ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الخميس 20"10"2005

صحيفة البيرق:
كتبت "البيرق" تقول ان حال الاستنفار والانتشار للقوى الامنية توسعت دائرتها امس ، بعدما صرنا على ساعات من موعد صدور تقرير ميليس ، وذلك من باب تبديد القلق والهواجس من تداعيات التقرير المنتظر ، وهو لا يتحقق الا بجهود العسكريين الحثيثة وتضحياتهم الكبيرة في سبيل حماية الاستقرار العام وقمع اية محاولة للاخلال بالامن ، على حد ما اعلنه قائد الجيش العماد ميشال سليمان . وقالت مصادر مطلعة لـ "البيرق" ان المتربصين بلبنان واللبنانيين شرا كثر ، وان العمل على خنق كل فتنة يمكن ان يخططوا لها في المهد ، تجعل الجميع بمنأى عن كل المخاطر ، خصوصا ان ليس من شأن صدور التقرير ان يؤدي الى تقسيم اللبنانيين وتأليبهم بعضهم على بعض ليعودوا الى الاقتتال .
واكدت هذه المصادر ان يوم غد سيكون يوما طبيعيا كسائر الايام ، ولن يكون من شأن التطورات التي سيشهدها اثارة اية مشكلات ، لان لا مصلحة لاحد بذلك . والتقرير ما زال في اية حال ، حديث الساعة في لبنان والعالم ، واذا كانت الانظار اللبنانية مشدودة ترقبا لذا التقرير ، فان مجلس الوزراء الذي سينعقد في القصر الجمهوري قبل ظهر اليوم سيدرس التداعيات المرتقبة له وسط اجراءات امنية وسياسة تتابع لحظة بلحظة مستجدات الاوضاع .
كذلك علمت "البيرق" من مرجع مطلع وموثوق به عن معلومات ان موجة توقيفات مرتقبة خلال الساعات المقبلة ستتناول سياسيين وامنيين واعلاميين ، بناء على مذكرات جلب قضائية وبطلب من لجنة التحقيق الدولية ، وسيجري التحقيق معهم على ضوء ملفاتهم التي تكونت لدى النيابة العامة التمييزية استنادا الى تقرير لجنة التحقيق الدولية .
وعشية صدور تقرير ميليس طمأن رئيس الجمهورية اللبنانيين ان لا داعي لحالة القلق والخوف التي يعيشها اللبنانيون ، لان الدولة بمؤسساتها السياسية والامنية والمالية ساهرة على حماية مسيرة السلم الاهلي ومقومات الوفاق الوطني واحباط اية محاولة تهدف الى احداث ارباكات على الساحة الداخلية .
في غضون ذلك ، انتقدت امس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة الموالية لسوريا بشدة موقف الرئيس السنيورة ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من السلاح الفلسطيني خارج مخيمات لبنان رافضة نزعه .
الى ذلك اشارت "البيرق" الى ان الرئيس الأسد اكد مرة جديدة ان بلاده ليست متورطة باي شكل من الاشكال في مقتل الرئيس الحريري قائلا : نحن ابرياء مئة بالمئة .
صحيفة السفير:
قالت "السفير" ان رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس، وصل الى نيويورك امس حيث سلم إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة نسخة عن تقريره الذي أرسلت نسخة أخرى منه إلى الحكومة اللبنانية يفترض أن تكون على مكاتب المعنيين قبل ظهر غد الجمعة. ومن المفترض أن يسلم ميليس التقرير رسميا لكوفي انان في اجتماع يعقد بينهما اليوم الخميس، فيما أعلن رسميا في الأمم المتحدة تأجيل تسليم تيري رود لارسن تقريره حول التقدم في تطبيق القرار 1559 إلى الأسبوع المقبل.
وعلمت "السفير" ، حسب مصادر واسعة الاطلاع في الأمم المتحدة فإن التقرير لا يشير بإصبع الاتهام الى أي مسؤول سوري ولا إلى رئيس الجمهورية إميل لحود، ويبقي على الشبهة قائمة في عدد من الشخصيات والجهات الأمنية اللبنانية والسورية. ويعرض التقرير الذي يقع في عدد كبير من الصفحات (يقارب المئة) بالتفصيل لكل ما قامت به لجنة التحقيق منذ مباشرتها عملها قبل أكثر من أربعة شهور، بما في ذلك الوقائع الكاملة لعملية الاغتيال ورواية اللجنة لكيفية حصولها، ونتائج التحقيقات التي جرت مع عدد كبير من الشهود، ما يجعل اللجنة تعرض للواقع السياسي الذي تم الاغتيال في سياقه ولوقائع تخص تحقيقات تفصيلية جرت في لبنان وسوريا وابراز ما حصل من تعاون مع السلطات اللبنانية القضائية والامنية اللبنانية بما في ذلك توقيف الضباط الاربعة وآخرين وتكرار شبهة اللجنة بهم وتوصيتها بابقائهم قيد التوقيف. وبحسب تقرير مفصل تنشره مجلة "شتيرن" الالمانية اليوم، فإن ميليس يعرض لتجربته في هذه القضية "التي صارت قضية حياتي". وتذكر عمل المفتش الدولي في العراق هانز بليكس وكيف كان يتعرض لحملة ضغوط قائلا "الآن اعرف كيف كان شعوره، برغم ان عملنا هنا مختلف عن عمله ونحن هنا لسنا فريقا عاديا ولسنا مثل جنود حفظ السلام في القوات التابعة للامم المتحدة".
ونقلت المجلة عن مصادر يُفهم انها ترتبط بميليس ان اللجنة تشتبه صراحة في اللواء آصف شوكت والعميد رستم غزالة ومسؤولين سوريين آخرين، وان لدى اللجنة معطيات كبيرة حول ما حصل. ويقول التقرير "ان اللجنة كانت لديها شكوك في تورط المخابرات السورية، ولكن التأكيد حصل من جانب شاهد سوري هو غير محمد الصديق، وهو كان يعمل في المخابرات السورية وقد نقل الى اللجنة معلومات مفصلة عن الذي حصل، وهذا الشاهد كان يحضر الى لبنان ويغادره برفقة محقق خاص من اللجنة الدولية وهو موجود في مكان ما خارج لبنان بقصد حمايته".
وحسب التقرير، فإن هذا الشاهد هو العنصر الابرز لدى لجنة التحقيق. كما يشير التقرير الى ملف الاتصالات في الهاتف الخلوي والدور الذي قدمته في كشف اشياء كثيرة تخص المتورطين في الجريمة. ولكن هناك الكثير من المعطيات الاضافية التي تحتاج الى متابعة. يشار هنا الى ان الشاهد السوري الثاني هو نفسه الشاهد المقنع الذي اظهرته لجنة التحقيق الدولية في احدى جلسات الاستجواب مع المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد، والذي قدم افادة لا تزيد مصداقية عن تلك التي قدمها الشاهد الآخر الصديق.
