ارشيف من : 2005-2008

الفنان دريد لحام خلال افتتاح اسبوع الثقافة في الدوير: العلاقات بين الشعبين اللبناني والسوري اقوى من التجاذبات

الفنان دريد لحام خلال افتتاح اسبوع الثقافة في الدوير: العلاقات بين الشعبين اللبناني والسوري اقوى من التجاذبات

رأى الفنان العربي دريد لحام "ان علاقات القربى والرحم الموجودة بين الشعبين في لبنان وسوريا اقوى بكثير من التجاذبات السياسية التي نعيشها اليوم"، وحذر من "ان تصل الاوضاع الى حالة استعداء شعب على شعب، فهذا خطير جدا جدا والمستفيد الوحيد من ذلك هي اسرائيل".‏

وكان لحام يتحدث في بلدة الدوير الجنوبية خلال رعايته افتتاح اسبوع الثقافة الذي تنظمه ثانوية "اجيال"، واقيم في المناسبة حفل حضره النائبان ياسين جابر وعبد اللطيف الزين وامام بلدة الدوير كاظم ابراهيم وجمع من الشخصيات والفاعليات وحشد من الاهالي. بعد كلمة ترحيب من مدير الثانوية اكرم ابراهيم ابدى فيها "الاعتزاز والفخر بوجود الفنان الكبير دريد لحام بين اهله واحبائه في الجنوب وفي هذا الصرح التربوي المتواضع، الذي نضع فيه المدماك الاول لبناء تربية وثقافة رائدة تخطو نحو مسيرة الالف ميل لتأسيس معلم تربوي رائد".‏

وتحدث رئيس بلدية الدوير فؤاد رمال فرحب بلحام "الفنان الملهم الكبير, سفير الطفولة والرجولة والمبادىء والقيم، ومعه نقف على حدود الامة، كل الامة لنقول له لا غربة بعد اليوم ولا ضيعة تشرين لان ثقافتك عبرت الحدود, كل الحدود, وجذرت الوعي في ضيعة تشرين حتى اصبحنا مع الارض كالروح في الجسد, ولان دماء الشهداء هي التي تصنع النصر وتخلد الاوطان".‏

والقى راعي الحفل الفنان دريد لحام كلمة اعرب فيها عن "تأثره لوجوده بين ابناء هذه الارض الطيبة، وفي هذا البلد الذي انتمي اليه، بلد المحبة وبلد الثقافة وبلد النور وبلد المقاومة والنضال. وانا اعتز بهذا البلد الذي كان شعلة النور الوحيدة لخريف عمرنا ولظلام عمرنا واستطاع بقوة حفنة من الشباب ان يتحرر, واقول لكم بكل فخر انني واينما جلت في الكون وعندما يسألونني من اين انت ارد بالقول: انا امي من لبنان".‏

ودعا الطلاب الى "التمسك بالعلم, فالعلم ثروة وربما في المستقبل ستواجهون الصعاب لكن اسعوا للتغيير ولا بد من التمسك بالامل، وقد لا تستطيعون تغيير الرياح لكن تستطيعون تغيير اشرعتكم، حتى تصلوا الى الميناء الذي تريدونه". وقال:"هناك مؤامرة كبيرة جدا علينا, وهي تتمثل بخلق جو من الاستعداء بين الشعبين في سوريا ولبنان ، لذا لا تقعوا في براثن هذه المؤامرة التي تحاك، ويجب ان تبقى العلاقة مستمرة وخاصة ان علاقة الرحم والقربى بيننا لا يمكن ان يفصلها الا الذي خلقها وهي اقوى من كل التجاذبات السياسية, والسياسة كالحرباء تتلون ولكن علاقتنا لا تتلون".‏

واضاف:"الشعب اللبناني انتصر بمقاومته على العدو الاسرائيلي لانه ملك ارادته وعن طريق هذه الارادة استطاع ان يحقق المستحيل, وتغلبت حفنة من المجاهدين على عدو متغطرس، لذا ارى ان التفريط بالمقاومة هو انتحار للبنان وانتحار للعرب جميعا".‏

بعد ذلك قام الفنان لحام والنائبان جابر والزين ورمال بقص الشريط التقليدي لافتتاح انشطة الاسبوع الثقافي، وجال الحضور في معرض للكتب، قبل ان يزرع شجرة ارز في باحة الثانوية تقديرا واعتزازا بوجوده في بلدة الدوير وفي الجنوب.‏

وعلق الفنان لحام امام الصحافيين على الاوضاع الحالية في المنطقة ، مبديا أسفه لما يحصل بين لبنان وسوريا من تجاذبات، وقال:" بدون شك هناك ازمة في العلاقة بين لبنان وسوريا، لكن على الشعب ان يكون فوق هذه الازمة بمعنى ان هناك بين اللبنانيين والسوريين علاقة رحم ستبقى الاف السنين، وهناك علاقة قربى لا يمكن ان تنهار بسبب علاقات متأزمة سياسيا، والمفروض علينا كشعب في لبنان وسوريا وقد اسميتهم شعب واحد ولو اسميتهم شعبين فليس هذا المهم، المفروض ان تقفز علاقة الرحم في ما بيننا فوق الخلافات السياسية لان هذه الخلافات موسمية. وقد مرت العلاقات السورية- اللبنانية على صعيد حكومات بأزمات كثيرة عبر تاريخ عايشته, ولكن بقيت علاقة الرحم والقربى اقوى بكثير من التجاذبات السياسية، والمهم من كل ذلك ان لا تصل الاوضاع الى حالة استعداء شعب على شعب وهذا خطير جدا جدا".‏

وقال:"مجرد وجود اي اشكال بين اخوين فالمستفيد من المشكل هو عدو الاخوين، وانا لا ارى سوى اسرائيل عدو للبنان ولسوريا, وهي المستفيد الوحيد من ازمة العلاقة بينهما, ومن هذا المنطلق استغرب الدعوات لاضعاف قوة لبنان، وانا اؤمن بالقوة الذاتية واي شعب لا قوة ذاتية لديه لا يستطيع احد ان يمنحه اياها، لذلك فالاعتماد على قوة الاخرين او قوى مستوردة من الخارج لن يطول جدواها، فالقوى المستوردة تتركك لحظة اختلاف معادلاتها ومصالحها، ومن هذا المنطلق عندما اعتمد لبنان على قوته الذاتية من خلال حفنة من الشباب الذين انتصروا على المستحيل بالارادة، استطاعوا تحرير لبنان من اعتى عدو في هذه المنطقة".‏

اضاف:"عندما آتي الى الجنوب اشعر انه كتب لي "حجة" لانني اعتبر ان الجنوب بات ارضا مقدسة ومطهرة، مطهرة بدماء الشهداء ومطهرة بزغاريد النسوة عندما يسمعن بنبأ شهادة اولادهن، فلا يوجد قوة اعظم من هذه القوة ولن تستطيع قوة على وجه الارض ان تقهرها, وعندما نفرط بها سنكون لقمة سهلة وسائغة لاي عدو ولاي قاتل".‏

2006-10-28