ارشيف من : 2005-2008
تكتل الهيئات الاهلية نعى في رسالة الى انان الامم المتحدة: منظمتكم تخدم مصالح الدول الكبرى لا الشعوب الفقيرة

نعى "تكتل الجمعيات والهيئات الاهلية في لبنان لدعم المقاومة والانتفاضة" في رسالة مفتوحة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان هيئة الأمم المتحدة معتبرأ أن المنظمة الدولية "هي منظمة للدول الكبرى القوية والغنية" مشيراً إلى أن سياسة الكيل بمكيالين أصبحت سمة عامة في القرارات الدولية.
وجاء في الرسالة :
"لم يشهد التاريخ مشكلة اكثر تعقيدا من قضية فلسطين, التي تشابكت وتداخلت وتضاربت مصالح الاطراف الدولية والاقليمية والعربية فيها. لسنا في صدد الحديث عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بحرية في وطنه, كبقية شعوب العالم التي وقعت تحت الاحتلال, ولا عن حقه في مقاومته, التي هي دفاع عن النفس والوطن في وجه تعسف الاحتلال وتجاوزه لمبادىء القانون الدولي والاعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقيات جنيف الاربعة للعام 1949, لانهما من المسلمات والبديهيات التي لا جدال فيها او نكران لها. ما نحن في صدده الان, يتمثل في الجدل السياسي والقانوني حول شرعية اعمال المقاومة العربية في كل من فلسطين ولبنان والعراق, فلماذا شرعت المقاومة في اوروبا ابان الاحتلال النازي لها واعتبرت نتيجة منطقية وحتمية في مواجهة الاحتلال العسكري الالماني واعترفت فيها حكومات الدول في اوروبا واميركا والاتحاد السوفياتي كذلك, وقدمت لها الدعم والمساعدة العسكرية والمادية والمعنوية؟... اما المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق الواقعة تحت الاحتلال, والتي يعاني الشعب فيها كل اشكال القهر, القتل التنكيل, التعذيب, الاعتقال وارتكاب المجازر الوحشية في حقه، ومصادرة الحقوق والحريات والاعتداء على المقدسات والحرمات, سلب الثروات, تدمير الثقافة والتراث والحضارة والتاريخ، اضافة الى قطع الاشجار وجرف الحقول والبساتين المرزوعة, وتدمير البيوت وبناء جدار الفصل العنصري الذي اقرت محكمة لاهاي عدم شرعيته وضرورة ازالته".
واضافت الرسالة "اعتبرت الامم المتحدة اعمال المقاومة تلك ارهابية ليس لها شرعية ولا حق, ولا تستمدهما من القانون الدولي وشرعة حقوق الانسان, فهي تحكم على المقاومة وتحاكمها بمنظارها الخاص, لا وفق ضوابط وقوانين دولية تقر الحق في مقاومة الاحتلال بشتى الوسائل، بما فيها المقاومة المسلحة, وبالاساليب التي تراها مناسبة لموجهته. لن نناقش في مسألة الحقوق، فهي واحدة لم تتجزء وما ينطبق على هذا الشعب ينطبق على غيره من الشعوب دون غبن او اجحاف في حق اي منهم, ودون ان يكون هناك فارق بين شعب ضعيف وشعب قوي، حسب مبادىء الرئيس الاميركي ويلسون في سنة 1917".
من المؤكد ان الامم المتحدة هي منظمة للدول الكبرى القوية والغنية، تنفذ سياستها, وتخدم مصالحها وتحقق لها اهدافها, لا منظمة للشعوب الضعيفة والفقيرة والمقهورة. اصبحت سياسة الكيل بمكيالين في القرارات الدولية سمة عامة للمنظمة الدولية, طبعتها بطابعها فساد منطق حق القوة، لا قوة الحق، الذي حكم مسيرتها وتحكم فيها".
وتابع التكتل في الرسالة "تغيرت المفاهيم وقلبت الحقائق رأسا على عقب، فبات من حق القوات المحتلة استخدام كل الوسائل للدفاع عن نفسها من خطر الشعوب الواقعة تحت نير الاحتلال, والتي لا تمتلك الحد الادنى من القدرة والامكانية في مواجهته, الا اذا اعتبرت حجارة الاطفال اكثر فعالية واشد خطورة من صواريخ طائرات الـ ف16 ومدافع الدبابات وقذائف البوارج الحربية". وسأل "اليست المجازر التي ارتكبت في دير ياسين، كفرقاسم، مدرسة بحر البقر، كفربرعم، قانا، مخيم جنين، النجف، الفلوجة وابوغريب، وليس آخرها مجزرة شاطىء البحر في غزة، جرائم حرب ضد الانسانية تمثل الارهاب بعينه، ارهاب الدولة المنظم، الا يتطلب ذلك ادانته ومحاسبة مرتبيه على جرائمهم ردعا لهم واقتصاصا منهم؟ اليس في مطالبتكم تشكيل لجنة تحقيق حول مجزرة الشاطىء في قطاع غزة التي ذهب ضحيتها عائلة بكاملها, لم ترتكب ذنبا, سوى ذهابها ا لى البحر للاستجمام على شاطئه, فكان الموت يتربص لها المرصاد, فقضى عليها, الا طفلة صغيرة في السابعة من عمرها, شهادة عيان على الاجرام الوحشي والعدوان العنصري والصمت الدولي".
واضاف التكتل "ان المباركة الاميركية لجرائم العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الاعزل, لا بل مساعدتها في تجويعه وحصاره وقتله, وتهديد من يحاول فك الحصار او تقديم المساعدات المالية او الغذائية او الطبية باتخاذ اقسى العقوبات ضده, تؤكد ان اميركا التي تعمل على فرض سيطرتها وهيمنتها على العالم, لن تتورع عن ارتكاب افظع الجرائم، واتباع ابشع الاساليب لتركيع شعوب العالم والتحكم فيها وتقرير مصيرها ومستقبلها".
وطالب التكتل انان "بتحمل مسؤولياتكم بأمانة وثقة, وان تتوخوا الحق والعدل في مواقفكم واعمالكم, وان تدافعوا عن حق الشعوب المقهورة في تقرير مصيرها في وطنها بشرف وكرامة, تعيش على ارضها بأمن وسلام وحرية واستقلال"، مضيفا "ان مجلس الامن الدولي اتخذ عشرات القرارات ضد العدو الصهيوني ولم ينفذ اي منها, ولم تعمل الامم المتحدة على الزامه بتنفيذها او التهديد باتخاذ اجراءات وعقوبات ضده. اما في ما يتعلق بالبلدان العربية, فأي قرار دولي يتخذ, يكون ملزما يتحتم الاشراف على تنفيذه وتشكيل لجان ومبعوثين للتأكد من مدى ما تم انجازه في خصوصه, واتخاذ اقصى العقوبات واتباع جميع الاجراءات ضده في حال عدم تنفيذه او التأخر في تنفيذه".
وختم التكتل رسالته: "هذه هي المنظمة الدولية التي املت الشعوب الفقيرة والضعيفة والمقهورة والواقعة تحت الاحتلال، خيرا فيها عند نشأتها, وعرفت هذه الشعوب متأخرة انها ليست لها, بل للدول الكبرى. لذا فاننا ننعي اليكم بمزيد الاسى والاسف والحزن خبر منظمتكم الدولية, تغمدها الله برحمته واسكنها فسيح جنانه.
وكالات ـ"الوطنية"