ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الأربعاء 3 أيار/ مايو 2006

ـ السفير ـ
كتبت "السفير" تقول انه في وقت يسعى لبنان الى تحسين علاقاته مع سوريا عبر زيارة يقوم بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دمشق، برز تطور لافت خلال الايام الماضية من شأنه أن يفتح جرحا جديدا في ملف العلاقات اللبنانية السورية، تمثل في الزيارة التي يقوم بها وفد من جماعة "الاخوان المسلمين" الى لبنان. ولم يأت مجلس الوزراء الذي انعقد الليلة الماضية على ذكر هذا الموضوع من قريب أو بعيد، فيما عكس اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري في قريطم اجواء ارتياح، عبرت عنها اوساط الطرفين في التوصل إلى تفاهمات من شأنها تعزيز الحوار والاوضاع الداخلية في المرحلة المقبلة. وتوقف المراقبون بكثير من الاهتمام امام الزيارة التي يقوم بها وفد من "الإخوان المسلمين" في سوريا الى لبنان، في خطوة نادرة من هذا النوع، يخشى ان تثير المزيد من الاضطراب في العلاقات اللبنانية السورية. وكان الوفد الذي يضم خمسة اشخاص وصل الى بيروت في نهاية الاسبوع الماضي، وزار المختارة يوم الاحد واستقبله رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. وكشف عبيدة نحاس مدير معهد الشرق العربي في لندن المقرّب من المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" علي صدر الدين البيانوني لوكالة "يونايتد برس إنترناشونال" امس الثلاثاء، "ان الوفد سيلتقي شخصيات سياسية ومرجعيات دينية في لبنان في اطار سياسة الجماعة لتعزيز العلاقات مع الاخوة اللبنانيين"، غير انه تجنب الكشف عن هذه الشخصيات والمرجعيات. وحول لقاء وفد الجماعة بجنبلاط، قال نحاس "إن زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي جاءت لتقديم التهنئة بالذكرى الأولى لتحرير لبنان من الوجود العسكري للنظام السوري". ونفى أن تكون جماعة الإخوان تسعى إلى تحالف جديد مع جنبلاط، مشدداً على أن لقاء الوفد الإخواني برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي "لا يعني تحالفاً جديداً أو اتفاقاً جديداً، فالإخوان كانوا أعلنوا من قبل دعمهم لموقف جماعة 14 آذار المطالب بإنهاء التدخل السوري والوصاية الأمنية السورية في لبنان، لذلك فإن تقاربهم مع جنبلاط طبيعي". وقال نحاس "إن زيارة الوفد إلى لبنان جاءت لتؤكد أن من حق السوري أن يزور لبنان دون خوف ومن حق اللبناني أن يزور سوريا دون خوف أيضاً، كما أن هذا التحرك للجماعة محاولة لتصحيح أخطاء النظام السوري في لبنان، لأن العلاقة الوثيقة بين الشعبين موجودة قبل ظهور هذا النظام وستستمر، وانطلاقاً من إيمان الجماعة أن يكون التقارب بين البلدين قائماً على أساس الاحترام المتبادل وإحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وأضاف "أن قمع النظام للمعارضة السورية قرّبها من بعضها ووحدها في المعاناة، ووليد جنبلاط صار كالمعارضة السورية جراء هذه السياسة ومن الطبيعي أن يكون الهم واحداً". وتابعت "السفير" قائلة, انه في هذه الاثناء تركت زيارة وفد الاخوان الى لبنان تساؤلات عدة في الوسط السياسي، خصوصا لجهة العلاقات مع سوريا، اذ كيف يسعى لبنان لتحسين هذه العلاقات وبالتالي يبيح لحركة على عداء مستفحل مع سوريا الدخول الى لبنان وإجراء اتصالات على هذا المستوى فيه. وعلم ان الوفد دخل الى لبنان عن طريق المطار بواسطة جوازات السفر والبطاقة الحمراء كأي مواطن سوري يدخل لبنان عبر المطار ولا يتبين أن عليه حكما او مانعا عدليا. وقال وزير الداخلية احمد فتفت ردا على سؤال لـ"السفير" ان الوفد دخل عبر مطار بيروت بشكل عادي وقانوني، نافيا ان يكون الامر قد طرح في مجلس الوزراء الليلة الماضية. وتشير المعلومات الى ان دخول الوفد لم يحمل اي طابع سياسي، الا ان بعض القياديين في تنظيم لبناني كانوا في استقبال الوفد، وأمنوا له الانتقال والاتصالات والمواعيد في العاصمة والمناطق مع عدد من الشخصيات في قوى 14 آذار وبعض القوى الاسلامية من خارج فريق 8 آذار. وذكر مصدر في الجماعة الاسلامية في لبنان ان قيادة الجماعة لم تستشر في موضوع الزيارة من قريب او بعيد. وتردد ان بعض قيادات الاخوان في اوروبا والعالم العربي ابدت انزعاجها من هذه الزيارة التي لا تخدم لبنان في هذه المرحلة الدقيقة. وبحسب المعلومات المتوافرة فإن بعض الاجهزة الامنية اللبنانية رصد الزيارة وأعد تقريرا الى الجهات المعنية اعتبر فيها الزيارة تجاوزا للخطوط الحمر. وعلم ايضا ان مصادر دبلوماسية عربية في بيروت اعتبرت ان استقبال الاخوان في لبنان هو "خطأ كبير"، وأبلغت جنبلاط بذلك بصورة غير مباشرة، خاصة ان هذا الامر حصل بعد زيارة جنبلاط للمملكة العربية السعودية. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري رد امس الاول على سؤال حول لقاء جنبلاط والاخوان بالقول: لننهِ وضع بلدنا ولنر كيف هي علاقته بسوريا قبل تجربة اي امر آخر. وهذا لمصلحتنا ومصلحة وليد بك. على خط آخر، اللقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، تم هذه المرة في قريطم مساء امس الاول واستمر ست ساعات، تخلله عشاء وح
ضره كالعادة الحاج حسين خليل المعاون السياسي لنصر الله ومستشار الحريري الزميل مصطفى ناصر. واكتفى بيان صدر عن المكتب الاعلامي للحريري بالقول ان اللقاء تناول "ما توصل إليه مؤتمر الحوار الوطني من قرارات حتى الآن، والآليات المناسبة لضمان وضع هذه القرارات موضع التنفيذ. وشملت المباحثات المسألة الاقتصادية والمعيشية والخطوات الإصلاحية التي تقترحها الحكومة لمعالجتها، إضافة إلى جولة أفق في التطورات المحلية والإقليمية". ووصفت مصادر مطلعة اللقاء بأنه كان جيدا جدا، وعرضت فيه كل المواضيع بالتفصيل، وأن ثمة توجها من الطرفين للتعاون بجدية، مع الأخذ بالاعتبار كل المجريات الماضية. وقالت ان التوجه الآن هو التقليل من شوائب الماضي لصالح الحسنات والايجابيات من اجل اراحة الناس، آخذين بالحسبان الوضع المعيشي والاقتصادي الضاغط. وعلم ان التفاهم كان تاما على الأمور الآتية:
1 دعم مطلق للحكومة والسعي لترشيد أدائها. 2 تسييس الورقة الاصلاحية وتنقيتها سياسيا عبر توازن يأخذ بالاعتبار ماذا يريد الناس، وما هي اوضاع الخزينة. وتم الاتفاق على تشكيل لجان تخصصية بشأن الورقة خاصة أن تيار المستقبل ابلغ حزب الله بأن لديه ملاحظات ايضا على هذه الورقة.
