ارشيف من : 2005-2008

الرئيس لحود: كيف يتكلم جعجع عن رئيس الجمهورية وهو المدان بقتل رئيس حكومة وغيره؟

الرئيس لحود: كيف يتكلم جعجع عن رئيس الجمهورية وهو المدان بقتل رئيس حكومة وغيره؟

دعا رئيس الجمهورية العماد اميل لحود اللبنانيين الى اقامة مقارنة عن الوضع في لبنان قبل وجود المقاومة الوطنية وبعدها، معتبرا "ان الفارق كبير، فقبل المقاومة اجتاحت "اسرائيل" بيروت، وبعد المقاومة تحرر الجنوب".‏

وتساءل: "هل يعقل ان يعيد مجلس النواب قانون المجلس الدستوري لإنهاء عضوية أعضائه والإتيان بأعضاء جدد قبل بت الطعون النيابية التي شرعت الهيئة القديمة للمجلس في درسها، وذلك كي تكون نتائج الطعن في مصلحة الاكثرية الوهمية؟"‏

ودعا الى اعتماد التوافق في المسائل التي تخص الطوائف "لان قوة لبنان تكمن في العيش المشترك بين ابنائه على اختلاف مذاهبهم.‏

كما انتقد الرئيس لحود مواقف الدكتور سمير جعجع متسائلا: "كيف يسمح لنفسه وهو المدان بجرائم قتل بأن يتناول "الاوادم"!‏

وكرر الرئيس لحود نفيه أي تدخل في القضاء رافضا محاولات الابتزاز التي يتعرض لها، وقال: "نحن لن نتخلى عن مواقفنا وسنبقى على اقتناع كامل بما نفعل، فالانسان الذي على حق يدافع عن حقه وسيربح في النهاية".‏

مواقف رئيس الجمهورية جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفد "التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة" برئاسة الدكتور يحيى غدار.‏

وقال الرئيس لحود: "أهنئكم على هذا التجمع الوطني، وكم كنت أتمنى ان ينضم اليه جميع اللبنانيين، لاننا نشعر بأن هناك من لا يدرك اهمية المقاومة بالنسبة الى لبنان. فلو قارنا كيف كان الوضع في لبنان قبل المقاومة وكيف اصبح بعدها، لادركنا الفارق الكبير. قبل المقاومة اجتاحت "اسرائيل" لبنان ووصلت الى عاصمته بيروت ولم نتمكن من القيام بأي ردة فعل. اتكلنا على الدول الكبرى والنتيجة كانت لا شيء. أرسلت الدول الكبرى في ما بعد اربعة جيوش انتشرت في بيروت في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وكانت النتيجة محاولة قلب الوضع رأسا على عقب. ولم تكن آنذاك المقاومة قد برزت بشكل لافت. وحاولوا القضاء على روح المقاومة وجعل لبنان جزيرة منعزلة عن الدول العربية وبيئتنا العربية ومنطقتنا، مما ادى الى حرب مدمرة استمرت حتى انعقاد الطائف".‏

وأضاف: "بعد مؤتمر الطائف وضعت استراتيجية بدأت عام 1991 عندما ذهب الجيش الى الجنوب، وسئلت يومها، وكنت قائدا للجيش، ماذا يفعل الجيش بـ"المسلحين" الذين يقومون بعمليات ضد "اسرائيل" كما كان يحصل في السابق يوم اضطر الجيش الى مغادرة الجنوب بسبب عدم وجود المقاومة، مما سهل على "اسرائيل" القيام بالاجتياح. يومها أجبت العسكريين بأن الجيش الوطني سيدعم المقاومة الوطنية".‏

وقال الرئيس لحود: "أتساءل ما هي مصلحة الدول الكبرى؟ هل لبنان أهم من "إسرائيل"؟ بالطبع لا، لانهم يريدون مصلحة "إسرائيل" ولديهم المال والاعلام، وكل يوم يخرجون علينا بأمور جديدة. لقد قلت أخيرا ان يدا واحدة لا تصفق. الناس شبعت من السياسة وتريد العيش بكرامة. دعونا ننظر الى امور الناس ونترك القضاء يقوم بدوره. لكن ان يستعملوا دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري للحصول على ما يريدون بالقوة، فهذا امر لن نقبل به".‏

وأضاف: "على اثر ذلك سمعنا كلاما كبيرا. قالوا ان اميل لحود عميل. أنا اسأل من العميل؟ هل من يطالب بتحرير آخر شبر من اراضي لبنان المحتلة، ام الذي كان يعمل على التفريط بكل الجنوب؟"‏