وقالت مصادر قضائية لبنانية لـ"السفير" ان الصديق ربما قدم معلومات خاطئة او هو عمل على تضليل التحقيق، ولكن هذا الرجل كانت له علاقات فعلية بعدد من الضباط والمسؤولين السوريين وخصوصا من كان يزور منهم لبنان. وتبحث لجنة التحقيق الدولية عن ضابط سوري تقول مصادر لبنانية انه كان مسؤولا في الامن الخارجي وقد اقيل من منصبه قبل نحو شهر ويدعى مروان ندورة وكان يتردد على لبنان بين الوقت والآخر، ويُشتبه في ان له علاقة بالامر. من جهته، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده بريئة من الضربات الإرهابية التي تقع في لبنان.
ونفى في حديث لصحيفة "دي تسايت" الالمانية تنشره اليوم، أي مسؤولية لسوريا عن الأعمال الأخيرة التي وقعت في لبنان. وأكد الأسد أن سوريا قدمت الدعم الكامل إلى لجنة التحقيق لكشف حقيقة ملابسات جريمة اغتيال الحريري.
وأضاف أنه "لا يوجد أي دليل يشير إلى ضلوع سوريا في هذه الجريمة، وأن لجنة التحقيق الدولية لم تقدم أي إدانة ضد سوريا".
الحريري وفي موقف لافت للانتباه من حيث توقيته ومكان اطلاقه ومضمونه، دعا رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الى عدم السماح لأحد بالنيل من سوريا بحجة الجريمة، وقال بعد اجتماعه بالرئيس المصري حسني مبارك والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة، ان كل العرب يريدون معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة، واكد انه "سيطالب بمحكمة دولية تتولى محاكمة المتهمين، لاننا في لبنان لم نستطع اجراء تحقيق لبناني، وطلبنا مساعدة الامم المتحدة بهذا الخصوص".
وقال: "من المؤكد أن هناك دولا ستتخذ من جريمة الاغتيال قميص عثمان لتنال من سوريا، ولكن علينا ان لا نسمح لها بذلك، وان نطالب بالعدالة ومعاقبة المجرمين"، لافتا الى "ضرورة قيام افضل العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا".
وعن موقف "حزب الله" من التقرير قال الحريري: "هناك خوف من تسييس تقرير ميليس، انا آمل ان يكون تقرير ميليس واضحا ونعرف من ارتكب هذه الجريمة، فإذا كان التقرير واضحا، ف"حزب الله" سيتخذ الموقف الواضح كما اعلن عن ذلك السيد حسن نصر الله، وهو ان اي شخص ارتكب هذه الجريمة ومهما علا شانه يجب ان يدفع الثمن.
هذا الكلام قاله السيد نصر الله شخصيا ونحن نعرف ان "حزب الله" يلتزم دائما بكلامه ومواقفه. "حزب الله" حزب لبناني قاوم طوال هذه السنين احتلال العدو الاسرائيلي للاراضي اللبنانية وما يزال هذا العدو يحتل مزارع شبعا حتى اليوم، والحزب ما زال يقاوم والشعب اللبناني يقف معه. ولذلك لدينا ايمان بالموقف الذي سيتخذه "حزب الله" من تقرير ميليس وان يكون واضحا كل الوضوح". من جانبه، تطرق رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى الموضوعات الساخنة محليا في حديث لجريدة "لوموند" الفرنسية. وقال ان على سوريا "ان تدرك ان لبنان مستقلا سيدا حرا ليس عدوا، بل عليه على العكس ان يخدم مصالحه الخاصة ومصالحها بشكل افضل". وعن نزع سلاح "حزب الله" الذي نص عليه قرار مجلس الامن الرقم 1559 قال السنيورة ان "بعض المسائل تتطلب حوارا وطنيا جديا ومنطقيا من اجل التوصل الى قناعات مشتركة.
اننا نود حقا احترام القرارات الدولية لكننا نريد تجنب اي تسرع سيعقّد المشكلات ويثير مشكلات جديدة"، مشيرا الى ان "حزب الله" "ليس مجرد مجموعة مقاتلين" بل "يمثل قسما مهما من اللبنانيين" وله نواب وممثلون في الحكومة. وقال السنيورة "انه قد يكون أفضل ان تختص محكمة دولية بمحاكمة من اغتالوا الرئيس رفيق الحريري بدلا من محكمة وطنية"، مضيفا "انه يثق بقضاة لبنان ولكن النظام القضائي يمر بمرحلة تجديد حاليا والمحكمة الدولية تقدم العديد من الميزات الافضل".
على الصعيد الأمني، وفيما تستمر وحدات الجيش في تنفيذ عمليات انتشار للحواجز والدوريات لتثبيت الاستقرار الأمني، أكد الرئيس إميل لحود أن "لا داعي لحالة القلق والخوف التي يعيشها اللبنانيون عشية صدور تقرير ميليس، لأن الدولة بمؤسساتها السياسية والأمنية والمالية ساهرة على حماية مسيرة السلم الأهلي ومقومات الوفاق الوطني وإحباط أي محاولة تهدف إلى إحداث إرباكات على الساحة الداخلية".
كما اكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان خلال جولة تفقدية له على عدد من الوحدات العسكرية امس، ان "اولوية الجيش هي تبديد هذا الهاجس الامني وازالة القلق لدى المواطنين حول ما يتردد عن تداعيات لن تحصل نتيجة تقرير لجنة التحقيق الدولية، والاطمئنان لمستقبل الوطن وامنه واستقراره".
صحيفة النهار:
رأت "النهار" انه في اللحظة الحاسمة التي يسلم خلالها المحقق الدولي ديتليف ميليس اليوم تقريره في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، يرسم حد فاصل بين مرحلتين: مرحلة التحقيق في الجريمة التي هزت لبنان وشغلت العالم، ومرحلة الاتهام والمحاكمة التي تماثل من حيث تأثيرها المرحلة السابقة وخصوصا في ضوء ما بدأ يتجمع من معطيات حول توجيه اتهامات الى ضالعين في لبنان وسوريا. ونتيجة هذا الترقب الواسع الذي رافقته حركة دولية واقليمية في الساعات الماضية، حسم امر اولوية القرار 1595 الخاص بالتحقيق في اغتيال الحريري على القرار 1559 الخاص بالانسحاب السوري وسحب اسلحة الميليشيات. لذلك قرر تيري رود – لارسن المكلف متابعة تنفيذ القرار الاخير، ارجاء تقديم تقريره الى الاسبوع الاخير من هذا الشهر علما ان رود لارسن – وميليس اصبحا في نيويورك. وقد انصرف الاول الى وضع اللمسات النهائية على تقريره، فيما يستعد الثاني الى تسليم تقريره الى انان اليوم. وقد اوضح الناطق باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك ان تقرير ميليس سيسلم الى اعضاء مجلس الامن الدولي الـ 15 والى الحكومة اللبنانية غدا الجمعة. وقد قرر المجلس اجراء مشاورات وعقد اجتماع عام حول لبنان يوم الثلثاء المقبل. وافادت اوساط حكومية ان تقرير لجنة التحقيق الدولية سيرخي بظلاله اليوم على جلسة مجلس الوزراء العادية في انتظار تسلم الحكومة التقرير. وفي هذا السياق ذكرت مصادر قضائية ان الاتفاق المبرم بين لبنان ولجنة التحقيق الدولية ينص على تسلم التقرير خلال 3 ايام من رفعه الى انان.
