ارشيف من : 2005-2008

ميقاتي : الحكومة كسبت رهان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وفي مواعيدها وأكثر ما أزعجني الحديث الطائفي وما قيل عن رشوة انتخابية

ميقاتي : الحكومة كسبت رهان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وفي مواعيدها وأكثر ما أزعجني الحديث الطائفي وما قيل عن رشوة انتخابية

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن "الحكومة كسبت رهان إجراء الإنتخابات النيابية في مواعيدها وفي أجواء من الحياد والنزاهة والشفافية والتنافس الديموقراطي والاستنهاض اللافت للقواعد الشعبية"، داعيا إلى "إزالة الخطاب الطائفي الذي ساد خلال الإنتخابات والبقاء فقط على الخطاب الوطني الجامع والعمل على ترجمة شعارات الإصلاح إلى أفعال ملموسة". وشدد على "ضرورة طمأنة جيل الشباب والإلتفات إلى هواجسه وإبعاده عن حال الإحباط التي يعيشها وإطلاق ورشة عمل نيابية وحكومية لإقرار المشاريع الملحة وتحقيق النهوض الإقتصادي والمالي والإجتماعي، بالإضافة إلى إنجاز الإصلاحات المطلوبة في الداخل قبل الإنطلاق إلى المجتمع الدولي لطلب دعمه ومساعدته".‏

وفي لقاء مع الإعلاميين المعتمدين في السرايا الحكومية قال الرئيس ميقاتي: "إن الحكومة كسبت الرهان لأنها أمنت إجراء الإنتخابات النيابية في مواعيدها والتزمت الحياد والشفافية والنزاهة وأمنت الأجواء الهادئة التي أدت إلى ارتفاع نسب الاقتراع".‏

وعما إذا كانت المواجهة الإنتخابية متكافئة قال: "لقد كانت الأجواء متكافئة من حيث أن الحكومة أتاحت الفرصة لكل فريق لكي يعبر عن رأيه ويكون هناك تنافس ديموقراطي واستنهاض لافت للقواعد الشعبية". وعن قول البعض ان إنتخابات الشمال لم تكن متكافئة قال: "عدم التكافؤ في الشعبية أو قوة اللوائح مسألة معروفة في كل بلدان العالم، ولكن دور الحكومة أن تؤمن الأجواء الملائمة لكي يكون التنافس ديموقراطيا، وهذا هو الرهان الذي كسبناه". وبالنسبة إلى طغيان الخطاب الطائفي على المعركة الإنتخابية قال: "جميع الأطراف استعملت كل الأسلحة المتوافرة لديها. وأكثر ما أزعجني، رغم نجاح الحكومة في العملية الإنتخابية، هو الحديث الطائفي وما قيل عن رشوة إنتخابية. ينبغي علينا أن نتعظ كلبنانيين من تجارب الماضي ونضع مصلحة وطننا فوق كل إعتبار ونبتعد عن الكلام الطائفي ونعود جميعا ابتداء من اليوم إلى الخطاب الوطني الجامع. ولا بد في هذه المناسبة أن أذكر بمضمون مقال قرأته السبت الفائت للمطران جورج خضر في جريدة "النهار" وعنوانه "الأناقة في الخسارة" والذي تحدث فيه عن كيفية قبول الإنسان بالخسارة والنظر إلى مصلحة الوطن وأهمية العيش المشترك. نتمنى أن يزال هذا الخطاب الطائفي الذي ساد أخيرا مع إزالة الصور من الشوارع والطرق، وتبقى فقط الشعارات البناءة التي تنادي بالإصلاح ويصار إلى ترجمتها أفعالا ملموسة من خلال المجلس النيابي الجديد. وأتمنى أن نعي جميعا أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه جيل الشباب الذي صنع 14 آذار وننظر إلى سبل معالجة هواجسهم وإبعادهم عن حال الإحباط التي يعيشونها ونستنهضهم قبل أن نستنهض الطوائف والغرائز بمسائل طائفية بغيضة.‏

