ارشيف من : 2005-2008

لقاء تضامني مع المعتقلين في السجون الاسرائيلية في نقابة الصحافة النائب شري: نعاهد على الاستمرار في حمل شعلة المقاومة حتى تحريرهم

لقاء تضامني مع المعتقلين في السجون الاسرائيلية في نقابة الصحافة النائب شري: نعاهد على الاستمرار في حمل شعلة المقاومة حتى تحريرهم

نظمت "الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين" و"هيئة ممثلي الاسرى والمعتقلين" لقاء تضامنيا حاشدا، في دار نقابة الصحافة اليوم، تضامنا مع الاسرى اللبنانيين في سجون العدو الصهيوني، لمناسبة "اسبوع الاسير الفلسطيني والعربي" والذكرى الـ 28 لاعتقال عميد الاسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال سمير القنطار.‏

وشارك في اللقاء عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب امين شري، النائب السابق زاهر الخطيب، ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان العميد الركن سلمان الحاج يوسف، ممثل سفير ايران مسعود الادريسي المستشار السياسي للسفارة محمد حسن سلطاني، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، ممثل نقيب المحررين ملحم كرم عضو النقابة كمال فضل الله، المسؤول السياسي في حركة "حماس" علي بركة، عضو قيادة ـ لبنان في الجبهة الشعبية سميح رزق، عميد العمل والشؤون الاجتماعية في الحزب السوري القومي الاجتماعي خليل بعجور، ممثلو الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية والفلسطينية، اسرى محررون وعائلات الاسرى: سمير القنطار نسيم نسر، يحي سكاف، والصياد المفقود حسن فران".‏

النشيد الوطني اللبناني بداية، ثم دقيقة صمت تحية للاسرى ولارواح الشهداء، بعدها تلا النقيب البعلبكي برقية من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الى المتضامنين، شكر فيها لمنظمي اللقاء دعوته وتمنى الحرية للاسرى اللبنانيين والعرب في السجون الاسرائيلية.‏

بعلبكي‏

ثم القى النقيب البعلبكي كلمة قال فيها: "اسرانا في السجون الاسرائيلية هم اخواننا الذين ناضلوا وجاهدوا في سبيل دحر العدو واخراجه من الاراضي اللبنانية. هؤلاء اعزاء على كل لبناني لا على اهاليهم فحسب".‏

وسأل: اي اجرام هذا الاجرام الصهيوني، الذي يبقي في سجونه، لا بحكم قضائي وانما بحكم اداري، سجناء لسنوات عدة، من غير حق على الاطلاق".‏

وابدى استغرابه "لهذا العالم الذي يدعي انه متمدن ومتحضر، ويغض الطرف عن هذه الجرائم الكبرى التي يرتكبها العدو على ارضنا، اضافة الى الجريمة الكبرى وهي اغتصاب فلسطين".‏

كما ابدى استهجانه "لهذا العالم المتمدن الذي يغض الطرف على "اسرائيل" لامتلاكها قنبلة نووية، وفي نفس الوقت تقوم الدنيا ولا تقعد على الجمهورية الاسلامية الايرانية لامتلاكها طاقة نووية لاغراض سلمية".‏

ابراهيم‏

والقى رئيس الجمعية اللبنانية للاسرى المحررين عطا الله ابراهيم كلمة، استهلها بالتحية الى "قادتنا الابطال داخل سجونهم وزنازينهم".‏

واشار الى انه في يوم الاسير الفلسطيني والعربي، نرى في المشهد الاول 9500 اسير يقبعون منذ سنوات داخل الزنزانات، متسائلا "ماذا صنعنا لهؤلاء، ويبقى برسم القادة العرب والانظمة والشعوب العربية والاسلامية قاطبة ماذا فعلت؟".‏

واضاف: "يبقى السؤال المطروح لماذا يقبع هؤلاء داخل زنزانات العدو ولا من مجيب لندائهم؟ لماذا يعتقل 4000 طفل فلسطيني قاصر و 120 امراة فلسطينية في زنازين العدو في ظل صمت عربي ودولي مطبق"؟ ام ان هذا المشهد هو من نتاج الديموقراطية الجديدة التي وعدنا بها بوش ومندوبته السامية كونداليسا رايس والمشروع نفسه الذي يسوق له بعض القادة العرب وبعض الانظمة الفاسدة والمستسلمة".‏