3 اعطاء دفع سياسي لقرار الحكومة بدء تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار، خاصة الموضوع الفلسطيني الذي حددت له مهلة ستة اشهر، مع العلم ان ممثل منظمة التحرير عباس زكي سيصل الى بيروت هذا الاسبوع، ويفترض ان ينطلق الحوار اللبناني الفلسطيني بعد ذلك بوتيرة عالية. واضافت "السفير" لقد كان الملف الفلسطيني أخذ حيزا كبيرا من جلسة مجلس الوزراء الليلة الماضية لدى بدء المجلس درس مقررات مؤتمر الحوار الوطني التي كانت احد البنود البارزة على جدول الاعمال. وقد اكد العديد من الوزراء على ضرورة التعامل مع هذا الموضوع بعناية فائقة، وفي اطار سياسي يتناول الشؤون الاجتماعية والانسانية. وعلم ان المجلس لم يتناول البنود الاخرى باعتبارها قيد المتابعة من الحكومة. الى ذلك اقر مجلس الوزراء طلب التمديد للجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري لمدة أقصاها سنة وفقا لتقرير وزير العدل في هذا الاطار. وتوقف المجلس مليا امام موضوع الضمان وجرت مناقشة مستفيضة، حيث ابدى وزير المال جهاد ازعور ملاحظات على بعض بنود البرنامج الإصلاحي للضمان، واتفق على متابعة الموضوع في جلسة لاحقة، وكذلك بالنسبة لملف الكهرباء الذي طرح في الجلسة. ولم يتفق المجلس على اسماء ممثلي الدولة الستة في مجلس ادارة الضمان، فتقررت احالة الموضوع الى جلسة الغد. وعلم ان الخلاف ما يزال قائما على الاسمين الماروني والكاثوليكي، وينتظر ان تجري اتصالات خلال الساعات المقبلة لمعالجة هذا الموضوع. وقد توقف مجلس الوزراء ايضا امام المعلومات الواردة من البقاع عن قيام فرق الهجانة السورية بالدخول الى الاراضي اللبنانية في منطقة عرسال ورأس بعلبك وإنشاء سواتر ترابية ومواقع عسكرية. وقرر المجلس تكليف محافظ البقاع الاتصال بالسلطات السورية لمعالجة هذا الموضوع الذي مضى عليه نحو شهر بحسب المعلومات.
ـ النهار ـ
قالت "النهار" "فيما يستعد مجلس الامن الدولي اليوم لاتخاذ موقف من التقرير الاخير لمبعوث الامين العام للامم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن, تصاعدت المواجهة ما بين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا من جهة , وسوريا من جهة اخرى، على خلفية الجدل حول متطلبات القرار التي تقول دمشق انها لبتها بانسحاب قواتها من لبنان في حين تتبنى واشنطن وباريس ما ورد في التقرير من دعوة سوريا الى ترسيم الحدود مع لبنان بما فيها مزارع شبعا , واقامة تبادل ديبلوماسي بين البلدين وهو ما تعتبره سوريا "شؤوناً سيادية" لا دخل للامم المتحدة فيها. ولم يعرف ما اذا كان مجلس الامن سيتخذ قرارا ام سيصدر بيانا رئاسياً.
اما داخليا, فقد طلب مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية مساء امس من مجلس الامن, عبر الامين العام كوفي انان , تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية مدة سنة حدا اقصى.واطلع المجلس الذي انعقد برئاسة الرئيس السنيورة على قرارات مؤتمر الحوار حول التحقيق الدولي والسلاح الفلسطيني ومزارع شبعا والعلاقات مع سوريا . وقال وزير الاعلام غازي العريضي , ردا على سؤال حول طريقة مؤازرة مؤتمر الحوار للحكومة في تنفيذ مقرراته : ستعقد جلسة في الايام المقبلة بين الرئيس السنيورة والرئيس بري للبحث في هذا الامر والاستفادة من دور رئيس مجلس النواب وامكاناته وموقعه السياسي في البلد وهو قادر على المؤازرة . وعلمت "النهار" ان الرئيس السنيورة سيتوجه الاثنين المقبل الى لندن للقاء رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير والمسؤولين البريطانيين الكبار لاطلاعهم على النتائج التي توصل اليها مؤتمر الحوار , اضافة الى خطة الاصلاح الحكومية , والبحث في التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر دعم لبنان في بيروت . وفي معلومات ل "النهار" عن لقاء قريطم ليل الاثنين الثلاثاء بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله , استنادا الى مصادر المجتمعين ان اللقاء كان حافلا بعناوين سياسية واقتصادية وامنية , ورشح منه " التفاهم على استمرار الحوار الذي لا بديل منه ولا غنى عنه وهو الملجأ الوحيد للجميع " , وان الحكومة باقية وان الانتقادات لا تهدف الى التصويب عليها بل الى تصويب الاداء في بعض الوزارات . كما نوقشت الورقة الاقتصادية للحكومة وتحدثت مصادر حزب الله عن توافق في نقاط كثيرة بين نصرالله والحريري وتم التفاهم على لجنة اقتصادية مشتركة للتوصل الى تفاهم حول النقاط التي يمكن ان " يسيرافيها " اولا . كما تم التوافق على المضي قدما في تحصين الساحة الداخلية واتخاذ الخطوات التي من شأنها احباط كل انعكاسات سلبية لرياح قد تأتي من الخارج الاقليمي او الدولي . الى ذلك تستمر الاتصالات لعقد اجتماع موسع لقوى 14 آذار وربما تم ذلك الجمعة المقبل . ولكن الموعد النهائي لم يتحدد بعد .ويدعو بعض الاطراف الى الاتفاق مسبقا على الخروج بخطة واضحة حيال كل القضايا المطروحة . فيما يطالب البعض الآخر بحصر الاجتماع بالاقطاب . لذلك تتواصل المشاورات حول ما سيصدر عن الاجتماع ومن سيشارك فيه . في باريس اعلن نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية امس ان الولايات المتحدة وفرنسا تعدان مشروع قرار في مجلس الامن " شديد اللهجة" ضد سوريا .واضاف ان هذا النص سيوجه رسالة الى حكومة دمشق لكي تنصاع للقرارات السابقة الصادرة عن مجلس الامن , مشددا على ان نظام الرئيس بشار الأسد " يجب ان يقوم بما عليه لضمان استقلال لبنان وسيادته" . في نيو يورك انتقدت سوريا تقرير مبعوث الامين العام للامم المتحدة حول العلاقات السورية - اللبنانية معتبرة انه يتجاوز ما ورد في قرار صادر عن مجلس الامن الدولي حول انسحاب القوات السورية من لبنان وذلك وفقا لمذكرة نشرت اول امس الاثنين في مقر المنظمة الدولية . وفي هذه المذكرة التي يعود تاريخها الى 24 نيسان والموجهة الى انان ومجلس الامن , قال القائم باعمال مندوب سوريا لدى الامم المتحدة ميلاد عطية ان التقرير الذي اعده تيري رود - لارسون " تجاوز ما ورد في قرار مجلس الامن 1559 " الذي اعتمد عام 2004 . وجاء في المذكرة ان قضية تبادل سفارات ام لا بين بلدين هي مسألة من اختصاص السلطات المحلية لدى البلدين , ويمكن الاتفاق عليها حين تتيح الاجواء السائدة في العلاقات بينهما القيام بمثل هذه الخطوات . وحذرت المذكرة السورية ايضا من اعتماد قرارات جديدة تزيد من عدم الاستقرار في لبنان او المنطقة . وتضمنت المذكرة ايضا رفضا لما ورد في التقرير من " شكوك حول انسحاب اجهزة الاستخبارات السورية من لبنان " . وقالت ان سوريا تؤكد مرة اخرى ان كل قواتها ومعداتها العسكرية واجهزة امنها انسحبت من لبنان في 26 نيسان 2005 بموجب قرار مجلس الامن رقم 1559 . ومن دمشق نقل مراسل " النهار" شعبان عبود عن مصدر سوري واسع الاطلاع تأكيده صحة ما اعلنته تقارير صحفية عن عدم وجود نية لدى دمشق لاستقبال رود-لارسون الذي ابلغ اخيرا البهثة السورية لدى الامم المتحدة برغبته في زيارة دمشق.
