ارشيف من : 2005-2008
الرئيس بري : على العرب الوقوف صفا واحدا لمواجهة التهديدات لحصار سوريا

دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الدول العربية الى "تعزيز التعاون والتنسيق في ما بينهم لفك الحصار الذي تتعرض له سورية وترسيخ اسس الاستقرار في المنطقة ومنع تقسيمها الى دويلات". ورأى في حديث لصحيفة الرأي العام الكويتية ان "لبنان اليوم يمر في مرحلة دقيقة وحساسة من تاريخه وهو في امس الحاجة الى ثقة اشقائه العرب بعد الزلزال الذي اصابه باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري"، مشددا على ان "الحقيقة في هذه الجريمة يجب ان تكون علامة جمع بين اللبنانيين". سئل: ما سبب زيارتكم الى الكويت؟
اجاب: تأتي زيارة الكويت في اطار التشاور مع الاشقاء العرب حول مختلف الاحداث والاوضاع السياسية في المنطقة لتنسيق المواقف والاراء حول مجمل التطورات المتسارعة الحاصلة في الشرق الاوسط من اجل تحسين فرص التضامن العربي، وكذلك دفع عملية بناء البرلمان العربي.
سئل: كيف تنظرون الى العلاقات اللبنانية - الكويتية؟
اجاب: العلاقة بين لبنان والكويت تضرب جذورها عميقا في الماضي، وهي تكتسب خصوصية معينة من منطلق ان البلدين يمثلان وجهين لعملة واحدة او بمعنى اوضح صورة واحدة للمعاناة في المشهد العربي. ونسعى دائما الى تطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونحن لا ننسى الدعم الكويتي الكبير والمتواصل للبنان في كل الميادين، سواء عندما كنا بحاجة ماسة لهذا الدعم خلال الحرب الاهلية اللبنانية وبعد انتهائها خلال مرحلة اعادة الاعمار ووصولا الى اليوم.
سئل: ماذا تقصدون ب"الصورة الواحدة للمعاناة"؟
اجاب: لبنان دفع غاليا ثمن حروب اسرائيل على ارضه، وثمن السلام العربي الداخلي المفقود او الذي كان مفقودا، وفي الوقت نفسه فان الكويت دفعت ثمن الديموقراطية الغائبة ونمط النظام العربي الذي يعبر عن التسلط والقهر والعدوان، والذي كان متمثلا بالنظام العراقي البائد، فكانت ضحية لغزو عسكري من جار عربي لها.
سئل: ما رأيكم بالتجربة الديموقراطية الكويتية"
اجاب: الكويت ولبنان يمثلان تجربة ديموقراطية نامية واخذة في التطور، اثبتت انها الاساس في نمو وتقدم واستقرار البلدين. ولدينا نظرة مشتركة مع المسؤولين الكويتيين تنطلق من اقتناع البلدين بان زيادة الاستثمار في تعزيز الديموقراطية على حساب التسلح تحمي النظام العربي، لان الاسلحة لم تستطع حماية اي نظام، بل استعملت لتهويل الدول بعضها ضد البعض الآخر. وهذا ما حصل عندما سعى النظام العراقي المخلوع الى تعزيز ترسانته العسكرية على حساب الديموقراطية والحرية والتنمية فكانت النتيجة ان اتى العدوان من بلد عربي ضد بلد عربي آخر وليس من طرف اجنبي، ليوجه ذلك العدوان الآثم ضربة مؤلمة الى النظام العربي المشترك.
سئل: ماذا ستبحثون مع المسؤولين في الكويت؟
اجاب: المحادثات ستطرق الى سبل تعزيز العلاقات اللبنانية - الكويتية وتعميقها، خصوصا في مجال التعاون البرلماني حيث سنبحث في هذا المجال تنسيق المواقف حول عدة امور واستحقاقات مقبلة تتطلب توحيد الصف العربي، واهمها الاجتماع الاول للبرلمان العربي في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة يومي 27 و 28 كانون الاول المقبل، واجتماع الاتحاد البرلماني العربي اواخر شباط المقبل، اضافة الى اجتماع مجلس ومؤتمر اتحاد برلمانات دول منظمة المؤتمر الاسلامي في نيسان من العام المقبل. فهذه الاجتماعات ستبحث قضايا برلمانية وسياسية مهمة، ولذلك تحتاج الى تنسيق المواقف والآراء للخروج منها بتوصيات واوراق عمل يمكن تنفيذها فعلا على ارض الواقع ولا تبقى مجرد خطابات وبيانات في الادراج، فالمرحلة التي تمر فيها الامتان العربية والاسلامية لم تعد تحتمل المزيد من التقاعس العربي، بل تستدعي تعزيز الاواصر العربية وتضافر الجهود والعمل الجاد لدرء الاخطار المحدقة بالمنطقة وترسيخ اسس السلام والاستقرار في دولنا.
