ارشيف من : 2005-2008
النائب الحريري : لست مع فرض عقوبات على سوريا والمجتمع الدولي يريد التعاون

زار رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري بعد ظهر اليوم، في إطار التحرك الذي يقوم به لضمان تحقيق العدالة في الجريمة الإرهابية التي أودت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه،الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر "الإيليزيه" يرافقه مستشاره للشؤون الأوروبية بازيل يارد. وبعد الإجتماع الذي دام ساعة وربع الساعة، خص الرئيس شيراك النائب الحريري بلفتة وداعية، مرافقا إياه إلى المدخل الرئيسي لقصر الرئاسة الفرنسية، أجاب بعدها الحريري على أسئلة الصحافيين.
سئل: ما الذي تم الاتفاق عليه مع الرئيس شيراك خصوصا في ما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية؟ أجاب: "موقفنا، وكما سبق أن قلت منذ البداية، هو المطالبة بمحكمة دولية لأننا نريد العدالة في نهاية الطريق. نريد معرفة من قتل رفيق الحريري والآن بعد أن بدأت الحقيقة بالظهور، فالمحكمة الدولية هي الوسيلة الوحيدة لمحاكمة الأشخاص الذين قتلوا رفيق الحريري.
سئل: وماذا عن موقف فرنسا؟
أجاب: إن موقف فرنسا كان دائما موقفا داعما للبنان وداعما للدول العربية. ومن المؤكد أنه سيكون داعما للبنان في كل قضاياه إن شاء الله.
سئل: هل ترون إمكان قيام محكمة دولية في ظل المناخ الدولي الحالي وبعد اتصالاتكم بالرئيس شيراك وبالرئيس بلير؟
أجاب: أعتقد أن قيام المحكمة الدولية أمر مهم ونحن نعمل لأجل قيام محكمة دولية. والحكومة اللبنانية تفاوض من أجل الوصول إلى محكمة دولية، وسوف نرى ماذا تقرر الأمم المتحدة في شأن هذا المطلب اللبناني الذي سيصلها في المستقبل.
سئل: ما هي المواضيع الأخرى التي بحثتها مع الرئيس شيراك؟
أجاب: تحدثنا عن لبنان وفرصته المستقبلية. وأمام لبنان فرصة كبيرة لأن كل دول العالم مستعدة لمساعدته. المجتمع الدولي والمجتمع العربي وكل الأنظار مسلطة على لبنان. لذلك أمام لبنان أيضا فرصة ذهبية لمواصلة طريقه ومسيرته، التي قد تكون صعبة في البداية، ولكن لديه الكثير من الأصدقاء المستعدين لمساعدته.
سئل: هل ترغبون في فرض عقوبات على سوريا، وهل تعتقد أن سوريا تقوم بما فيه الكفاية من أجل التعاون مع تحقيق الأمم المتحدة؟
أجاب: لا، أنا لست مع فرض عقوبات على سوريا. أعتقد أن المجتمع الدولي يريد المزيد من التعاون من قبل سوريا مع التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري. ونحن أصدقاء لسوريا، وأصدقاء للشعب السوري. وبين لبنان وسوريا صداقة تاريخية طويلة جدا، ونود أن نحافظ عليها.
سئل: ما هو موقف الرئيس الفرنسي من المحكمة الدولية؟
أجاب: لقد بحثنا موضوع المحكمة الدولية، وكيفية طرح الأمر في المستقبل، ونرى كيف يمكن طرح موضوع المحكمة الدولية على المجتمع الدولي.
سئل: هل ترون مشروع القرار الفرنسي الأميركي المقدم إلى مجلس الأمن كافيا؟
أجاب: أعتقد أن علينا درسه أكثر. تعلمون أن رفيق الحريري ليس والدي فحسب، بل هو رجل لبنان، وكان رئيس وزراء لبنان، وقتل في لبنان، ما أحدث رد فعل دوليا. رد الفعل هذا دفع إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية في الجريمة. والآن المشكلة التي يواجهها المجرمون الذين اقترفوا هذه الجريمة هي مع المجتمع الدولي، وليست مع سعد الحريري. إنها مشكلتهم مع المجتمع الدولي، وعليهم التعاون مع المجتمع الدولي.
سئل: هل يؤيد الرئيس شيراك الإجراءات القضائية الواردة ضمن نص القرار المتوقع صدوره عن مجلس الأمن، وهل فرنسا مع إتخاذ إجراءات ضد المشتبه بهم أو المتهمين في تقرير ميليس؟
أجاب: هناك مشروع قرار تقدم به الأميركيون والفرنسيون. وأنا متأكد أنهم موافقون على محتواه.
سئل: هل تعتقدون أن الإجراءات الجارية كافية لجلب المتهمين أمام العدالة؟
أجاب: أعتقد أننا نسير في الإتجاه الصحيح. إذا قارنت بين ما كنا عليه في الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر من شباط، حيث كان هناك نصف تحقيق يقوم به بعض المجرمين الذين باتوا في السجن في لبنان اليوم، أعتقد أننا قطعنا شوطا طويلا وأعتقد أن المجتمع الدولي والشعب اللبناني يأخذان الأمر بجدية كبرى وحققنا الكثير من الأمور الإيجابية. وقد أنجزنا مسائل عديدة، ولا أحد في لبنان لم يكن يعتقد أنه يمكن سوق الجنرالات الأربعة هؤلاء إلى السجن، وقد نجحنا في ذلك. وبالتالي، نحن نسير في الاتجاه الصحيح وعلينا مواصلة تعقب الأشخاص الذين قرروا ونفذوا ومولوا هذه الجريمة النكراء. سئل: هل اثرتم مع الرئيس شيراك الوضع الأمني في لبنان، وهل عبرتم عن قلقكم خصوصا في ضوء حوادث إطلاق النار والتفجيرات التي وقعت؟
أجاب: بالطبع، وأعتقد أن الطريقة الوحيدة التي تمكن لبنان من مواجهة التدخل في أمنه، هي في الوحدة الوطنية. وفي أن نواجه كلبنانيين وكتيارات سياسية هذا الموضوع بوحدتنا ورصانتنا والوقوف بعضنا مع بعض لمواجهة الأيادي التي قد تحاول، أو تحاول فعلا جر لبنان إلى خلاف داخلي. لذلك علينا أن نقف كشعب واحد ضد كل هذه التحركات التي يقومون بها في لبنان.