ـ الديار ـ
قالت "الديار" : بعد ان عجزت اكثرية 14 شباط عن ادارة البلاد، وظهر تعثرها في المجلس النيابي وخارجه، وفي علاقاتها الدولية، ظهر عجز الحكومة جليا أمس في مناقشتها موضوعي الكهرباء والضمان الاجتماعي، حيث بدا انها تؤجل هذين الملفين الى جلسات لاحقة لعجزها عن حلهما، خصوصاً وانهما من أهم الملفات التي لها شأن مباشر بوضع المواطن اللبناني. واذا كان الشعب اللبناني ينتظر نتائج عملية لهذه الحكومة دون جدوى، فإن العماد عون قرر معارضة هذه الحكومة طالبا تغييرها لأنها غير منتجة، ولا نثق بها في ما تفعل، متهما اكثرية 14 شباط بأنها تحاول ربح الوقت ولا تريد الحل. أما عن جلسات الحوار المقبلة، فقال العماد عون لن يحصل شيئ جديد وهو سيكون مراقبا، ولن يساهم في هذه المسرحية. الى ذلك، فقد رد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود على كلام السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي قال فيه ان الولايات المتحدة الاميركية ستدعو رئيسا جديدا الى واشنطن لن يكون من الماضي بل من المستقبل، فقال انهم يريدون رئيسا يعيد الى الاذهان عام 1982 يوم سلّم لبنان لإسرائيل، أما نحن فرئيس المستقبل نريده من الخط الوطني نفسه. على صعيد آخر، فقد رفض الرئيس بري اعتبار الورقة الاصلاحية كسلة متكاملة، وقال تجب مناقشتها بندا بندا، مؤكدا رفضه لزيادة الضرائب على الشعب اللبناني. وسيعقد مجلس النواب اليوم وغدا جلسات مقررة لبت بعض مشاريع القوانين ومنها قانونا تعديل انشاء المجلس الدستوري، وقانون أوضاع الطائفة الدرزية، وكان الرئيس لحود قد رد هذين القانونين الى المجلس النيابي معتبرا ان فيهما ثغرات كثيرة، فيما يعمل فريق 14 شباط على حشد النواب لتأمين اكثرية 65 صوتا زائد واحد من أجل البت بهما واقرارهما. تبقى الحركة السياسية الداخلية تدور في «حلقة مفرغة " وسط اجواء توحي بعملية «شد حبال " جديدة تنتظرها البلاد حول كثير من الملفات المطروحة بدءا من القضايا المؤجلة الى جلسة الحوار الوطني في 16 الحالي وهي ملفا رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة وصولا الى الوضعين الاقتصادي والمعيشي. في وقت حملت الساعات الماضية مواقف مهمة ابرزها الهجوم العنيف الذي شنه رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون على الاكثرية النيابية والحكومة في مقابل تشديد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ان الرئيس المنتخب بعد انتهاء ولايته يجب ان يكون من الخط الوطني نفسه والا فإن لبنان سيدفع ثمن ذلك غاليا. واضافت "الديار" انه في هذا الوقت خرجت جلسة مجلس الوزراء التي عقدت عصر امس بمقررات وخطوات طالت عددا من الملفات والقضايا منها طلب التجديد لرئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتز لمدة سنة والواقف على ما اقره مؤتمر الحوار من قرارات. ولم ينته المجلس من بحث ملفي الكهرباء والضمان وسوف يستكمل هذا البحث في جلسة المجلس الاسبوعي غدا واوضح وزير الاعلام غازي العريضي ان المجلس سيعين في جلسة الغد ممثلي الدولة في جلس ادارة الضمان الاجتماعي. واطلع السنيورة مجلس الوزراء على اعمال ومقررات مؤتمر الحوار الوطني وما اتخذه من قرارات تتعلق بالموضوعات المطروحة واشار العريضي ان المجلس سيتابع تنفيذه هذه القرارات وسيرسم السياسات ويتخذ القرارات والاجراءات الاخرى التي تتوافق مع ما اجمع ويجمع عليه اللبنانيون واشار السنيورة الى انه اتفق مع الرئيس بري على ان يجري نقل مقر مؤتمر الحوار الى مبنى المختبر المركزي. كما ابلغ السنيورة مجلس الوزراء انه اتصل بالرئيس السوداني عمر البشير الذي هو رئيس القمة العربية والذي اكد انه سيوفد الدكتور عصطفى عثمان الى لبنان واعلن السنيورة عن ترحيبه بالمبادرة. كما وضع السنيورة مجلس الوزراء في اجواء زيارته للكويت ونقل عن امير الكويت والمسؤولين الكويتيين وقوفهم الى جانب لبنان. في هذا الوقت حمل رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون على الاكثرية النيابية واتهمها بانها تحاول ان تربح الوقت وكأنها تحاول تحميل رئيس الجمهورية الفشل السياسي والاقتصادي الحاصل وقال «انهم لا يريدون الحل اولا اعتقد انه سيحصل اي جديد في جلسات الحوار اضاف سأكون واقعيا لانني لن اساهم في هذه التمثيلية. ودعا عون الحكومة لان تمارس عملها وقال «لدينا مشاكل اقتصادية واجتماعية يجب حلها وان لا نلهي الشعب في موضوع غير قابل للحل بالذهنية التي طرحوها وقال عون ردا على سؤال: لي الشرف ان اكون مرشحا للرئاسة وسأبقى مرشحا وترشيحي ملك للمؤيدين وهذا يعود الى الشعب اللبناني (...) انا اعتبر نفسي وبشرف افضل مرشح وقال عون ردا على سؤال اخر «نحن لا نثق اطلاقا بهذه الحكومة وبما ينبثق عنها وليس لديهم شيء من الجدية، فالمسموح ان يقدموا قانوناً انتخابياً وانتخابات مبكرة، فالحكومة لم تقم بواجباتها ولم تستطع ان توحد الشعب ... ورأى ان الاجتماع الذي عقد في دارة سمير جعجع لن يصل الى اي طريق، لان الحركة المطلبية لا يمكن ان تتحرك في قلب
تجمع 14 آذار حيث التوازن مفقود اضاف «ليس المهم عدد المجتمعين، المهم الناس الذين يجدونهم معهم والى ذلك اكد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وجود مؤامرة كبيرة على لبنان، لانه الدولة العربية الوحيدة التي وقفت في وجه اسرائيل وانتصرت عليها، وهناك من يريد ان يمحو هذا النصر من ذاكرة العرب والعالم، وقال امام وفد الهيئات النيابية امس «وصلنا الى وقت سمعنا فيه سفير الولايات المتحدة يقول ان بلاده تستقبل رئيساً جديداً للجمهورية وليس رئيسا من الماضي. انا اقول يريدون استقبال رئيس من الماضي الذي كان في العام 1982، سلم لبنان لاسرائيل وحصل ما حصل في لبنان، اما رئيس المستقبل الذي سيتسلم المسؤولية بعد نهاية العهد الحالي، فلا بد ان يكون من الخط الوطني نفسه، والا فان لبنان سيدفع ثمن ذلك غاليا، لان قوتنا هي بوجود الجيش الوطني والمقاومة الوطنية وعلى رأسها السيد حسن نصرالله وانتقد لحود الاكثرية النيابية وقال «اتحدى ان يجرى استفتاء ليعرفوا ماذا يريد الشعب اللبناني كله وساعتئذ نتكلم. ولكن هم يخافون من قانون انتخابي صحيح تجري على اساسه الانتخابات النيابية، لانه عن حق سيظهر ماذا يريد الشعب، ولكن الى ان يتحقق سنجد الاكثرية التي اسميتها وهمية تواصل الكلام والتشهير والشتائم من جهته ثاينة اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمة القاها بمناسبة عيد العمال في الاحتفال الذي نظمه الاتحاد العمالي العام رفضه لاعتبار الورقة الاصلاحية سلة متكاملة ورفض الطرح القاضي بانه اما نأخذها واما نتركها كما هي على علاتها. مؤكدا الاصرار على مناقشتها بنداً بنداً خصوصاً في ما يتعلق بخصخصة القطاعات حيث اننا نتمسك باحتفاظ الدولة بالقطاعات الانتاجية، مؤكدا رفضه لزيادة الضرائب. وقال بري حول سلاح المقاومة «من يقول اننا نخشى بحثه، المطلوب البحث في سلاح المقاومة من منطلق البحث المعمق في سلاح العدوان وكيف نردع العدوان، الملف المطروح ليس كيف نشد الربط على الحمل، والمقاومة ليست حملا ولكنها حمل بالحق، بل ان نترك للذئب او للنمر ان يتنمر وان يدور حول فريسته. ليس المطلوب الحماية لاسرائيل من لبنان، اعتقد ان العكس هو المطلوب، من هذا المنطلق نحن نريد ونصر في مؤتمر الحوار على ان