وقالت "النهار" انه فيما يتأخر تقرير رود لارسن الخاص بنزع أسلحة الميليشيات الى الاسبوع المقبل، انتقدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" الموالية لسوريا موقف كل من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من السلاح الفلسطيني خارج مخيمات لبنان، رافضة نزعه. وقد امتنع رئيس الحكومة التعليق على هذا الموقف. وفي الوقت الذي كان الاهتمام يتصاعد بما سيتضمنه تقرير ميليس، كان اهتمام مماثل يتركز على موضوع المحاكمة. فبالاضافة الى مطالبة السنيورة بتكليف محكمة دولية مهمة محاكمة قتلة الحريري، كانت لرئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري جولة محادثات في مصر شملت الرئيس حسني مبارك والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أعلن الحريري بعدها "أن كل العرب يريدون معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الشهيد الحريري".
وأكد انه سيطالب بـ"محكمة دولية تتولى محاكمة المتهمين لأننا في لبنان لم نستطع اجراء تحقيق لبناني في الجريمة وطلبنا مساعدة الامم المتحدة في هذا الخصوص". واشارت "النهار" انه على صعيد آخر تنسق مصر مع روسيا في شأن المرحلة الدولية المتصلة بالقرارين 1559 و1595، وقد أجرى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط محادثات في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي أعلن عن ترقب صدور تقريرين حول نتائج التحقيق في اغتيال الحريري و"الكيفية التي ستطبق بها قرارات مجلس الامن والمتعلقة بنزع أسلحة الجماعات غير المشروعة في لبنان". أما أبو الغيط فقال انه "لمس تشابها في وجهات النظر بين مصر وروسيا في شأن القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط".
وعشية صدور تقرير ميليس حول اغتيال الحريري قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة "دي تسايت" الاسبوعية الالمانية نشرت امس: "نحن أبرياء مئة في المئة" مكررا القول ان "ما حدث في لبنان ليس في مصلحة سوريا". في المقابل كان التنسيق الاميركي – الفرنسي يتقدم مصحوبا بكلام عالي النبرة من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ضد سوريا، وأعلنت ان الولايات المتحدة بدأت اتخاذ "خطوات ديبلوماسية جديدة" ضد سوريا بسبب تدخلها في لبنان ودعمها المزعوم للمسلحين في العراق. وتحت ضغط من اعضاء مجلس الشيوخ حيث كانت رايس تدلي بشهادتها في شأن ما اذا كانت الادارة الاميركية تخطط لعمل عسكري ضد سوريا تحديدا، قالت رايس ان الولايات المتحدة لا تزال تنتهج "المسلك الديبلوماسي" مع دمشق لكن الخيار العسكري لا يزال مطروحا".
وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم الكشف عن اسمه، انه "تجري مناقشات حول الالية لمناسبة في اطار الامم المتحدة لمواجهة تصرفات سوريا". وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" ذكرت امس ان الولايات المتحدة وفرنسا تستعدان لطرح مشروعي قرار في مجلس الامن الدولي الاسبوع المقبل لادانة تدخل سوريا في الشؤون اللبنانية.
وفي باريس لم تؤكد وزارة الخارجية الفرنسية هذه المعلومة، وقال عدد من الديبلوماسيين انهم ليسوا على علم بأي مشاريع قرارات محتملة. وصرح مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الامم المتحدة جون بولتون ان واشنطن تتشاور مع الحكومات الاخرى حول الاجراء المحتمل بعد التحقيق في اغتيال الحريري. مضيفا: "ما يمكنني تأكيده هو ان المناقشات حول الاحتمالات والتوقعات تعتمد على ما سيرد في تقريري رود لارسن وميليس".
صحيفة الديار:
كتبت "الديار" تقول : في أخطر اتفاق توصل اليه الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس محمود عباس حيث جرى التوافق على ان تعطي الحكومة اللبنانية أوامر للجيش اللبناني بإزالة ومهاجمة المراكز الفلسطينية خارج المخيمات في حال لم توافق المنظمات الفلسطينية على انكفائها الى داخل المخيمات. وذكرت معلومات دبلوماسية هامة في باريس ان الفلسطينيين في لبنان الذين يقيمون ضمن المخيمات ستبقى لديهم أسلحة فردية، على أن تكون الأسلحة الثقيلة بإشراف لجنة مشتركة من الجيش اللبناني وقيادة المخيمات الفلسطينية، وعلى ان تتم العودة الى تطبيق بعض بنود اتفاق القاهرة الذي وقّعه في السابق العماد إميل البستاني ونظّم التواجد العسكري الفلسطيني، حول المخيمات وداخلها. تضيف المعلومات ان الحكومة اللبنانية ستمنح الفلسطينيين بطاقات اقامة للتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وقد طالب الرئيس محمود عباس بفتح سفارة فلسطينية في لبنان، فأجاب الرئيس السنيورة بأن أطرافاً لبنانية تتحفظ على فتح السفارة لأنه لم يجر بعد إنشاء الدولة الفلسطينية، ونتيجة التشاور تمّ الاتفاق على ان تقيم السلطة الفلسطينية سفارة قبل إعلان الدولة على أن تتابع السفارة الفلسطينية شؤون الفلسطينيين في لبنان. أضافت المعلومات ان الرئيس عباس ابلغ الرئيس السنيورة وقد وافقه الرئيس السنيورة على توسيع المخيمات، وإقامة بنى تحتية لها وخدمات معيشية، لأن مشروع عودة الفلسطينيين إلى الضفة الغربية وغزة غير وارد، وعلى الاقل في الوقت الراهن، وبالتالي فإن الدول الأوروبية ستقوم بتأمين تمويل مشاريع للمخيمات الفلسطينية وإقامة مشاريع لإيجاد فرص عمل، على أن تقدم حكومة السنيورة كل التجهيزات لإقامة هذه المشاريع على أساس التخلي كلياً عن السلاح في السنوات المقبلة والعمل على دمج الفلسطينيين في لبنان دون الإعلان عن توطين أو غيره، لأن كلمة توطين تترك أثراً سلبياً على كل الصعد. وتابعت "الديار" قائلة ان الرئيس السنيورة اجتمع مع المبعوث الدولي تيري رود لارسن برعاية أوروبية ـ فرنسية، وتمّ التوافق على أن يأتي لارسن ويقيم في المونتيفردي، ويتابع الحوار بين الحكومة وحزب الله خاصة متابعة المبعوث الدولي لارسن لقضية ترسيم الحدود مع سوريا التي ستشمل مزارع شبعا، وبعد ترسيم الحدود يعتبر لارسن ان حجة المقاومة بشأن مزارع شبعا ستسقط، مما سيعزز حجة السنيورة بالحوار مع المقاومة وسحب سلاحها. وتمّ الاتفاق على أن تأتي لجنة دولية مجهزة بخبراء طوبوغرافيا ومستعينة بالخرائط الفرنسية في زمن الانتداب الفرنسي، ومجهزة بخرائط بريطانية، حيث شمل الانتداب