سئل: هل ستطلبون دعم الكويت للبنان في هذه المرحلة؟
اجاب: لم تبخل الكويت يوما على لبنان او اي بلد آخر بحاجة لمساعدتها وهي رائدة في هذا المجال، ولا شك ان لبنان في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر فيها بحاجة الى الدعم الكويتي في اكثر من مجال، ابرزها زيادة الاستثمارات الكويتية فيه، وفتح المجال لتشغيل المزيد من الايدي العاملة اللبنانية المتخصصة في الكويت.
سئل: وعلى الصعيد السياسي؟
اجاب: من المؤكد ان لبنانفي حاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى الدعم السياسي، وتحديدا الى ثقة اشقائه العرب بعد الزلزال الكبير الذي اصابه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. سئل: والى أين وصلت التحقيقات في هذه الجريمة؟
أجاب: كما تعرفون فإن عمل القضاء اللبناني ولجنة التحقيق الدولية في هذه الجريمة الكبرى مستمر من أجل التوصل الى كشف الحقيقة الكاملة التي نريدها جميعا، والتي يجب أن تكون علامة جمع بين اللبنانيين.
سئل: هل من ملفات عربية ستبحثونها مع المسؤولين الكويتيين؟
أجاب: بالتأكيد فإن ثمة ملفين حاضرين بقوة على الساحة السياسية العربية لا بد أننا سنتطرق اليهما لقاءاتنا مع المسؤولين في الكويت، فهناك الملف العراقي خصوصا بعد إقرار دستور العراق الجديد، ولقد سبق أن حذرت في الماضي وأعود وأحذر من التشظي في هذا البلد، ونحن في هذا الاطار نؤكد على دعم وحدة العراق شعبا وأرضا ومؤسسات، ونشيد بدور الكويت في هذا المجال والمساعدات المستمرة التي تقدمها الى الشعب العراقي رغم ما عانته من ويلات نظام صدام حسين المخلوع. أما الملف الآخر فهو ملف القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الأخيرة، فالمرحلة دقيقة بالنسبة الى فلسطين، فها هي غزة أولا، تصبح غزة آخرا، والاعتداءات الاسرائيلية لا تزال مستمرة بشكل يومي على الشعب الفلسطيني الأعزل، ومحاولة اسرائيل زيادة حدة الصراع عبر الانتقال من تهويد القدس الى تهويد بيت لحم، واستمرارها في بناء جدار الفصل العنصري، إضافة الى محاولتها توتير الأوضاع على الحدود اللبنانية برا وبحرا وجوا. وهنا في هذا المجال نؤكد أن لبنان حكومة ومجلس نواب وشعبا يقفون صفا واحدا خلف المقاومة التي ألحقت الهزيمة بالعدو الاسرائيلي ودحرته عن لبنان، وهذه المقاومة باقية ومستمرة ما دامت التهديدات الاسرائيلية موجودة.
سئل: هل ستطرقون الى الملف السوري في مباحثاتكم؟
أجاب: من الطبيعي أننا سنبحث في هذا الموضوع الذي يحتاج الى مزيد من التنسيق والتشاور العربي حوله من أجل مواجهة الضغوط المتزايدة لحصار سورية، لأن الأمر لا يتعلق بسورية وحدها وإنما يتعداها ليشمل كل دول المنطقة ويهدد الاستقرار فيها. ولذلك يجب أن يستمر التنسيق والتعاون بين الدول العربية وعدم السماح بتنفيذ المخططات الصهيونية لتقسيم المنطقة الى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية تكون فيها اسرائيل المستفيد الأكبر. وخلاصة القول نحن نمر في مرحلة دقيقة وحرجة للغاية، ويجب على العرب أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة التهديدات التي توجه الى بلد عربي من مؤسسي جامعة الدول العربية، ولا يزال جزء كبير من أراضيه محتلا من العدو الاسرائيلي.