ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الجمعة 12 أيار/مايو 2006

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الجمعة 12 أيار/مايو 2006

صحيفة الديار:‏

حملت "الديار" العناوين التالية:‏

ـ جلسة استيعابية لمجلس الوزراء حول التظاهرة‏

ـ عون : كيف يشتمون سوريا ويطلبون موعداً منها‏

ـ فرنجية : فرع المعلومات بداية مشروع سنّي‏

وكتبت "الديار" تقول ان تداعيات التظاهرة النقابية الضخمة انتقلت الى داخل جلسة مجلس الوزراء امس ودار نقاش ‏حولها لكنه وصف بأنه كان «هادئا واستيعابيا لما حصل، خصوصا ان رئيس الحكومة فؤاد ‏السنيورة حرص على تقديم مداخلة هادئة عبر فيها عن تأييده لحرية التعبير لكنه انتقد ‏التظاهر قبل مناقشة الورقة الاصلاحية.‏ وحسب مصادر مطلعة فان مداخلة الوزيرة نائلة معوض كانت شديدة اللهجة حيث تحدثت عن ‏وزراء «مشاكسين " اليوم كما كان يحصل في الحكومات السابقة، مشيرة في هذا المجال الى وزراءحزب ‏الله وحركة «أمل ‏ وقد رد وزراء «أمل " وحزب الله عليها فأكدوا انه لا يمكن تجاهل شكاوى الناس وان كنا داخل ‏الحكومة، واننا لا نستطيع ان نقف ضد الناس. واشاروا الى ان الورقة الاصلاحية قد تسربت ‏للشعب ومن حق هذا الشعب ان يتوجس ويتخوف من الكثير من بنودها ومن زيادة الضرائب ‏عليه، وان مثل هذا الامر لا يعني ان علينا نحن ان نسكت وان لا نكون الى جانب رأي وشكاوى ‏الناس.‏ فيما دعا الوزير ميشال فرعون خلال مداخلته الفريق السياسي عند حركة امل او حزب الله ان ‏يطلب من الخبراء الاقتصاديين عندهم ان يقدموا للفريق الاقتصادي في الحكومة كل ملاحظاتهم او ‏اقتراحاتهم بالحلول او البدائل.‏ والسؤال المطروح ماذا بعد التظاهرة النقابية الضخمة التي شكلت انذارا حقيقيا لحكومة ‏الرئيس فؤاد السنيورة؟‏

وتابعت "الديار" قائلة ان الوقائع والمواقف التي رصدت في الساعات الماضية اظهرت جملة نقاط وحقائق ابرزها:‏ ‏1- باتت الحكومة في وضع دقيق لا سيما لجهة محاولاتها تحرير مشاريعها الاقتصادية والاجتماعية ‏تحت شعار الاصلاح، وقد اصبحت تدرك ان الاتكال على الاغلبية في مجلس الوزراء لن تشكل جواز ‏مرور لمثل هذه المشاريع بعد الآن.‏

‏2- بعد فشل فريق الاكثرية في معركة رئاسة الجمهورية، وجد هذا الفريق نفسه في موقع ‏الدفاع بعد ان كان في موقع الهجوم. وقد خرج البعض في هذا الفريق عن طوره مكررا معزوفة ‏اتهام دمشق بأنها وراء التحرك النقابي والشعبي الحاصل.‏

‏3- اعطاء هيئة التنسيق النقابية بعد هذه التظاهرة مهلة قصيرة للحكومة للعودة نهائيا ‏عن مشروع التعاقد الوظيفي والتخلي عنه، وكذلك عدم المس بالحقوق المكتسبة والتقديمات ‏الاجتماعية للموظفين، وعدم فرض مزيد من الضرائب على المواطنين. وقد اكدت اوساط الهيئة ‏انها في صدد التصعيد اذا ما رأت ان الحكومة مستمرة في المماطلة والتسويف.‏‏

‏4- تأكيد الرئيس السنيورة على مضيه بمشروعه الاصلاحي، وان كان قد كرر سحب مشروع ‏التعاقد الوظيفي من الشارع.‏ في هذا الوقت جرى التأكيد على لسان المسؤولين والاطراف المشاركة في الحوار من الفريقين على ‏المضي في هذا الحوار رغم كل ما حصل، وبالتالي الذهاب الى الطاولة المستديرة في مجلس النواب ‏يوم الثلثاء المقبل. وعلم في هذا المجال ان الرئيس نبيه بري قد تلقى تأكيدات عربية ‏وخارجية على المضي في مبادرته الحوارية، مثلما تلقى تأكيدات مماثلة قبل انطلاق الحوار. ‏ومن المنتظر ان يكون لرئيس المجلس اتصالات ولقاءات مع اطراف عديدة تمهيدا لاستئناف الحوار ‏الاسبوع المقبل، مع العلم ان الرئيس بري يتابع نتائج زيارته الى دمشق بعيدا عن الاضواء.‏‏

وامس وصف الرئيس السنيورة تظاهرة هيئة التنسيق النقابية بأنها «عمل ديموقراطي احترمه ‏واقدره لكن بعد المظاهرة، عدنا الى المشكلة وعلينا ان نجد حلا لها ‏ وقال انه يتمنى على كل واحد ان يعود وينظر في شكل هادئ آخر النهار لايجاد الحلول. واضاف ‏‏«ان التظاهر عمل مقدس، وطيلة عمري كنت اشارك فيه وما زلت وهو لا يشكل مشكلة، ولكن في ‏النتيجة يجب ايجاد الحلول ‏ واعلن ان الحكومة لن تستقيل، قائلا «اطمئن الجميع الحكومة باقية طالما تتمتع بثقة المجلس، ‏فعندما تخسر ثقة المجلس، تأكدوا قبل ثانيتين اكون قد استقلت ، وجدد القول بأنه جرى سحب ‏مشروع التعاقد الوظيفي من التداول.‏ وحول العلاقات مع سوريا قال «موقفي واضح جدا وهو اهمية ايجاد علاقة جيدة ومهمة بين لبنان ‏وسوريا، لكن اللبنانيين يجب ان يتعلموا ان بلدهم مستقل وذات سيادة، والاخوان في سوريا ‏عليهم ان يعتادوا ان لبنان بلد حر وسيد... وليس لدينا مصلحة لا في لبنان ولا في سوريا ‏ان نبقى بعيدين عن بعضنا البعض ‏ وقدّر حضور السفير السوري في لندن الاجتماع الذي عقده مع السفراء العرب، مشيرا الي انه ‏كان مناسبة للدردشة معه، وجدد القول «ليس لدينا اي خيار سوى الحوار، ولا حل الا عن ‏طريق الحوار ‏ وفي كلمة له خلال افتتاح منتدى الاقتصاد العربي اكد السنيورة ان «لا تراجع عن مبدأ ‏الاصلاح امام اية ممانعة او عقبة وجدد المضي في خطة الحكومة من اجل الاصلاح والتغيير. داعيا ‏الى التوافق حول الورقة الاقتصادية وقال انه طرح البرنامج الاقتصادي للحكومة للنقاش ‏وللتداول والتشاور من اجل التوصل الى اجماع حوله بعيدا عن المزايدات والتيئيس ‏والتشويه لجهة افتعال مسائل لم تطرح ولم يتم تبنيها اساسا في هذا البرنامج. مشددا على ‏عدم العودة الى الوراء وعلى اننا لن نحيد عن هدف اللبنانيين بنقل مستوى معيشتهم الى ما ‏يتناسب مع طموحاتهم رغم انفتاحنا على الطروحات.‏‏

وزار امس عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن الرئيس السنيورة واعلن انه ‏اكد لرئيس الحكومة ان تظاهرة اول امس «كانت تظاهرة نقابية مطلبية اجتماعية وان ‏مشاركة القواعد المنتمية لبعض القوى السياسية تنطلق من الخلفية الاقتصادية الاجتماعية ‏النقابية وان ليس هناك خلفيات سياسية من وراء هذه التظاهرة .‏‏

واضاف انه اكد له ايضا ان «حزب الله لا يعارض مشروع الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي كفكرة ‏ومشروع بالمبدأ، انما قد تكون هناك معارضة كلية او جزئية لبعض الامور المطروحة في الورقة ‏الاصلاحية وعلى رأسها مشروع التعاقد الوظيفي من جهته قال رئيس كتلة الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون ان طريق الفساد سالك وآمن. ‏وتساءل كيف يشتمون سوريا ويطلبون موعدا منها.‏ ورفض عون امام وفد من العائلات البيروتية كل الاتهامات التي تناولت التظاهرة اول امس ‏وقال «نزلوا العونية بحجم المطلوب منهم ان ينزلوا فيه، اضاف «يمكن هناك اغلبية للبعض ‏بالنزول على الارض ولكن لم تكن ولن تكون يوما مظاهرة مطلبية لها لون طائفي او سياسي. ‏واؤكد انهم سيرون العجائب التي لم يرونها في حياتهم.‏

اضاف «اذا بيروت ليست معنا وطرابلس ‏ليست معنا وصيدا ليست معنا ما رح ننزل سياسيا.‏ ورأى عون انه منذ عام 1992 فالسياسة الاقتصادية اوصلتنا للفقر والدين ويجب ان يحصل ‏التحقيق لكي نحدد المسؤوليات ولا تزال طريق الفساد سالكة وآمنة وليس هناك غير الفقراء لا ‏يحصلون على حقوقهم. كل شيء مفلس في الدولة فمن المسؤول؟ ‏ وكشف عون عن عدد من المفاجآت السارة لان هناك الكثيرين سيمشون على طريق التفاهم.‏ وعن العلاقات اللبنانية السورية قال نفضل ان تحصل الحلحلة ونزورها في اجواء من التوافق ‏الداخلي.‏