تكون هناك خطة دفاعية تمنع جنوب لبنان ولبنان من ان يكون في فم الغول الاسرائيلي. مرات ومرات دفع هذا البلد اثمانا لذلك، وانني اليوم جد متفائل، وهذا الكلام قلته على اعلى المستويات اضاف : ونحن نريد ان نبحث خطة دفاعية، نريد ان نبحث في سلاح المقاومة كي يكون الردع لاسرائيل وليس لنزع السلاح بالمعنى الذي يريدونه، واعتقد انه ضمن المنطق وضمن التاريخ لا احد من اطراف الحوار يزايد على طرف آخر في ان نكون حزمة واحدة ورزمة وقوة واحدة ضد العدوان الاسرائيلي، ما دام اعترف الجميع بذلك. اذن نحن نجزم ان الاتفاق على استراتيجية دفاعية للبنان امر سيكون موضع اتفاق تام على مستوى القرار السياسي الذي سيتطلب من الخبراء بشؤون الدفاع وضع الخطط والآليات التنفيذية له. واشارت "الديار" انه على صعيد آخر، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية تمتد على مدى يومين (اليوم وغدا). حيث من المقرر ان يقر خلالها مجموعة واسعة من مشاريع القوانين المدرجة على جدول الاعمال. لكن البارز في الجلسة مشروعا القانونين الاول يتعلق بتعديل انشاء المجلس الدستوري، الثاني يتعلق بتنظيم اوضاع الطائفة الدرزية، ولكن رئيس الجمهورية العماد اميل لحود قد رد القانونين منذ فترة بعد اقرارهما في مجلس النواب لوجود ثغرات قانونية في الاول ووجود اعتراض على القانون الثاني داخل الطائفة الدرزية. وأمس عقدت لجنة التنسيق النيابية لقوى 14 شباط اجتماعا في مكتب النائب وليد عيدو ناقشت خلاله جدول اعمال الجلسة وخاصة جلسة ما يتعلق بمشروعي القانونين. وعلم في هذا الاطار ان قوى 14 شباط توافقت على حشد نوابها في الجلسة اليوم وغداً من اجل ضمان مرور مشروعي القانونين في الجلسة. مع العلم ان كتلة التحرير كانت صوتت في السابق مع اقرار قانون تنظيم اوضاع الطائفة الدرزية. ويحتاج اقرار المشروعين الى تأييد الاكثرية المطلقة اي 65 نائباً زائد واحد وهذا العدد من النواب في استطاعة قوى 14 شباط ان تؤمنها اذا قامت بحشد ما لديها من نواب والبالغ 71 نائبا. وفي حال اقرار المشروعين في امكان رئيس الجمهورية ان يعيدها مرة ثانية الى مجلس النواب للاسباب التي يراها موجبة لذلك، ولكن في حال حصول هذا الرد فان اقرارهما من جديد يتطلب اكثرية عادية.
ـ الأنوار ـ
قالت "الأنوار" انه ينتظر ان تشهد جلسة مجلس النواب اليوم وغدا مواجهة بين الاكثرية النيابية والرئيس اميل لحود، خلال اعادة التصويت على قوانين اعادها رئيس الجمهورية الى المجلس بعد اقرارها، واصرار قوى 14 اذار على التمسك بها كما اقرت. وبانتظار ايضاح مسار الامور اليوم، فلم يحضر الرئيس لحود جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية التي اقر فيها مساء امس طلب تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية. وقد اثار وزير الداخلية في الجلسة موضوع اقامة سواتر سورية داخل الاراضي اللبنانية في منطقة عرسال وكذلك اقامة حواجز عسكرية في المنطقة. وقالت مصادر نيابية ان نواب (قوى 14 اذار) قرروا في اجتماع امس، التصويت على القوانين التي اعادها رئيس الجمهورية الى المجلس والواردة على جدول اعمال جلسة اليوم وغدا دون اي تعديل فيها. واضافت ان هذه القوانين تتعلق بالمجلس الدستوري، وتنظيم الطائفة الدرزية وتسوية اوضاع قوى امنية. وقد عقدت لجنة التنسيق النيابية لقوى 14 اذار اجتماعا في مكتب النائب وليد عيدو في المجلس النيابي، ناقشت فيه جدول اعمال الجلسة التشريعية للمجلس النيابي التي ستعقد يومي الاربعاء والخميس. ودرست اللجنة مشاريع القوانين واقتراحات القوانين المعروضة على المجلس واتخذت في شأنها القرارات المناسبة تأكيدا على وحدة 14 اذار. وحضر اللقاء النواب: وليد عيدو، اكرم شهيب، بطرس حرب، الياس عطاالله، انطوان غانم، انطوان زهرا، مصباح الاحدب، قاسم عبد العزيز، وتغيب لاسباب خاصة النائب سمير فرنجية. وامس زار الوزير السابق طلال ارسلان الرئيس نبيه بري وقال: اليوم بالتحديد الهدف من الزيارة هو وضع الرئيس بري في الجو الداخلي للطائفة الدرزية، وخصوصا اننا سمعنا ان جلسة تشريعية ستعقد في اليومين المقبلين ومطروح خلالها على المجلس القانون الذي حذرنا منه في الماضي والذي رده رئيس الجمهورية مشكورا، وهو مطروح على الهيئة العامة للمجلس، وبالتالي نحن نعتبر هذا القانون قانون فتنة وقانون هيمنة وتسلط على وضع المؤسسات الدرزية العامة. على صعيد اخر، برز امس موضوع يشكل مشكلة جديدة في العلاقات مع سوريا. فقد قال وزير الداخلية احمد فتفت بعد اجتماع امني في السراي ترأسه الرئيس فؤاد السنيورة، تناول البحث موضوع السواتر الترابية التي وضعتها فرق الهجانة السورية في الاراضي اللبنانية في منطقة جرد عرسال ورأس بعلبك، وتبين بعد المداولات ان هذه السواتر وضعت جميعها داخل الاراضي اللبنانية بمسافة تتراوح بين كيلو متر واحد و4 كيلومترات. وعن سبب وضع هذه السواتر قال الوزير فتفت: لقد بحثت معهم احدى اللجان هذا الموضوع، وذكروا ان هذه السواتر هي لمنع التهريب، ولكن المشكلة انها وضعت داخل الاراضي اللبنانية وبعمق كبير في بعض الاحيان، وستشكل مشكلة مع الوقت فلا نريد ان نكون امام مزارع شبعا جديدة. ومساء طرح الموضوع في جلسة مجلس الوزراء، وقال وزير الاعلام غازي العريضي ان الوزير فتفت شرح للمجلس حقيقة الامر وقال: السواتر وضعت داخل الاراضي اللبنانية وعلى مسافة 4 كيلومترات من الحدود السورية. كما وضعت حواجز عسكرية في مناطق لبنانية اخرى. وهذا الامر خلق مشاكل كثيرة وتعقيدات والحق اضرارا بحقوق المالكين والمزارعين. وقد طلب الرئيس السنيورة الى محافظ البقاع الاتصال بمحافظ ريف دمشق لازالة السواتر واعادة الامور الى ما كانت عليه. واضافت "الأنوار" انه من ناحية اخرى عقد لقاء مساء امس الاول بين الامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري بحضور المعاون السياسي لنصر الله السيد حسين الخليل ومستشار الحريري مصطفى ناصر. ووفق بيان صادر عن مكتب النائب الحريري، فان اللقاء الذي تم في قريطم وتخلله عشاء عمل، تناول ما توصل اليه مؤتمر الحوار الوطني من قرارات حتى الآن والآليات المناسبة لضمان وضعها موضع التنفيذ. كما شمل البحث المسألة الاقتصادية والمعيشية والخطوات الاصلاحية التي تقترحها الحكومة لمعالجتها. وقالت محطة (المنار) التلفزيونية ان مناقشة مستفيضة تناولت المسألة الاقتصادية وانتهى اللقاء الى تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تفاصيل الورقة الاقتصادية. ووضعت مصادر (حزب الله) اللقاء في سياق اصرار الحزب وتيار المستقبل على حماية الحوار الوطني من محاولات التخريب. هذا ووصل سعد الحريري مساء امس الى عمان حيث استقبله العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني واجريا محادثات تناولت اخر التطورات في المنطقة العربية والعالم. وقد استبقى الملك عبدالله النائب الحريري الى مأدبة عشاء اقامها والملكة رانيا العبدالله على شرفه. ويواصل رئيس كتلة المستقبل سفره من عمان الى الرياض في زيارة خاصة الى المملكة العربية السعودية. وعلى صعيد الموضوع الرئاسي رجح النائب علي خريس امس امكان ايجاد حلول لملف الرئاسة في جلسة السادس عشر من ايار، من دون ان يستبعد دخول بعض المساعي والمؤازرات العربية على هذا الخط. وقال: العماد ميشال عون هو احد المرشحين، وهو مرشح قوي.