فالشباب اللبناني خائف على مصيره ومستقبله ويجب أن نعمل جميعا على طمأنته لكونه أمل المستقبل". وعن شعوره بعد خسارة العديد من أصدقائه في هذه الإنتخابات قال الرئيس ميقاتي: "إن الرهان الحقيقي يجب أن يكون لنجاح الوطن لا الأشخاص وإلا ماذا ينفعنا إذا ربح الأشخاص وخسرنا الوطن.‏

لم أخض الإنتخابات النيابية، وهذا ليس مهما بل يجب أن نعمل على أن يكون الوطن أكبر من الجميع وننتقل به إلى مرحلة جديدة من التقدم والإزدهار. طوال الفترة الماضية التقيت العديد من المسؤولين الدوليين ولاحظت كم يعلقون أهمية على استقرار لبنان ويبدون استعدادا لدعمه. علينا الإفادة من هذه الفرصة وعدم التفريط بها بمتاهات وخلافات لا طائل منها".‏

وبالنسبة إلى شكاوى بعض المرشحين، قال: "إننا كحكومة قمنا بواجبنا في هذه الانتخابات، وإذا كانت لدى البعض معلومات موثقة عن مخالفات أو تجاوزات فيمكنه التقدم بطعن أمام المجلس الدستوري". وعن مواكبة المراقبين الدوليين لهذه الإنتخابات قال: "لا يعتقد أحد أنه كان سهلا علينا القبول بمراقبة دولية ونحن نملك هذا التاريخ الطويل من العمل الديموقراطي، ولكننا قبلنا بذلك لكي نعطي صدقية أكبر لهذه العملية".‏

وأكد استعداده لتحمل أمانة رئاسة الحكومة المقبلة "إذا أراد الناس ذلك من خلال ممثليهم في المجلس النيابي، وإلا فإنني لست طامعا أو طامحا لأي مركز"، لافتا إلى أن "الحكومة الحالية تنتهي ولايتها دستوريا مع انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي، أي ليل 20/21 الجاري، وبالتالي فإنه ابتداء من منتصف هذه الليلة تعتبر الحكومة مستقيلة حكما وتقوم بتصريف الأعمال إلى حين انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي وإجراء إستشارات نيابية لتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة. غدا سأزور فخامة الرئيس لحود لتثمير التعاون الإيجابي الذي قام بيننا خلال الفترة الماضية إنطلاقا من أحكام الدستور وروحيته".‏

أضاف رئيس الحكومة في موضوع أولويات عمل الحكومة الجديدة: "من الضروري، إنطلاقا من مبدأ فصل السلطات وتعاونها، أن تكون هناك ورشة عمل نيابية حكومية مشتركة لإقرار العديد من المشاريع الملحة، وفي مقدمها قوانين الإنتخابات والأحزاب واللامركزية الإدارية والأهم من كل ذلك مواكبة عمل الحكومة المقبلة بإقرار التشريعات اللازمة لتحقيق النهوض الإقتصادي والإجتماعي والمالي.‏

أما أولويات المرحلة المقبلة، فحكومتنا أعدت "ميثاق بيروت" الذي يشكل رؤية متكاملة لأسس المعالجة المطلوبة مع الخيارات المتاحة لكي يكون هذا الأمر محور مناقشة بين كل هيئات المجتمع المدني". وعما إذا كانت هناك مؤشرات إيجابية بالنسبة إلى المساعدات التي قد يحصل عليها لبنان للخروج من أزمته الإقتصادية، أكد تفاؤله "لأنني لمست من مختلف الأوساط الدولية أن لديها قناعة بأن الاستقرار والسلم في لبنان عاملان أساسيان ويأتي بعدهما موضوع مساعدة لبنان ودعمه للنهوض من أزماته. وفي رأيي أن علينا كلبنانيين البدء بورشة الإصلاحات المطلوبة منا داخليا ومن ثم الإنطلاق نحو المجتمع الدولي لطلب دعمه، سواء من خلال مؤتمر للدول المانحة أو الهيئات والصناديق الدولية". وأكد "ضرورة استكمال تطبيق اتفاق الطائف وهذا ما لمسته خلال تجربتي النيابية والحكومية".‏