اضاف «انهم يشتمون سوريا ويطلبون موعدا فكيف ستعطيهم سوريا موعدا ‏وعن علاقة التيار العوني مع تيار المستقبل قال رئيس الحكومة يلتزم بسياسة وبقية ‏الوزراء غير مطلعين عليها. وتبين ان وزيري المال والاقتصاد ورئيس الحكومة هم الذين اعدوا ‏الورقة الاقتصادية وليس الحكومة اضاف خلال 15 سنة من التجارب المتواصلة يقولون الربيع ‏آت ولكنه لم يأت واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان التظاهرة هي ‏حلقة من سلسلة خطة تعتمدها مجموعة من الفرقاء لإعادة الامور الى ما كانت عليه قبل 14 ‏اذار 2005 مؤكدا ان قوى 14 اذار لن تنجر الى الرد بالمثل.‏ كما اشار الى ان الاتفاق حول موضوع السواتر الترابية على الحدود جيد اذا نفذ، ولكن على ‏السوريين ان يتجاوبوا مع كل المواضيع التي اقرت حول طاولة الحوار كي لا يضطر مجلس الامن ‏للتدخل كل مرة.‏ وجدد الحزب التقدمي الاشتراكي بعد اجتماع برئاسة رئيسه النائب وليد جنبلاط امس مقولة ان ‏تظاهرة اول امس كانت «سياسية بامتياز وتعكس امر العمليات السوري الذي يريد اعتماد ‏اساليب جديدة بهدف اسقاط الحكومة وتأزيم الوضع الداخلي ‏ واكد دعمه للحكومة في مواجهة «الحملة الشعواء التي تستهدف اسقاطها بتوجيهات خارجية ‏وادوات محلية ورأى «ان الموقع الطبيعي لنقاش الورقة الاصلاحية التي قد تتطلب بعض ‏التعديل هو طاولة مجلس الوزراء.‏

وفي حديث للزميل مارسيل غانم ببرنامج كلام الناس حمل النائب والوزير السابق سليمان فرنجية ‏بشدة على رئيس تكتل تيار المستقبل النائب سعد الحريري وفريق 14 شباط واتهمه باقامة ‏نظام امني ومخابراتي جديد، وقال «ان النظام الامني والمخابراتي يعود الآن من خلال فرع ‏المعلومات في قوى الامن الداخلي الذي يكبر ويتوسع، وهو فرع مخابراتي وقد اصبح شعبة ‏بطريقة غير قانونية وهو يحتاج الى مرسوم، وقد اصبح العدد خمسمئة عنصر وهو يأخذ صلاحيات ‏كل الاجهزة. وانني ابشر بأنه هناك مشروعا قريبا لالغاء قيادة الدرك ‏ وقال ان هناك «سنّية سياسية " في الوقت الحاضر، وانهم يعملون لاقامة دولة سنية اساسها سني، ‏وان فرع المعلومات هو من اهداف هذا المشروع. واشار الى وجود اجهزة مخابرات لكل طائفة، ‏فلماذا لا توجد هذه الاجهزة في جهاز مخابراتي واحد لكل لبنان؟ ورأى ان هناك تهميشا واضحا للمسيحيين في الوقت الحاضر، وهم غير موجودين في كثير من الامور، ‏في التعيينات، وفي زيارة وزيرة الخارجية الاميركية الى لبنان، وفي اجتماعات الحريري - ‏نصرالله.‏ واعتبر ان الدين الذي تراكم على لبنان وتخطى الاربعين مليار دولار يعتبر كارثة، مذكّراً ‏بأنه كان قد وقف دائما ضد مشاريع الاستدانة وسمي حينها بالمشاكس.‏ ونفى مقولة ان سوريا تعطي امر العمليات لحلفائها للتحرك والتظاهر، متسائلاً هل كلما ‏اردنا التعبير والتعاطي في السياسة تكون سوريا قد اعطت امر عمليات.‏

وسخر من الكلام عن ‏ان المشاركة المسيحية كانت قليلة في تظاهرة اول من امس، وقال كيف استطاعوا ان يميزوا بين ‏المسلم والمسيحي في مظاهرة ضمت اكثر من نصف مليون متظاهر.‏ ودعا الحكومة الى الاستقالة بعد ان فشلت، وقال ان المعارضة مستعدة لتشكيل الحكومة ‏الجديدة.‏ وجدد فرنجية ان علاقته بسوريا هي علاقة استراتيجية لأنه يؤمن بالعمق العربي وبأن سوريا ‏هي بوابة العروبة، وقال «انني صديق للرئيس بشار الاسد ولعائلة الاسد وان جدي كان صديقا ‏للرئيس حافظ الاسد وانني اتشرف بهذه الصداقة لعائلة شريفة وعائلة نضال من اجل العروبة، ‏والذين نكروا ويتنكرون لماضيهم هم عليهم ان يستحوا من ماضيهم ‏ ووصف تقرير برامرتز المقبل بأنه مفصل مهم، ولم يستبعد ان يكون هناك خطر كبير مع اقتراب ‏موعد التقرير.‏ وذكر فرنجية بأنه كان اول من انتقد بعض التصرفات السورية في لبنان في العام 1995 من ‏قبل بعض الضباط ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام. وقال انني اتحدى ان اكون ‏استخدمت علاقتي مع سوريا ضد لبنان، وقال انه لو عمل المسيحيون على اقامة علاقة صداقة مع ‏سوريا لما خسروا اجزاء من الصلاحيات، مضيفا اننا اليوم نسعى جاهدين لاستعادة الصلاحيات ‏التي كانت لدى المسيحيين قبل التسعين.‏‏

صحيفة النهار:‏

ـ مجلس الأمن يباشر درسه اليوم وسط تحفّظات روسيا والصين وقطر‏

ـ المشروع الأميركي - الفرنسي "يناشد" سوريا "الاستجابة لمطلب لبنان" الترسيم والتمثيل‏

من باريس , كتب مراسل "النهار" يقول انه بعد مساومات ومناقشات طويلة ومعقدة املتها المواقف المتضاربة للدول الاعضاء في مجلس الامن من الملفين اللبناني والايراني، يشرع مجلس الامن اليوم في درس مشروع القرار الاميركي – الفرنسي الذي وزع امس على اعضائه والمتعلق ب"متابعة التقرير الثالث حول تطبيق القرار 1559" الذي قدمه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى المجلس في 18 نيسان الماضي. وابرز ما تضمنه مشروع القرار الذي تنشر "النهار" ترجمته الحرفية غير الرسمية، "مناشدة" الحكومة السورية الاستجابة لمطلب الحكومة اللبنانية ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين "ولا سيما في المناطق ذات الحدود الملتبسة او المتنازع عليها، واقامة علاقات ديبلوماسية كاملة، وتمثيل ديبلوماسي كامل بين البلدين".‏

كما "يناشد" الحكومة السورية "اتخاذ الاجراءات الضرورية للحؤول دون حصول مزيد من عمليات نقل الاسلحة الى داخل الاراضي اللبنانية". واذ خلت مسودة المشروع من اي ذكر لايران و"حزب الله" استعاض عن ذلك بتجديد دعوة "كل الدول والافرقاء المعنيين المذكورين" في تقرير الامين العام الى "التعاون تعاونا كاملا مع الحكومة اللبنانية ومجلس الامن والامين العام" من اجل تطبيق القرار 1559 تطبيقا كاملا. ورحب بالقرار الصادر عن مؤتمر الحوار الوطني والقاضي بنزع سلاح الميليشيات الفلسطينية خارج المخيمات في غضون ستة اشهر، داعيا الى "بذل مزيد من الجهود لحل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها ولبسط سلطة الحكومة اللبنانية على اراضيها كاملة".‏

وعلم ان مشروع القرار سيناقش اليوم على مستوى الخبراء، وخصوصا في النقاط التي تتحفظ عنها روسيا وقطر. ذلك ان الاولى لا تريد اي صيغة تطالب بترسيم الحدود واقامة تمثيل ديبلوماسي بين لبنان وسوريا باعتبارهما شأنين ثنائيين، وقطر لا ترغب في ارسال اي اشارات سلبية الى سوريا. لذا يستبعد ان يطرح مشروع القرار على التصويت اليوم. وسيؤجل ذلك الى الاسبوع المقبل. واوضحت مصادر ديبلوماسية فرنسية ل"النهار" في باريس ان المندوب الفرنسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير مارك دو لا سابليير يجري مشاورات مع جميع الاطراف لان فرنسا تود اصدار القرار المتعلق بلبنان قبل القرار المتعلق بالملف النووي الايراني وفصله عنه باعتبار الملف اللبناني من اولويات مجلس الامن.‏

وافادت ان لا تفاهم تاما بين الاعضاء الدائمين في مجلس الامن على مشروع القرار المتعلق بلبنان على رغم التوافق الاميركي – الفرنسي عليه فمسودة المشروع التي اعدها المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة بالتعاون مع المندوبين الاميركي والبريطاني، خاضعة للمشاورات مع الطرفين الروسي والصيني من جهة، ومع الادارة الاميركية من جهة اخرى. وثمة عقبات حالت دون اتفاق الاطراف عليها.‏

واشارت الى انه، على رغم الترحيب الروسي بعد اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، فان المندوب الروسي لدى الامم المتحدة السفير فيتالي تشوركين اعتبر ان لا حاجة الى اصدار قرار عن مجلس الأمن يطالب البلدين بترسيم الحدود والتبادل الديبلوماسي. وكانت المصادر تشير في ذلك الى ما اعلنه المندوب الروسي من ان بلاده "لا تشعر بأي حاجة الى خطوات كبيرة الآن".‏

وأضاف: "في ما يتعلق بنا، ان كل شيء يسير على ما يرام الآن" بين لبنان وسوريا. ومعلوم ان روسيا ترفض ايضاً تسمية ايران في أي مشروع قرار. وتمكنت فرنسا من اقناع الولايات المتحدة بضرورة عدم ذكر ايران و"حزب الله" وحذف البند المتعلق بالانتخابات الرئاسية اللبنانية، خصوصاً ان فرنسا ترى ان هذين البندين يشكلان نقطتين أساسيتين سيجري البحث فيهما في الاجتماعات المقبلة لهيئة الحوار اللبناني. لكن الولايات المتحدة عادت ورفضت هذه المسودة وطالبت بالرجوع الى الملاحظات التي وضعها موفد الأمين العام للامم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود – لارسن والتي تضمنت فقرات عن التدخل الايراني وسلاح "حزب الله" والانتخابات الرئاسية اللبنانية.‏

