ارشيف من : 2005-2008
أية الله فضل الله: لبنان بحاجة الى اعادة النظر في كثير من الأمور والخطط لمنع الاختراق الإسرائيلي

رأى أية الله السيد محمد حسين فضل الله أن لبنان مستباح من الناحية الأمنية للاستخبارات الإسرائيلية، كما هو مستباح من الناحيتين السياسية والأمنية لدول الوصاية الأجنبية وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية، وهو بحاجة إلى إعادة النظر في كثير من الأمور والخطط لمنع الاختراق الإسرائيلي الذي يمثل الخطر المستمر على لبنان بكل أطيافه وتنوعاته".
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين (ع):"إن اكتشاف الشبكة العميلة التي تعمل لحساب الموساد في لبنان، والمسؤولة عن مجموعة من العمليات الإرهابية وعمليات الاغتيال، يطرح السؤال مجددا حول الموقف الذي ينبغي للدول التي تدعي الحرص على سيادة لبنان أن تتخذه، وخصوصا دول الاتحاد الأوروبي التي لم نسمع منها ـ حتى الآن ـ أي تعليق أو موقف يدين هذه الاستباحة الأمنية الإسرائيلية، وهذا التدخل الإسرائيلي في لبنان؟ أما الولايات المتحدة الأميركية التي لا تنفك تطالب سوريا بسحب استخباراتها من لبنان وعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، فلم نسمع منها كلمة واحدة تطالب إسرائيل بكف يدها عن لبنان، ووقف عمل استخباراتها واستباحتها للواقع اللبناني؟".
واشار الى ان "استبعاد العامل الإسرائيلي عن زعزعة الاستقرار الداخلي في لبنان يمثل سذاجة سياسية غير مسبوقة، إن لم نقل بأنه يمثل نوعا من أنواع التواطؤ، وإن الكشف عن هذه الشبكة بقدر ما يعبر عن الارتياح لوجود عين ساهرة على البلد تتمثل بالمقاومة والجيش معا بقدر ما يؤكد وجوب تعزيز عناصر الحماية الداخلية للبلد بالاعتماد على قدرة المقاومة من جهة، والتعاون مع السلطات الرسمية التي تشعر بأهمية منع "إسرائيل" من التسلل الى الداخل اللبناني عبر مخابراتها".
وقال:"إن ما كُشف النقاب عنه من اغتيالات قامت بها هذه الشبكة يستدعي التقدم الى الأمم المتحدة لإجراء تحقيق مفصل حول الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" في لبنان وعبثها بالأمن الداخلي فيه، وبالتالي إمكانية أن تكون مسؤولة عن كثير من عمليات الاغتيال التي حصلت في السنوات الماضية".
اضاف:" إن ذلك يرتب على المسؤولين في لبنان، وخصوصا المتحاورين، أن لا يذهبوا بعيدا في التعويل على أميركا لكف يد "إسرائيل" عن لبنان، وأن يتحلوا بالموضوعية في رصد العامل الإسرائيلي، وبالتالي أن يصروا على حماية المقاومة والحفاظ على سلاحها كجزء لا يتجزأ من استراتيجية حماية لبنان من العدوان الإسرائيلي المباشر، أو من الاختراقات الأمنية المتوالية للموساد الإسرائيلي".
وأشار السيد فضل الله في الموضوع الفلسطيني إلى أن "إسرائيل" تحاول التنصل من مجزرة شاطئ غزة بمختلف الأساليب، من خلال الحديث عن الخطأ وغيره، في الوقت الذي تتحدث فيه صحافتها عن وحشية المجزرة ومسؤولية الجيش الصهيوني عنها، ولكن الرئيس الأميركي يبرر مجزرتها بأنها "دفاع عن النفس"، لأنه يرى أن لـ"إسرائيل" ـ وحدها ـ الحق فيه دون أن تتحرك مشاعره لمشهد الطفلة البريئة التي تركض أمام أجساد عائلتها، فهو لا يملك أي شعور إنساني أمام مأساة الطفولة إلا إذا كانت المسألة ترتبط بأطفال اليهود، أما أطفال فلسطين والعراق فإنهم بمثابة الحشرات التي لا مانع من ذبحها بدم بارد".
ولفت إلى "المشكلة الكبرى التي تتمثل في الصراع الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي يمهد للفتنة ويثير الجدل حول استمرار المقاومة، ويتحرك البعض في مواقعه المسؤولة للضغط من أجل الاعتراف بـ"إسرائيل" من دون قيد أو شرط، في الوقت الذي لم يصدر منها أي وعد بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، بل إن المسألة هي قبول "إسرائيل" بالمفاوضات التي تتحدث عن رفض القضايا الحيوية للفلسطينيين كحق العودة وإعادة القدس وتهديم الجدار والمستوطنات، مما يجعل المطلوب هو الاستسلام المطلق".
وتابع:"إننا نعتقد أن المرحلة هي مرحلة استمرار المقاومة وليست مرحلة الدولة، لأن العالم المستكبر لا يزال يرعى "دولة إسرائيل"، أما دولة فلسطين فإنه يحيطها بأكثر من قيد من الناحية الأمنية والسياسية مما لا احترام فيه لحقوق الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى عودة الجميع في فلسطين الى المقاومة، فهي التي تربك كل الخطوط الإسرائيلية والدولية ـ وحتى العربية الانهزامية ـ و"ما ضاع حق وراءه مطالِب" لأنهم لن يربحوا أي حق من حقوقهم من خلال اللجنة الرباعية الدولية أو القرارات العربية".
وتطرق إلى الموضوع العراقي فدعا الشعب العراقي من كل الأطياف والمذاهب الى الارتفاع الى مستوى المشكلة المعقدة، والى وعي المرحلة السياسية في المنطقة، ليحصلوا على الحرية والسيادة والاستقلال الى جانب الشعوب العربية والإسلامية، للخلاص من الأخطبوط الأميركي قبل فوات الأوان".
وكالات ـ"الوطنية"