ارشيف من : 2005-2008
ألرئيس الجميل بعد لقاء جعجع : حزب الله ادى دورا وطنيا كبيرا في تحرير لبنان, ولا يجوز تحت اي طائل حصول خلاف وطني حول هذه القضية او سواها

وصل الرئيس امين الجميل وزوجته السيدة جويس الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الى منزل الدكتور سمير جعجع في الارز. وقد استقبلهما في الباحة الخارجية للمنزل مرحبا بهما.وقد أبدت السيدة الجميل تأثرها للظروف المناخية القاسية التي يقيم فيها الدكتور جعجع ، فرد الرئيس الجميل: طوال حياته عايش مثل هذه الظروف القاسية.
وبعد لقاء تخلله غداء، اعلن الرئيس الجميل والدكتور جعجع انهما اتفقا خلال اجتماعهما على تأسيس لقاء وطني مفتوح على مختلف القوى المسيحية اولا, ومن ثم على سائر الاطراف اللبنانية، وانهما سيباشران كل من جانبه باجراء الاتصالات مع القوى المدعوة الى هذا اللقاء. ووضع الجميل وجعجع عنوانا اساسيا لهذا اللقاء هو بلورة تصور وطني مشترك يكفل الخروج مما وصفاه بالمرحلة الانتقالية الراهنة. واكد الجميل وجعجع "انهما طويا صفحة الماضي بكل خلافاتها واشكالاتها، وان العمل يتركز على رؤية مستقبلية جامعة تقوم على التعاون والتنسيق العميقين بين حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية".
وشددا على "عدم قدرة لبنان الاستمرار في حال المرحلة الانتقالية الحالية".
وتحدث الجميل وجعجع بعد الخلوة، ووصف الجميل اللقاء بانه "حميم وبناء. حميم على الصعيد الشخصي بعد طول انقطاع للظروف المعروفة, وبناء على صعيد الرؤية المشتركة لضرورة اخراج لبنان من المرحلة الانتقالية الراهنة".
وحول بيان مجلس المطارنة الموارنة الاخير, جدد الجميل قراءته له بانه "لا يدعو الرئيس لحود الى البقاء سنتين في سدة الرئاسة", وقال:"اثار هذا البيان بعض الالتباس ونحن نؤكد على امرين:اولا نحن تحت سقف كل كلام يصدر عن البطريرك صفير لانه كلام مقدس, والبطريرك والمطارنة هم من قادوا حركة تحرير لبنان منذ العام 2000، والبيان يشدد على احترام مقام رئاسة الجمهورية ونحن ايضا لنا هاجس هو احترام هذا المقام بعدما تعرض له. اما الامر الثاني فهو الاحتكام الى الدستور ونحن ايضا من هذا الرأي، ولا يجوز تحت اي اعتبار اسقاط رئيس الجمهورية في الشارع، من غير ان يعني هذا اطلاقا دعوة الرئيس لحود الى البقاء سنتين في سدة الرئاسة, واحترام الدستور يعني ان هذا الدستور هو لخدمة الوطن، ولا يجوز تحت عنوان احترام الدستور الاساءة الى مصالح لبنان واللبنانيين غير القادرين على انتظار سنتين مقبلتين".
وحول موضوع سلاح "حزب الله", قال الجميل:"ان هذه القضية لا تحل بكبسة زر، ويلزمها المزيد من الحوار والتشاور، وحزب الله ادى دورا وطنيا كبيرا في تحرير لبنان, ولا يجوز تحت اي طائل حصول خلاف وطني حول هذه القضية او سواها، طالما ان جميع اللبنانيين يؤكدون تمسكهم بالحوار وحرصهم على عدم العودة الى السلاح، او توظيفه في اي خلاف داخلي. ولا بد من الحل على قاعدة عودة الشرعية ، ونحن ندعو الحكومة الى تعزيز الحوار الذي تقوده باتجاه الفصائل الفلسطينية". وجدد الجميل تحديده للمواصفات التي يراها لاي رئيس جمهورية مقبل قائلا:"ان الرئيس يجب ان يمثل بلا شك صفه المسيحي الذي ينتمي اليه، وان يتمتع بالقدرة على احتضان سائر تمايزات المجتمع اللبناني، والانفتاح عليها".
وردا على سؤال, قال الجميل:" هذه المواصفات تنطبق على العماد ميشال عون وعلى سواه من شخصيات عديدة تغنى بها الطائفة المارونية اذ لا يجوز اختزال ابناء الطائفة المتمتعين بهذه المواصفات بشخصين او بشخص او باكثر اي بقلة محدودة". واشار الى "ان انتخاب الرئيس لا يتم من الشارع، بل من المجلس النيابي الذي فيه نواب لديهم الحكمة والمسؤولية لاختيار رئيس للجمهورية". وجدد موقفه بانه غير مرشح للرئاسة . وحول القرار 1636 توقع الجميل "استجلاء الامور داخليا واقليميا في الاشهر القليلة المقبلة. وحول اللقاء السياسي الذي اتفق والدكتور جعجع على اطلاقه قال:" طرحنا المبدأ الاساسي واتفقنا على ضرورة وضع آلية لذلك".
بدوره الدكتور جعجع اكد ما ورد في كلام الرئيس الجميل وشكره "على الجهود التي بذلها طوال السنوات الاحدى عشرة الماضية، ومبادراته تجاهنا, وما يهمني التأكيد عليه هو اننا وضعنا اليوم ما يجوز وصفه بالآلية العملية لتفاهمنا النظري والمبدئي, وسوف نتابع هذه الآلية على قواعد التعاون والتفاهم والتنسيق وطي صفحات الماضي بكل أوجهها والتطلع الى المستقبل، على قاعدة القناعة المشتركة بضرورة اخراج لبنان من المرحلة الانتقالية غير الطبيعية الراهنة ".
وحول فكرة اللقاء المسيحي قال الرئيس الجميل:" طرحت هذه الفكرة من قبل الدكتور جعجع، وانا في حينها وافقت عليها،اما بخصوص ملاحظات العماد عون فنحن نحترمها وهذا حق طبيعي في نظامنا وحياتنا الوطنية، ونعتقد ان اللقاء الموسع يقتضي المزيد من الاعداد لضمان فرص النجاح".