ارشيف من : 2005-2008
الرئيس بري : المقاومة تشكل ضرورة لبنانية طالما استمرت الاطماع الاسرائيلية

واصل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والوفد المرافق زيارته الى الامارات العربية المتحدة التي سيغادرها غدا الى الكويت في زيارة رسمية، في اطار جولته الخليجية التي تتناول تعزيز التعاون مع البلدين الشقيقين، اضافة الى بحث التطورات الراهنة وبناء البرلمان العربي.
وفي هذا الاطار، اقام سفير لبنان في الامارات حسن برو حفل استقبال، تكريما للرئيس بري والوفد المرافق، في مبنى السفارة حضره وزير الداخلية والبلديات حسن السبع الذي يزور ايضا دولة الامارات وحشد كبير من ابناء الجالية اللبنانية.
والقى السفير برو كلمة رحب فيها بالرئيس بري والوزير السبع، وقال :"اذا كانت هذه الزيارة المباركة تبعث في نفوسنا مزيدا من الاطمئنان لمتانة العلاقات بين لبنان ودولة الامارات، فان الجالية اللبنانية الممثلة بوجودها هنا والتي هزها الزلزال الذي ضرب لبنان والعالم باستشهاد الرئيس رفيق الحريري، تطالب بكشف كامل الحقيقة وانزال العقوبات بالفاعلين والمجرمين، انتصارا للعدالة والحرية والكرامة الانسانية التي طالما عمل من اجلها الرئيس الشهيد". اضاف :"لنا ملء الثقة بأن لبنان الذي لا يقوم الا بجناحيه المغترب والمقيم يستطيع بفعل وحدة ابنائه ودعم اشقائه ان يواجه اصعب التحديات".
الرئيس بري
ثم القى الرئيس بري كلمة قال فيها :
"من لبنان احمل الى هذا الموعد مع الامارات العربية المتحدة كلمة واحدة:المحبة. واحمل الصباح المقبل من الحقول المزروعة ببذار الشموس وبقناديل الضوء، واحمل اليكم من انهارنا وسواقينا المكتظة بالشتاء ابتسامة قرانا الفرحة بأعراسها. واحمل من لبنان الوفاء لحكيم العرب لرائد الخير والمحبة الذي كان يتطلع الى لبنان حقلا اخضر امام نافذته وزهرة في كف الارض. احمل الوفاء الكبير للراحل الكبير صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والى ابنائه المؤتمنين على تاريخه وعلى مواقفه، وعلى فكرة ومشروع الوحدة الذي طبقه على مساحة دولة الامارات العربية المتحدة، ليجعلها انموذجا لمشروع وحدة اعم على مستوى الامة حيث فشلت كل مشاريع الوحدات التي نادى بها الاخرون. احمل الوفاء لاحلامه باعادة بناء سد مأرب، حتى تعود ايدي سبأ للاجتماع. واحمل الوفاء من كل لبنان ومن جنوب لبنان، جنوب العرب الذي حررت الايدي الاماراتية بتوجيه من زايد الخير وابنائه معظم مساحاته من حقول الموت الاسرائيلية المتمثلة بالالغام. واحمل اليكم الى الجالية اللبنانية في هذا البلد الشقيق العزيز الاشواق الكثيرة والتحيات العطرة والاقدام الكبير وبعد : ان زيارتي لدولة الامارات العربية المتحدة تحمل جملة عناوين تتصل بداية باطلاق فاعليات البرلمان العربي وانشطته من جهة، واطلاق مشروع بناء مقر الاتحاد والبرلمان العربي، كما تتركز الزيارة خصوصا على التحديات المفروضة على امتنا واقطارنا، وعلى تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك، وبالطبع على تعزيز العلاقات المتنوعة بين بلدينا".
وقال :"ان هذه الزيارة تشكل اساسا فرصة لتوجيه الشكر الخالص الى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لاحتضان دولة الامارات العربية المتحدة لجالية لبنانية كبيرة يتجاوز عددها الخمسين الفا واحاطتها بالرعاية الكريمة، وهو الامر الذي يشجعني في هذه اللحظة على توجيه نداء لرئيس الدولة والحكومة من اجل فتح المزيد من الابواب في القطاعين العام والخاص امام الايدي العاملة اللبنانية المتخصصة، خصوصا وان هناك 44 جامعة ومعهدا للتعليم العالي في لبنان تضخ كل عام مئات الخريجين في اختصاصات مطلوبة لاسواق العمل في البلدان العربية".
واعتبر "ان ابناءنا عندما يجدون فرصة للعمل في الاسواق العربية نعتبرهم ربحا لنا، وليس ضياعا باغترابهم من عندنا، ونعتبر ان وجودهم في دولة الامارات امر يحفظهم في هذا البلد المستقر والامن والمزدهر".
