ارشيف من : 2005-2008
الرئيس الحص دعا الدول العربية الى التبرع لكسر الطوق المالي المفروض على الفلسطينيين
أطلق الرئيس الدكتور سليم الحص باسم "منبر الوحدة الوطنية"(القوة الثالثة) نداء دعا فيه الدول العربية الى دعم حكومة حماس ماليا في ظل الحصار الذي فرضه عليها الحصار الأمريكي الإسرائيلي الآتي "حكومة حماس الفلسطينية محاصرة ماليا، حجبت دول العالم عنها كل وسائل العون والدعم التي كانت الحكومة الفلسطينية تتلقاها، ومنعت عنها حتى المبالغ التي كانت تجبيها الحكومة الإسرائيلية من الفلسطينيين لصالح السلطة الفلسطينية، وتقدر بمئة مليون دولار. هكذا يعبر العالم الغربي المتحضر عن التزامه مبادىء الحرية والديموقراطية في العالم. هم ينادون بالحرية والديموقراطية وسائر حقوق الانسان. ابن فلسطين صدقهم, فكانت انتخابات نيابية في فلسطين مورست فيها الحرية والديموقراطية بشهادة الجميع على خير وجه, فتلقى الفلسطيني مكافأة على هذا الانجاز العظيم مقاطعة وعزلة سياسياً، ومحاصرة وقطع مساعدات ماليا. عنوان المكافأة: الخنق حتى القتل. السبب؟ الحرية والديموقراطية وسائر حقوق الانسان شعارات ترفع في وجه العرب لمجرد الضغط عليهم والتضييق عليهم واذلالهم. اما ان يمارسوها فالأمر لا يصح الا اذا كانت الحرية تعبر عما يشاء الصهيوني ويرغب، والا اذا كانت الديموقراطية تعبر عن ارادة الاحتلال الاسرائيلي المدعوم من اميركا ودول كبرى. والا اذا كانت سائر حقوق الانسان هي قدره من الحرمان والفقر والتشرد. السلطة الفلسطينية المنتخبة ديموقراطيا مهددة بالانهيار بفعل هذا الطوق الخانق الذي ضربه العالم المتحضر من حولها بحيث لم يعد في امكانها صرف الأجور والرواتب لموظفي الدولة البائسين. والواضح ان المطلوب استعداء هؤلاء على دولتهم واثارة الاضطرابات في المجتمع كي تنهار السلطة الديموقراطية. اننا نفهم كيف ان "اسرائيل" تسلك هذا المسلك، فهي عدو الوجود والمصير. ونفهم كيف ان الدولة العظمى، اميركا، تسير في هذا الطريق. فقد عودتنا ان تكون سياساتها في المنطقة متطابقة، حتى في التفاصيل، مع سياسات الدولة العبرية ومصالحها. ونفهم ان تنساق دول كبرى على هذا الخط، فقد ألفت ابصارنا مشهد انصياع المجتمع الدولي لمشيئة الدولة العظمى صاغراً عند المفاصل. ولكننا لا نفهم كيف ان الدول العربية سارت في هذا التوجه الفاجر بأمانة ومن دون أدنى تحفظ, فتخلت في أدق الظروف عن شعب شقيق كانت، ولا تزال، تسمى قضيته قضية العرب المركزية. فهل تخلى العرب عن قضيتهم المركزية؟ نهضت للنجدة ايران متحدية الجبروت الدولي فقدمت خمسين مليون دولار، وتجرأت قطر على تحدي العنت الدولي فقدمت خمسين مليون دولار، جزاهما الله خيرا, ولكن السؤال يبقى أين سائر الدول العربية النفطية القادرة؟ اين مليارات الفوائض المالية التي نتجت عن ارتفاع اسعار البرميل الى اكثر من ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل أشهر؟ هل تغص أي منها بمائة او مئتين او ثلاثماية مليون دولار شهرياً للوفاء بعبء رواتب موظفي الدولة كي لا يستشري الجوع في فلسطين وتنهار السلطة ارضاء لاسرائيل؟ بالطبع فإن أياً منها لا تغص بأضعاف هذه المبالغ. ولكنها تجبن عن الإقدام على خطوات لا تحظى برضى الدولة العظمى مهما كانت سياستها جائرة وظالمة وكيفية لا بل وهادفة الى طعن مصالح الامة العربية الحيوية وأهدارها. اننا لا نملك الا ان نقول: يا للعار. أنني أهيب ببلدي الصغير لبنان وهو الذي يعاني ضائقة مالية، ان يكون البادىء في خرق هذا الطوق المفروض حول فلسطين، عسى ان يكون هو القدوة لسواه من الدول العربية في النهوض الى نجدة فلسطين وانقاذ قضية العرب المركزية من مصير محتوم. انني أناشد الدولة اللبنانية ان تعلن تبرعها بألف دولار فقط لا غير شهريا دعما للسلطة الفلسطينية المنتخبة ديموقراطيا. انه مبلغ رمزي جداً، لا بل تافه، ولكنه بعيد الأثر جداً بمعناه. فهو يرمز الى تحدي الظلم والعسف والجور على الصعيد الدولي. عسى ان تحذو دول عربية أخرى حذوه، ليس على مستوى تقديم المبالغ الرمزية بل تقديم العون المطلوب على أكمل وجه. كما انني أتمنى اطلاق حملات شعبية في جميع الأقطار العربية لجمع التبرعات لفلسطين، بدءا من لبنان. هكذا نعبر عن تصميمنا على الذود عن حقنا ومصيرنا، وعلى الوقوف وقفة الانسان الذي يتمسك بحقه المشروع، وهو حقه في حياة شريفة كريمة آبية".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018