الفرنسي والبريطاني كل من فلسطين ولبنان وسوريا، وذلك لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا ولبنان و"اسرائيل"، بشكل يتم رفع تقرير لمجلس الامن بعد ترسيم الحدود يؤدي لتحديد وضعية مزارع شبعا، فإذا كانت لبنانية تنسحب منها اسرائيل ويتم ارسال قوات دولية اضافية اليها، اما اذا بقيت في مناطق الاراضي السورية المحتلة فإنها ستبقى خاضعة للقوة الدولية المشرفة على الفصل في الجولان بين القوات الاسرائيلية والقوات السورية. وبعد ترسيم الحدود يصدر مجلس الامن قراراً يطلب فيه من الحكومة اللبنانية ارسال الجيش اللبناني الى الحدود في الجنوب وسحب سلاح المقاومة من اجل تنفيذ القرار 1559. من جهته اكد الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد لصحيفة المانية ان سوريا ليست متورطة بأي شكل من الاشكال في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال الاسد "نحن ابرياء مئة بالمئة ، مضيفا ان سوريا تتعاون كليا مع محققي الامم المتحدة. اما قائد الجيش العماد ميشال سليمان فطمأن امس الى انه لن يكون لتقرير ميليس تداعيات امنية، واشار الى ان البلاد تمر بمرحلة دقيقة، يطغى فيها الهاجس الامني على سواه عند معظم المواطنين، واكد ان اولوية الجيش هي تبديد هذا الهاجس، وازالة القلق لديهم. اما على صعيد التحقيقات القضائية فقد اجتمع مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا مع وفد من لجنة التحقيق الدولية وتسلم وثائق جديدة بخصوص التحقيقات. وعلمت "الديار "ان لجنة التحقيق الدولية طلبت من القضاء اللبناني توقيف عدد من الاشخاص من خلال لائحة اسمية جرى تزويد القضاء بها وتضم ما بين 13 و18 اسما، وطلبت اللجنة ان تحصل هذه التوقيفات خلال الـ 24 ساعة المقبلة بحيث تتزامن مع صدور التقرير. الى ذلك علم ايضاً ان القضاء اللبناني أصدر ليل اول من امس مذكرة توقيف بحق امرأة جرى التحقيق معها في ملف مالي له علاقة بجريمة اغتيال الحريري. كذلك علم بأن لجنة التحقيق الدولية استمرت في سماع افادات بعض الشهود، وقد اجرت مواجهة مع احد المسؤولين الحزبيين منذ ايام في ثكنة الحلو في بيروت نظراً لعلاقته بأحد ضباط المخابرات السورية. وعلمت "الديار "ايضاً ان المحققين الدوليين الذين انخفض عددهم الى 15 محققاً جهزوا جناحاً في فندق المونتيفردي سيقيم فيه ممثل الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن خلال اقامته في بي
روت الذي سيصل الى لبنان في 26 الجاري اي بعد صدور تقرير ميليس وذلك لبحث الخطوات التالية لاستكمال تطبيق القرار 1559، لا سيما البنود المتعلقة بترسيم الحدود والملف اللبناني ـ السوري وموضوع سلاح المقاومة والمخيمات الفلسطينية. وقالت "الديار" ان عشية صدور تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس بدت البلاد في حال من الاستنفار السياسي والامني لمواجهة تداعيات التقرير في وقت استمرت الحركة الدولية لتحديد الخطوات التي ستلي التقرير خاصة على مستوى مجلس الامن الدولي الذي سيجتمع يوم الثلثاء المقبل للنظر في مضمون التقرير والخطوات المقبلة. واذا كانت الانظار تتجه نحو مقر الامم المتحدة في نيويورك حيث سيسلم ميليس تقريره الى الامين العام للامم المتحدة يوم غد الجمعة، فان مقر الامم المتحدة سيشهد اليوم محطة مهمة ايضا حيث من المفترض ان يقدم الموفد الدولي تيري رود لارسن تقريره الى انان حول متابعة تنفيذ القرار 1559 الذي سيزور لبنان في 21 الحالي. وقبل ساعات من صدور تقرير ميليس صدرت مواقف بالغة الاهمية لبنانيا وسورياً من شأنها ان تخفف كثيرا من الهواجس حول تداعيات التقرير وحول آفاق المرحلة المقبلة. ففي دمشق اكد الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد لصحيفة المانية ان سوريا ليست متورطة بأي شكل من الاشكال في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال الاسد في مقابلة مع صحيفة "وي تسايت" نشرت امس "نحن ابرياء مئة بالمئة . وقال الاسد للصحيفة ان اغتيال الحريري جريمة لا تفهمها سوريا.
واضاف "ما حدث ايضا في لبنان ليس في مصلحة سوريا. بل العكس. انه يضرنا. اذا فلماذا نؤيد مثل هذه الاعمال؟ . مضيفا ان سوريا تتعاون كليا مع محققي الامم المتحدة. وامس دعا رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لعدم الخوف من تداعيات تقرير ميليس وقال لحود امام زواره امس انه لا داعي لحالة القلق والخوف التي يعيشها اللبنانيون عشية صدور تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية، لان الدولة بمؤسساتها السياسية والامنية والمالية ساهرة على حماية السلم الاهلي ومقومات الوفاق الوطني واحباط اي محاولة تهدف الى احداث ارباكات على الساحة الداخلية. اما قائد الجيش العماد ميشال سليمان فطمأن امس الى انه لن يكون لتقرير ميليس تداعيات امنية. فقد تفقد العماد ميشال سليمان امس الوحدات العسكرية المنتشرة في مناطق بيروت والدامور والسعديات، وجال على اللواءين السادس والتاسع وفوجي التدخل الثاني والمدفعية الاول، واجتمع الى الضباط والعسكريين واطلع ميدانيا على التدابير المتخذة وزودهم بالتوجيهات العملانية اللازمة. العماد سليمان اشار الى ان البلاد تمر بمرحلة دقيقة، يطغى فيها الهاجس الامني على سواه عند معظم المواطنين، مترافقا مع قلق ظاهر لدى البعض منهم، واكد ان اولوية الجيش هي تبديد هذا الهاجس، وازالة القلق لديهم حول ما يتردد عن تداعيات لن تحصل نتيجة تقرير لجنة التحقيق الدولية، والاطمئنان لمستقبل الوطن وامنه واستقراره. واضاف ان ذلك لا يتحقق الا بجهود العسكريين الحثيثة وتضحياتهم الكبيرة في سبيل حماية الاستقرار العام وقمع اية محاولة للاخلال بالامن، موضحا ان كثافة انتشار قوى الجيش وباقي القوى الامنية وتشديد التدابير هما اولا واخيرا لمصلحة المواطنين. واكد قائد الجيش على تماسك المؤسسة العسكرية ووحدتها ومنعتها تجاه ما يعصف من احداث، مستندة الى عقيدة وطنية ثابتة والتفاف وطني عارم حول دورها، وان اجواء الوحدة الوطنية سوف تظل الغالبة والسائدة مهما اختلفت الظروف. وختم قائد الجيش كلامه منوها بجهود العسكريين وادائهم المشرف في هذه الايام العصيبة التي سوف نتجاوزها بامان ونجاح بفضل الارادة الوطنية الجامعة.