ولكن ليس نحن من نحسم الموضوع سلبا او ايجابا، وقد يتفق بالنهاية على اسم محايد غير محسوب على اي فريق.
ـ صدى البلد ـ
كتبت "صدى البلد" تقول , لقد أعلن نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية أمس الثلثاء ان الولايات المتحدة وفرنسا تعدان مشروع قرار في مجلس الأمن "شديد اللهجة" ضد سورية. وقال في مؤتمر صحافي عقده في باريس: "سترون فرنسا والولايات المتحدة تعملان معا لإصدار قرار عن مجلس الأمن سيكون شديد اللهجة بنصه وروحه". وأضاف بيرنز ان هذا النص "سيوجه رسالة الى حكومة دمشق لكي تنصاع للقرارات السابقة الصادرة عن مجلس الأمن"، مشددا على ان نظام الرئيس بشار الأسد "يجب ان يقوم بما عليه القيام به لضمان استقلال وسيادة لبنان". وأعلن بيرنز الموجود حاليا في باريس للمشاركة في اجتماع حول ايران، انه ناقش الملف السوري - اللبناني قبل ظهر أمس الثلثاء مع مسؤولين فرنسيين. وقال بيرنز أيضاً: "نحن متفقون تماما مع الحكومة الفرنسية حول سبل معالجة الملف السوري"، مضيفا ان باريس وواشنطن "لديهما وجهات نظر متقاربة جدا حول مشروع القرار". وكانت فرنسا أعلنت الاسبوع الماضي انها تعد مشروع قرار سيحث سورية على التجاوب مع المطالب اللبنانية بإقامة علاقات دبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين. واعلنت سورية في مذكرة وجهتها في الرابع والعشرين من نيسان الماضي الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان تقرير تيري رود لارسن مبعوث انان الذي دعا فيه سورية الى الموافقة على المطلب اللبناني بتبادل التمثيل الدبلوماسي وترسيم الحدود بين البلدين "تجاوز ما ورد في قرار مجلس الامن 1559". وجاء في المذكرة السورية "قضية تبادل سفارات ام لا بين البلدين هي مسألة من اختصاص السلطات المحلية لدى البلدين، ويمكن الاتفاق عليها حين تتيح الاجواء السائدة في العلاقات بين البلدين القيام بمثل هذه الخطوات". وحذرت المذكرة السورية ايضا من اعتماد قرارات جديدة تزيد من عدم الاستقرار في لبنان او المنطقة. ولفتت المذكرة الى ان "دفع بعض الأطراف مجلس الامن لاعتماد قرارات او بيانات جديدة لن يؤدي الى تهدئة الحال في لبنان او المنطقة، بل سيفاقم من حالة عدم الاستقرار والتوتر في لبنان والمنطقة". وتضمنت المذكرة السورية ايضا رفضا لما ورد في التقرير من "شكوك حول انسحاب اجهزة الاستخبارات السورية من لبنان". وقالت ان "سورية تود ان تؤكد مرة اخرى ان كل قواتها ومعداتها العسكرية واجهزة امنها انسحبت من لبنان في 26 نيسان 2005" بموجب قرار مجلس الامن رقم 1559. وفي دمشق (جوني عبو) قالت مصادر سورية رسمية ل "صدى البلد" ان "لارسن غير مرحب به في دمشق حالياً. واعتبرت المصادر ان الموفد الدولي "خان مهمته وتجاوز دوره كممثل للأمين العام للأمم المتحدة" وأسفت لما وصفته ب "لهاث المعادين لسيادة سورية ولبنان (...) من خلال استمرار الحديث عن تبادل السفارات". وقالت المصادر ان "لارسن توسط لدى شخصيات دولية أكثر من مرة لتأمين زيارة له الى دمشق لكننا كنا نقول له يبدو انك لم تعد تمثل في نظرنا الوجه الفعلي للمنظمة الدولية" متوقعة تكرار تجربة رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس مع لارسن.
ـ المستقبل ـ
كتبت "المستقبل" تقول انه في وقت كان البحث الداخلي منصباً على كيفية وضع مقررات الاجماع الوطني موضع التنفيذ في انتظار جولة السادس عشر من أيار الجاري، تبيّن فجأة أمس ان ثمة اختراقاً سورياً للحدود اللبنانية في منطقتي عرسال ورأس بعلبك، نفذته فرق "الهجّانة" السورية داخل الأراضي اللبنانية على عمق يتراوح بين كيلومتر وأربعة كيلومترات، مصحوباً بعدد من المواقع العسكرية لـ"الهجانة"، كما أوضح وزير الداخلية أحمد فتفت الذي أعلن ان الخرق تم بواسطة سواتر ترابية وأكد ان لبنان طلب نزع السواتر هذه وإزالة المواقع العسكرية "لاننا لا نريد مزارع شبعا جديدة" كما قال. هذا "التطور"، تزامن مع استئناف مجلس الأمن مشاوراته حول مشروع قرار أميركي - فرنسي جديد ومع نشر المذكرة السورية الرسمية الى مجلس الأمن تعليقاً على تقرير المبعوث الدولي لمراقبة تنفيذ القرار 1559، والتي حذّرت من "اعتماد قرارات جديدة تزيد من عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة"، وقالت ان "دفع بعض الأطراف مجلس الأمن الى اعتماد قرارات أو بيانات جديدة لن يؤدي الى تهدئة الحال في لبنان والمنطقة بل سيفاقم من حالة عدم الاستقرار والتوتر(..)". في مقابل التهديد السوري بعدم الاستقرار، لفت مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركية للشؤون السياسيّة نيكولاس بيرنز إلى أنّ "الولايات المتحدة وفرنسا تعدّان مشروع قرار شديد اللهجة ضدّ سوريّا بنصّه وروحه". وأضاف أنّ هذا القرار سيكون "رسالة إلى حكومة دمشق كي تنصاع للقرارات السابقة"، معلناً أنّ "نظام (الرئيس) بشّارالأسد يجب أن يقوم بما عليه القيام به لضمان استقلال وسيادة لبنان(..)". ومع ذلك لم يحجب هذان التطور الميداني والتهديد السياسي من جانب دمشق، العناوين الرئيسية التي سجّلت في صددها اتصالات ومواقف. وفي هذا الاطار، كان لقاء مطول تخلله عشاء عمل بين رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في قريطم ليل أول من أمس، تناول "ما توصل اليه مؤتمر الحوار من قرارات حتى الآن والآليات المناسبة لضمان وضع هذه القرارات موضع التنفيذ"، كما تناول "المسألة الاقتصادية والمعيشية". في هذا الوقت، نقل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عن النائب الحريري "حرصه البالغ على دعم وتعزيز وحدة المسلمين ووحدة اللبنانيين جميعاً واصراره على متابعة الحوار بين اللبنانيين(..)". وبينما جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله إن "المقررات التي توصلنا إليها ليست حبراً على ورق وعلينا أن نخطو خطوات عديدة في سبيل تنفيذها"، معلناً بعد زيارته أول من أمس العلامة السيد محمد حسين فضل الله أن التواصل مع الرئيس إميل لحود لإقناعه بالتنحي "مهمة مستحيلة"، وفيما أكّد رئيس مجلس الوزراء أنّ الاجتماع بينه وبين الرئيس برّي "قريب"، عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية أمس لمناقشة الآلية اللازمة لتنفيذ مقرّرات مؤتمر الحوار، واتخذ قراراً بالطلب إلى الأمم المتحدة التمديد سنة كحدّ أقصى للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري برئاسة القاضي البلجيكي سيرج براميرتس. في هذه الأثناء، أكد الرئيس السنيورة الذي عاد ليل أوّل من أمس من زيارة رسمية إلى الكويت، أن "مزارع شبعا لبنانية وينبغي أن تكون تحت السيادة اللبنانية"، مضيفاً "علينا تحديد الحدود أو ترسيمها وكلّ من المصطلحين يعني الشيء نفسه ويتمّ على الخرائط". وأوضح أن السعي لدى أصدقائنا في العالم هو من أجل الضغط على اسرائيل للانسحاب من الأرض التي تحتلها". وأشار إلى أنه بعد ذلك وبعد إقرار استراتيجية الدفاع عن لبنان "تصبح الدولة مسؤولة حصراً عن السلاح(..)". وليس بعيداً من عناوين السجال السياسي، وصف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الرئيس لحود بأنه مأمور لمقدّم برتبة فريق، أستاذ مدرسة بدائي انما محترف الاغتيال". وكان جنبلاط يعلّق على الفيلم الوثائقي الذي أعده الزميل جورج غانم عن الزعيم الراحل كمال جنبلاط، فأجرى عددا من المقارنات بين الماضي والحاضر وقال "كان الشيخ بشارة الخوري من الشخصيات اللبنانية الكبرى ورضخ لإرادة الشعب ولم يكن كأحدهم في بعبدا اليوم". وإذ شدّد على القول "خرجنا من السجن العربي الكبير ولن نعود اليه"، مضيفاً "سأكمل المشوار، مشوار العدالة، والحرية"، لفت جنبلاط الى ان "لبنان كان في السابق من ضمنه مزارع شبعا، ومن صفد الى تدمر"، وقال "اقترحت في احدى جلسات الحوار على السيد حسن أن توجّه راجماته نحو تدمر، لكن الفكرة لم تعجبه(..)". في غضون ذلك، ساجَل نصرالله مع جنبلاط من غير أن يسمّيه، فقال في كلمة له خلال توديع السفير الايراني مسعود الادريسي "بدأنا نسمع نغمة جديدة تتحدث عن الامبراطورية الفارسية والبعض يتحدث عن المشروع الصفوي". ورأى ان "المخطط الأميركي ـ الصهيوني يكتمل بأن يتم إلحاق الشيعة كل الشيعة بهذه الامبراطورية الفارسية.
