ارشيف من : 2005-2008

ابراهيم السيد: الخطر كبير اذا كان الانقسام بين مصلحة وطنية ومصلحة دولية هناك حركة معيشية اساسية حركت الناس وسنكون مع كل القضايا المطلبية المحقة

ابراهيم السيد: الخطر كبير اذا كان الانقسام بين مصلحة وطنية ومصلحة دولية هناك حركة معيشية اساسية حركت الناس وسنكون مع كل القضايا المطلبية المحقة

تحدث رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" النائب السابق السيد ابراهيم امين السيد، خلال احتفال تأبيني اقيم في بلدته النبي ايلا، في ذكرى اسبوع احد ابنائها، فاعتبر ان جوهر المشاكل الموجودة في لبنان هو "اننا امام نماذج من الحكام لا يخافون الله ولا يخافون الناس. اننا امام مجموعة مدوا يدهم لفترة طويلة على مقدرات الشعب وثرواته وعلى المال العام وعاثوا في الدولة فسادا، ويفخرون اليوم انهم وصلوا من السماء لتوهم، ومطلوب من الناس ان تتبرك فيهم لأنهم من المقدسين، وممنوع ان يتعرض او يمسهم احدا"، وأوضح "ان لبنان اليوم وسط ساحة مشتعلة، ساحة تتحرك في كل الاتجاهات ومفتوحة على كل الاحتمالات، ويتعرض لهجمة دولية استثنائية يسميها البعض الاهتمام الدولي، والبعض الآخر رعاية دولية، ويعتبرها آخرون توافق مصالح لبنانية مع المصالح الدولية، الا انهم يخبئون كلمة واحدة هي سقوط لبنان امام الوصاية الاجنبية والدولية". تابع "امام ذلك لا نستطيع ان نثق ونطمئن ونصدق ان يكون الاهتمام الدولي هو لمصلحة لبنان، خصوصا اننا نعرف ان هناك قرارات دولية منذ اكثر من 50 عاما تتعلق بمسألة الصراع العربي - الاسرائيلي وبمأساة الشعب الفلسطيني ولبنان وسوريا، لم يخرج اي قرار يوضع تحت البند السابع ولم يطبق اي قرار دولي على الاطلاق. اضافة الى ان الولايات المتحدة الاميركية في كل التطورات التي حصلت على صعيد الصراع في المنطقة وازاء كل ما ارتكبته اسرائيل من مجازر وانتهاكات لأبسط حقوق الانسان في فلسطين والمنطقة العربية وحتى في لبنان، وكان آخرها ما ارتكبته تحت خيمة الامم المتحدة في لبنان، كانت تستعمل حق النقض ومنحازة الى اسرائيل. كما ان مجلس الامن لم يتمكن من من منع الولايات المتحدة من غزو العراق، وما هي القرارات التي اتخذت ضد اميركا في هذا الشأن، كون مبررات الحرب على العراق كوجود اسلحة دمار شامل ووجود علاقة بين تنظيم القاعدة ونظام صدام لا وجود لها على الاطلاق. ان مجلس الامن يعكس سياسة التسلط الاميركي على العالم، ويعكس التفرد بموازين القوى الدولية التي تتحرك الولايات المتحدة فيها لمصلحتها، ومجلس الامن هو واحد من المؤسسات التي تريد اميركا ان تضع يدها عليها في الكامل. من هنا لا نستطيع ان نطمئن ان قرارات مجلس الامن هي لمصلحة لبنان واللبنانيين. وهذا شيء خطير جدا، والاخطر ان يكون هناك في لبنان بعض الجماعات والقوى السياسية تستقوي في هذه المرحلة بالمجتمع الدولي وبالقرارات الدولية من اجل ان يسقطوا بلبنان بيد اميركا، اذ ان هناك سياسيين حتى ولو تكلموا بلغة وطنية وقومية، كلامهم اشبه بذر الرمود في عيون