ارشيف من : 2005-2008

مجلس الوزراء طمأن المواطنين واطلع من رئيسه على حصيلة زيارتيه ولقاءاته في قطر وباريس

مجلس الوزراء طمأن المواطنين واطلع من رئيسه على حصيلة زيارتيه ولقاءاته في قطر وباريس

اثنى مجلس الوزراء على "عمل المؤسسات الامنية والاجراءات التي اتخذتها وتطمئن اللبنانيين"، مؤكدا ان "البلاد قبل صدور تقرير (ديتليف) ميليس وبعده لن تكون عرضة للتلاعب بأمنها، وبالتالي ليس ثمة ما يدعو الى القلق والخوف وسيكون الوضع طبيعيا".‏

وطمأن رئيس الجمهورية العماد اميل لحود اللبنانين، مجددا التأكيد ان "شيئا لن يحدث بعد صدور تقرير ميليس: لانكم موجودون على الارض خصوصا وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، ولا شيء يدعو الى الخوف".‏

وقال رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة: "من المفترض ان يقدم القاضي ميليس تقريره غدا، واذا تسلمته غدا فسأوزعه على السادة الوزراء وادعو الى جلسة لمجلس الوزراء لدرسه واتخاذ الموقف المناسب بعد ان يكون الوزراء قد اطلعوا عليه". كما طمأن اللبنانيين الى ان "الوضع ليس فالتا".‏

وبعد الجلسة اذاع وزير الاعلام غازي العريضي المعلومات الرسمية الآتية: "عقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية في القصر الجمهوري في تاريخ 20/10/2005 برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وحضور رئيس مجلس الوزراء والوزراء الذين غاب منهم السادة: الياس المر، نايلة معوض وشارل رزق.‏

في بداية الجلسة، قال فخامة الرئيس:"اكرر ما قلته بالامس، نسمع الكثير من التأويلات ان القيامة ستقوم بعد صدور تقرير القاضي ميليس، وثمة رعب بين الناس والكل يسأل ماذا سيحدث؟ اؤكد مجددا انه لن يحدث شيء، لانكم موجودون على الارض خصوصا وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، ولا شيء يدعو الى الخوف. وكل كلام عن ان الامور ستتدهور يضر بلبنان خصوصا في الخارج. وكل الذين يأتون الينا من الخارج يقولون: جئنا والقلق يرافقنا، ولكنهم يرون هنا واقعا آخر، والاعلام العالمي يضع لبنان في وسط الدائرة ويركز على ما يخيف الناس. ولذلك، يجب ان نسبق الجميع ونقول ان الوضع هادىء، لن يحصل شيء، وسنظهر كل الامور والنتائج.‏

وقال" ثمة مؤامرة على لبنان بدأت منذ اغتيال المرحوم الشهيد رفيق الحريري ثم حصلت اشياء اخرى. لكن هذا الانطباع يعطيه المتآمرون على لبنان ولن ينجحوا في ذلك.‏

وانتقل فخامة الرئيس الى الحديث عن القضايا المعيشية، مذكرا بما كان طرحه حيال ضرورة استباق هطول الامطار وتجنب الاضرار، لكن ذلك لم يحصل بالشكل المطلوب ووقعت اضرار. كذلك لفت الى ضرورة حسم ملف الجامعات الخاصة والطلبات المقدمة منها للحصول على تراخيص لفتح معاهد واعتماد اختصاصات اضافية لان التأخير في ذلك يؤدي الى الحاق الاضرار بمستقبل الطلاب الخريجين.‏

كما تناول موضوع مرض انفلونزا الطيور، متوقفا عند الاجراءات التي اتخذتها الوزارات المعنية. واثار موضوعي شركة طيران الشرق الاوسط والسابقة التي حصلت بالحجز على طائرة من طائراتها الاسبوع الماضي، وهي شركة خاصة ولا تعود ملكيتها الى الدولة.‏