ـ اللواء ـ
قالت "اللواء" , لقد خرج مجلس الوزراء بمجموعة قرارات ذات طابع سياسي تتعلق بالتأكيد علي تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني، وطلب التمديد لمهمة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمدة سنة كحد أقصى، مؤكداً بذلك الاتجاه العام لتحييد العمل الحكومي عن الملفات السياسية الساخنة، بالرغم من النصائح التي أسديت الى العماد ميشال عون بوجوب عدم تصعيد الوضع في وجه الحكومة، لكنه لم يلتزم بها· ويبدو ان التهدئة على الجبهة الحكومية، لا يقابله هدوء مماثل على جبهة ملف الحوار وملف العلاقات اللبنانية - السورية الى جانب الملف الاقتصادي، حيث سجل الرئيس نبيه بري رفضه للمرة الأولى، اعتبار "الورقة الاصلاحية" للحكومة سلة متكاملة، في الوقت الذي واصل وزيرا المال جهاد أزعور والاقتصاد سامي حداد، محاولاتهما لتعطيل الألغام من أمام هذه الورقة مع القوى والفاعليات السياسية غير الممثلة في الحكومة· وكان البارز على صعيد ملف الحوار اللقاء الجديد الذي جمع ليل أمس الأول في قريطم رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري والأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله، وتخلله عشاء عمل، حيث تناول ما توصل إليه مؤتمر الحوار من قرارات حتى الآن والآليات المناسبة لضمان وضع هذه القرارات موضع التنفيذ· وأشار المكتب الإعلامي للنائب الحريري إلى أن المباحثات شملت المسألة الاقتصادية والمعيشية والخطوات الاصلاحية التي تقترحها الحكومة لمعالجتها· إضافة الى جولة افق في التطورات المحلية والاقليمية· ولئن رفضت مصادر الجانبين الكشف عن تفاصيل ما جرى في اللقاء الجديد على غرار اللقاءات السابقة التي توزعت بين قريطم وحارة حريك، فإن مصادر مطلعة لاحظت ان اهمية هذه المشاورات تكمن في استمراريتها وتواصلها، في إطار البحث في كيفية تحصين الحوار وإيجاد حلول للنقاط العالقة، وسحب تداعيات ما يمكن يعلق في الشارع والإبقاء على الحوار قائماً كوسيلة أثبتت نجاحها في لملمة الكثير من التجاذبات والتوترات في الساحة الداخلية· في المقابل، صعد العماد عون الموقف في وجه الحكومة وخصومه، ولا سيما الفريق المسيحي الذي اجتمع في الارز في منزل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، معلقاً ان هذا الاجتماع "لن يصل الى اي طريق"، لافتاً الى ان عدد المجتمعين ليس مهماً، بل المهم الناس الذين يجدونهم معهم"· وفي إشارة واضحة الى هدف الاجتماع قطع الطريق امام عون للوصول الى الرئاسة الاولى، اعتبر رئيس "كتلة الاصلاح والتغيير"، ان ملف رئاسة الجمهورية كان يجب ان يطوى منذ زمن"، مشيراً الى ان دوره في المعارضة لا يريد تعطيله، بعدما تبين ان الحوار لن ينتهي وهو يستعمل لغايات أخرى، لم يحددها، وان لفت الى ان الاكثرية، تربح الوقت وكأنها تحاول تحميل رئيس الجمهورية الفشل السياسي والاقتصادي الحاصل· واذ اعلن انه لن ينسحب من الحوار، دعا الحكومة الى ان تمارس عملها ونقابات العمال لتحمل مسؤولياتها، واعترف بأنه اخطأ في تقديره السابق بأن الرئيس اميل لحود لن يكمل ولايته· وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع كتلته امس الاول "انه ليس من طرح مشكلة رئاسة الجمهورية، وقبل اعلان ترشحيه كان مرشحا في الصحف ومؤسسات الاستطلاع الوطنية". اضاف: "لي الشرف ان اكون مرشحا للرئاسة، وسأبقى مرشحا، انا اعتبر نفسي وبشرف افضل مرشح انتخبني الشعب اللبناني، والتحدي الكبير عند الشعب وليس عندي، فليتفضلوا وينتقدوا والذي لا يعجبه رأيي ليقل ذلك وليصوت ضدي"· واشارت "اللواء" انه في ملف العلاقات اللبنانية - السورية، كشف النقاب أمس، عن أن فرق الهجانة السورية أقامت سواتر ترابية في عمق الأراضي اللبنانية في جرود عرسال ورأس بعلبك· وتزامنت هذه المعلومات مع تأزم لافت في العلاقات بين سوريا والأمم المتحدة، على خلفية تقرير الموفد الدولي تيري رود - لارسن لمتابعة تطبيق القرار 1559، حيث أعلنت دمشق عن رفض استقباله لتجاوزه حدود صلاحياته، مما يُخشى من أن ينعكس هذا الأمر توتراً جديداً على صعيد العلاقات بين لبنان وسوريا، خصوصاً بعدما أعرب وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت عن تخوّفه من أن تتحوّل "قضية عرسال" الى مشكلة شبيهة "بمزارع شبعا"، مشيراً الى أن السواتر الترابية وُضعت داخل الأراضي اللبنانية بمسافة تتراوح بين كيلومتر وأربعة كيلومترات بحجة منع التهريب· واستدعت هذه القضية، اجتماعاً عاجلاً في السراي الحكومي ترأسه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة العائد من الكويت لتهنئة أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح، شارك فيه الى الوزير فتفت عدد من القادة الأمنيين، واتخذ قرار بتكليف محافظ البقاع بإجراء مباحثات سريعة مع محافظ ريف دمشق، والطلب منه التأكيد على سيادة الأراضي اللبنانية ونزع هذه السواتر، وإذا كان هناك من ضرورة لها لمنع التهريب فلتوضع على الحدود تماماً أو داخل الأراضي السورية، حسب ما أعلن فتفت، الذي أثار الموضوع مجدداً مساء أمس أمام مجلس الوزراء، مؤكداً
أن المعلومات صحيحة، مشيراً الى حواجز عسكرية سورية وُضعت أيضاً في مناطق لبنانية أخرى، وأن كل هذه الأراضي مرسمة رسمياً ومحددة بين لبنان وسوريا· وأوضحت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء توقف مطولاً عند البحث في موضوع مقررات مؤتمر الحوار الوطني وكان تأكيد على اهمية وضع هذه المقررات موضع التنفيذ· وعلم في هذا الاطار ان الحكومة أبدت تعهداً بتنفيذ ما توصل اليه المؤتمرون في جلسات الحوار، انطلاقاً من الاجماع الوطني· وكشفت المصادر نفسها ان من بين المواضيع التي استحوذت على نقاش واسع في مقررات الحوار مسألة العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، حيث كان تشديد على استكمال الحوار مع الفصائل الفلسطينية، على ان تقدم الاطراف التي تربطها علاقة وطيدة مع الجانب الفلسطيني كل الدعم للحكومة في موضوع الحوار الجاري· وفي المعلومات المتوافرة ان وزير الثقافة طارق متري اثار قضية تخوف البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير من حصول التباس في موضوع الاعتراف بالحقوق الانسانية للاجئين الفلسطينيين، وعما اذا سيكون هذا الاجراء بمثابة توطئة