وبدوره أكد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ان لبنان "سيدا مستقلا حرا لن يكون عدوا لسوريا وان مسألة سلاح حزب الله مرتبطة بـ"الحوار اللبناني. وقال السنيورة في مقابلة مع صحيفة "لو موند "الفرنسية ان العلاقات بين سوريا ولبنان "ممتازة لان هذا من مصلحتنا ولأن تاريخا طويلا يربط بين بلدينا . وأضاف ان "على سوريا ان تدرك ان لبنان مستقلا سيدا حرا ليس عدوا بل عليه على العكس ان يخدم مصالحه الخاصة ومصالحها بشكل افضل . وسئل عن نزع سلاح حزب الله الذي نص عليه قرار مجلس الامن رقم 1559 فقال السنيورة ان "بعض المسائل تتطلب حوارا وطنيا جديا ومنطقيا من اجل التوصل الى قناعات مشتركة . وقال: "اننا نود حقا احترام القرارات الدولية لكننا نريد تجنب اي تسرع سيعقد المشكلات ويثير مشكلات جديدة "مشيراً الى أن حزب الله "ليس مجرد مجموعة مقاتلين بل "يمثل قسما مهما من اللبنانيين "وله نواب وممثلون في الحكومة. وافادت معلومات مستقاة من مراجع مطلعة، ان توافقا حصل بين مصر وبين بعض الجهات النافذة في فرنسا من خارج دائرة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لاستدراك اية تداعيات قد يتركها تقرير ميليس اذا ما جاء على خلفية سياسية وخاليا من الوقائع على ضوء ما تبين من خلال مسار التحقيقات، وبذلك فان نسبة القلق الدولي ترتفع حول امكانية حصول توترات قد تشهدها الساحة الداخلية على اكثر من صعيد على وقع اعلان التقرير. على صعيد آخر، اجتمع رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري في القاهرة امس مع الرئيس المصري حسني مبارك وبحث معه تطورات الوضع في لبنان. كما اجتمع الحريري مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقال الحريري في مؤتمر صحافي مشترك مع عمرو موسى "ان العرب ينتظرون نتيجة التحقيق الذي يجريه ديتليف ميليس، اضاف "نحن ننتظر التقرير . وعن الاتهامات الموجهة الى سوريا قال "لماذا انت اتهمت النظام السوري علينا ان ننتظر صدور التقرير. ورداً على سؤال قال: "نحن نقول ان الرئيس السنيورة يقول انه يجب على لبنان وسوريا ان يكون لديهما افضل العلاقات ان تكون علاقتهما ممتازة هذا ايمان لبناني بعلاقاتنا مع سوريا. اضاف "علينا ان نطالب بالعدالة ومعاقبة المجرمين الذين اغتالوا الرئيس الحريري . ورداً على سؤال قال: في رأيي حزب الله هو حزب لبناني، ومن المؤكد ان هناك خوف من تسييس تقرير ميليس، انا آمل ان يكون تقرير ميليس واضحا باذن الله ونعرف من ارتكب هذه الجريمة، فاذا كان التقرير واضحا، فحزب الله سيتخذ الموقف الواضح كما اعلن عن ذلك السيد حسن نصر الله وهو ان اي شخص ارتكب هذه الجريمة ومهما علا شأنه يجب ان يدفع الثمن. هذا الكلام قاله السيد نصر الله شخصيا ونحن نعرف ان حزب الله يلتزم دائما بكلامه ومواقفه .
اما الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فقال رداً على سؤال: "نخشى على استقرار لبنان، كما نخشى على استقرار كل دولة عربية ولبنان دولة عزيزة والاستقرار في لبنان مهم لنا جميعا . في مجال آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية اليوم في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ويبحث في جدول الاعمال الذي يتضمن بنوداً عادية. وتوقعت مصادر وزارية ان يبحث المجلس من خارج جدول الاعمال في الاوضاع الداخلية عشية صدور تقرير ميليس والاجراءات المطلوبة لمواجهة تداعيات التقرير. وعلم ايضاً ان الرئيس السنيورة سيضع المجلس في اجواء لقاءاته في كل من قطر والعاصمة الفرنسية، وبشكل خاص ما يتعلق بموضوع ترسيم الحدود. وأشارت مصادر مطلعة الى ان السنيورة كان اجرى بعد عودته من باريس اتصالات مع بعض المعنيين في كل من حركة "امل وحزب الله وأطلعهم على ما يتصل بموضوع ترسيم الحدود وبالتحديد موضوع مزارع شبعا.
وقال مصدر وزاري في هذا الاطار ان الرئيس السنيورة كان بعث برسالة الى رئيس الوزراء السوري طالباً منه تشكيل لجنة مشتركة للبحث في موضوع ترسيم الحدود وأشار المصدر الى انه جرى في الساعات الماضية مراجعة السنيورة حول المواقف التي ادلى بها حول ترسيم الحدود وبخاصة في مزارع شبعا حيث ابلغ رئيس الحكومة زواره ان ليس هناك مواقف مسبقة من هذا الموضوع.