وقال الرئيس لحود: "نسمع اننا ارتكبنا جرائم، وبدلا من ان يتجاوبوا مع دعوتنا للتعاون ونكون فريقا واحدا يعمل لمصلحة المواطن اللبناني، نقرأ اليوم في جريدة "المستقبل" عنوانا ان مجلة "فورتشن" نشرت ان الرئيس لحود والرئيس الاسد وغيرهما استعملوا اموال "بنك المدينة" لاغتيال الرئيس الشهيد الحريري. هذه الحكاية بتنا نعرفها. "المستقبل" يرسل الى "فورتشن" المادة، ثم ينقلونها عن "فورتشن" او صحف اخرى مثل "السياسة" الكويتية وغيرها. في مواجهة هذه الحملات، نقول للقيم على "المستقبل" -وكلنا يعرفه- ان يتخلى عن هذه العادات القديمة لانها لن توصله الى أي مكان، فالحقيقة ستظهر وسنعرف من وراء الجريمة".‏

وأضاف الرئيس لحود: "بعد ذلك نقول لا بأس، لنعمل على تلبية حاجات الناس الملحة. واذا بنا نرى اقرار قانون المجلس الدستوري وقانون تنظيم الطائفة الدرزية، والقانونان تم ردهما لعدم مطابقتهما لاحكام الدستور والقانون. نحن سألنا لماذا لا تستندوا الى الدستور والقوانين؟ هناك المادة 19 من نظام المجلس الدستوري التي تنص على ان هيئة المجلس الدستوري الموجودة تستمر حتى تعيين البديل. وأعضاء المجلس القدامى موجودون وعملوا المستحيل لعرقلتهم ومنعهم من العمل. بعد الانتخابات النيابية مرروا قانونا لتغيير بعض انظمة المجلس الدستوري، ثم تعيين اعضاء جدد. أنا أسأل: هل يعقل ان يقوم مجلس نيابي منتخب بتغيير اعضاء المجلس الدستوري الذي يفترض ان يفصل في الطعون النيابية التي يتقدم بها مرشحون معينون؟ هل يعقل ان يصوت النواب على قانون ينهي ولاية اعضاء المجلس الدستوري قبل اوانها، لان هناك اكثرية اسميها انا وهمية تريد مجلسا دستوريا على قياسها وحسب حاجاتها، علما انه لو طبق القانون وبت المجلس الدستوري الطعون قد لا تبقى الاكثرية كما هي اليوم؟ لذلك، وتحسبا لهذا الامر، جرى تغيير قانون المجلس الدستوري للاتيان بهيئة جديدة تتلاءم وتوجهاتهم ستتولى درس الطعون لتكون النتيجة لمصلحتهم. لذلك في دول العالم، تجري الانتخابات والمجلس الدستوري القائم هو الذي يفصل بالطعون المقدمة، وليس هيئة جديدة تنبثق من النواب الجدد".‏

وقال الرئيس لحود: "لم يستطيعوا إيجاد أي مأخذ على رئيس الجمهورية، فروجوا ان الرئيس لحود يريد المحافظة على المجلس الدستوري القديم كرمى لشقيقه. يا للاسف الناس تصدق، والحقيقة ان شقيقي ليس في المجلس الدستوري القديم، بل انتخب في مجلس النواب مع اعضاء آخرين لكنهم لم يتسلموا مهماتهم. ما اقوله انه يجب ان تبقى الهيئة القديمة لبت الطعون لانها بدأت تدرسها، وبالتالي شقيقي لن يكون موجودا فيها. فلماذا الكذب على الناس؟"‏

وأضاف رئيس الجمهورية: "بالنسبة الى قانون الطائفة الدرزية، فقد دعوت الى عدم القيام بخطوات من شأنها اشعال خلاف داخل الطائفة الواحدة. من غير الجائز المساس بالامور الطائفية. لا يجوز للاكثرية الوهمية ان تقلب الدنيا رأسا على عقب. لذلك دعوت الى اعتماد التوافق لان قوة لبنان ان فيه 18 مذهبا، وهو نموذج للتعايش، فهل يجوز القول اليوم بأكثرية وأقلية؟ في الماضي كانت لدينا الاكثرية ولم نلجأ الى مثل هذه الاساليب، بل دعونا، من موقع قوة، الى ان يتقارب الجميع في ما بينهم، لأن منطق القوة لا يقوم في لبنان".‏