وتقول المصادر الفرنسية ان الولايات المتحدة ليست مهتمة بتأمين اجماع على القرار بل باصدار قرار حازم، خصوصاً ان هذا الاجماع غير مؤمن بعد التحفظات الروسية والصينية عن مشروع القرار، اذ ستمتنع الدولتان عن التصويت. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح أمس بان القرار 1559 لا يتضمن أموراً وردت في تقرير أنان. وقال: "هذا لا يعني ان تبادل السفارات وتحديد الحدود بين سوريا ولبنان يجب ان يؤجلا... نعتقد انه يجب تشجيع هذا الامر، ولكن لا علاقة له بالقرار 1559".‏

وعارض مساء مساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مشروع القرار الجديد بشدة، وطالب مجلس الأمن بوقف التدخل في العلاقات اللبنانية – السورية. وكرر "ان سوريا نفذت ما عليها من القرار 1559"، وان "ما نأمل فيه هو ان يستقر الوضع و(يوقف) التدخل الاجنبي وخصوصاً التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية للبنان، وانا واثق من ان لبنان سينعم بالسلام بعدئذ". وأضاف ان سوريا "لا تعارض" تسوية الموضوع الحدودي الخلافي الأشد، مزارع شبعا، لكنها لن تفعل ذلك قبل الانسحاب الاسرائيلي من المنطقة. "لترحل اسرائيل وتنسحب وتنه احتلالها لشبعا... فتعود الأرض فوراً الى لبنان". وسئل عن ترسيم الحدود على الخرائط، فأجاب: "هذه مشكلة لبنانية – اسرائيلية، بادعاءات كهذه يحاولون توريط سوريا واعطاء الانطباع انها هي التي تحتل اراضي مزارع شبعا". وعن العلاقات الديبلوماسية مع لبنان، قال: "نحن منفتحون على مناقشتها اذا اراد اخواننا اللبنانيون مناقشتها".‏

صحيفة السفير:‏

ـ تصعيد على جبهة عون 14 آذار وترطيب على خط "حزب الله" "المستقبل"‏

ـ "ساحة 11 أيار": لا انقلابات والحوار ملجأ الجميع‏

ـ المبادرة السودانية تتحرّك ودمشق مستعدة للتطبيع مسبوقاً بوقف الحملات‏

قالت "السفير" ان البلاد عاشت امس على وقع تظاهرة "ساحة 10 ايار"، وانصرفت القوى السياسية الى رصد نتائجها ومدلولاتها ومدى تأثيرها على آفاق المرحلة المقبلة. لكن بدا واضحا ان الحجم السياسي الذي اعطي لها لم يكن واقعيا، إذ لم يتغير الكثير بالنسبة ل"ساحة 11 أيار" التي تبلورت رمزياً خلال المنتدى الاقتصادي العربي الذي بدأ أعماله أمس بحضور عدد كبير من المستثمرين العرب والأجانب. فعلى عكس ما أشيع، لم تحدث التظاهرة زلزالاً او تحولات وانقلابات كبيرة في مجرى الامور، وبقيت في اطار "الإنذار" للأكثرية والحكومة من الاستمرار في السياسة المتبعة، ما قد يشكل البداية لحلقات اخرى من النزال بين فريقي النزاع بعد الاصطفاف والفرز السياسيين الواضحين في هذا المجال.‏

وعلى الرغم من الترددات الطبيعية للتظاهرة، فإنها ظلت في الاطار الكلامي، الذي شهدت جلسة مجلس الوزراء امس فصلا من فصوله، حيث دار جدل واسع بين وزراء الاكثرية والاقلية، اعتبر في اطار تصفية ذيول ما حدث خلال الايام الماضية. واستغرق النقاش حول التظاهرة ساعتين فأدلى كل وزير بدلوه من دون انفعالات، وقدم الجانبان مبرراتهما، فتمسك فريق الاكثرية بمقولته التي تؤكد ان النقاش حول الورقة الاصلاحية لم ينته في مجلس الوزراء، ولا مبرر مطلقا للوقوف في وجهها والتظاهر على أساسها، فيما شدد فريق الاقلية على ان معظم البنود الواردة فيها لا تحتمل شعبيا وأن المطلوب إدخال تغييرات جذرية عليها. وعلم ان النقاش انتهى من دون اي قرار، وختمه الرئيس السنيورة بأنه لا يجوز ان نلام على ما نفكر به، مؤكدا تمسكه بالاصلاح سواء من خلال الورقة الاقتصادية او بغيرها. وفي هذا الاطار رأت مصادر مطلعة ان الورقة الاصلاحية ترنحت لكثرة "اللكمات" التي تعرضت لها، وبات النقاش حولها اكثر صعوبة من ذي قبل، الا ان الحكومة خرجت من المعمعة الاخيرة بأقل الاضرار.‏

وفي سياق ما شهدته الايام الماضية، يمكن رصد الامور والوقائع الآتية:‏

اولاً: لم تنعكس أجواء الانفعال السياسي التي سبقت التظاهرة وتخللتها، على أجواء المنتدى الاقتصادي العربي الذي انعقد امس في فندق "فينيسيا"، وشارك فيه نحو ثلاثمئة مستثمر ورجل اعمال وممثل عن القطاع العام وصناديق الاستثمار من اثنتين وعشرين دولة عربية وأجنبية. ولم يفوّت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة المناسبة من دون الاشارة الى البرنامج الاصلاحي للحكومة، فأكد عدم تراجع الحكومة عن مبدأ الاصلاح، لكنه عبّر عن انفتاحه على مختلف الملاحظات والافكار والبدائل للخطة الإصلاحية التي طرحتها الحكومة للنقاش.‏

وقال اننا "لن نتراجع عن مبدأ الاصلاح امام اية ممانعة او عقبة في وجه التغيير الذي نراه ضروريا من اجل تحسين المؤشرات الاقتصادية والمالية والاجتماعية كافة". وقال السنيورة "ان الذي يسمع ويشاهد ما يدور على الأرض اللبنانية هذه الأيام، يظن أن الإصلاح لا حظوظ له، وأن البلد لا يزال يدار كما كان عليه الأمر سابقا. ونحن مصممون على عدم العودة الى الوراء، وعلى تحقيق الإصلاح بالحوار والتعاون والسياسة لا بالتسييس".‏

وتابعت "السفير" قاءلة , لقد أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنّ الأوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان إيجابية، متوقعا نسب نمو ما بين 4 و5 في المئة للعام ,2006 وأشار إلى أن معالجة الدين العام ممكنة من خلال الإصلاح والخصخصة. من جهته، رهن رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور فرنسوا باسيل مساهمة المصارف بمساعدة الدولة والوقوف إلى جانبها، بإنجاز العملية الإصلاحية. في المقابل، أكد بعض كبار المستثمرين العرب المشاركين في المنتدى أن في مقدور لبنان أن يستعيد دوره ومركزه المالي الإقليمي، عن طريق جذب الاستثمارات العربية في حال نجاحه بخطواته الإصلاحية الضرورية.‏

ثانياً: سجل امس لقاء بين الرئيس السنيورة والنائب حسين الحاج حسن عضو كتلة الوفاء للمقاومة الذي اعلن انه اكد للسنيورة أن التظاهرة كانت نقابية مطلبية اجتماعية، وأن مشاركة القواعد المنتمية لبعض القوى السياسية تنطلق من الخلفية الاقتصادية الاجتماعية النقابية، وأن ليس هناك خلفيات سياسية من وراء هذه التظاهرة.‏

كما أكد أن حزب الله لا يعارض مشروع الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي كفكرة ومشروع بالمبدأ، "لكن قد تكون هناك معارضة كلية أو جزئية لبعض الأمور المطروحة في الورقة الإصلاحية، وهذا من حق كل القوى السياسية، وبالطبع كانت مشاركتنا (في التظاهرة) لرفض بعض المشاريع المطروحة في الورقة الإصلاحية وعلى رأسها مشروع التعاقد الوظيفي المطروح أصلا في الورقة". وكان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رد على سؤال امس حول الموقف الاخير للنائب سعد الحريري، فقال ان السيد الحريري يعرف ما الذي يجب ان يفعله، وقد قررنا ألا ندخل في سجال، على امل اعطاء الفرصة المناسبة لإعادة الامور الى طريقها الصحيح.‏

وذكرت مصادر تيار "المستقبل" أنه رغم ما حصل من تشنج مع "حزب الله" لم تصل الأمور الى "حالة الطلاق"، آملة عودة الامور الى طبيعتها.‏

ثالثاً: لوحظ ان الاجتماع الذي عقدته هيئة المتابعة لقوى الرابع عشر من آذار، لم يخرج عن السياق المعهود في خطابها السياسي، فجددت اتهامها للقوى الحليفة لسوريا بتنظيم التظاهرة "في محاولة مكشوفة للنيل من الحكومة اللبنانية والسعي الموهوم الى إحداث فراغ في السلطة كمقدمة للانقضاض على منجزات انتفاضة الاستقلال". وأكد بيان الهيئة "ان الحكومة باقية ومستمرة في أداء عملها، ليس لأنها تمثل الاغلبية النيابية فحسب، بل لأنها الحكومة الاستقلالية الاولى في لبنان منذ عقود وهي تجسّد طموحات الغالبية الساحقة من اللبنانيين". وعلم ان بعض اطراف الهيئة كان في وارد الدعوة الى التصعيد والنزول الى الشارع على خلفية سلاح حزب الله، الا انه صرف النظر عن هذا التوجه، واتفق على تشكيل هيئة قيادية عليا، تجتمع بصورة دورية بدلاً من الاجتماعات الفضفاضة.‏

رابعاً: يؤكد التيار الوطني الحر ان معركته مستمرة حتى تغيير أداء السلطة، من دون استبعاد النزول الى الشارع من جديد. وتعتبر مصادره ان التظاهرة الاخيرة كانت البداية، مشددا على العلاقة المتينة مع حزب الله. ولوحظ ان التصعيد الكلامي استمر امس بين التيار وقوى 14 آذار، فحاولت هذه الاخيرة الإيحاء عبر مصادرها ان مشاركة التيار كانت ضعيفة جدا في التظاهرة، وقالت ان الاختبار الاول قد فشل بينه وبين حزب الله. لكن العماد ميشال عون جدد القول امس انه عندما يقرر النزول سياسيا الى الشارع فلن يبقى احد منهم واقفا في بيروت. وبدا واضحا امس ان العلاقة بين المختارة والرابية آخذة في التوتر، حيث انتقد الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة جنبلاط العماد ميشال عون من دون ان يسميه، متسائلا عن "أسباب حماسته وانجراره وراء شعارات هي أبعد ما تكون عن تاريخه السياسي ونضاله ضد الوصاية".‏