لتوطين الفلسطينيين، ودعا الوزير متري الى ازالة هذا الالتباس· وهنا تدخل وزير العدل شارل رزق الذي ابلغ المجلس ان البطريرك صفير يرفض ان يكون الاعتراف بالحقوق الانسانية توطئة او حيلة لتمرير مخطط التوطين، شارحاً وجهة نظر البطريرك صفير القائمة على اهمية مراعاة هذه الحقوق وفق القوانين المرعية الاجراء· وقالت المصادر الوزارية ان استفسار البطريرك صفير جاء اثر مسألة التملك لهؤلاء اللاجئين وما اذا كان سيوثر ذلك على الموقف اللبناني الرافض للتوطين والداعي الى عودة هؤلاء اللاجئين الى وطنهم الام· وفي مجال آخر، علم من المصادر نفسها ان المجلس وافق سريعاً على التمديد للجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمدة سنة كحد اقصى، علماً ان المدة تنتهي في 15 حزيران المقبل· وقد ارتأت الحكومة اتخاذ هذا القرار توفيراً لقرارات التمديد التي قد تتخذ بين فترة واخرى· ونفت المصادر الوزارية ان يكون وزير العدل شارل رزق قد اثار مهمات المحكمة ذات الطابع الدولي او تعيين القاضي سيرج براميرتس مدعياً عاماً لها· وعلم أيضاً ان مجلس الوزراء شدد على ضرورة استعجال الحكومة في إنجاز البرنامج الاصلاحي في أقرب فترة ممكنة، وقالت مصادر وزارية ان معظم الوزراء ايدوا مسألة تحقيق الاصلاح الاداري والسير به الى ما لا نهاية· وأشار وزير الطاقة والمياه محمد فنيش انه تقرر عقد جلسات مفتوحة لملف الكهرباء، على أن تحدد لاحقاً، لكن النية والقرار متخذين للمضي في عملية الإصلاح· وأوضحت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء سوف يعقد جلسته العادية غداً الخميس، إلا إذا لم تنته جلسة مجلس النواب فيتقرر عندئذ ارجاء الجلسة الى موعد يحدد في حينه· وأعلن وزير الاعلام غازي العريضي، ان تعيين ممثلي الدولة في مجلس إدارة الضمان سيتم في الجلسة المقبلة غداً الخميس، بعدما تقرر إبقاء جلسة مناقشة أوضاع الضمان الاجتماعي مفتوحة، وكذلك الامر بالنسبة الى مناقشة الخطة الإصــلاحية للنهوض بقطاع الكهرباء· وأطلع الرئيس السنيورة الذي ترأس الجلسة، المجلس على نتائج زيارته الى الكويت امس الاول الاثنين على رأس وفد وزاري، مشيراً الى ان المسؤولين الكويتيين مهتمون بما يجري في لبنان، وهم حريصون على ان يكونوا على بينة وإطلاع على كل الأمور· وقال إنه لمس منهم كل دعم وتأييد وحرص على استقرار لبنان وازدهاره· ولفت الوزير العريضي الى ان اجتماعاً سيعقد بين الرئيس السنيورة ورئيس المجلس نبيه بري لبحث مسألة مؤزارة الحكومة لتنفيذ قرارات الحوار، من اجل الاستفادة من دور وإمكانات وموقع رئيس مجلس النواب سواء على مستوى السلطة التشريعية، او موقعه السياسي في البلد، مؤكداً ان بري قادر على هذه المؤزارة· وكشف بأن الرئيس السنيورة اتصل بالرئيس بري واتفق على نقل مقر مؤتمر الحوار من ساحة النجمة الى مبنى المختبر المركزي وهو قريب من قصر الرئاسة الثانية في عين التينة، وذلك بسبب الانعكاسات السلبية على المستوى الاقتصادي بالنسبة الى المؤسسات العاملة وسط العاصمة· بري تجدر الاشارة الى ان الرئيس بري اكد في كلمة القاها في احتفال عيد العمال في الاونيسكو ، "ان ازمة الحكم التي توقف عندها المتحاورون لا تعني ان كل واحد منا سيعود الى متاريسه"، جازماً بأن الاتفاق على استراتيجية دفاعية للبنان امر سيكون موضع اتفاق تام على مستوى القرار السياسي· وسجل بري رفضه اعتبار الورقة الاصلاحية للحكومة سلة كاملة متكاملة، رافضاً طرح اما ان نأخذها واما ان نتركها كما هي على علاتها، مؤكداً الاصرار على مناقشة الورقة بنداً بنداً، خصوصاً في ما يتعلق بخصخصة القطاعات، معلناً تمسكه باحتفاظ الدولة بالقطاعات الانتاجية المربحة· واكد أيضاً انسجامه مع موقف الاتحاد العمالي العام رفض زيادة الضرائب، داعياً الى المزيد من التشاور قبل المضي قدماً في مشاريع التعاقد الوظيفي وخفض المعاش التعاقدي على اساس الراتب
، آسفاً لما يتعرض له صندوق الضمان من حملة تشويه مركزة· في هذا الوقت، واصل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط حملته على سوريا، فوصف الرئيس لحود من دون ان يسميه بأنه "مأمور لمقدم برتبة فريق استاذ مدرسة بدائي انما هو محترف تراثاً ومؤسسة وتقليداً بالاغتيال"· وقال خلال رعايته احتفالاً في مجمع الشوف السياحي: لقد خرجنا من السجن العربي الكبير ولن نعود اليه· ولفت الى انه في أحد الحوارات مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "قلنا له، كان لبنان ومن ضمنه شبعا من صفد الى تدمر، فلنوجه اذاً الراجمات الموجودة عندك نحو تدمر، فلم تعجبه الفكرة، لانه توجد في تدمر قلعة لفخر الدين وسجن"· واعتبر انه كان هناك تناقض عقائدي وسياسي وشخصي بين والده الشهيد كمال جنبلاط والرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول , لقد تلاحقت المواقف والتطورات في اليومين الماضيين وتداخلت لتثقل الساحة السياسية بمزيد من الملفات الشائكة التي تضاف الى القضايا العالقة العديدة التي لا تزال تراوح مكانها مع بعض خروقات تمثلت بالاعلان عن مبادرة سودانية جديدة لمعالجة ملف العلاقات اللبنانية - السورية، واللقاء بين رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله. فقد اعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء امس ان اتصالاً تم بينه وبين رئيس القمة العربية الرئيس السوداني عمر البشير الذي اكد انه سيوفد الدكتور مصطفى عثمان الى لبنان. ورحب السنيورة بهذه المبادرة، مؤكداً انه يضع بشكل دوري رئيس القمة في اجواء الحوار والاوضاع في لبنان، لافتاً الى انه ارسل اليه رسالة بهذا الخصوص. وكان الرئيس السنيورة جدد خلال زيارته اول امس الى الكويت حيث التقى اميرها الشيخ جابر الصباح وولي العهد وكبار المسؤولين الكويتيين، مواقفه من العلاقات اللبنانية - السورية مرحباً بأي مسعى عربي في هذا الاتجاه. من جهة اخرى، اطلع السنيورة مجلس الوزراء على مقررات مؤتمر الحوار، وقرر "رسم السياسات واتخاذ القرارات والاجراءات التي تتوافق مع ما اجمع ويجمع عليه اللبنانيون". واثار وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت قضية رفع الهجانة السورية سواتر ترابية في اراض لبنانية واقامة حواجز عسكرية في بعض منها في منطقة عرسال. ولفت فتفت الى ان السواتر هي ضمن مسافة اربعة