ارشيف من : 2005-2008
الرئيس الصلح: نتطلع الى مبادرة عربية لإخراج العلاقات اللبنانية - السورية من ازمتها الراهنة وللحؤول دون تدويل هذه العلاقات

رأى الرئيس رشيد الصلح "أن الامة العربية في أكثر من قطر من أقطارها، وقضية من قضاياها، تمر بأخطر المراحل وأدقها في ظل غياب عربي رسمي شبه كامل بما يفسح المجال واسعاً أمام المداخلات الأجنبية التي تؤكد كل تجاربنا معها أنها ما دخلت بلداً عربياً إلا وأفسدت أوضاعه، وما تصدت لمشكلة عربية إلا وزادتها تعقيداً"، وقال الصلح في تصريح أدلى به اليوم إن "ما نراه اليوم في فلسطين من مجازر صهيونية، وفي العراق من مآس، وفي الصومال والسودان من مشاريع تدخل أجنبي، ما هي الا عناوين لخطورة المرحلة ودقتها" مضيفاً أنه "في لبنان بالذات، يكاد المشهد يتكرر بصور وتجليات عدة، فمن اصطفاف طائفي ومذهبي بغيض الى تدويل مفتعل لكل قضايانا بما في ذلك العلاقة بين لبنان وسوريا التي تمر اليوم في أزمة خانقة تنعكس على معظم مجالات الحياة في بلادنا، والتي ينبغي معالجتها بروح من الاخوة العربية وعلى قواعد التكافؤ والاحترام المتبادل". ورأى الرئيس الصلح "أن الأمة العربية كلها تتوقع ان يتحرك القيمون على شؤونها، لا سيما قادة مصر والمملكة العربية السعودية وسوريا وجامعة الدول العربية، لاطلاق مبادرات في شتى الاتجاهات، ولمعالجة كل القضايا الساخنة، على نحو يستعيد فيه الجسم العربي عافيته، والنظام الرسمي العربي دوره" مضيفاً "ونحن في لبنان نتطلع بشكل خاص الى مبادرة عربية أخوية، بات الجميع اليوم يدرك أهميتها، لإخراج العلاقة اللبنانية-السورية من أزمتها الراهنة، وللحيلولة دون تدويل هذه العلاقة، كما تدويل القضية اللبنانية، نظراً لما يحمله التدويل من مخاطر على السلم الأهلي في لبنان، كما على وحدة لبنان وطنا وأرضا وشعبا، واستقلاله وعروبته، ناهيك عما يحمله هذا التدويل من مشاريع خطيرة على لبنان كالتوطين والتقسيم وقد لاحت بوادر هذه المشاريع في الكونغرس الاميركي". وتعليقاً على اكتشاف شبكة الموساد الصهيونية في لبنان قال الصلح "إن هذا الأمر ما هو الا باكورة هذه المخططات والمشاريع التي تستهدف أمن لبنان واستقراره، مما يؤكد على أهمية الاستعجال في اطلاق تحرك عربي يحصن هذا البلد المعتز بانتمائه العربي، ويحول دون سقوطه في يد المخططات الشريرة المتربصة به". وما يحتاجه لبنان، تحتاجه ايضا فلسطين في مساعدتها للانتصار على الحصار المفروض عليها، والاقتتال المحيط بأهلها، والمجازر الصهيونية المرتكبة كل يوم بحق أبنائها، أطفالا ونساء وشيوخا، ويحتاجه ايضا العراق الذين يحاولون اغراقه، واغراق مقاومته الباسلة بدماء الفتنة والاجرام والارهاب المتنقل بين مدينة وأخرى برعاية الاحتلال واشرافه، لا سيما ان هذا الاحتلال مسؤول بموجب القانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف عن أمن الدولة المحتلة وعن سلامة رعاياها. ان القادة العرب مدعوون الى التحرك فرديا وثنائيا وجماعيا لمواجهة هذا التردي المتصاعد في أحوال امتنا في غير قطر، وفي غير قضية، وان سكوتهم سيصبح، كالسكوت عنهم، مسؤولية أمام الضمير وأمام الناس وأمام التاريخ وأمام الله سبحانه وتعالى".