وانتقد ابراهيم الصمت العربي "الذي يلف انظمتنا، والسكوت المحير امام الممارسات الصهيونية، فبالامس القريب قام العدو الصهيوني بالتعاون مع المراقبين الدوليين من اميركا وبريطانيا باقتحام سجن اريحا وقام باعتقال اخوة مناضلين على رأسهم امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات واخرين من اخوانه، في حين ان العرب لم يحركوا ساكنا والاعلام العربي كان في اجازة ما بين ساخر وماجن".‏

ورأى "اننا جميعنا اليوم، مطالبون شعوبا وقادة واحزاب بالتوحد والتماسك اكثر من اي وقت مضى، في ظل الهجمة الصهيونية ـ الاميركية، لأن ما يجري في فلسطين اليوم يؤجج غضب المقاومين ويؤسس لانتفاضة جديدة من اجيال ابناء الشهداء في فلسطين واجيال الانتفاضة".‏

حماس‏

وتحدث بركة عن قضية الاسرى الفلسطينيين، مشددا على انها من اكبر القضايا الانسانية في العصر الحديث، "خصوصا ان ما يقارب ثلث الشعب الفلسطيني قد دخل السجون منذ بداية الاحتلال الصهيوني وقد ارتبطت قضية الاعتقال بعملية النضال المتواصل للخلاص من الاحتلال، لهذا لم يبق بيت فلسطيني الا واعتقل احد من ابنائه، وقضية الاسرى هي قضية شعب ومجتمع ترتبط بشكل عضوي بالتطلع الى الحياة الانسانية والمستقبل المنشود دون معاناة وقيود. ولم تترك حكومة الاحتلال اية وسيلة حربية ونفسية الا واستخدمتها في عمليات الاعتقال العشوائية والجماعية ودون تمييز بين كبير وصغير وبين ذكر وانثى".‏

وقدم عرضا تفصيليا لحالات الاعتقال الذي وصل خلال انتفاضة الاقصى التي اندلعت بتاريخ 28/9/2000 ووصل عدد حالات الاعتقال الى 40000 حالة اعتقال، لا يزال 9500 منهم يرزحون في السجون وموزعين على 27 سجنا ومعسكرا ومركز توقيف وتحقيق وسجون سرية، كشف عنها مؤخرا مثل السجن السري الذي يحمل رقم 1391.‏

اما اجمالي الاسرى الذين يقبعون في السجون قبل اندلاع انتفاضة الاقصى فبلغ 555 اسيرا، وجزء من هؤلاء الاسرى، معتقلون قبل توقيع اتفاقية اوسلو ويطلق عليهم الاسرى القدامى وعددهم 369 اسيرا، والجزء الثاني اعتقلوا بعد اتفاقية اوسلو وقبل اندلاع انتفاضة الاقصى وعددهم 186 اسيرا. ومازال يقبع في السجون الصهيونية 13 نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني منهم 9 اسرى محسوبون على حركة المقاومة الاسلامية "حماس" و3 اسرى ينتمون لحركة "فتح" والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النائب احمد سعدات الذي اخطف من سجن اريحا بتاريخ 14/3/2006 بعد محاصرة السجن وتدميره من قبل قوات الاحتلال في عملية تواطؤ واضحة مع حراس السجن الاميركيين والبريطانيين. كما ويقبع في سجون الاحتلال مايقارب من 60 اسيرا من اسرى الدوريات العرب ومنهم عميد الاسرى العرب المناضل سمير القنطار. واعتقلت سلطات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الاقصى (4000) طفل قاصر اعمارهم اقل من 18 عاما لا يزال 350 منهم، داخل السجن وتتراوح اعمار الاطفال المحتجزين في السجون بين 13 و18 عاما".‏

واشار الى الاوضاع الصعبة التي يعيشها الاسرى، "وقد شبهوا السجون بالمقابر بسبب افتقارها للحد الادنى من مقومات الحياة الانسانية واستهتار سلطات الاحتلال بكرامة الاسرى وانسانيتهم واستخدامها اساليب لتدمير الاسير وتحطيمه نفسيا وجسديا. ولوحظ ان سياسة مقصودة ومبرمجة اتبعت في السجون خلال انتفاضة الاقصى تستهدف سلب الاسرى كل حقوقهم الانسانية والانقضاض على منجزاتهم النضالية واعادة الحياة الى الوراء، الى عهد القمع والبطش والاذلال".‏