صحيفة المستقبل:
قالت "المستقبل" انه مع انتقال "استحقاق الحقيقة" إلى الأمم المتحدة حيث يقدم رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس تقريره غداً، مسبوقاً بحركة اتصالات ومشاورات دولية مكثفة استعدادا ل "استقبال" هذا التقرير، كان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة يجدّد في حديث له إلى صحيفة "الموند" الفرنسية نشرته أمس تفضيله محكمة دولية لمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. تزامن موقف الرئيس السنيورة مع إعلان الرئيس السوري بشار الأسد في حديث إلى صحيفة "دي تسايت" الالمانية الاسبوعية ان "سوريا بريئة مئة في المئة"، ومع دعوة دمشق ميليس إلى "الموضوعية وعدم التسييس". كما تزامن في لبنان مع جولة تفقدية قام بها قائد الجيش العماد ميشال سليمان على الوحدات العسكرية أكد خلالها ان "أولوية الجيش تبديد الهاجس الأمني وإزالة القلق حول ما يتردّد عن تداعيات لن تحصل نتيجة تقرير لجنة التحقيق الدولية". الرئيس السنيورة قال "أثق بقضاة لبنان لكن النظام القضائي يمرّ بمرحلة تجديد حالياً نحاول أن تكون قصيرة قدر المستطاع". وإذ شدد على ان الموقف من المحاكمة سيحدّد "بعد ان تطلع الحكومة على تقرير ميليس"، لاحظ ان "وجود محكمة دولية يقدم مميزات معينة من حيث المبدأ". وأكد في مجال آخر ان "لبنان السيد المستقل الحر لن يكون عدوّاً لسوريا بل على العكس يخدم مصالحه ومصالحها بشكل أفضل (..)". من ناحيته قال الرئيس السوري "نحن أبرياء مئة في المئة". وأضاف ان "اغتيال الحريري جريمة لا تفهمها سوريا"، واعتبر ان "ما حدث في لبنان ليس في مصلحة سوريا بل العكس يضرّنا فلماذا نؤيّد مثل هذه الأعمال؟". وأكد الأسد ان "سوريا تتعاون كلياً مع محققي الأمم المتحدة (..)". أما صحيفة "الثورة" السورية الرسمية فكتبت في افتتاحيتها ان "سوريا تأمل أن يتسم تقرير ميليس بالموضوعية وألا يكون سياسياً يضع المنطقة على كفّ عِفريت". وأملت "أن يدخل ميليس في تاريخ قضاء الأمم ودور الشرعية الدولية من بابها الواسع، باب الموضوعية الجنائية". ورأت انه "بالموضوعية تستقر المنطقة وبالسياسة تنقلب معادلات وتهوي معادلات (..)". وتابعت "المستقبل" تقول انه في غضون ذلك، وفيما اتخذت الحكومة مع المؤسسات الأمنية التدابير اللازمة لتأمين وضع طبيعي، رأى العماد سليمان ان "البلاد تمرّ بمرحلة دقيقة يطغى فيها الهاجس الأمني على سواه عند معظم المواطنين مترافقاً مع قلق ظاهر لدى البعض منهم". وأكد ان "أولوية الجيش هي تبديد هذا الهاجس، وإزالة القلق"، وشدد على ان "أي تداعيات لن تحصل نتيجة تقرير لجنة التحقيق الدولية، وشدّد على "الاطمئنان الى مستقبل الوطن وأمنه واستقراره"، وعلى "قمع أيّ محاولة للاخلال بالأمن"، مؤكداً تماسك المؤسسة العسكرية ووحدتها ومنعتها (..)". من جهة أخرى، التقى المدّعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا وفداً من لجنة التحقيق الدوليّة أمس في حضور المحامية العامّة التمييزيّة جوسلين تابت، وجرى خلال هذا اللقاء استكمال تبادل الوثائق والمعلومات حول التحقيقات. دولياً، وفيما أكد الناطق باسم الخارجية الفرنسيّة جان باتيست ماتيي انّ "من الطبيعي أن تُجري بعثتنا في الأمم المتحدة كلّ الاتصالات الضرورية مع مختلف شركائنا لإعداد المراحل اللاحقة" لتقرير ميليس، رداً على سؤال بشأن مشروعي قرارين ذكر انّ فرنسا والولايات المتحدة تقومان بإعدادهما، اعلن الناطق باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك ان المحقق الدولي ديتليف ميليس، هو في نيويورك الآن (أمس)، حيث يواصل وضع اللمسات الاخيرة على التقرير. وقال انه من المتوقع ان يلتقي ميليس بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اليوم، وقد يذهب تقريره الى مجلس الامن غدا الجمعة على ابعد تقدير. وسيقدم ميليس خلاصة التقرير للمجلس الثلاثاء المقبل، 25 تشرين الاول (اكتوبر). وعن نشر التقرير، اكد الناطق انه من المتوقع ان ينشر بلغات الامم المتحدة كلها الثلاثاء المقبل، ولكن اعضاء المجلس سيتلقّون نسخة مسبقة غدا. اضاف ان الحكومة اللبنانية، كمعنية بالامر، يتوقع ان تحصل على نسخة في هذا الوقت (الجمعة)، مشيرا الى ان سوريا لن تتلقى نسخة عن التقرير. واوضح دوجاريك ان ميليس لن يتحدث الى الصحافة حتى يقدم خلاصة تقريره الى مجلس الامن. وبشأن تمديد مهمة ميليس، لفت الناطق الى ان الخطوة الاولى كانت الحصول على تقرير المحقق، من ثم يملك الأمين العام للأمم المتحدة الصلاحية لتمديد مهمة لجنة التحقيق التي يقودها ميليس، بموجب قرار مجلس الامن الحالي، حتى 15 كانون الاول (المقبل). من جهته، قال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون ان بلاده تجري "مشاورات مع حكومات أخرى حول ما يمكن القيام به بعد صدور تقرير ميليس". وأضاف ان "ما أستطيع تأكيده ان نقاشات تدور حول الاحتمالات التي قد تطرأ اعتماداً على تقريري ميليس و(تيري رود) لارسن"، لافتاً إلى انه "حتى نتسلم التقارير لن نأخذ أي قرارات حول أي شيء". في هذه الأثناء، علمت "المستقبل" من مصادر ديبلو
ماسية لبنانية رفيعة ان مشاورات واشنطن وباريس في مجلس الأمن شملت روسيا والصين لتأمين تنسيق مع البلدين حول تقرير ميليس. وتبلّغ لبنان أمس أن تقرير المبعوث الدولي لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن الذي كان متوقعاً تقديمه أمس أرجئ إلى موعد آخر بعد تقرير ميليس. وذكرت مصادر مطلعة لـ"المستقبل" ان التأجيل كان بتنسيق بين واشنطن والأمم المتحدة خلال اللقاء بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وأنان، بحيث يتم تقديم تقرير لارسن بعد تبلور الاتصالات حول ما بعد تقرير ميليس. وفي المجال الاقليمي والدولي أيضاً، لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في موسكو. لافروف أكد بعد اللقاء ان "روسيا ستنطلق مما يكشف عنه تقرير الأمم المتحدة"، مضيفاً ان "روسيا معنية بالاستقرار السريع للوضع في لبنان وسوريا". أما أبو الغيط الذي نفى أن تكون مصر تقوم بوساطة بين دمشق وواشنطن، مؤكداً ان "مصر كانت تقدم تحليلات ونصائح بهدف الحيلولة دون توتر جديد في الشرق الأوسط"، فلفت إلى انه "من غير المسموح أن يصبح لبنان وسوريا نقطة توتر جديدة". وقال "علينا تهدئة التوتر لأن الشرق الأوسط يحتاج إلى استقرار وتنمية وسلام (..)".