كيلومترات من الحدود السورية مؤكداً ان هذه الأراضي مرسمة ومحددة بين لبنان وسورية، وقد تم تكليف محافظ البقاع الاتصال بمحافظ ريف دمشق لإزالة هذه السواتر واعادة الامور الى ما كانت عليه. من جهة اخرى، قرر المجلس التوجه الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان بطلب تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمدة سنة، وقرر ابقاء جلساته مفتوحة لمتابعة ملفي الضمان والكهرباء. على صعيد آخر، خرق اللقاء بين النائب الحريري والسيد نصر الله حال التوتر السياسي المتصاعد والتقاصف المتبادل بين اطراف الحوار. وقد حضر اللقاء الذي تخلله عشاء عمل المعاون السياسي لنصر الله حسين خليل ومستشار النائب الحريري مصطفى ناصر، وتناول بحسب بيان للمكتب الاعلامي للحريري "ما توصل اليه مؤتمر الحوار الوطني من قرارات حتى الآن، والآليات المناسبة لضمان وضع هذه القرارات موضع التنفيذ. وشملت المباحثات المسألة الاقتصادية والمعيشية والخطوات الاصلاحية التي تقترحها الحكومة لمعالجتها، اضافة الى جولة افق في التطورات المحلية والاقليمية". وكشفت مصادر مطلعة على القاء ان الجانبين توقفا امام المواقف التصعيدية الاخيرة وضرورة عزل تأثيراتها عن مؤتمر الحوار الذي يصر مختلف الأفرقاء على استمراره كونه الوسيلة الوحيدة لمعالجة المشكلات. واضافت المصادر ان المجتمعين عرضوا المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة، والاوضاع المتفجرة في العراق والاراضي الفلسطينية المحتلة والأزمة المستفحلة بين ايران والغرب، فضلاً عن مشاريع الفتنة المعدة للمنطقة ومنها لبنان، واكدوا العمل على مواجهة هذه المشاريع ووأدها من خلال ترسيخ وحدة الصف اللبناني عموماً والاسلامي خصوصاً. وفي الشأن الاقتصادي، اشارت المصادر الى ان الجانبين قررا تشكيل لجنة مشتركة لبحث الخطوات والاجراءات الكفيلة بمعالجة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وابعادها عن التجاذبات السياسية. وفي اطار متابعته للملف الفلسطيني في لبنان، التقى النائب الحريري وفداً من حركة حماس برئاسة ممثلها في لبنان اسامة حمدان بحضور النائب بهية الحريري. ووصف حمدان "اللقاء الذي استمر ساعتين وربع الساعة بأنه كان ودياً، وكان هناك تفاهم واضح حول ضرورة تسوية الواقع الفلسطيني" مؤكداً حرص الحركة على ان تكون علاقتها بلبنان مستقرة وتخدم القضية الفلسطينية، مشيراً الى انه لمس لدى النائب الحريري "روحه الايجابية تجاه الوضع الفلسطيني وتأكيده وحرصه وتثمينه لحرص الحركة على الوحدة الفلسطينية وحرصه الشخصي على ان تسير الأمور باتجاه ايجابي في العلاقة الفلسطينية - اللبنانية وان يعيش الفلسطيني في لبنان بكرامة، مؤكداً ان ما يربطه بفلسطين هو امر كبير". ورأى حمدان انه "من الطبيعي ان يبحث موضوع السلاح الفلسطيني سواء كان من خارج او داخل المخيمات وكيف يمكن تنظيم هذا الامر وترتيبه بما يخدم مصالحنا مجتمعين". وأعقب هذا اللقاء زيارة قام بها الحريري الى الاردن، حيث استقبله العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين واجريا محادثات تناولت اخر التطورات في المنطقة العربية والعالم. وقد استبقى الملك عبد الله النائب الحريري الى مأدبة عشاء اقامها والملكة رانيا العبدالله على شرفه. ويواصل رئيس كتلة "المستقبل" سفره من عمان الى الرياض في زيارة خاصة الى المملكة العربية السعودية. واشارت "الشرق" انه في غضون ذلك، واص
ل رئيس الجمهورية اميل لحود حملته على الاكثرية النيابية وشمل بهجومه السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان حيث انتقد مواقف الاخير حول رئاسة الجمهورية. واكد لحود "ان الرئيس الذي سينتخب في المستقبل والذي سيتسلم المسؤولية بعد نهاية العهد الحالي، لا بد ان يكون من الخط الوطني نفسه، والا فان لبنان سيدفع ثمن ذلك غالياً، لأن قوتنا هي بوجود الجيش الوطني والمقاومة الوطنية، وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصر الله". وتحدى الاكثرية النيابة "باجراء استفتاء ليعرفوا ماذا يريد الشعب اللبناني". ورأى لحود خلال استقباله وفداً من الجمعيات النسائية انه "بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سارعت دول كبرى ومن خلفها اسرائيل الى استغلال هذه الجريمة النكراء لتحقق ما لم تتمكن من تحقيقه بالقوة". وتنتقل المواجهة بين لحود والاكثرية النيابية الى المجلس النيابي اليوم الذي يعقد جلسة عامة على يومين وعلى جدول اعمالها 48 مشروع واقتراح قانون، ابرزها ثلاثة مشاريع وهي: قانون تنظيم الطائفة الدرزية، قانون تعديل المجلس الدستوري، والثالث المتعلق بافراد وعناصر قوى الأمن الداخلي وتسوية اوضاعهم. وتوقعت اوساط مطلعة ان تكون جلسة اليوم حامية، لا سيما عند طرح قانون تنظيم الطائفة الدرزية، اذ ان الوزير السابق طلال ارسلان حذر بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة اخيراً من اقرار هذا القانون، والاعتصام بهذا الخصوص في دار الطائفة. وأشارت مصادر نيابية الى ان 15 نائباً سجلوا اسماءهم في الأوراق الواردة التي ستطرح مواضيع عديدة منها اجتماعية واقتصادية وانمائية، فضلاً عن المواضيع السياسية الداخلية. ورأت المصادر ان تكتل الاصلاح والتغيير يتجه نحو الطعن في قانون المجلس الدستوري بعد اعادة اقراره مجدداً، علماً ان كتلة التحرير والتنمية والوفاء للمقاومة والاصلاح والتغيير لن تصوت على هذا القانون لأنه بنظرها "لا دستوري". وأوضحت المصادر ان النائب ابراهيم كنعان سيتحدث في الجلسة عن هذا القانون، وان ترتيبات اعدت لتقديم طعن بهذا الخصوص، ورأت المصادر من جهة ثانية ان الاكثرية النيابية ستحضر الجلسة اولاً من اجل اكتمال النصاب وثانياً من اجل اقرار هذين القانونين، اذ ان قوى 14 آذار تعتبر ان اقرارهما هو انتصار لها بوجه رئيس الجمهورية، لذلك فان الكتل النيابية ستجتمع لاتخاذ المواقف بشأن هذا الأمر، كما ان الاتصالات ستبقى مستمرة خلال الساعات المقبلة بين الرئيس بري والكتل النيابية للوصول الى تفاهم بشأن قانون تنظيم شؤون الطائفة الدرزية. وعقدت لجنة التنسيق المنبثقة عن "قوى 14 آذار" اجتماعاً امس لتنسيق مواقفها من مشاريع القوانين المطروحة، وكذلك عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعاً مماثلاً.