خامساً: يبدو جلياً ان الجولة المقبلة من الحوار لن تتأثر بالاجواء الاخيرة، حيث يؤكد جميع الفرقاء انهم ذاهبون الى الحوارلأنه الملجأ الوحيد الذي لا بديل منه. وفي حين تشدد قيادات الرابع عشر من آذار على الدخول في موضوع سلاح المقاومة مباشرة في الجلسة المقبلة، تؤكد اوساط الرئيس نبيه بري ان الانتقال الى البند الأخير من جدول اعمال الحوار المتعلق بسلاح المقاومة، لن يتم قبل البت النهائي بالبند المتعلق برئاسة الجمهورية. سواء بالاتفاق حوله، او بالاختلاف.‏

في ظل هذه الاجواء، أحيت السودان مبادرتها على خط العلاقات اللبنانية السورية بصفتها رئيساً للقمة العربية، ووصل الى بيروت امس موفد الرئاسة السودانية مصطفى عثمان اسماعيل آتياً من دمشق، وأجرى سلسلة لقاءات يستكملها اليوم بجولة واسعة تشمل عددا من المسؤولين والقيادات السياسية، وبينهم الرئيس السنيورة الذي لم يتسنّ له الاجتماع به امس بسبب جلسة مجلس الوزراء. وقال إسماعيل في أعقاب لقائه وزير الخارجية فوزي صلوخ إن الرئيس السوري بشار الأسد ابلغه خلال المحادثات التي أجراها في دمشق الاربعاء أن سوريا مستعدة لاستقبال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. الا انه فهم من أجواء الموفد السوداني ان زيارة السنيورة الى دمشق يلزمها بعض الترتيبات على صعيد وقف الحملات القائمة في لبنان ضد سوريا، بما يمهد الطريق امام الزيارة.‏

وكان وزير الخارجية السورية وليد المعلم اعلن بدوره امس ان ابواب دمشق مفتوحة لكل اللبنانيين بمن فيهم رئيس الوزراء، شريطة ان تكون الزيارة مبنية على اسس واضحة تستهدف تحسين الاجواء والمناخات القائمة وتصب في مصلحة الشعبين. ووصف المعلم العلاقات بين البلدين بأنها سلبية حاليا، وقال "إننا سائرون في طريق حل الامور بين سوريا ولبنان، إما بشكل مباشر او من خلال الجهود التي يقوم بها بعض الاشقاء العرب". الا ان رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري انتقد الرئيس السنيورة، وقال انه "رجل سياسة وليس رجل دولة، وتتغير مواقفه بتغير البلد الذي يستضيفه، وهو يمثل تيارا يعمل في فلكه ويسعى لتنفيذ توجهات هذا التيار".‏

وأضاف العطري ان "السنيورة يقول عن نفسه انه قومي عربي وانه من صيدا وكان له نضال. وهذا الكلام ليس له وجود على ارض الواقع بكل أسف". من جهته اعلن وزير الاعلام السوري محسن بلال ان ابواب دمشق السبعة مفتوحة لكل العرب، وخاصة اللبنانيين، "ولكن على من يأتي الى دمشق ان يطرح ابواب ثقة تمهد لاستقبال أخوي، فلا يذهب الى واشنطن ونيويورك مهاجماً سوريا".‏

صحيفة المستقبل :‏

ـ جعجع يشدّد على المضيّ في مسيرة الاستقلال و"التقدّمي" ينتقد ازدواجية أداء البعض وعدم انسجام البعض الآخر مع تاريخه ـ 14 آذار: الحكومة الاستقلاليّة الأولى بعد الوصاية باقية‏

ـ السنيورة يؤكد أن لا تراجع عن الإصلاح وأنّ الوزارة مستمرّة بثقة المجلس‏

وقالت "المستقبل" ان غداة تظاهرة القوى الموالية للنظام السوريّ، وفيما شكّلت البند السياسيّ الرئيسيّ على طاولة مجلس الوزراء، وضعت "لجنة المتابعة" لقوى 14 آذار التظاهرة في اطارها السياسيّ، مؤكدة انّ "الحكومة باقية لأنّها الحكومة الاستقلاليّة الأولى في لبنان منذ عقود". كذلك، أكّد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة انّ "الحكومة باقية ما دامت تتمتع بثقة مجلس النواب". وإذ رأى انّ لا بدّ من إيجاد حلّ للمشكلة الاقتصاديّة، شدّد على "عدم التراجع عن مبدأ الإصلاح أمام أيّ ممانعة أو عقبة في وجه التغيير". إذاً، وفي وقت تعود الأمور إلى نصابها، وبعد اجتماع خصّصته لاستكمال الخطّة التي وضع اللقاء الأخير في البريستول مبادئها العامّة، وتمهيداً لاجتماع موسّع جديد قريباً، رأت "لجنة المتابعة" لقوى 14 آذار في بيان أصدرته أمس انّ "التظاهرة التي نظّمتها القوى الحليفة للنظام السوري هي محاولة مكشوفة للنيل من الحكومة والسعي الموهوم إلى إحداث فراغ في السلطة مقدّمة للانقضاض على منجزات الاستقلال".‏

وأكّدت ان "التحرك هو تلبية لحاجة النظام السوريّ إلى نقل المواجهة من مكان إلى آخر وتخفيف الضغوط عنه بالتوازي مع اجتماعات مجلس الأمن وموقفه المرتقب حيال رفض استمرار سوريّا الاستجابة لمقررات الحوار الوطني".وإذ أبدت "ارتياحها إلى عدم انجرار اللبنانيين وراء دعوات الأطراف الحليفة لسوريّا واقتصار المشاركة على مجموعات حزبية معروفة كانت هُتافاتها تدعو إلى عودة سوريا إلى لبنان"، أكّدت "المتابعة" انّ "الحكومة باقية ومستمرّة في أداء عملها ليس لأنّها تمثّل الغالبيّة النيابيّة وحسب بل لأنّها الحكومة الاستقلاليّة الأولى في لبنان منذ عقود(..)".‏

في غضون ذلك، وصف الرئيس السنيورة التظاهرة بأنّها "عمل ديموقراطي أحترمه وأقدّره"، وأضاف "لكن بعد التظاهرة عدنا إلى المشكلة وعلينا أن نجد حلاً للمشكلة وفي النتيجة يجب إيجاد الحلول". وعاهد في افتتاح مؤتمر لرجال الأعمال دعت إليه مجموعة "الاقتصاد والأعمال" اللبنانيين على "المضيّ في معركة الإصلاح مهما حاول البعض وضع العراقيل أو افتعال العوائق". وإذ أكّد "الانفتاح على كلّ الآراء والاقتراحات"، أعلن أن "لا تراجع عن مبدأ الإصلاح أمام أيّ ممانعة أو عقبة في وجه التغيير". وتابعت "المستقبل" قائلة انه في مجال آخر، رأى السنيورة "ضرورة الدخول إلى طاولة الحوار في أجواء هادئة لأن لا حلّ إلاّ من طريق الحوار"، لافتاً من جهة أخرى إلى انّ "على اللبنانيين أن يتعلّموا أن بلدهم مستقلّ وذو سيادة وعلى الاخوان السوريين أن يتعوّدوا انّ لبنان بلد حرّ سيّد(..)".‏

من جهة ثانية، وبعد لقائه رئيس الحكومة، أعلن العضو في "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن انّ "حزب الله" لا يعارض مشروع الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي كفكرة ومشروع في المبدأ"، وقال "قد تكون معارضة كلّية أو جزئيّة لبعض الأمور في الورقة الإصلاحيّة(..)". وفي مجال تقويم تظاهرة أوّل من أمس، رأى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع انّها "حلقة في سلسلة تنفّذها قوى تريد العودة بالبلاد إلى ما قبل 14 آذار". وأكّد انّ "قوى 14 آذار ستردّ بتصميم أكبر على المضي في مسيرة الاستقلال والسيادة"، وانّ "الحكومة لن تسقط لأنّ إسقاطها سيحمل إلى البلاد فراغاً(..)". أمّا مجلس قيادة "الحزب التقدّمي الاشتراكي"، ففي بيان أصدره بعد اجتماعه برئاسة النائب وليد جنبلاط، وصف التظاهرة بأنّها "سياسية بامتياز وتعكس أمر العمليّات السوري الذي يريد اعتماد أساليب جديدة بهدف إسقاط الحكومة وتأزيم الوضع الداخلي وللضغط على الحكومة أيضاً في سعيها إلى تنفيذ ما اتفق عليه في الحوار". وإذ أكّد "دعمه للحكومة"، لفت إلى "ازدواجية أداء بعض القوى السياسية التي تشارك في الحكومة وتتظاهر ضدّها في الوقت نفسه"، وتساءل عن "أسباب حماسة بعض القوى وانجرارها وراء شعارات هي أبعد ما تكون عن تاريخها السياسي ونضالها ضدّ الوصاية(..)".‏

