ارشيف من : 2005-2008
وفد من "الحملة الشبابية لرفض الوصاية الأميركية" عند سلام : المقاومة مدعاة اعتزاز والمطلوب الالتفاف حولها والتشبت بها

استقبل النائب السابق تمام سلام في منزله في المصيطبة، وفد "الحملة الشبابية اللبنانية لرفض الوصاية الأميركية على لبنان". بعد اللقاء، رحب سلام بالمنظمات الشبابية "التي تقوم بنشاط مكثف لمناهضة أي تدخل أميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية"، وقال: "كانت مناسبة للتشاور معهم في امورنا ولا سيما اننا نعول كثيرا على الشباب ودورهم اليوم في لبنان وخصوصا في ما نواجه من استحقاقات وقضايا كبيرة ومهمة.
اضاف: "من الطبيعي ان نتفاعل مع اوضاع بلدنا ولا سيما انها اوضاع غير مريحة، وهذا ليس فقط لاننا مررنا بظروف صعبة وغير مريحة منذ سنة وكان في بدايتها القرار 1559 وما نتج منه موضوع التمديد وبعده استشهاد الرئيس رفيق الحريري وكل الذين اصيبوا واستشهدوا من بعده. كل ذلك ساهم بعدم استقرار الوضع في لبنان، فضلا عما نشهده من تحولات واحداث وقضايا كبرى تحصل في المنطقة وتلقي بظلالها علينا في لبنان شئنا او أبينا، وكلنا نعرف ان لبنان يتأثر ويتفاعل مع هذا الواقع الاقليمي المحيط به".
واعرب سلام عن "تفهمه وتفاعله مع الشباب في حرصهم على سيادة لبنان واستقلاله من كل تدخل. ربما هناك شكوى من تدخل اميركي، وهذا التدخل لم يحصل فقط في لبنان، بل على العكس أميركا تتدخل في قضايا شعوب العالم كلها، وهذا التدخل يكون من خلال سياسة السيطرة على مقدرات العالم. بدلا من ان تكون اميركا من خلال موقعها المتميز والقوي وموقعها كدولة عظمى، قيادة قدوة للعالم ومثالا، هي مع الأسف مسيطرة على مقدرات العالم وتتصرف بخوف ورعب في كل العالم وهذا الخوف ناجم عن سياسة أميركية تسعى الى فرض امور على شعوب العالم".
وقال: "ابرز ما يواجهنا في التدخل الاميركي في شؤوننا هو موضوع صراعنا العربي ـ الاسرائيلي، والذي يهم اللبنانيين هو مسألة التعاطي مع المقاومة وكأنها ارهاب فيما نصر نحن في لبنان على ان المقاومة مدعاة اعتزاز وافتخار ليس فقط لنا كلبنانيين وانما للمنطقة بأسرها، فهي نموذج حديث جدا للمقاومة بإمكانات محدودة في وجه أكبر القوى وفي وجه ترسانة اسرائيلية مسلحة بدعم ومؤازرة اميركية بلا حدود وتصل الى ملايين الدولارات. ان مواجهة ذلك لا يكون الا بالاصرار على حقنا في المقاومة وبالإلتفاف حول هذه المقاومة في مواجهة ذلك والقيام بتحرك دائم ومتواصل من كل القوى الشبابية لجمع الكلمة ولم الشمل اللبناني في هذا الامر. اذا ارادت الدول ان تواجه سيادتها واستقلالها بقوة ومناعة ووضع حد لكل تدخل في شأنها الداخلي، فلن تقدر على ذلك الا اذا كانت كل قواها ومرجعياتها وقياداتها موحدة في هذه المواجهة. هذه هي الوحدة الوطنية التي ندعو اليها ونتمناها وهذه مسؤوليتكم أيها الشباب للسعي إليها وتأكيدها في كل مناسبة".
وأمل ان "يخرج الحوار بما يفيد لبنان على الرغم من وجود التباينات وحصول المشاكسات والانزعاجات، ولكن المهم في كل ذلك النتيجة التي نتوقع ان تكون خيرا وخصوصا اذا تواصلت الاتصالات بين القيادات السياسية خارج جلسات الحوار للتأسيس لطرح الامور بشكل جدي ونافع ونحصد منه الخير في جلسات الحوار".
ورأى سلام ان "امام لبنان فرصة للنهوض من كبوته واستعادة عافيته، ولكن ليتم ذلك علينا ان نعطي الامور اولوياتها وندرك تماما ما هو المهم وما هو الاهم. المهم اليوم هو التضامن والوحدة الوطنية في امور واضحة وامور لا يختلف عليها اللبنانيون وفي مقدمها موضوع المقاومة والتشبث بهذا البعد ومواجهة كل من يريد ان ينال من لبنان واللبنانيين من خلال هذا الامر".
ثم أشار هشام طبارة باسم الوفد إلى أن "اللقاء تناول التطورات المحلية والمواقف الأخيرة لسفير الولايات المتحدة الذي يتحفنا بالتصريحات ويهاجم النظام السوري والمقاومة ويطالب بنزع سلاحها، كلما تقدم الحوار وسارت الأمور باتجاه التهدئة وفتح علاقات جيدة بين لبنان وسوريا"، مطالبا رئيس الحكومة ووزير الخارجية "باستدعائه ووقفه عن هذا التدخل الذي يطاول السلم الأهلي ووحدة البلد، وإلا سنلجأ مجددا إلى الشارع على الرغم من قرار وقف نشاطاتنا في الشارع في هذه المرحلة حفاظا على الحوار والوحدة الداخلية".
وكالات ـ"الوطنية"