وقال :"على مستوى ما يواجه لبنان من تحديات، ابدأ لاسجل ان سلطة القرار الدولي التي لا تزال تعتبر ان اسرائيل تشكل استثناء لا تطبق عليها القرارات الدولية، تضغط على الضحية المتمثلة بلبنان لسحب سلاح المقاومة، مطلقة العنان للعداون في خروقاته لحرمة الاجواء والمياه الاقليمية اللبنانية. في هذا المجال يحمل لبنان المسؤولية لاسرائيل عن حياة الصياد اللبناني محمد علي فران كما يحمل اسرائيل مسؤولية استشهاد المواطن اللبناني علي عيسى بلغم ارضي منذ حوالي عشرة ايام، ان هاتين الضحيتين سقطتا على الجانب اللبنانية من الحدود البحرية والبرية، حيث اختطف الاول في زورقه الذي حمل في ما بعد آثار رصاص ودماء، فيما انفجر لغم ارضي في الثاني في اثناء وجوده في خراج بلدته". وتابع :"ان الامم المتحدة لم تبادر الى ادانة المناورات العسكرية الاسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، كما انها لم تدين تجاوز قذائف المدفعية والدبابات الاسرائيلية ما يسمى بالخط الازرق في خراج البلدات والقرى المحررة يوم عيد الفطر المبارك، حيث اطلقت 95 قذيفة حول مدينة شبعا وسجلت الانتهاكات للطيران المروحي على الخط الساحلي اضافة الى الزوارق البحرية كل يوم تقريبا".
واكد "ان المقاومة تشكل ضرورة لبنانية طالما استمرت الاطماع الاسرائيلية في ارضنا ومياهنا، وطالما شكلت اسرائيل استثناء لا تطبق عليه القرارات الدولية، خصوصا تلك التي تمنع التهديد باللجوء الى القوة او استخدامها في العلاقات الدولية، وطالما واصلت اسرائيل احتلالها غير المباشر لاجزاء كبيرة من ارضنا على امتداد الحدود بواسطة الالغام، وتمتنع عن تقديم خرائط تلك الالغام، وطالما لم تكشف اسرائيل مصير عشرات بل مئات اللبنانيين، وطالما لم تعوض على لبنان من جراء حروبها على ارضه". وفي ما يتعلق بلجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، قال :"ان الزلزال الذي ضرب لبنان عبر جريمة اغتيال دولة الرئيس الصديق الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، نؤكد ان التحقيق مفتوح حتى تظهر الحقيقة الكاملة وينعقد لواء العدالة لمحاكمة الجناة، وهذا الامر وحده يشكل مطلبا لبنانيا جامعا كما هو مطلب عربي عام، في الوقت نفسه وفي محاذاة المطلب الاول، نرفض كل انواع محاولة استخدام او الاستثمار على الوقائع اللبنانية للانتقام من سوريا، ولبنان يؤكد حرصه على سوريا دولة وشعبا، ونرفض كل محاولة للخلط بين الشقيق والصديق والعدو".
وحول مشروع الدولة، قال :"ان لبنان المغترب والمنتشر معني كما لبنان المقيم بقطع المسافة الضرورية نحو مشروع الدولة ودورها وبناء الثقة بها. ان كل لبناني مخلص يرفض ان يبقى لبنان على صورة المزرعة، ويرفض الواقع المتخلف لنمط السلطة الذي يعبر عن العجز وعدم الكفاءة". وشدد على "ان الحل يكمن في تنازلات يقدمها الجميع لصالح مشروع الدولة وجعلها فوق الافراد والجماعات والفئات والجهات والطائفيات لا الطوائف لان الطوائف في لبنان نعمة والطائفية نقمة، وفي الاتفاق على مفهوم موحد للمواطن وللمواطنية كما الوطن، ومفهوم موحد للعاصمة والحدود، وفي الحفاظ على المقاومة كضرورة لبنانية في مواجهة الابعاد المتنوعة لحروب اسرائيل ضد لبنان وفي الطليعة البعد الاقتصادي".
واكد "انه رغم حال القلق والاضطراب والشك الذي نعيشه في لبنان، الا انني متفائل تجاه لبنان الغد. ان تفاؤلي مبني على ان لبنان المقيم كما لبنان المغترب قادر على تثبيت القناعة بانه يمثل ضرورة ملحة لبنانية، عربية ودولية، ويمثل نموذجا لا غنى عنه لحوار الاديان والحضارات، كما يمثل حاجة في صياغة نظام اقليمي عربي ومتوسطي، لكونه يمثل واجهة لسوق هذا النظام، ولكونه يمتلك الخبرات التجارية والمصرفية اللازمة".
وقال :"ان تفاؤلي مبني على قوة ثبات هذا اللبناني المنتشر على مساحة العالم، والموجود في 19 برلمانا في العالم، والذي شارك في بناء اغلب التجارب الانسانية المعاصرة واسهم فيها، واكتسب الخبرات من الاوطان كافة، وتعرف على لغات الكون، الامر الذي يجعل من لبنان مكتبة انسانية مكتوبة وسمعية وبصرية لا غنى عنها".
وختم :"الفرصة مفتوحة امام اللبنانيين للبناء، وهذه الفرصة تثبت مدى انتماء كل لبنان الى مشروع الاعمار والنهوض الاقتصادي الذي اطلقه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما ان هذه الفرصة تثبت مدى انتماء كل لبناني الى مشروع المقاومة للحرب العدوانية والاقتصادية التي تدار ضد بلده، وهذه الفرصة تثبت مدى اهليتنا كي نستحق هذا الوطن العظيم لبنان.
وختم:"يبقى ان اجدد شكري لدولة الامارات العربية المتحدة عبر رئيس الدولة وولي عهد ابو ظبي وجميع المسؤولين فيها، على اتاحة هذه الفرصة لي لزيارة هذا البلد الشقيق العزيز، وكذلك لتجديد لقائي معكم مع اخوتي وابناء الجالية اللبنانية، واؤكد ان هذه الزيارة ستسهم ان شاء الله حكما في زيادة اوجه التعاون بين الامارات العربية المتحدة ولبنان".
بعد الحفل، استقبل الرئيس بري في مقر اقامته الوزير السبع وتم عرض للاوضاع الراهنة.