ارشيف من : 2005-2008
السيد فضل الله: لن نسقط في التجارب الجديدة بعدما اكتوينا بنيران الحرب

حذر آية الله السيد محمد حسين فضل الله, المعنيين على المستوى السياسي الرسمي أو غير الرسمي، في لبنان وخارجه في هذه المرحلة، داعياً إياهم إلى الاتعاظ من التجارب الماضية، وعدم الاستعجال في معالجة القضايا المعقدة والبالغة الحساسية، لأن بعض الكلمات التي قد تختزن عنف الموقف، بعيداً عن دراسة الظرف وخصوصية المرحلة، قد تقودنا إلى العنف الميداني الذي لا زلنا نعتقد بأن اللبنانيين هم أكبر من أن يسقطوا أمام تجاربه الجديدة ليكتووا، بنيرانها كما اكتووا بنيران الحرب ونتائجها المدمرة على مختلف الصعد". وقال السيد فضل الله خلال ندوته الأسبوعية "إننا نريد للجميع أن يتلمسوا الطرق الموضوعية في الحوار الداخلي، ليؤسسوا لمرحلة التفاهم على المستقبل الذي يقبل عليه البلد، حتى لا نسقط مجدداً كضحية من ضحايا الخلل الحاصلة الدولية والإقليمية، وحتى لا نكون مجدداً الحطب الذي يحترق ليعطي الدفء لأصحاب المشاريع المعادية للأمة من دوائر استكبارية غربية، أو من متورطين في العمل لحساب هؤلاء، سواء كانوا من جنودها المباشرين أو المجانيين".
وحول النموذج الاسلامي الحقيقي قال سماحته "إننا نعتقد بأن هناك من أجرم بحق الإسلام بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عندما اعتقد بأنه يمكن اختصار المسافات في تحقيق نجاحات باهرة في هذه القضية، من خلال استخدام أساليب العنف، مع أن هذه الأساليب بمعظمها لم تنطلق من أصالة في ما هي الينابيع الإسلامية الصافية في هذا السياق أو ذاك، بل انطلقت من موقع التأثر بالتجارب الأخرى المعقدة، كالتجربة الماركسية وغيرها، مع الإقرار بأن حالات السقوط جاءت من خلال الاستدراج المرسوم، حيث وقع هؤلاء في ردات الفعل أمام عنف الآخر أو فعله، ولكن النتيجة أنهم وقعوا في الفخ الذي نصب لهم وللأمة من حولهم، أو في المكمن الاستكباري أو الصهيوني الذي حاول ولا يزال يحاول الجزم بأن الإسلام يختزن الإرهاب وإلغاء الآخر أو نفيه واستبعاده وإقصائه، لمجرد الاختلاف معه في وجهات النظر".