صحيفة الانوار:
قالت "الأنوار" ان المحقق الدولي ميليس يسلم تقريره حول اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان اليوم، في وقت يعيش اللبنانيون ساعات ترقب وحذر بانتظار معرفة مضمون التقرير الذي يتوقع ان ينشر غداً، وفيما تفقد قائد الجيش الوحدات المنتشرة في العاصمة ومنطقتي الدامور والسعديات واكد ان اولوية الجيش في تبديد الهواجس وازالة الخوف، اعلن الرئيس فؤاد السنيورة ان من الافضل تشكيل محكمة دولية في الجريمة، وهذا ما اكد عليه النائب سعد الحريري في القاهرة امس. فقد وصل ميليس الى نيويورك امس من فيينا، وينتظر ان يسلم تقريره الى عنان اليوم وفق ما صرح الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة ستيفان دوياريتش الذي اضاف ان التقرير سيرفع الى مجلس الامن غداً الجمعة وقد ينشر في الوقت ذاته. وقد قرر مجلس الامن الدولي اجراء مشاورات وعقد اجتماع عام حول لبنان يوم الثلاثاء المقبل. وعشية تقديم التقرير، ظل الوضع الداخلي في حالة ترقب مع استمرار الاجراءات الامنية المشددة التي يتخذها الجيش وقوى الامن الداخلي وقد تفقد قائد الجيش العماد سليمان امس الوحدات المنتشرة في مناطق بيروت والدامور والسعديات. وقال قائد الجيش خلال جولته واجتماعه بالضباط ان البلاد تمر بمرحلة دقيقة، يطغى فيها الهاجس الامني على سواه عند معظم المواطنين، مترافقاً مع قلق ظاهر لدى البعض منهم، واكد ان اولوية الجيش هي تبديد هذا الهاجس، وازالة القلق لديهم حول ما يتردد عن تداعيات لن تحصل نتيجة تقرير لجنة التحقيق الدولية، والاطمئنان لمستقبل الوطن وامنه واستقراره. وتابعت "الأنوار" قائلة انه بانتظار التقرير قال الرئيس فؤاد السنيورة في مقابلة نشرتها صحيفة (لوموند) الفرنسية امس (قد يكون من الافضل ان تتولى محكمة دولية محاكمة من اغتالوا رفيق الحريري بدلا من محكمة وطنية). واضاف ان القرار النهائي سيصدر بعد ان تطلع الحكومة على التقرير وعندما سئل عما يفضله قال: هذا سيتوقف على لهجة تقرير ميليس وقرار الحكومة اللبنانية وان كان وجود محكمة دولية يقدم مميزات معينة من حيث المبدأ في رأيي. وتابع السنيورة اثق في القضاة اللبنانيين ثقة كاملة ولكن من اجل ان يقوموا بعملهم بصورة صحيحة فأن نظام العدل اللبناني يمر بمرحلة تجديد نحاول ان تبقى قصيرة قدر المستطاع. بدوره اعلن النائب سعد الحريري عن مطالبته بمحكمة دولية لمحاكمة قتلة والده، وقال بعد لقاء مع الرئيس حسني مبارك والسيد عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية (طلبنا مساعدة الامم المتحدة في التحقيق، ومن المؤكد ان نطالب بمحاكمة دولية). واضاف (نحن لا نريد توزيع الاتهامات لاي جهة قبل اعلان التقرير ولا بد من معاقبة من ارتكب الجريمة مؤكداً على وجوب المطالبة بـ (العدالة والحقيقة) و (نعاقب الناس الذين قاموا بقتل رفيق الحريري). والمح الى ان هناك دولا تريد ان تأخذ قضية رفيق الحريري كقميص عثمان ويجب ان لا نسمح لها بذلك. وتوقع الرئيس نبيه بري الموجود في جنيف (ان نعرف شيئا من التقرير اليوم) واضاف (ان نتائج تقرير ميليس ستجمع اللبنانيين ولن تفرقهم لان لا مجموعة في لبنان تقبل ان تقف مع مرتكبي جريمة اغتيال الحريري او تدافع عنهم). وذكر ان الرئيس بري لن يعود مع الوفد النيابي الى بيروت اليوم، وانما عودته مرتبطة بنتائج تقرير ميليس. في هذا الوقت اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس ان الولايات المتحدة بدأت باتخاذ (خطوات دبلوماسية جديدة) ضد سوريا بسبب تدخلها في لبنان ودعمها للمسلحين في العراق. وقالت رايس امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان واشنطن اتخذت خطوات عسكرية لاغلاق الحدود بين سوريا والعراق، مضيفة لقد بدأنا باتخاذ خطوات دبلوماسية للاعراب عن جدية مخاوفنا. واضافت سوريا وايران تسمحان بوصول المقاتلين والمساعدات العسكرية للمسلحين في العراق. وتابعت في حالة سوريا، نحن قلقون بشان التسلل عبر الحدود وبشان شبكات السفر غير المقيدة، وبشان الشبان المشبوهين الذين يتم ادخالهم من مطار دمشق الدولي. واضافت يجب على سوريا وايران اتخاذ قرار حول ما اذا كانتا تريدان الوقوف الى جانب قضية الحرب ام قضية السلام. وتحت ضغط من اعضاء مجلس الشيوخ بشأن ما اذا كانت ادارة الرئيس بوش تخطط لعمل عسكري ضد سوريا تحديداً قالت رايس ان الولايات المتحدة ما زالت تنتهج المسلك الدبلوماسي مع دمشق لكن الخيار العسكري ما زال مطروحاً. وعندما سئلت عن الخيار العسكري قالت رايس ان الرئيس بوش لا يستبعد مطلقاً اي خيار ويجب الا يفعل). وامتنعت رايس عن قول ما اذا كان الرئيس الاميركي سيقدم الى الكونغرس اي خطط قبل القيام بعمل عسكري ضد سوريا بقولها انها لا تريد ان تحدد سلطاته. وفي البيت الابيض رفض المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان الاجابة على سؤال حول ما اذا كان بوش قد وقع اية اوامر تسمح للقوات الاميركية بعبور الحدود العراقية مع سوريا للاشتباك مع الاعداء الذين يرغبون في الدخول الى العراق. وقال
سواء قام بذلك ام لا، لا اريد التحدث عن هذه المسألة لانها سرية. وحذر ماكليلان سوريا من السير في اتجاه معاكس لذلك الذي تسير عليه باقي دول الشرق الاوسط، واتهمها بالسماح للمتطرفين بالعبور الى العراق ودعم الجماعات الارهابيةالتي تسعى الى تقويض عملية السلام في الشرق الاوسط. واكد ان واشنطن تنتظر صدور تقريرين الاول حول التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاخر حول التزام سوريا بتطبيق القرار الدولي الذي يطالبها بالانسحاب التام من لبنان. واشارت "الأنوار" ان صحيفة (واشنطن بوست) ذكرت امس ان الولايات المتحدة وفرنسا تستعدان لطرح مشروعي قرار في مجلس الامن الدولي الاسبوع المقبل لادانة تدخل سوريا في الشؤون اللبنانية). واضافت ان الولايات المتحدة تريد ان تستخدم في القرار لغة يمكن استخدامها للضغط على دمشق ضد تقديمها المساعدة للمسلحين في العراق، غير ان فرنسا وغيرها من الدول تريد حصر التركيز على التدخل السوري في لبنان لتجنب اية ردود فعل عربية حسب الصحيفة. وقال دبلوماسيون ان فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا يبحثون مشروعي قرارين محتملين لكن لم يتم وضع اي نص رغم ان كل طرف لديه مسودة برغباته. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الاميركية طلب عدم ذكر اسمه وفقا لقواعد الوزارة هناك مناقشات بشأن الالية المناسبة للتعامل مع سلوك سوريا في اطار الامم المتحدة. وذكر جون بولتون مندوب الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة انه يجري بحث احتمالات كثيرة لكن قرارا لن يتخذ الا بعد دراسة تقرير الامم المتحدة واضاف ما سأوكده هو مناقشة الاحتمالات التي قد تطرح بناء على ما سيرد في تقريري رود لارسن وميليس. وقال دبلوماسيون اوروبيون انه اذا اتضح ان لدمشق يداً في قتل الحريري فقد يبحث قرار للامم المتحدة فرض القيود المالية او قيود سفر على الافراد المتورطين لكن فرض عقوبات اقتصادية صارمة امر غير مرجح. وفي رسالة نشرتها الامم المتحدة امس طلب الرئيس السنيورة مساعدة دولية في تحديد كيفية تقديم مرتكبي جريمة قتل الحريري الى العدالة. ولكن دبلوماسيون قالوا ان عنان لا زال مترددا بشأن اي تمديد لتفويض ميليس ومن بين الامور الاخرى التي تجري دراستها تشكيل محكمة تدعمها الامم المتحدة لمحاكمة اي من مرتكبي جريمة القتل. وفي باريس اكدت فرنسا امس انها تجري اتصالات مفيدة في الامم المتحدة تتناول الملف السوري، وذلك ردا على معلومات صحافية اميركية ان واشنطن وباريس في صدد التقدم بمشروعي قرار يدينان دمشق في مجلس الامن الدولي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان التقريرين الدوليين حول اغتيال الحريري وحول الانسحاب الفعلي لسوريا من لبنان سيرفعان في الايام المقبلة الى الامين العام للامم المتحدة على ان يحالا لاحقا على مجلس الامن ليناقشهما. واوضح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي في هذا السياق، من الطبيعي ان تجري بعثتنا في الامم المتحدة كل الاتصالات الضرورية مع مختلف شركائنا لاعداد المراحل اللاحقة، من دون ان يدلي بمزيد من التوضيحات.