وتحدث الرئيس لحود عن رأيه في كلام السفير الاميركي جيفري فيلتمان عن "رئيس للمستقبل"، فقال: "عندما اثرت ما قاله السفير الاميركي من منبر بكركي، حول "رئيس للمستقبل" وليس من الماضي، أجبت بأنهم يريدون رئيسا من الماضي كما حصل خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، وعنيت بذلك ما حصل مع الرئيس أمين الجميل. سمعت جوابا عن كلامي بأن الرئيس الجميل انتخب رئيسا للجمهورية وكان الاجتياح قائما وليس قبله. هذا سبب اضافي للتأكيد أن الرئيس الجميل انتخب في ظل المدافع والدبابات الاسرائيلية، وهذا ما قصدته انا في كلامي".‏

وأضاف: "بالامس سمعنا مرة اخرى سمير جعجع عبر التلفزيون، عله يعيد شعبيته، يركز على اميل لحود في كلامه. هذا الكلام يذكرني بكلام مماثل حول "حالات حتما في اول آذار" و"حالات حتما في 14 آذار". لكن الاهم في كل ذلك، ما قلته سابقا، إذ كيف يتكلم جعجع عن رئيس الجمهورية الذي عمل المستحيل حتى اعاد الارض المحتلة وسعى الى وقف الفساد والهدر، في حين ان جعجع محكوم بجريمة قتل رئيس وزراء، وليس كلام صحف... في وقت تشن حملات على رئيس الجمهورية وعلى غيره، بمجرد الحديث عن "شبهات" وكلام صحف، فيما اثبت القضاء ان جعجع قتل رئيسا للوزراء وغيره ايضا. كيف له ان يتناول "الاوادم"؟ ليسمح لنا بها".‏

وقال الرئيس لحود: "لا يوجد اقوى من انسان على حق ويعمل في الدفاع عن هذا الحق، لان الحقيقة ستظهر في النهاية".‏

واضاف الرئيس لحود: "من ضمن الحملة علي، يقولون اني اتدخل في القضاء. هؤلاء يتجاهلون ويتناسون ان الدستور واضح، وان رئيس الجمهورية هو المؤتمن على الدستور ويقسم اليمين. ورئيس الدولة يقول ان هناك خطأ نتيجة مرور ثمانية اشهر على وجود اربعة ضباط موقوفين لم يواجهوهم مع "الشاهد الملك" في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. كل ما قلته هو هذا، وسألت لماذا لا تحصل المواجهة؟ فردوا اني اتدخل في القضاء. وفي اليوم التالي يهاجمونني في موضوع آخر ظنا منهم اني اخضع للابتزاز. هؤلاء على خطأ لانهم لم يعتادوا اشخاصا يقفون ويتمسكون بالحق، لانهم اعتادوا المشي مع الواقف، وعندما يتغير الواقف، يمشون مع الجديد، واذا شعروا بالخطر يهربون الى باريس. نحن لم نترك يوما لبنان وسنبقى فيه وعلى اقتناع كامل بما نفعل. والانسان الذي على حق يربح في النهاية، وانتم ستربحون لأن المقاومة هي شرف لبنان وكرامته، واذا قارنا الماضي بالحاضر نرى ان "اسرائيل" احتلت بيروت في الماضي، اما اليوم فهي تفكر مرتين قبل اطلاق أي طلقة على الحدود الجنوبية".‏

والتقى الرئيس لحود، وفدا من "تحالف القوى الفلسطينية في لبنان" وقد نقل أعضاء الوفد الى رئيس الجمهورية تقديرهم واعتزازهم بمواقفه الوطنية والقومية، وبالدعم الذي يقدمه للشعب الفلسطيني، ولا سيما لجهة تمسكه بحق العودة الى ارضه ورفض التوطين. وعرض الوفد للوضع الراهن في الاراضي الفلسطينية المحتلة والممارسات الاسرائيلية العدوانية ضد الفلسطينيين، وحجم المعاناة في ظل الاحتلال.‏

وأكد الوفد التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في نضاله. وشكر الوفد الرئيس لحود لتبرعه براتب شهر لدعم صمود الفلسطينيين.‏

ورد الرئيس لحود مرحبا بأعضاء الوفد، ومؤكدا ان منطقة الشرق الاوسط لن تشهد الامن والاستقرار الا في ظل حل شامل وعادل ودائم يضمن حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى ارضه، واستعادة كل الاراضي العربية المحتلة.‏

وجدد الرئيس لحود التأكيد ان لبنان من خلال رفضه لتوطين الفلسطينيين على ارضه، انما يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني من جهة، ويعتبر توطين الفلسطينيين انهاء للقضية الفلسطينية العادلة من جهة ثانية.‏

وأكد ان "اسرائيل" تطبق مبدأ الاخذ من دون تقديم أي مقابل، وهذه السياسة مستمرة ولا تتبدل بتغير مسؤوليها.‏

وكالات ـ"الوطنية"‏

2006-10-28