الناس حتى لا يعرفوا الحقيقة وهؤلاء استباحوا الوطن لمصلحة اميركا في ما يفعلونه من تبريرات لا مثيل لها لكل امر دولي. وهؤلاء يجب ان يعلموا ان الخطر كبير وكبير اذا انقسم لبنان بين فئة وطنية تبحث عن مصلحة الوطن حتى في القرارات الدولية وبين فئة تريد ان يسقط هذا الوطن امام اميركا، فيصبح الانقسام بين مصلحة وطنية ومصلحة دولية". اضاف: "ان لسوريا مشاكلها حين كانت في لبنان، ونحن في رؤيتنا السياسية الاستراتيجية، نعتبر انفسنا الحلفاء الاستراتيجيين لسوريا في المنطقة. وسوريا لم تحاسب عندما كانت في لبنان، لا من اللبنانيين، ولا من غير اللبنانيين، ولم تحاسب لأنها تتحكم في الشأن اللبناني، بل تحاسب لأن موقفها من الصراع في فلسطين والعراق وايران، وحتى في لبنان والمقاومة، مغاير تماما للسياسة الاميركية. وما يفعله بعض اللبنانيين ضد سوريا انما فعلوه كصدى لتحرك دولي ولمسار سياسي دولي تقوده الولايات المتحدة، والدليل على ذلك ان اكثر الذين كانوا منتفعين من وجود سوريا في لبنان هم من يطالب اليوم بالاستقلال والحرية، فأين كانوا في الاعوام الماضية. ان ما تتعرض له سوريا اليوم له علاقة بموقف سوريا من مشاكل المنطقة". وعن التحقيق الدولي، قال: "اننا مع التحقيق القضائي بكل ادلته القاطعة للوصول الى الحقيقة. لكننا لسنا لا مع تسييس التحقيق ولا مع توظيف التحقيق لأغراض سياسية. لقد اتهموا سوريا قبل ان يحققوا، وهذا يعني ان ادانة سوريا قبل التحقيق طبيعي ان يكون التحقيق لمصلحة الادانة. ومن خلال التحقيق قالوا كل ما يعني ان التحقيق موظف لمصلحة تجير المهمة الاميركية في لبنان لتوجيه الضربة المطلوبة الى سوريا". وكشف "ان "حزب الله" هدد بالخروج من الحكومة اذا قامت بتخفيض سعر المازوت ورفع سعر البنزين، ونسأل لماذا لم تقدم الحكومة على دعم المازوت قبل شهرين حين طلب الوزير محمد فنيش الموافقة على ذلك"، ووجه تحية "الى حركة الناس وشجاعتهم في التحرك في اطار القضايا المطلبية، خصوصا في جو الرعب والخوف وما يشاع من انه لو سكت الناس عن قضاياهم المطلبية يمكن ان نسمع في بعض الاوقات ان من يتحرك لقضايا مطلبية يصبح مشبوها عند ميليس. كانوا يريدون ان نقف في وجه حركة الناس المطلبية، والكل تابع الحملة الاعلامية المسعورة التي تحركت بكبسة زر واحدة من ان الحركة

المطلبية حول المازوت تحركت بعد خطاب الاسد. فهذه الحركة سواء تحركت قبل خطاب الاسد ام بعده، هناك حركة مطلبية معيشية اساسية حركت الناس". وختم: "ليس هناك حركة مطلبية معزولة عن السياسة، وكل الاحزاب لها الحق في التحرك مع النقابات والحركات المطلبية، وان تحرك اصحاب الحقوق في "سوليدير" والمعلمين والمزارعين والعمال قضايا كانت موجودة قبل خطاب الرئيس الاسد، فحين تتحرك القضايا المطلبية حتى ولو كنا في الحكومة لا نستطيع ان نقف مكتوفي الايدي وسنكون جنبا الى جنب مع كل القضايا المطلبية المحقة، سواء في الاتحاد العمالي العام، او النقابات التعليمية وقضايا المزارعين والعمال والموظفين".‏

2006-10-28