صحيفة الأنوار:‏

ـ خلاف في مجلس الوزراء بين مؤيدي التظاهرة ومعارضيها‏

ـ السنيورة يشارك في حملة الاكثرية على مهاجمي حكومته‏

ـ مشروع قرار يدعو سوريا لترسيم حدودها مع لبنان‏

كتبت "الأنوار" تقول ان التظاهرة المطلبية التي شهدتها بيروت امس الاول تواصلت تفاعلاتها امس سياسيا وحكوميا، وفجرت خلافا داخل مجلس الوزراء وحملات متبادلة خارجه شارك فيها الرئيس فؤاد السنيورة. وفيما بدأ موفد سوداني في بيروت امس مهمة وساطة بين لبنان وسوريا، قدمت فرنسا والولايات المتحدة مشروع قرار الى مجلس الامن يطلب من سوريا اقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وترسيم حدودها معه. وقد قال وزير الاعلام غازي العريضي بعد جلسة مجلس الوزراء امس، ان موضوع التظاهرة كان مدار نقاش مطول في الجلسة شارك فيه معظم اعضاء الحكومة. وقد تركزت المناقشات على دعم اطراف لتظاهرة ضد الحكومة هم اعضاء فيها، ولاسباب غير مبررة. واذا كان التظاهر حقا يكفله الدستور، فان الشعارات التي سارت التظاهرة في ظلها غير صحيحة، وانصبت الاعتراضات على خطة لم توضع ولم تقر، فيما الموضوع لا يتعدى افكارا مطروحة للنقاش. وتحدث بالموضوع الوزراء العريضي واحمد فتفت ونايلة معوض وميشال فرعون الذي دعا امل وحزب الله الى تكليف خبراء اقتصاديين تقدم اقتراح وحلول للحكومة.‏

وقال رئيس الحكومة لدى وصوله الى الجلسة ردا على سؤال: ان الاكثرية الوهمية ستقوم بهجوم مضاد وهمي. وكان الرئيس فؤاد السنيورة قد اعلن في افتتاح المنتدى الاقتصادي امس، ان برنامج الاصلاح الاقتصادي والمالي طرح للنقاش لدى مختلف القوى السياسية والفاعليات الاقتصادية وجهات المجتمع المدني للتداول والتشاور من اجل التوصل الى اجماع حوله بعيدا عن المزايدات والتسييس والتشويه او الدس لجهة افتعال مسائل لم تطرح او لم يجر تبنيها اساسا في هذا البرنامج. ونحن في الحكومة شديدو الانفتاح على مختلف الملاحظات والافكار التي تأتينا، خصوصا تلك التي قد تغني هذا البرنامج وتطوره.‏

وقال: اننا لن نتراجع عن مبدأ الاصلاح امام اي ممانعة او عقبة في وجه التغيير الذي نراه ضروريا من اجل تحسين المؤشرات الاقتصادية والمالية والاجتماعية كافة.‏

وسئل عن دعوات صدرت لاستقالة الحكومة، وهل ستستقيل فقال: لا. اطمئن الجميع، الحكومة باقية طالما تتمتع بثقة المجلس. فعندما تخسر ثقة المجلس، تأكد قبل ثانيتين اكون قد استقلت. وقالت لجنة المتابعة لقوى 14 اذار بعد اجتماع لها امس، (ان التظاهرة التي نظمتها القوى الحليفة للنظام السوري هي محاولة مكشوفة للنيل من الحكومة والسعي الموهوم لاحداث فراغ في السلطة).‏

واضافت (ان قوى 14 اذار تؤكد ان الحكومة باقية ومستمرة في اداء عملها ليس لأنها تمثل الاغلبية النيابية فحسب، بل لأنها الحكومة الاستقلالية الاولى في لبنان). بدوره قال الدكتور سمير جعجع امس ان تظاهرة امس الاول حلقة من خطة تعتمدها مجموعة من الفرقاء لاعادة الامور الى ما كانت عليه قبل 14 اذار.‏

واضاف ان قوى الاكثرية لن تنجر الى الرد بالمثل. واعتبر الحزب التقدمي بعد اجتماع برئاسة النائب وليد جنبلاط (ان التظاهرة كانت سياسية بامتياز وتعكس امر العمليات السوري الذي يريد اعتماد اساليب جديدة بهدف اسقاط الحكومة وتأزيم الوضع الداخلي).‏

وقال بيان ان المجتمعين توقفوا ايضا عند التناقض والازدواجية التي تميز اداء بعض القوى السياسية التي تشارك في الحكومة وتتظاهر ضدها في الوقت نفسه، معتبرا ان ذلك يشكل استمرارا لمحاولات تفريغ مؤتمر الحوار الوطني من مضمونه. واشار البيان الى ان الحزب يؤكد دعمه للحكومة اللبنانية في مواجهة الحملة الشعواء التي تستهدف اسقاطها بتوجيهات خارجية وادوات محلية، ويرى ان الموقع الطبيعي لنقاش الورقة الاصلاحية التي قد تتطلب بعض التعديل، هو طاولة مجلس الوزراء. في المقابل قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان تظاهرة العاشر من ايار تفرض عدم القبول بمتابعة الحكومة بعقلية اهمال الوجود الشعبي المعارض لسياستها الاقتصادية.‏

واضاف: صورة مئات الالاف الذين نزلوا الى الشارع اقوى واصدق من كل الاتهامات والتعابير التي يطلقونها من هنا وهناك. فالحمد لله، اللبنانيون يعون تماما ماذا يفعلون وهذا التشويش الذي يحصل لن يؤثر، لكن يمكن ان نضعه في خانة الالم والمرارة والشعور بأن الامور على الارض تفلت من ايديهم بشكل او بآخر. واعتبر الوزير طلال الساحلي ان النظام الديمقراطي في لبنان، بمعزل عن المواقف المختلفة للاطراف كافة، ظهر في شكل راق في التظاهرة الهادئة والسلمية. واشار الى ان (الحكومة يجب ان تسمع وجع الناس وألمهم وكيفية رد الفعل بمعزل عن التظاهرة ولا بد من التواصل سواء في مجلس الوزراء او على طاولة الحوار لمعالجة كل القضايا التي تهم الشعب اللبناني).‏

وتابعت "الأنوار" قائلة : اما العماد ميشال عون فقال ان طريق الفساد سالك وآمن، وتساءل: كيف يشتمون سوريا ويطلبون موعدا منها? ورفض أمام وفد من العائلات البيروتية الرد على كل الاتهامات التي تناولت تظاهرة 10 أيار، موضحا ان العونيين نزلوا بالحجم المطلوب منهم ان ينزلوا فيه.‏

وقال: ان طبيعة التظاهرة في الأمس، يمكن هناك ناس كان لديهم أغلبية على التمثيل على الأرض لكن لم تكن ولن تكون تظاهرة مطلبية لها طابع طائفي أو مذهبي أو سياسي، لانه عندما ننزل سياسيا، أؤكد لكم انهم سيرون عجيبة لم يروها بحياتهم، وأؤكد لكم منذ الآن اذا بيروت وصيدا وطرابلس ليست معنا لن ننزل سياسيا.‏

في هذا الوقت بدأ الموفد السوداني مصطفى عثمان اسماعيل لقاءات في بيروت في اطار الوساطة بين لبنان وسوريا والتقى امس الرئيس اميل لحود والوزير فوزي صلوخ والمفتي قباني والسيد حسن نصر الله.‏

وقال اسماعيل اثر لقائه وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، بعد ان كان التقى الرئيس بشار الاسد الاربعاء ان سوريا (على استعداد لاستقبال رئيس الوزراء (اللبناني) وهو ما سنناقشه اثناء هذه الزيارة). واضاف ان الرئيس الاسد حريص على علاقات طبيعية ومتميزة بين سوريا ولبنان وعلى الحاجة الى التهدئة بين البلدين ونتمنى من الاعلام ان يساعدنا في ذلك. كما اكد على استعداد سوريا الكامل لتبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. وقد قال وزير الخارجية السورية وليد المعلم ان ابواب دمشق مفتوحة لكل اللبنانيين بمن فيهم الرئيس فؤاد السنيورة شرط ان تكون الزيارة مبنية على اسس واضحة تستهدف تحسين الاجواء والمناخات القائمة التي تصب في مصلحة الشعبين السوري واللبناني، واصفا هذه الاجواء بأنها سلبية حاليا.‏

المعلم‏

وردا على سؤال لوكالة الانباء الكويتية حول طلب مجلس الامن الدولي ترسيم الحدود مع لبنان واقامة علاقات دبلوماسية، اوضح ان ترسيم الحدود مع لبنان هو شأن ثنائي متهما مجلس الامن بمحاولة تعقيد الامور بين سوريا ولبنان بدلا من حلها. واضاف: نحن سائرون في طريق حل الامور بين لبنان وسوريا اما بشكل مباشر او من خلال الجهود الخيرة التي يقوم بها بعض الاشقاء العرب. وكان مصدر دبلوماسي في الامم المتحدة قال ان فرنسا والولايات المتحدة قدمتا مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي يطلب من سوريا اقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وترسيم الحدود معه. ويطلب مشروع القرار الذي شاركت بريطانيا في تبنيه الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع دخول الاسلحة الى الاراضي اللبنانية من سوريا. ويدعو النص الحكومة السورية الى الرد ايجابا على طلب الحكومة اللبنانية ترسيم حدودهما المشتركة وخصوصا في المناطق التي هي موضع شك او متنازع عليها واقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.‏

ويشير مشروع القرار الى ان (مثل هذه الاجراءات ستشكل خطوة مهمة نحو تأكيد سيادة وسلامة اراضي لبنان واستقلاله السياسي وستحسن العلاقات بين البلدين مع المساهمة ايجابيا في استقرار المنطقة). ويدعو مشروع القرار جميع الدول والاطراف المعنية الى التعاون بشكل كامل مع الحكومة اللبنانية ومجلس الامن من اجل تطبيق بنود القرار 1559 بالكامل. وقال دبلوماسيون غربيون (ان الاشارة في مشروع القرار الى (جميع الدول والاطراف المعنية) تعني خصوصا ايران التي تدعم حزب الله). وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اجرت مباحثات مساء امس الاول في نيويورك مع نظيرها الفرنسي فيليب دوست - بلازي حول الملف السوري - اللبناني وذلك على هامش مشاورات الامم المتحدة حول الملف النووي الايراني.‏