سالافرانكا‏

وكان رئيس مجلس الوزراء استقبل في السرايا الحكومية رئيس البعثة الأوروبية لمراقبة الإنتخابات النائب في البرلمان الأوروبي خوسيه إينياسيو سالافرانكا، وعرض معه مسار العملية الإنتخابية. بعد اللقاء لم يشأ سالافرانكا الإدلاء بأي تصريح، مكتفيا بالقول: "سأعقد بعد ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا في فندق الموفنبيك لتناول العملية الإنتخابية".‏

المنظمة الفرنكوفونية‏

بعد ذلك استقبل الموفد الخاص للمنظمة الفرنكوفونية نوربرت لالا راتسيراهونانا الذي قال: "أطلعنا الرئيس ميقاتي على انطباع البعثة عن سير عملية الإنتخابات في الشمال، وأكدنا أن مهمة البعثة ليست فقط مراقبة الإنتخابات بل التعبير عن الصداقة والتضامن والمودة للشعب اللبناني الذي يسير في طريق الديموقراطية والتعمق في الحياة السياسية الديموقراطية". أضاف: "كلفت بعثتنا من الأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية الدولية عبدو ضيوف لتأكيد تعلق الفرنكوفونية بلبنان الذي استضاف قمة الفرنكوفونية عام 2002 في بيروت.‏

أعتقد أن هذه المهمة كانت الشاهد للشعب اللبناني في هذا الوقت الحاسم، ونود تسجيل رضانا عن هدوء الشعب اللبناني في هذا الإنتخاب التشريعي ورصانته. هذا الانتخاب الذي تميز بالإنضباط والتوافق بين مختلف المناصرين والمؤيدين للمرشحين، ونأمل أن يتفاعل هذا التوافق الجيد في المستقبل. مهمتنا هي أن ننقل للأمين العام للمنظمة توصية إلى السلطات اللبنانية والمجتمع المدني اللبناني عن قانون الإنتخاب الذي يجب أن نعترف بأنه يتضمن شوائب عدة. والمنظمة مستعدة لأن تقدم إلى السلطات اللبنانية خبراتها ومهاراتها في المجال الإنتخابي ومجال مراجعة قانون الإنتخاب".‏

وختم: "نحن راضون عن استقبال الشعب اللبناني لنا وعن حرية العمل التي منحت لنا على الأرض اللبنانية خلال هذه الإنتخابات التشريعية".‏

آل الصلح‏

ومن زوار السرايا السيد سميح الصلح وعائلته الذين شكروا للرئيس ميقاتي تعزيته بوفاة فريدة الصلح. برقيات: من جهة ثانية، تلقى رئيس مجلس الوزراء برقية من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام في المملكة العربية السعودية الأمير سلطان بن عبد العزيز، جاء في نصها: "ببالغ التقدير تلقينا رسالة دولتكم التي عبرتم فيها عن صادق مشاعركم على ما لمستموه خلال زيارتكم لبلدكم الثاني المملكة العربية السعودية. نشكر لدولتكم ذلك، ونؤكد لكم ان للبنان مكانة خاصة في قلوب الشعب السعودي وقيادته، وان استقراره واتحاد كلمة أبنائه يقعان ضمن أولويات اهتمامنا لكونه بلدا شقيقا لنا وصاحب تجربة رائدة في منطقتنا أثبتت أن التعايش والوئام ممكنان حتى في ظل بعض الاختلافات متى توافرت النيات الحسنة والرغبة في تقديم المصلحة العامة على سواها. نشكركم مرة أخرى، ونتمنى لكم التوفيق والنجاح وللبنان العزة والازدهار".‏

كذلك تلقى رئيس الحكومة برقية من أمير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز آل سعود أكد فيها عمق العلاقة التي تربط المنطقة بلبنان وتمنياته للرئيس ميقاتي ولشعب لبنان دوام التقدم والاستقرار".‏

2006-10-28