كذلك طالب الرئيس بمتابعة موضوع شركة ال"تي.ام.اي" ومعالجته وفق القوانين المرعية.‏

وقال دولة الرئيس: "اننا نشعر بجو القلق الذي يعيشه الناس. من المفترض ان يقدم القاضي ميليس تقريره غدا. اذا تسلمته غدا فسأوزعه على السادة الوزراء وادعو الى جلسة لمجلس الوزراء لدرسه واتخاذ الموقف المناسب بعد ان يكون الوزراء قد اطلعوا عليه. ولا اعتقد ان ثمة امرا مقلقا او ان ثمة تطورات سلبية ستحصل في البلاد ويجب ان نكون نحن فوق التحدي ونعمل معا لايجاد حال ارتياح عند المواطنين. الوضع دقيق لكن البلد ليس فالتا، وموضوع الاستقرار في منتهى الاهمية والجهد الذي تبذله الاجهزة الامنية ممتاز، وبدأ الناس يشعرون ويلمسون نتائج ايجابية، وثمة تقدم دائم في هذا المجال.‏

واكد دولة الرئيس ضرورة الاسراع في بت مواضيع الجامعات والـ"الميدل ايست" وال"تي.ام.أي"، ووضع مجلس الوزراء في اجواء حركة الاتصالات التي قام بها للمعالجة.‏

ثم انتقل الى الحديث عن اتصالاته الخارجية ونتائج الزيارتين لقطر وباريس، فقال: "التقيت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووضعته في جو ما جرى مع الاخوة الفلسطينيين في لبنان والحوار الذي بدأنا به، والذي نعتبره الوسيلة الأساس لمعالجة كل القضايا. وقد اكد السيد عباس دعمه لموقف الحكومة اللبنانية. واضاف دولة الرئيس: ان مواقفنا واضحة وهي تؤكد التزام كل ما نوقش وقرر في مجلس الوزراء، واي كلام غير ذلك لا اساس له من الصحة.‏

اما في اللقاءات مع رئيس الحكومة الفرنسية ووزير الخارجية الفرنسي والموفد الشخصي للامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن، فقد اكدنا التزامنا الثابت مواقفنا المعلنة حيال القرار 1559، متمنين تفهم وجهة نظرنا وطريقة الحل التي نتبعها. ونحن في حاجة الى وقت ومعالجات هادئة. كما تطرقنا الى المساعدات التي نطلبها، خصوصا على المستوى الامني او لجهة التحضيرات لعقد مؤتمر بيروت لدعم لبنان. ولمسنا كل دعم وتأييد من الجاني الفرنسي. وفي قطر، اكد المسؤولون القطريون استعدادهم للمشاركة في المؤتمر وللاستثمار في مشاريع تكرير النفط وبعض المشاريع الاخرى".‏

وتابع الوزير العريضي: "بعد مناقشة كل هذه المسائل، اكد مجلس الوزراء ان انتظار تقرير السيد ميليس وكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه امر ينتظره جميع اللبنانيين، والنتائج يجب ان تكون عنصر تطمين لهم وتأكيد لوحدتهم الوطنية وحماية امن بلادهم واستقرارها ومستقبلها. وفي هذا المجال، اثنى مجلس الوزراء على عمل المؤسسات الامنية والاجراءات التي اتخذتها وتطمئن اللبنانيين، مؤكدا ان البلاد قبل صدور تقرير ميليس وبعده لن تكون عرضة للتلاعب بأمنها، وبالتالي ليس ثمة ما يدعو الى القلق والخوف وسيكون الوضع طبيعيا، ويستمر عمل المؤسسات كلها وفي القطاعات كافة لمتابعة قضايا الناس كلها".‏