وفي نيويورك قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد تعليقا على مشروع القرار (في ما يتعلق بترسيم الحدود لا توجد اصلا مشكلة حدودية بين سوريا ولبنان وانما المشكلة الحقيقية هي احتلال اسرائيل لمزارع شبعا). واضاف (المشكلة هي في الطرف الذي يحتل هذه الاراضي وليس لدى سوريا وعندما يزول هذا الاحتلال لمزارع شبعا فاننا نعتقد بانه لا يوجد اي طرف اخر يدعي ملكيته لهذه المزارع الا لبنان وهي لبنانية). واضاف في حديث لمحطة (العالم) الفضائية انه (من الضروري ان تكون العلاقات السورية - اللبنانية بافضل اشكالها نظرا لعلاقات الاخوة والتاريخ المشترك وقال نأسف الى قيام بعض الجهات في لبنان بتعكير صفو هذه العلاقات لكننا نأمل ان يعود هؤلاء الى رشدهم لأنه لا مستقبل للبنان الا بعلاقات جيدة مع سوريا). وحول لقائه مع الامين العام لمنظمة الامم المتحدة قال: ان كل لقاءاتنا مع الامين العام مثمرة دائما ولها نتائج ايجابية وقد شرحنا موقف سوريا ازاء التطورات على الساحة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وفي المنطقة بشكل عام.‏

ووصف اجواء اللقاء بأنها كانت ايجابية جدا واضاف: لقد اكدنا في هذا اللقاء على كافة المواقف المعروفة لسوريا ازاء هذه الجوانب واكدنا احترام سوريا لقرارات الشرعية الدولية وكذلك اهمية ان تلعب الامم المتحدة دورها المعروف ازاء هذه القضايا. واشار نائب وزير الخارجية السوري الى ان براميرتس المحقق الدولي في قضية اغتيال الرئيس الحريري سيقدم تقريره الشهر المقبل وقال: نحن نحترم ارادة السيد براميرتس بأن لا يكون هناك تعامل مع الاعلام عندما يأتي الموضوع الى التحقيق، ونحن كسوريا نتعاون بشكل كامل معه ونشعر حتى الآن بارتياح لهذا التعاون.‏

صحيفة صدى البلد :‏

ـ التقدّمي": التظاهرة أمر عمليّات سوري‏

ـ العطري: رئيس حكومة لبنان لا يتمتّع بصدقيّة‏

ـ الموفد السوداني: الأسد يرحّب بالسنيورة‏

ـ مجلس الوزراء ناقش التظاهرة ولقاء قريب بين برّي والسنيورة‏

قالت "صدى البلد" انه فيما طغت تظاهرة العاشر من أيار بنتائجها ومكوناتها على غالبية المواقف السياسية التي تناقضت في توصيفها وتقييمها، عادت الضبابية تلف المواقف السورية واللبنانية من زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة المقررة لدمشق. ففي حين نقل الموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل عن الرئيس السوري بشار الأسد الذي التقاه أمس الأول في دمشق استعداده لإقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية ولاستقبال السنيورة، كانت صحيفة "الثورة" السورية تنشر حواراً طويلاً مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري أفرد فيه مقطعاً طويلاً عن السنيورة، فوصفه بانه "رجل سياسة أكثر منه رجل دولة" مضيفاً انه "يمثل تياراً يعمل في فلكه" وقال: "لم أعد أستغرب تغير أقوال السنيورة بحسب البلد المضيف".‏

وبعد ان أورد العطري في حديثه محضر حوار جرى بينه وبين السنيورة عندما زار دمشق إثر تشكيل حكومته قال: "نتعامل مع إنسان موجود ولا يزال يبعث المراسيل عبر السيد نصري خوري يرجو ويقول لن تجدوا أفضل مني!؟ ويحاول ان يسوّق نفسه، هذا هو الواقع بينما التعامل بين رجل دولة ورجل دولة آخر يجب ان يتمتع بحد مطلوب من المصداقية لانه يمثل مصالح الدولة التي يمثلها. هذا الانسان لا يجسد هذا النوع بل هو رجل سياسة أكثر منه رجل دولة، يقول عن نفسه انه قومي عربي أو كان له نضال وهذا الكلام ليس له وجود على أرض الواقع بكل أسف".‏

إلا ان مرجعاً نيابياً كبيراً دعا الى عدم التعويل على هذه المواقف الصادرة عن العطري وقال ل "صدى البلد" ان الموقف التأسيسي لمعالجة الأزمة التي تعتري العلاقات اللبنانية - السورية هو الذي تضمنه البيان الذي أصدره رئيس مجلس النواب نبيه بري إثر زيارته الأخيرة لدمشق حيث أشار الى ان دمشق مستعدة لإقامة علاقات دبلوماسية مع بيروت وان أبوابها مفتوحة للرئيس السنيورة ولأي مسؤول لبناني يرغب في زيارتها.‏

وعلمت "صدى البلد" ان لقاء سيعقد اليوم أو غداً على أبعد تقدير بين الرئيسين بري والسنيورة يجري خلاله البحث في نتائج زيارة رئيس المجلس لدمشق وما يمكن اتخاذه من خطوات لترجمتها عملياً. الى ذلك تفاعلت التظاهرة الحاشدة التي نظمتها هيئة التنسيق النقابية. ففيما أكد "حزب الله" بلسان أحد نوابه حسين الحاج حسن إثر زيارته الرئيس السنيورة ان التظاهرة كانت نقابية مطلبية اجتماعية وان "ليست هناك خلفيات سياسية" لها مشيراً الى ان الحزب لا يعارض الاصلاح كفكرة انما "بعض بنود الورقة الاصلاحية"، وجدت لجنة المتابعة لقوى "14 آذار" في هذه التظاهرة "محاولة مكشوفة للنيل من الحكومة اللبنانية والسعي الموهوم الى إحداث فراغ في السلطة كمقدمة للانقضاض على منجزات انتفاضة الاستقلال".‏

ورأت "أن هذا التحرك أتى تلبية لحاجة النظام السوري الى نقل المواجهة من مكان الى آخر وتخفيف الضغوط عنه بالتوازي مع اجتماعات مجلس الأمن". وأعلنت "ان هذه الحكومة باقية ومستمرة في أداء عملها ليس لانها تمثل الغالبية النيابية فحسب بل لانها الحكومة الاستقلالية الأولى في لبنان منذ عقود وتجسد طموحات الغالبية الساحقة من اللبنانيين".‏

وفي هذا السياق أكد الرئيس السنيورة، "ان الحكومة باقية طالما انها تتمتع بثقة المجلس النيابي، وعندما نخسر هذه الثقة قبل ثانيتين أكون قد استقلت". ووصف التظاهرة بانها "عمل ديمقراطي أحترمه وأقدره" وقال: "نحن مصممون على عدم العودة الى الوراء، وعلى تحقيق الاصلاح بالحوار والتعاون والسياسة وليس التسييس". على ان قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي التي اجتمعت برئاسة النائب وليد جنبلاط اعتبرت ان التظاهرة "كانت سياسية بامتياز وتعكس أمر العمليات السوري الذي يريد اعتماد أساليب جديدة بهدف إسقاط الحكومة وتأزيم الوضع الداخلي".‏

وكان مجلس الوزراء الذي اجتمع أمس برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وحضور الرئيس السنيورة خاض نقاشاً سياسياً على مدى ثلاث ساعات تناول في جانب منه التظاهرة حيث أدلى كل وزير بدلوه وانقسم الوزراء بين مؤيد لها ومعارض واستغرب بعض وزراء الأكثرية كيف أن أطرافاً سياسية مشاركة في الحكومة شاركت في التظاهرة ضدها، فرد وزراء حركة "أمل" و"حزب الله" ان هذه التظاهرة لم تكن سياسية وانما كانت تعبيراً عن رفض لبنود في الورقة الاصلاحية. وتم التأكيد على وجوب تعميم هذه الورقة على الهيئات الاقتصادية ومختلف القطاعات من أجل مناقشتها قبل اتخاذ أي قرار في شأنها. ورأى وزير الاقتصاد سامي حداد وجوب الاسراع في البت بهذه الورقة "لأن الوقت ليس في مصلحتنا" ولأن التأخر في هذا الأمر قد يعوق انعقاد مؤتمر "بيروت ـ 1".‏

صحيفة اللواء :‏

أبرز عناوين "اللواء" جاء على الشكل التالي:‏

ـ تجدّد المساعي على خط بيروت ـ دمشق ·· وفرنجية يتخوف من مرحلة خطيرة قبل تقرير براميرتس‏

ـ مجلس الوزراء يتبنى تمسك السنيورة بالإصلاح: نحو ورقة جديدة بلا ضرائب‏

ـ "14 آذار" تجدّد الثقة بالحكومة ·· وموفد من "حزب الله" في السرايا الكبير‏

وكتبت "اللواء" تقول ان ملف الإصلاح الاقتصادي عاد إلى المؤسسات الرسمية، عبر مجلس الوزراء الذي أكد في جلسته الأسبوعية مساء أمس، الاتجاه الذي ذهب اليه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، من ان الحكومة ماضية في الاصلاح، وهي منفتحة في البحث عن بدائل بالحوار والتعاون، مؤكداً ان لا حل إلا عن طريق الحوار، بالرغم من التظاهر في الشارع التي وصفها بأنها عمل ديمقراطي، لكن الأهم هو إيجاد الحلول للمشكلات· وترافق هذا الجو مع تجدد المساعي على خط بيروت - دمشق، وسط مؤشرات لا تشير الى حصول حركة سريعة خاصة من قبل رئيس الحكومة، في ضوء ما نقل عن وزير الخارجية السورية وليد المعلم بأن العلاقات اللبنانية - السورية في أسوأ مراحلها، بخلاف ما نقله الموفد الرئاسي السوداني الوزير مصطفى عثمان اسماعيل، بأن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغه استعداده لاقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا واستقبال الرئيس السنيورة في دمشق· لكنه قرن ذلك بضرورة خلق أجواء مؤاتية لانجاح الزيارة في إشارة منه الى ان المسؤولين السوريين يعتبرون التهدئة مهمة جداً في العلاقات بين البلدين·‏

