ارشيف من : 2005-2008
الشيخ قبلان : نحن مع المقاومة وحفظ شبابها وسلاحها ولا نقبل ان يسلم البلد لأيد قتلت وظلمت وشردت

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان كلمة تأبينية في ذكرى أسبوع المربي رضوان عيتاوي التي أقيمت عصر اليوم في مجمع الإمام شمس الدين الثقافي في حضور حشد من الشخصيات التربوية والاجتماعية والسياسية وعلماء دين ومفتي مناطق ومواطنين. واستهلها بالحديث عن مزايا الفقيد الذي "ربى الأجيال على الفضيلة والأخلاق والمعرفة، فكان الراحل تقياً مؤدباً ساهراً على تنشئة جيل صالح يسهم في قيام المجتمع الفاضل، فبذل جهده ومساعيه ليكون هذا الجيل نواة صالحة رائدة للمستقبل سيما وأن العلم مطلب كل الأديان والشرائع وهو أفضل وأزكى سلاح، وبالعلم يسمو الإنسان وبه تصلح مسيرة البشرية. لذلك يجب علينا بذل الجهود لإنشاء جيل متعلم يقود الإنسان للمعرفة والحكمة ويتحلى بالأدب والأخلاق الحميدة". وتحدث الشيخ قبلان عن ذكرى استشهاد الإمام جعفر الصادق الذي قال لتلاميذه "كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا حتى يقول الناس رحم الله جعفر بن محمد أدب تلاميذه فأحسب تأديبهم". فالإمام الصادق صاحب أعظم جامعة علمية لم تقتصر علومها على الفقه والعقائد بل كان يدرس تلاميذه الذين ناهز عددهم أربعة آلاف طالب مختلف أصناف العلوم، وبذاك كان شيخ المذاهب الإسلامية حيث تتلمذ على يديه أئمة المذاهب الإسلامية حتى قيل "لولا السنتان لهلك النعمان" نسبة لتتلمذ أبي حنيفة النعمان مدة عامين على يد الإمام". وقال:" وفي ذكرى هذا الإمام العظيم ينبغي علينا كمسلمين أن نعود إلى تراثنا الغني بالعلوم والمعارف والحكم والمواعظ فننهل من علوم الإمام الصادق ما ينفع حياتنا العامة ويصحح مسيرتنا الأخلاقية والدينية، فهذا الإمام العظيم حلقة في سلسلة نورانية بدأت بالرسول لتنتهي عند الإمام المهدي". وتحدث عن أوضاع لبنان فقال:"نعيش في لبنان الجفاف والقحط والخلافات وكل واحد منا يتكلم على هواه وبما يشتهي، فيما يترك الوطن للأقدار والعواصف العاتية التي تهدد هذا الوطن. فأهل السياسة يستغرقون في المشاحنات والسجالات وبعضهم يبتعد عن اللياقة والكياسة، وكم نتمنى أن يكون السياسيون قادة يسوسون البلاد بحكمة وروية وعقلانية فالبلد سائب، وإذا أردنا أن نطالب بتحسين أوضاعنا فعلينا أن نطالب بتغيير الأداء السياسي لأننا نريد أن نبني وطناً ومواطناً صالحاً وصادقاً لا يمارس السياسة الخادعة والملتوية، فلماذا الحساسيات فيما بيننا؟ فيما المطلوب أن نحفظ لبنان ولا نتخلى عنه. فنحن لا نقبل أن يستلم زمام لبنان قاتل أو مجرم أو ظالم أو سفاح أو مرتشي أو مزور، لا نريد أن يكون لبنان على شاكلة المخادعين، ونسأل الذين يريدون الكرسي والموقع، هل دامت لغيركم؟ لذلك يجب أن نتعظ من حكم الماضين الذين ساسوا البلاد بشكل سيء لنسأل أين أصبحوا اليوم؟ لم يبق إلا الحق وأهله، والقادة لأجل الحق هم الباقون". وتابع:".. كما قال الإمام علي "قرن العلم بالحلم والعلم والحلم توأمان" فلنكن علماء صلحاء أدباء أخيار وأتقياء فالإنسان يسمو بعطائه واستقامته فليتعظ اللبنانيون من تجارب الماضي وليعرفوا عدوهم. من هنا نقول يجب أن يحذر اللبنانيون مخططات إسرائيل التي تتآمر على لبنان وتعتدي على أرضه وأهله... ونحن إذ نجدد إدانتنا بشدة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري فإننا نطالب بقوة بكشف الفاعلين ولكن دون أن تترك البلاد عرضة للانتهاكات، فنحن مع المقاومة وحفظ شبابها وسلاحها فنكون أهل الحق في تعاطينا مع الأمور. لذلك نطالب الجميع بالتعاون والتشاور لأن البلاد لا تحكم من جهة واحدة وطرف واحد ولا نقبل أن يسلم البلد لأيد قتلت وظلمت وشردت الناس وساهمت في خراب البلد الذي يجب أن يظل في أيد أمينة وطنية عاقلة مخلصة للوطن وللمواطنين. فلبنان أمانة في أعناق أبنائه وعليهم حفظ هذه الأمانة بوحدتهم وتعاونهم والتفافهم على خياراتهم الوطنية التي حفظت لبنان من شر إسرائيل وعدوانها، فهذه الثوابت الوطنية تبقي لبنان قوياً متماسكاً أمام مؤامرات الأعداء الذين يتهددون قيم لبنان وثوابته". من جهة ثانية يستقبل الإمام قبلان سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى لبنان مسعود الإدريسي في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر يوم غد في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.