الأمنية المخلصة في البلد، أن تلاحق خفافيش الظلام الذين يخططون للفتنة على صعيد طائفي أو مذهبي أو حزبي، مما تتحرك فيه عناصر الإثارة في التحليلات والخطابات والتصريحات، ولا سيما في حركة الزوايا المخابراتية المظلمة في السفارات، وخصوصا السفارة الأمريكية من خلال تعليمات إدارتها التي تعمل من أجل اللعب بلبنان كورقة ضاغطة في سياستها في المنطقة.. ولكننا في الوقت الذي نأمل فيه أن تستكمل الحكومة الإصلاحات الاقتصادية من أجل حل المشاكل المزمنة التي يعاني منها اللبنانيون، ولا سيما في المناطق المحرومة الجائعة الفاقدة لفرص العيش الكريم، وفي خطبة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، دعا سماحته الجميع ـ ولا سيما الخبراء ـ الى التوفر على الدراسة العلمية والوسائل الواقعية التي قد تصل بالوطن الى شاطىء الأمان، وأن لا يجعلوا مشكلة البلد تتمحور في موقع واحد، لأن لبنان يعيش الفوضى في أوضاعه من خلال أكثر من مشكلة اقتصادية وسياسية وأمنية ورئاسية، مما يفرض دراسة المشاكل بالجملة لا بالتحديق في مشكلة واحدة يستغرق فيها الجميع وينسون السرطان الكامن في كل الجسم اللبناني، آملاً أن تنجح الدولة في الأمن والاقتصاد والسياسة، عندما تتحول الأمور الى صناعة الدولة بعيداً عن المزرعة في تاريخها وفي حاضرها، فذلك هو الذي يتطلع إليه اللبنانيون. وقال السيد فضل الله إن لبنان، يعيش هاجس الذكرى الواحدة بعد الثلاثين للحرب اللبنانية، ويتخوف مواطنوه من الألاعيب السياسية المعقدة التي يتحرك فيها النادي السياسي من خلال المشاريع المشبوهة لهذا الفريق أو ذاك، في كلمات الحق التي يختفي في داخلها الباطل.‏

وتابع سماحته "في المشهد الأمريكي، تثير الولايات المتحدة الأمريكية الضجيج ضد إيران في إعلانها النجاح في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، مهددة بالعقوبات ضدها في مجلس الأمن الخاضع للسياسة الأمريكية في قراراته بما في ذلك العقوبات، وقد تشير ـ ومعها إسرائيل ـ الى الحل العسكري.. ومن جانب آخر، فإن الإدارة الأمريكية تتحرك ـ مع الاتحاد الأوروبي ـ في معاقبة الشعب الفلسطيني على ممارسته للديمقراطية في انتخابه لحركة حماس بالمقاطعة الاقتصادية، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن أوروبا وأمريكا تتحملان المسؤولية في تدمير الفلسطينيين وتشريدهم من بلادهم من خلال دعم الوجود الصهيوني في فلسطين، ومما يزيد الأمر سوءا أن الأمم المتحدة قررت مقاطعة الحكومة الفلسطينية سياسيا، وذلك من خلال الضغط الأمريكي الذي منعها من إدانة المجازر الصهيونية الأخيرة للفلسطينيين، في قتل المدنيين والأطفال والنساء في مساكنهم، تماما كما لو كان الجيش الصهيوني يجعل من غزة مركزا للتدريب على قتل الناس بدم بارد حاقد، من دون إدانة أمريكية أو أوروبية وصمت عربي، لأن هذا العالم الغربي لا يحترم إلا اليهود، أما العرب والمسلمون فلا قيمة لهم في ميزان حقوق الإنسان عنده تماما "كما هي الحشرات"، حسب تعبير بعض حاخامات اليهود.. كل ذلك في ظل سقوط عربي خائف من الغضب الأمريكي في إدانة إسرائيل وفي المساعدة الاقتصادية للحكومة الفلسطينية الجديدة، خوفا من المحاسبة الأمريكية!! إن أمريكا وأوروبا ـ ومعهما "إسرائيل" ـ تشنان الحرب بطريقة وبأخرى على العالم العربي والإسلامي، وتبتزان مواردهما الاقتصادية، وتفرضان عليهما الاعتراف والتطبيع مع إسرائيل، وتمنعهما من أي موقف قوي للوقوف في شعوبهما في القضايا الحيوية والمصيرية، لأن المشكلة هي أننا في هذين العالمين لا نملك دولا تحترم شعوبها، ولكننا نواجه ملوكا ورؤساء وأمراء خاضعين للاستكبار العالمي ـ ولا سيما الأمريكي ـ خوفا على عروشها.. يا للعار. وفي جانب آخر، فإن الضغط الأمريكي لا يزال يطبق على العراق في احتلاله وفي إرباك المسألة السياسية فيه، بالتدخل في القرار العراقي المستقل في اختيار المسؤولين في حكومته المقبلة ديمقراطيا، لأن الإدارة الأمريكية لا تشجع الديمقراطية في المبدأ والتفاصيل إلا إذا كانت منسجمة مع مصالحها الاستراتيجية. وهذا ما نلاحظه في الضغط على رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا من الائتلاف الموحد، بالمستوى الذي يتدخل فيه الرئيس بوش شخصيا ضد اختياره.. ولا تزال المجازر الوحشية بالتفجيرات للمساجد والشوارع والأسواق تقتل المدنيين من النساء والأطفال والشباب والشيوخ، من دون أن نلاحظ الشجب القوي لهذه الظاهرة الإجرامية التي انتشرت في العالم الإسلامي من قبل الفئات التكفيرية التي لا تفرق بين السنة والشيعة، وهذا ما رأيناه في المجزرة الوحشية في كراتشي (باكستان) في الاحتفال في ذكرى المولد النبوي الشريف. وإننا ـ في كل مواقع هذه الظاهرة الوحشية ـ لا نبرىء السياسة الأمريكية التي تحمل الحقد الأسود ضد المسلمين في بلادهم، انطلاقا من الفوضى السياسية والأمنية التي تمنح الأمريكيين حرية الحركة لإرباك الأوضاع كلها لتمنع حركة التقدم العلمي والاقتصادي والسياسي، وهذا ما يتمثل في التخطيط لعالم خاضع لـ"الإمبراطورية الأمريكية والإسرائيلية" التي تضغط على الدول الأخرى، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي وروسيا واليابان والصين، كل بحسب موقعه وظروفه.. ورحم الله الإمام الخميني الذي كان يتحدث عن الشيطان الأكبر الوسواس الخناس، الذي يتحرك في العالم كله مهددا بأسلحة الدمار الشامل، ومانعا الشعوب من التخطيط للحصول على الأسلحة الدفاعية والمشاريع السلمية الإبداعية.‏

2006-10-28