وبالنسبة الى التظاهرة التي شارك فيها بقوة "حزب الله" الى جانب حلفاء آخرين له من داخل الحكومة وخارجها، فقد كانت لافتة زيارة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسين الى السراي الحكومي، حيث نقل الى رئيس الحكومة موقفاً أعلن فيه انه ليس هناك خلفيات سياسية وراء التظاهرة، وان "حزب الله" لا يعارض مشروع الإصلاح الاقتصادي كفكرة، لكنه يريد أن يناقش، لافتاً الى أن مشاركة بعض القواعد المنتمية الى بعض القوى السياسية تنطلق من الخلفية الاقتصادية والاجتماعية والاصلاحية· وهذا الموضوع حضر في جلسة مجلس الوزراء التي حضرها الرئيس اميل لحود وترأسها وقد تطرق الرئيس السنيورة الى التظاهرة التي نظمت في ساحة رياض الصلح، فأوضح ان دفاعنا عن حق المواطن في الدفاع عن رأيه والتعبير عنه، هو تماما مثل دفاعنا عن حياته، ولكن لا يجوز ان يلام الانسان على ما قد يفكر فيه، فهذا لم يحصل في القرون الوسطى، مشيرا الى ان الورقة الاصلاحية لم تقر في مجلس الوزراء، ولا يجب ان يراهن احد على مساعدات ولو طفيفة ستأتينا من الخارج اذا لم نقدم على الاصلاح، وشدد على ان ما يجري لا يتم بشكل سري او ان في البلد مؤسسات من مجلس وزراء ومجلس نواب والكل راشدون"· ولم تترك تظاهرة العاشر من ايار تأثيرا سلبيا على وضع الحكومة التي قرأت بدءا من رئيسها، ومرورا بجميع الوزراء كلا بدوره، قراءة موضوعية متأنية وهادئة لمفاعيل هذه التظاهرة واجمعوا على حق التعبير الذي عبرت عنه، وعن احقية المطالب التي رفعت·‏

واشارت المصادر الوزارية ان هذا النقاش السياسي الذي استغرق القسم الاكبر من جلسة مجلس الوزراء اداره بحياد تام رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الذي تجنب ابداء الرأي واعطى لكل وزير مساحة كاملة لابداء رأيه· وبنتيجة الحوار الهادئ والموضوعي، تقرر استبدال البنود الواردة في الورقة الاصلاحية بوضع دراسة اخرى حول بدائل توافقية تنتج عن حوار بين جميع فرقاء الحكومة والنقابات والمعنيين، كما تقرر تفعيل عمل الحكومة وتكثيف جلساتها الخاصة بمتابعة ملف الاصلاح في القطاعات المطروحة واطلع الاتصالات مروان حمادة على نتائج المفاوضات الجارية مع شركة "ليبانسيل" لحل النزاع القضائي، وارجئ القرار بشأنها الى الاسبوع المقبل·‏

كما اطلع الوزير حمادة المجلس على البدء بتطبيق خدمة الانترنت السريع " دي.اس.ال " مطلع الشهر المقبل، اضافة الى نتائج اجتماعات لجنة الاتصالات اللبنانية ـ السورية لحل مشكلة التداخل في شبكات الهاتف الخليوي· وما ان انتهى مجلس الوزراء من النقاش السياسي حوالى الثامنة ليلا، حتى خاض في مناقشة جدول اعمال اعماله المؤلف من 40 بندا، واستغرق مطولا في مناقشة البند الحادي والعشرين المتعلق بمشروع مرسوم يرمي الى اعطاء رخصة اشغال بناء "ميتروبوليتان سيتي سنتر" في منطقة سن الفيل، وخصوصا ان المخالفة في زيادة الطوابق وتسويقها تؤثر على حركة الهبوط في مطار بيروت الدولي، ويستدعي تغييرا في مسار الهبوط، الامر الذي ادى الى ارجاء البت بهذه التسوية والطلب الى وزير الاشغال العامة والنقل في البحث في مشروع المرسوم· وعُلم ان مجلس الوزراء قد أقر التعويضات وتصفية الحقوق للضابطين المتقاعدين في الجيش اللبناني اللواءين عصام ابو جمرة وادغار معلوف· واشارت مصادر وزارية الى ان رئيس الحكومة وجميع الوزراء قد تناوبوا على ابداء الرأي في الشق السياسي في القسم الاول من الجلسة، الا ان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود قد تجنب الخوض في ابداء وجهة نظره، مكتفياً بالوقوف على الحياد وبإدارة الجلسة·‏

وتابعت "اللواء" قائلة, الى ذلك، شدد الرئيس السنيورة بعد مشاركته في جلسة للجنة الادارة والعدل النيابية، على ان لا حل الا عن طريق الحوار، مشيراً الى ان التظاهرة عمل ديمقراطي احترمه وأقدره، لكن الاهم هو ايجاد الحلول للمشكلات، ودعا الى تجنب ان نكون ضحية صدمات اقتصادية نحن في غنى عنها·‏

وأكد ان الحكومة باقية طالما تتمتع بثقة المجلس النيابي، مكرراً القول ان الحكومة سحبت من التداول مشروع التعاقد الوظيفي، رافضاً الادلاء بأي كلمة اخرى· ونفى السنيورة ان تكون لديه تفاصيل حول زيارة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى سوريا، وعما اذا فتحت الطريق امامه لزيارة دمشق، مكرراً ان موقفه من موضوع العلاقات مع سوريا "واضح جداً"، ولا احد ينكر عليه في تاريخه او حاضره او مستقبله اهمية ايجاد علاقة جيدة ومهمة بين لبنان وسوريا، لكن يجب على اللبنانيين ان يتعلموا ان بلدهم مستقل وذو سيادة· وعلى الاخوان في سوريا ان يعتادوا ان لبنان بلد حر وسيد·‏

وقال: "ليست لدينا مصلحة لا في لبنان ولا في سوريا ان نبقى بعيدين عن بعضنا البعض، ولا يجوز أن يكون بين بلدين شقيقين مشكلات· وكان الرئيس السنيورة، قد عاهد اللبنانيين في كلمة القاها امام منتدى الاقتصاد العربي الذي بدأ أعماله في فندق فينيسيا على المضي في معركة الاصلاح الاقتصادي، مهما حاول البعض وضع العراقيل او افتعال العوائق، مؤكداً على مسار الحوار والتعاون توصلاً الى التفاهم حول خطوات الاصلاح الواجب اتخاذها، مكرراً انفتاحه على كل الآراء والاقتراحات، لكنه لن يتراجع عن مبدأ الاصلاح امام اي ممانعة او عقبة في وجه التغيير· وقال ان الذي يسمع ويشاهد ما يدور على الارض اللبنانية يظن ان الاصلاح لا حظوظ له، وان البلد لا يزال يدار كما كان عليه الامر سابقاً، ونحن مصممون على عدم العودة الى الوراء وعلى تحقيق الاصلاح بالحوار والتعاون والسياسة وليس بالتسييس والتشويه او الدس· وأكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في المنتدى نفسه أن الدين العام بلغ 38.5 مليار دولار أميركي بقيمته الاسمية "لكن هذا الدين ونظراً لمن يحمله، يظهر قابلاً للمعالجة"·‏

وأشار الى أن مصرف لبنان والدول المشاركة في "باريس ـ2" ومؤسسات عامة لبنانية تملك نحو 13 مليار دولار من الدين ما يجعله مساوياً ل 25.5 مليار دولار أي نحو 110 في المائة من الناتج المحلي كما تقدره مؤسسة " انسي" أضاف: إن التحرك فوراً وبهدوء للتحكم بهذا الدين ممكن ويؤدي الى السيطرة على أهم مكمن ضعف في التركيبة الاقتصادية اللبنانية، فالسيطرة على الدين وتقليصه أمر ممكن عبر الخصخصة وتوسيع حجم الاقتصاد والتحكم التدريجي بعجز المالية العامة· ولفت الى أن الإشارات التي "نتلقاها من الأسواق تشير الى توقعات مستقبلية إيجابية"· تجدر الإشارة الى أن وزير الاقتصاد سامي حداد، أعلن قبل جلسة مجلس الوزراء أن الدين العام زاد ملياري دولار وزادت خدمة الدين مائتي مليون دولار، مشدداً على أن الموضوع لا يحتمل التأجيل إذا استمرينا هكذا من دون أن نفعل شيئاً، في حين أن الخطة الاقتصادية ستؤمّن ازدهاراً وستؤدي الى توفير فرص عمل، معلناً أن الرئيس السنيورة سيُعلن في الأسبوع المقبل الخطة الاجتماعية المفصلة التي نعمل عليها منذ مدة، نافياً أن يكون موضوع التعاقد الوظيفي له علاقة بالخطة·‏

وشدد على ضرورة إقرار الخطة الاقتصادية اليوم قبل الغد وقال: إن من يهدد بإسقاط الحكومة فليتفضل ويعطينا خطة أخرى· وفي الإطار ذاته، اجتمعت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار أمس لاستكمال وضع خطة التحرك التي باشرت وضعها في الاجتماع الموسع لقيادات هذه القوى في البريستول، وأصدرت بياناً اعتبرت فيه التظاهرة "محاولة مكشوفة للنيل من الحكومة والسعي الى إحداث فراغ في السلطة كمقدمة للانقضاض على منجزات انتفاضة الاستقلال"، وقالت: "إن هذا التحرك أتى تلبية لحاجة النظام السوري الى نقل المواجهة من مكان الى آخر وتخفيف الضغط عنه بالتوازي مع اجتماعات مجلس الأمن"·‏

وأكدت هذه القوى أن "الحكومة باقية ومستمرة في أداء عملها، وليس لأنها تمثل الأغلبية النيابية فحسب، بل لأنها الحكومة الاستقلالية الأولى في لبنان منذ عقود، وهي تجسد طموحات الغالبية الساحقة من اللبنانيين من جهته، اعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي بعد اجتماع لمجلسي القيادة والمفوضين برئاسة رئيس الحزب وليد جنبلاط ان تظاهرة هيئة التنسيق النقابية كانت "تظاهرة سياسية بامتياز وتعكس امر العمليات السوري الذي يريد اعتماد اساليب جديدة بهدف اسقاط الحكومة وتأزيم الوضع الداخلي"·‏