صحيفة اللواء:
قالت "اللواء" ان كل الاستعدادات اكتملت لبنانياً وعربياً ودولياً للتعامل مع تقرير القاضي الالماني ديتليف ميليس، حول نتائج التحقيقات التي أجراها على مدى الشهور الماضية، في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري· وقبل ساعات معدودات لتسليم نسخة من التقرير الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، اليوم الخميس، حيث يفترض ان يكون ميليس قد انتقل الى نيويورك لهذه الغاية، بلغت حركة الاتصالات واللقاءات مراحلها الاخيرة، مع بروز مؤشرات توحي بقدرة لبنان على تجاوز هذا الحدث الكبير، مع نشر التقرير غداً، من زاوية ان جلاء الحقيقة من شأنها ان توحد اللبنانيين حول خيارات المستقبل، بعد أن يكونوا قد اطمأنوا على ان العدالة ستأخذ مجراها عبر محكمة دولية خاصة يناط بها اصدار مذكرات توقيف دولية بحق المخططين والمنفذين لبنانيين وغير لبنانيين· فضلا عن ان ثمة فارقاً بين "اتهام افراد واتهام نظام بكامله"· لبنانياً، أوحت الاجراءات التي اتخذتها السلطات السياسية والامنية بتراجع منسوب القلق والمخاوف، ازاء التداعيات الداخلية المحتملة، من مؤشراتها حركة البورصة التي سجلت نشاطا ادت الى ارتفاع اسهم "سوليدير" وعودة الطلب على الليرة، فيما سجل موقف نوعي لقائد الجيش العماد ميشال سليمان عبر عنه في الكلمة التي توجه بها الى وحدات الجيش المنتشرة في مناطق بيروت والدامور والسعديات، عندما اكد ان "اولوية الجيش هي تبديد الهاجس الامني عند المواطنين، وازالة القلق لديهم حول ما يتردد عن تداعيات لن تحصل نتيجة تقرير لجنة التحقيق الدولية"· وأوضح ان كثافة انتشار قوى الجيش وباقي القوى الامنية، وتشديد التدابير هما اولا وأخيراً لمصلحة المواطنين"· وكشف النقاب في هذا الاطار ان وزير الداخلية حسن السبع باقٍ في بيروت، لمتابعة الاجراءات الامنية خلافا لما تردد سفره الى جدة اليوم· واشارت "اللواء" الى ان عشية جلسة مجلس الوزراء في بعبدا اليوم، ترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة سلسلة اجتماعات لمتابعة تطورات الوضع في لبنان، وأعلن في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية انه يفضل ان تختص محكمة دولية بمحاكمة من اغتالوا الرئيس الحريري، "لأن النظام القضائي اللبناني يمر بمرحلة تجديد حالياً"· وقال إن القرار النهائي سيصدر بعد أن تطلع حكومته على تقرير الامم المتحدة الخاص بمقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق· وقال السنيورة حينما سئل عما يفضله "هذا سيتوقف على لهجة تقرير السيد ميليس وقرار الحكومة اللبنانية، وان كان وجود محكمة دولية يقدم مميزات معينة من حيث المبدأ في رأيي"· وأضاف انه يثق في القضاة اللبنانيين ثقة كاملة ولكن من اجل ان يقوموا بعملهم بصورة صحيحة، فإن نظام العدل اللبناني يمر بمرحلة تجديد، نحاول ان تبقى قصيرة قدر المستطاع"· وقال: إن حكومته طلبت من الامم المتحدة مد فويض فريق التحقيق حتى منتصف شهر كانون الاول، ليكون امامها الوقت لدراسة التقرير والتصرف بناء على نتائجه· وفي المقابلة نفسها التي نشرتها "لو موند" مساء أمس، وصف الرئيس السنيورة العلاقات بين سوريا ولبنان بأنها "ممتازة لأن هذا من مصلحتنا ولأن تاريخاً طويلاً يربط بين بلدينا"· وقال "إن على سوريا أن تدرك أن لبنان مستقلاً سيداً حراً ليس عدواً، بل عليه على العكس أن يخدم مصالحه الخاصة ومصالحها بشكل أفضل"· وسئل عن نزع سلاح "حزب الله" الذي نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1559 فقال السنيورة "إن بعض المسائل تتطلب حواراً وطنياً جدياً ومنطقياً من أجل التوصل الى قناعات مشتركة"· وقال "أننا نود حقاً احترام القرارات الدولية، لكننا نريد تجنّب أي تسرّع سيعقّد المشكلات ويثير مشكلات جديدة"، مشيراً الى أن "حزب الله" "ليس مجرد مجموعة مقاتلين بل يمثل قسماً مهماً من اللبنانيين وله نواب وممثلون في الحكومة"· وعلمت "اللواء" انه من جهة ثانية، لم تستبعد المصادر المطلعة أن تكون المشاورات الجارية في الفاتيكان وباريس والقاهرة قد قاربت ملف الرئاسة الأولى، من زاوية تحصين الوضع الداخلي اللبناني، وإذا كان هذا الأمر حصرياً من مسؤولية الأكثرية النيابية ومجلس النواب، فإن الاتصالات تركز على أن موقع الرئاسة الأولى سيصبح غير مستقر بعد صدور تقرير ميليس، على حد تعبير النائب بطرس حرب· عربياً، كان لافتاً الزيارة التي قام بها رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري الى القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك في دارته في "الاتحادية" لمدة ساعتين، وكذلك اجتمع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وتناول الحديث خلال الاجتماعين المنفردين الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ضوء التداعيات الخطيرة التي تركتها جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقرب صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية في الجريمة· وأكد النائب الحريري "أن كل العرب وخصوصاً مصر يريدون معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتحقيق العدالة في هذه الجريمة النكراء"، وقال "نحن ننتظر التقرير وبعد صدوره الناس ستعل
ن موقفها"·