ارشيف من : 2005-2008

تجمع العلماء المسلمين: الدعوات التكفيرية من أخطر ما يواجه امتنا الإسلامية في هذه الأيام، والذين يقومون بذلك إنما يفيدون أعداء الأمة

تجمع العلماء المسلمين: الدعوات التكفيرية من أخطر ما يواجه امتنا الإسلامية في هذه الأيام، والذين يقومون بذلك إنما يفيدون أعداء الأمة

فقد أقام "تجمع العلماء المسلمين"، حفل افطاره الرمضاني السنوي في مطعم الساحة - طريق المطار، في حضور حشد كبير من رجال الدين والعلمائيين، الى فعاليات نقابية وفكرية وثقافية وتربوية واكاديمية وعلمية ووفود شعبية من مختلف المناطق.‏

بداية آيات من القرآن الكريم، تلاها الشيخ منذر خير الدين، ثم تحدث مدير الهيئة الادارية في "التجمع" الشيخ حسان العبد الله عن معاني الصوم وشروطه، سائلا الله "ان يمن علينا بقبول الاعمال والتوفيق للطاعات"، وقال: "علينا نحن معاشر العلماء ان نقف في وجه المنكرات ونعمل على صدها، وخصوصا الدعوات الباطلة الى تفريق الامة وايقاع بأسها بينها. ويهمنا في تجمع العلماء المسلمين ان نؤكد في هذه المناسبة المباركة، ان هناك مشكلات كثيرة في لبنان والعالم الاسلامي لا بد من مواجهتها اهمها مسألة الدعوة التكفيرية التي تعتبر من اخطر ما يواجه امتنا الاسلامية في هذه الايام، ذلك ان الذين يقومون بتفكير غيرهم من المسلمين انما يفيدون بذلك اعداء الامة ولا يساهمون في اعزاز الدين وسؤدده".‏

ودعا "العلماء في العالم الاسلامي وخصوصا علماء السلفية المخلصين، الى اتخاذ موقف من ظاهرة التكفيريين الذين سيشمل تكفيرهم كل من خالفهم في ما ذهبوا اليه من المذاهب الاسلامية كافة". وقال: "ان المشكلة الثانية التي تواجه الامة تكمن في انتشار بؤر الفساد الاخلاقي خلال الأونة الاخيرة وضمن حملة منظمة صهيو-اميركية، في كل مجالات الحياة في المجتمع من خلال شاشات التلفزة والنوادي الليلية وانتشار المخدرات والقمار والزنا. لذلك، علينا ان نخوض حربا منظمة لمواجهة الفساد من خلال التربية ودعم التعليم الديني في المدارس كي يتسلح الطالب بسلاح الفضيلة كما يتسلح بسلاح العلم".‏

وتطرق الى الشأن السياسي، فقال: "لقد كان لتداعيات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري آثار سيئة على تماسك المجتمع اللبناني. ونحن في الوقت الذي نؤكد فيه ضرورة كشف الحقيقة في هذه الجريمة الكبرى كما في غيرها من الجرائم، يهمنا ان نؤكد رفضنا للوصول الى ذلك من خلال تهم سياسية لا ترتكز الى أدلة دامغة. وفي السياق نفسه نرفض ان يكون عملاء ال "أف بي آي" هم من يتولون التحقيق في الجرائم التي حدثت مؤخرا في لبنان، لاننا نعتبر ان الكيان الصهيوني متهم اساسي في هذه الجرائم، وبالتالي فان هؤلاء سيشكلون غطاء يمنع اكتشاف غاية حقيقة يمكن ان تدين اسرائيل".‏