وأكد الحزب دعمه للحكومة في مواجهة الحملة الشعواء التي تستهدف اسقاطها بتوجيهات خارجية وأدوات محلية، مشدداً على ان الموقع الطبيعي لنقاش الورقة الاصلاحية هو طاولة مجلس الوزراء· وتوقف عند التناقض والازدواجية التي تميز اداء بعض القوى السياسية التي تشارك في الحكومة وتتظاهر ضدها في الوقت نفسه، معتبراً ان ذلك يشكل استمراراً لمحاولات تفريغ مؤتمر الحوار الوطني من مضمونه· في هذا الوقت، اكد الموفد الرئاسي السوداني الوزير مصطفى عثمان اسماعيل ان الرئيس السوري ابلغه استعداده لإقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا، واستقبال الرئيس فؤاد السنيورة· وأمل ان تتبلور الأفكار في نهاية زيارته الى لبنان من اجل جعل الحركة بين لبنان وسوريا تعود الى وضعها الطبيعي، مشددا على اهمية الحوار الوطني اللبناني وتشجيعه لئلا ينتهي من دون الوصول الى نهاياته، لان ذلك يعني فراغاً ما يتيح الفرصة لمزيد من التوتر والتدخل الامني· وأعلن أنه ليس لدى السوريين مشكلة في استئناف آليات العمل والاتصالات مع لبنان، معتبراً ان ابواب دمشق مفتوحة بما فيها زيارة رئيس الوزراء، ناقلاً عن السوريين انه يجب خلق اجواء مؤاتية لانجاح الزيارة، بمعنى انهم يعتبرون التهدئة مهمة جداً في العلاقات بين البلدين، مشيراً الى ان هناك الآن تراشقاً اعلامياً وسياسياً وما نريده هو ان نحول هذا التراشق الى نقاش ايجابي وعقلاني ومنطقي بالنسبة لما يجب ان تكون عليه العلاقة بين البلدين·‏

وقد التقى الموفد الرئاسي السوداني امس رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله علماً انه قد استهل لقاءاته بلقاء وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ونقل اليه رسالة من نظيره السوري وليد المعلم·‏

حذر الوزير السابق سليمان فرنجية في مقابلة مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال من ان المرحلة الراهنة خطرة ومفتوحة على كل الاحتمالات، محذرا من محاولات لاغتيال شخصيات من قوى 14 آذار، لكنه استدرك، بأنه عندما حذر من ذلك سابقا لم يكن يحمل معلومات بل نتيجة تحليل معين، عندما تكون هذه القوى في مأزق· وربط ما وصفه "بالخطر الكبير" بقرب صدور تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي البلجيكي سيرج براميرتس المرتقب في 15 حزيران المقبل، مذكرا بما جرى قبل صدور تقرير الرئيس السابق للجنة ديتليف ميليس، وقال ان المرحلة تشبه الى حد ما المرحلة السابقة، الا انه استدرك قائلا بأنه "ربما لن يحدث شيء، لكن لا يعني ذلك بأننا يجب الا نأخذ حذرنا"· وعن رأيه بكلام جنبلاط بأن التظاهرات هي بديل عن الاغتيالات، قال فرنجية: "في الماضي قال جنبلاط للرئيس الحريري ان هناك ضمانة من الاغتيالات وبعدها جرت عملية الاغتيال للشهيد الحريري، واتصور انه كان يعلم عن وقف الاغتيال، لانه عندما يضمن عدم وقوع اغتيال يعني انه يعلم من يقوم بها او يكون هو من يغتال"· وكشف فرنجية بأن الدول العربية تدخلت لدى سوريا لوقف الاغتيالات في لبنان، فردت دمشق بأن هذا الموضوع لا شأن لنا به، وهكذا كان الجواب السوري·‏

صحيفة الشرق :‏

تصدر الصفحة الاولى لـ "الشرق" العناوين التالية:‏

ـ مسودة مشروع فرنسي - أميركي في مجلس الأمن: ترسيم الحدود وعلاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية‏

ـ الصين دعت الى الحذر وبراميرتس أطلع الأعضاء الدائمين على تحقيقاته‏

وكتبت "الشرق" في تعليقها لهذا اليوم تقول : ان فرنسا والولايات المتحدة قدمتا الاربعاء لاعضاء مجلس الامن مشروع قرار يطالب سورية "باقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان" و"ترسيم حدودها معه". ويطلب مشروع القرار الذي شاركت بريطانيا في رعايته من دمشق ايضا "اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع دخول اسلحة الى الاراضي اللبنانية". ويدعو النص "الحكومة السورية الى الرد ايجابا على طلب الحكومة اللبنانية (...) ترسيم حدودهما المشتركة وخصوصا في المناطق التي هي موضع شك او متنازع عليها واقامة علاقات ديبلوماسية رسمية" بين البلدين. ويشير مشروع القرار الى ان "مثل هذه الاجراءات ستشكل خطوة مهمة نحو تأكيد سيادة وسلامة اراضي لبنان واستقلاله السياسي وستحسن العلاقات بين البلدين مع المساهمة ايجابيا في استقرار المنطقة". ومن جهة اخرى، يدعو مشروع القرار "جميع الدول والاطراف المعنية" الى "التعاون بشكل كامل مع الحكومة اللبنانية ومجلس الامن" من اجل تطبيق بنود القرار 1559 بالكامل. وينص القرار 1559 الصادر في ايلول 2004 خصوصا على سحب القوات السورية واجهزة امنها من لبنان بعد 29 عاما وهو ما نفذ بحسب الامم المتحدة. لكن بعض البنود الاخرى في القرار لم تطبق بعد لا سيما تفكيك ونزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية في لبنان وبسط سلطة الحكومة اللبنانية على كامل الاراضي اللبنانية. وقال ديبلوماسيون غربيون ان الاشارة في مشروع القرار الى "جميع الدول والاطراف المعنية" تعني خصوصا ايران التي تدعم "حزب الله" اللبناني. وسبق انعقاد مجلس الامن اليوم مشاورات كثيفة بين الأعضاء الدائمين لايجاد صيغة مخففة للقرار. وأبلغ مصدر غربي اجتمع الى السفير الفرنسي "الشرق" "ان فرنسا لا تزال تصر على تمرير قرار يطالب على غرار القرار 1559 بنزع سلاح التنظيمات اللبنانية وغير اللبنانية، الا ان المصدر رجح عدم ذكر الأطراف المقصودة وهم "حزب الله" والمنظمات الفلسطينية، كما يطالب القرار بوقف التدخل في الشؤون اللبنانية من دون ذكر سورية وايران. ونقل المصدر عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد انه طلب التريث في اصدار اي قرار فيما دعا السفير الصيني دينغ وانغ الى الحذر في التعاطي مع الملف اللبناني بسبب التعقيدات الاقليمية، اذ يجب ان نضعه في الصورة الكبرى في الشرق الأوسط، مؤكداً "ان كل المسائل مترابطة ويجب التعاطي بحذر وان يكون القرار بناء".‏

من جهة اخرى، اعلن المصدر ان رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتس التقى الأعضاء الدائمين في مجلس الامن، واطلعهم على معلومات جديدة في التحقيق خصوصاً لقاءه مع الرئيس الأسد ونائبه فاروق الشرع في دمشق، واكد انه سيقدم تقريره الثاني في 15 حزيران المقبل. وتطرق الاجتماع الى موضوع المحكمة الدولية ومصادر تمويلها وعلم ان المملكة العربية السعودية وفرنسا ستتوليان هذا الأمر، وكان عقد اجتماع بين السفيرين الفرنسي والسعودي مساء اول امس لهذه الغاية. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اجرت مباحثات مساء الثلاثاء في نيويورك مع نظيرها الفرنسي فيليب دوست-بلازي حول الملف السوري-اللبناني وذلك على هامش مشاورات الامم المتحدة حول الملف النووي الايراني.‏

صحيفة البيرق :‏

أبرزت "البيرق" العناوين التالية:‏

ـ اسماعيل ابلغ لحود استعداد الأسد للتبادل الدبلوماسي واستقبال السنيورة‏

ـ مصادر بعبدا : الاتهامات ضد الرئيس تعني اتجاه الأوضاع ضد الأكثرية‏

ـ مجلس وزراء خلوي ومطلبي انتهى بعشاء واتفاق على سحب الضرائب‏

وفي تعليقها قالت "البيرق" : في حين دخلت باريس وواشنطن على خط العلاقات اللبنانية - السورية بقوة عبر الامم المتحدة من خلال توزيع مشروع قرار على اعضاء مجلس الامن الدولي يهدف الى منع سوريا من التدخل في لبنان , نشطت الرئاسة السودانية للقمة العربية عبر الموفد الرئاسي مصطفى عثمان اسماعيل على خط بيروت ـ دمشق في محاولة توفيقية جديدة . وفي هذا السياق اكد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ان لبنان يتطلع الى اقامة افضل العلاقات الاخوية مع سوريا في اطار سيادة واستقلال وحرية القرار لكل من البلدين . الى ذلك كشف الموفد السوداني للرئيس لحود كما لوزير الخارجية فوزي صلوخ استعداد الرئيس الأسد لاقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين واستقبال الرئيس السنيورة .‏

وعلمت "البيرق" من مراجع قصر بعبدا بوحود خطة لفتح الحوار مع دمشق اتفق عليها اسماعيل مع القيادة السورية , تبدأ بوقف الحملات الاعلامية ضد سوريا وقيادتها السياسية . الى ذلك وصفت مصادر مطلعة على موقف الرئيس الاتهامات التي تساق ضده بعرقلة عمل الحكومة وتعطيل قراراتها , بانها تندرج في اطار الحملة المبرمجة التي تستهدف رئيس الجمهورية والتي تتجدد من حين الى آخر كلما شعر اعضاء في الاكثرية الوهمية بان الاوضاع في البلاد تتجه في غير مصلحة الطروحات التي تطلقها هذه الاكثرية والشعارات التي ترفعها , وهي عاجزة عن تحقيقها . من جهة اخرى توقف مجلس الوزراء امس طويلا عند موضوع التظاهرة ودار نقاش فيها من زاوية جدواها من جهة , وكيف ان حركة "امل" و "حزب الله" شاركا فيها ضد الحكومة التي يشاركان فيها . لكن النقاش كان هادئا ولم يتسم بتلك السلبية التي تميزت بها البيانات السابقة للتظاهرات واللاحقة لها . كما ركز مجلس الوزراء على حل مشكلة تداخل الشبكات الخلوية اللبنانية السورية بعدما شرح وزير الاتصالات نتائج اجتماع اللجنة اللبنانية السورية المشتركة وما توصلت اليه لجهة وقف المحطات السورية في الشمال وكذلك محطة في الشرق .‏

2006-10-28