واعلن ان حكومة الاحتلال تتصرف وكانها فوق القوانين الدولية والانسانية، فقد اعدمت ماقارب 200 اسير خارج نطاق القانون، بعد القاء القبض عليهم احياء، وكان اخرهم الشهيد رائد عبيات من بيت لحم بتاريخ 3/4/2006، اثناء حصار الشقة الذي كان فيها لتمارس سلطات الاحتلال القتل بدم بارد وترتكب جرائم حرب يحاسب عليها القانون الدولي. كذلك فان حكومة الاحتلال تتصرف مع الاسير الفلسطيني والعربي بصفته مجرما وارهابيا يستحق القتل والابادة، وهذا ما تجسده محاكم الاحتلال باصدارها احكاما قاسية ومرتفعة بحق الاسرى وفرض غرامات مالية علهيم بشكل مكثف دون اي اعتبار لاسس القضاء العادل وتعكس المعاملة الوحشية للاسرى داخل السجون هذه الرؤية العنصرية والمتعالية والقائمة على العداء والكراهية الشديدة للاسرى".‏

النائب شري‏

والقى النائب شري كلمة حزب الله وقال :"لا تختلف الصورة كثيرا في لبنان وفلسطين والعراق، فالمحتل واحد والعنوان الذي يمارسون تحته أبشع أنواع القمع والديكتاتورية هو الحرية والديموقراطية وعن اي حرية يتكلمون؟، هل هي حرية معتقل الخيام؟، او معتقل ابو غريب، او الجلمة، وصحراء النقب؟. من هنا وفي هذا اليوم نعلن: ليس منا من يترك أسراه، ليس منا من لم يفكر بحرية الشهيد سمير القنطار كما كان يكتب بخط يده على صورته، ليس منا من لم يفكر بانتزاع محمد الفران ويحيى سكاف ونسيم نسر وبشير وصدقي المقت وعاصم وسيطان والي وجميع الأسرى. في هذا اليوم، يتداعى المخلصون للتضامن وهو شيء مهم ولكن اريد ان اؤكد، اننا نتضامن مع أنفسنا اولا، وعلينا ان نتعاهد على الاستمرار في حمل شعلة المقاومة لانتزاع الأسرى من معتقلاتهم وجلاديهم بالقوة، فهذا العدو لا يفهم سوى لغة عملية شبعا والخالصة وكونين وغيرهم من العمليات البطولية. ونحن سنكون ان شاء الله على العهد والوعد ولن نترك أسرانا في سجون الاحتلال من النساء والاطفال والرجال. وهنا نسأل القائلين بالضمانات الدولية او بالأحرى الاميركية، اين كانت هذه الضمانات؟ من خطف الأسير القائد احمد سعدات وغيره من المقاومين، وأين هي الاتفاقيات الدولية من موت الأسرى في زنازين التعذيب؟".‏

الجبهة الشعبية‏

وتحدث رزق عن ما حصل في سجن اريحا "تحت سمع وبصر العالم أجمع". مشيرا الى انه اكد عدة حقائق لا تقبل الشك، "أهمها ان كل الاتفاقات والمعاهدات مع العدو الصهيوني لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به ـ هذا اذا كانت مكتوبة ـ لان الاتفاق المشؤوم المعروف" بصفقة المقاطعة" الذي رعته اميركا وبريطانيا، والذي أدى الى انتقال فؤاد الشوبكي، احمد سعدات ورفاقه من مقاطعة رام الله الى مقاطعة اريحا في سجن أريحا، داسته "اسرائيل" بجرافاتها عندما قررت ذلك وتواطأت في انهائه الدول التي رعته وتعهدت به، وبسقوط هذا الاتفاق سقطت مقولة الضمانات الدولية وسقطت معه احلام كل المراهنين على التعهدات الدولية والاميركية منها على وجه الخصوص".‏

ورأى ان "القرصنة الاسرائيلية التي حصلت في اريحا دللت على عمق التحالف الاسرائيلي ـ الاميركي، والتواطؤ والالحاق البريطاني"، محملا الحكومة الاسرائيلية والحكومتين الاميركية والبريطانية المسؤولية الكاملة عن حياة احمد سعدات وحياة كل المعتقلين السياسيين الذين كانوا معه"، مؤكدا "تمسك الشعب الفلسطيني بحقنا المشروع في وطن هو لنا والسعي لنيل هذا الحق، وخلال ذلك لا بد ان تنحني اكبارا واجلالا امام كل الأسرى الذين يقارعون العدو صباحا مساء، يؤكدون له، وفي كل يوم، ان المعركة مستمرة وان فجر الحرية آت مهما طال الزمن".‏