أضاف: "اننا في تجمع العلماء المسلمين، نؤكد رفضنا لكل اشكال التدخل والوصاية التي تمارسها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا على لبنان، ونعتبر ان حل المشكلة اللبنانية لن يكون الا من خلال الحوار اللبناني الداخلي الذي يعمل للمصلحة اللبنانية لا غير، بعيدا من تأثير اية قوة خارجية. كما نؤكد ان سلاح المقاومة هو الوحيد الذي نستطيع من خلاله الحفاظ على أمننا وسيادتنا، وهو الرادع الوحيد لاسرائيل عن التفكير في اختراق السيادة اللبنانية. ولكننا في الوقت نفسه ندعو الا تكون هذه القضية مادة للخلاف بين فئات الشعب اللبناني الذين ندعوهم الى ان يتفقوا من خلال الحوار على كيفية الاستفادة من هذا السلاح، وليس رميه من ايديهم نتيجة للضغوط الصهيو-اميركية، فهذا السلاح هو سلاح كل اللبنانيين، والتنازل عنه ليس في مصلحتهم".‏

وفي موضوع نزع السلاح الفلسطيني من المخيمات، قال الشيخ عبدالله: "ان الولايات المتحدة الاميركية عندما فشلت في فرض نزع سلاح المقاومة تنفيذا للقرار1559 توجهت نحو هذا السلاح، وهي بذلك تستهدف سحب كل الامكانات التي تؤهل هذا الشعب للعودة الى ارضه. لذا، فإننا نعتبر ان فتح موضوع هذا السلاح في هذا الوقت بالذات، لا يخدم سوى العدو الصهيوني وان لا مجال لنزع سلاح الفلسطينيين قبل تأمين حقهم في العودة الى البيوت والاراضي التي هجروا منها كما هو القرار 194. ومن جهة اخرى، فإننا نعتقد جازمين ان اميركا تريد اخذ كل ملف على حدة، وستكون متفرغة في ما لو تمكنت من سحب سلاح الفلسطينيين لسحب سلاح المقاومة. وبهذا الاعتبار، نحن نؤكد ان موضوع رفض سحب سلاح الفلسطيني هو في سياق سحب سلاح المقاومة نفسه".‏

أما في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية، فأكد "ضرورة عدم تعريضها لأية انتكاسة"، داعيا "المسؤولين في لبنان الى اتخاذ الخطوات الضرورية كي لا يتحول لبنان الى اداة لعزل سوريا أو شوكة في خاصرتها"، مشددا على "ضرورة التلاحم المصيري السوري - اللبناني". واستنكر "الدعوات الى الفدرالية ومحاولات التملص بطريقة او بأخرى من اتفاق الطائف، وإعادة الكلام عن هوية لبنان العربية والعودة الى نغمة الخروج من البوتقة العربية"، داعيا "كل المخلصين من ابناء الوطن الى مواجهة هذه الدعوات البغيضة التي تؤسس في ما لو تمادت لا سمح الله، الى ما لا تحمد عقباه".‏

وفي الشأن العراقي، دعا "ابناء الشعب الى الوحدة والابتعاد عن الفتنة المذهبية التي ستطيل أمد الاحتلال ولن تساهم الا في اضعاف بلدهم وعودته معافى، وبالتالي العمل على بناء الدولة الحديثة والعادلة"، مؤكدا "ان العمل على ازالة الاحتلال لا يكون بتوجيه السلاح الى صدور العراقيين بل الى المحتل الغاصب، لان هناك فرقا كبيرا بين مقاومة مشروعة وبين عمل ارهابي يطاول مواطنين أبرياء ومساجد وحسينيات".‏

وعلى الصعيد الفلسطيني، رأى "ان على الحركات الاسلامية والوطنية الاستمرار في المقاومة لانها الطريق الوحيد لتحرير بقية الاراضي المحتلة، فالانتصار الذي تحقق في غزة لا يجب ان يدعونا الى الركون". وحذر من "الفتنة الداخلية"، داعيا الى "العمل على قدر الامكان على تجاوز كل المحاولات التي تسعى اليها اسرائيل من خلال عملائها لايقاع الفتنة بين ابناء الشعب الفلسطيني".‏

وختاما، شكر لايران "تمسكها بدعم قضايا المستضعفين في العالم واهمها القضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان"، وقال: "ان التزامها بهذه القضايا يعرضها لضغوط كبيرة جدا، يشكل ملف التكنولوجيا النووية وجها من وجوهها. ونحن نعلن الوقوف الى جانبها في الازمة التي تمر بها".‏

2006-10-28