كلمة الاسرى‏

والقى كلمة الاسرى المعتقلين عمران نسر شقيق الاسير نسيم نسر، قال فيها: " في ضوء ما تشهده ساحتنا الوطنية من مخاطر وتحديات تستهدف امن ومصير هذا الوطن وتهدد حاضر اهله ومستقبل ابنائه، تبقى قضية الاسرى والمعتقلين في سجون العدو الصهيوني الشغل الشاغل لانها قضية وطنية بامتياز، ولان هذا العدو ما زال بمعن في غيه واطماعه في مزارع شبعا واعتداءاته المتكررة برا وجوا على ارضنا وسيادتنا، فالصياد المفقود محمد فران لا زال لغزا مجهول المصير في المياه الاقليمية ودماء الراعي في مزارع شبعا، لم تجف بعد، والانتهاكات الجوية المستمرة ما زالت تهدد الوطن من اقصاه الى اقصاه ونحن للاسف لا زلنا نتقاذف الاتهامات غير البريئة. هل مزارع شبعا لبنانية ام غير لبنانية؟ وهل سلاح المقاومة هو سلاح شرعي ام سلاح مليشيا؟".‏

واضاف: "ربما نسي البعض ان المقاومة هي التي حررت الارض وان المقاومة هي التي استعادت اكثر من 9000 اسير لبناني الى اسرهم واهلهم، وان المقاومة هي التي قدمت منذ عامين تقريبا ستة شهداء في سبيل تحرير اسرانا سمير القنطار ويحي سكاف ومحمد فران ونسيم نسر، وانها لا زالت تعتبر هذه القضية من اولى اولوياتها الوطنية في حين ان اركان السلطة ينشغلون في استقبال السفير الفلاني والمبعوث الفلاني ويستنجدون بالجزار الاميركي الذي دمر الوطن واعتقل بنيه".‏

وطالب نسر "المجتمع الدولي والامم المتحدة والهيئات الانسانية ان تكسر جدار الصمت وان تكيل بمكيال واحد، وان تنظر بعين واحدة نصرة للانسان وتنفيذا للشرعة الدولية واتفاقيات جنيف التي ضجت بنودها من خرق العدو الاسرائيلي للانتهاكات الدولية"، كما توجه الى الشعوب وحركات التحرر في العالم كافة ان تنضوي تحت لواء المقاومة لتحرير ما تبقى من ارضنا ولتحرير اسرانا".‏

بعجور‏

وراى بعجور ان "ما من شخص في العالم الا ويدرك حقيقة ان "اسرائيل" تنتهك باستمرار ابسط القواعد الاخلاقية الدولية وفي مقدمها اتفاقية جنيف عبر اعتقالها للاسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب. وبدلا من ان يقوم المجتمع الدولي بمحاسبة "اسرائيل" ومعاقبتها على غطرستها ورفضها احترام الاتفاقات والقرارات الدولية، نرى الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا تبرر لـ"اسرائيل" اقتحامها سجن اريحا، واعتقال المناضل احمد سعدات".‏

واكد بعجور الاستمرار العمل على كل الصعد والمحافل المحلية والعربية والدولية، بهدف "تحرير كل ابنائنا ورفاقنا الاسرى. ولكننا قبل ذلك وبعده وخلاله، سنبقى سندا ودعما وجزءا لايتجزأ من المقاومة التي نؤمن انها في البداية والنهاية هي الطريق الوحيد لتحرير الارض والانسان".‏

نقابة المحررين‏

والقى فضل الله كلمة نقيب المحررين اعتبر فيها أن تضامننا ونداءاتنا المستمرة تكون فاعلة، عندما نملك القدرة الكافية على المواجهة والردع والحاق الهزيمة بمن يحتل ارضنا بالقوة ويمعن في قضم المزيد منها ويواصل بناء الجدار العنصري العالي ويضاعف من اقامة المستوطنات. واذا كان يعتقد ان في غاب فلا يجب ان يكون اقوى الوحوش فيها".‏

وختم: "وصوتنا الصارخ بالحق من هذه المناسبة، يجب ان يلقى صداه عربيا على الاقل ما بين المحيط والخليج لاعتماد اسلوب مختلف على قاعدة وحدة الموقف العربي والارادة المشتركة تحريكا للضمير العالمي وردعا عمليا للمعتدي المحتل. ونضع شعار ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة هذه هي اللغة التي عندما نجيد وضعها موضع التنفيذ نحرر ارضنا، ونحطم السجن على السجان".‏

وكالات ـ"الوطنية"‏

2006-10-28