وفي مجال متابعة مرض انفلونزا الطيور وتجنب انعكاساته، اكد وزير الصحة ان ليس ثمة اصابات في لبنان، وبالتالي فان الدعوة الى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لا تبغي زرع القلق في نفوس الناس، بل الاستعداد لمواجهة اية احتمالات لان الوقاية هي من العلاجات الاساسية ايضا. واكد وزير الصحة ان لبنان اتخذ كل الاجراءات اللازمة وفقا لما اتخذته الدول الكبرى من اجراءات ايضا. وقد ايدتنا في ذلك منظمة الصحة العالمية، ومرتبة لبنان تقع بين الدولة العاشرة او الحادية عشرة في العالم التي ستتسلم الادوية المحجوزة لها. وتوجه بعرض تفصيلي ان مجلس الوزراء يطمئن الناس، فلا خوف الآن.‏

بعد ذلك، ناقش مجلس الوزراء جدول اعماله واتخذ في شأنها القرارات اللازمة".‏

ثم دار بين الوزير العريضي والصحافيين حوار فسئل عن اعتراض بعض الوزراء على بعض تصريحات السنيورة فأجاب: "لم يكن اعتراض في مجلس الوزراء على اي مسألة من المسائل ابدا لا حول هذا الموضوع ولا حول غيره. ثمة اتفاق في مجلس الوزراء على ضرورة مناقشة كل القضايا في المجلس والاتفاق في شأنها. وهذا يحصن المجلس، من جهة، ويوفر النتائج الايجابية المرجوة، من جهة ثانية. وهذا ما جرى في ما يخص الموضوع الفلسطيني او موضوع السلاح الفلسطيني. الموقف الذي صدر في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء كان موقفا جماعيا من الجميع. وبالتالي هذا يعكس قوة واندفاعا لعمل مجلس الوزراء لتطبيق القرارات التي يتخذها ولا خلاف على ذلك. واذا كان ثمة اي اسئلة او ايضاحات حول اي من الامور فهذه المسائل تناقش مع دولة الرئيس ومع كل المسؤولين بروح من الايجابية. ولذلك، في اختصار، اشرت في متن البيان الوزاري الى ما قاله دولة الرئيس من ان المواقف التي اعلنها واضحة وكل ما سرب من معلومات حيال وعود او التزامات او اتفاقات هنا او هناك ليس صحيحا على الاطلاق. نحن امام قرارات لمجلس الوزراء نلتزمها جميعا".‏

وعن رفض الجبهة الشعبية نزع السلاح خارج المخيمات أجاب:"لم تعلن رفضا لهذا المعني، قالت ان هذا السلاح هو حاجة وانا قرأت البيان. في كل الحالات نحن الآن لسنا في اطار سجال مع اي طرف. كان تأكيد في مجلس الوزراء الاسراع في تشكيل اللجنة التي ستدير الحوار مع الاخوة الفلسطينيين. وقد طلب دولة الرئيس الى الوزارات المعنية، اي الداخلية، الدفاع، الخارجية، الطاقة، والوزارات المعنية كلها ان تسمي مندوبين من قبلها ليكونوا برفقة السفير خليل مكاوي في اول جلسة للحوار مع الاخوة الفلسطينيين، آملين ان يقرر الاخوة الفلسطينيون تشكيل لجنتهم في أسرع وقت وان تكون موحدة، اي ان تضم كل الفصائل المعنية التي اختاروها لبدء الحوار الفعلي. ولاننا اعتبرنا الحوار الوسيلة الوحيدة لمعالجة كل المسائل، نترك كل هذه الشؤون للحوار مع الاخوة الفلسطينيين".‏

سئل: بدأ الحديث عن تشكيل حكومة جديدة بعد تقرير ميليس، هل هذه الحكومة مستمرة برأيك؟‏

أجاب ممازحا: "من يتحدث بذلك، ومن اين سمعت بهذه الخبرية، اعطينا اللائحة التي في حوزتك حتى تطمئينينا وتطمئني غيرنا".‏

سئل: انشاء محكمة دولة هو مطلب "تيار المستقبل" ورئيس الحكومة، كيف ستتعاطى الحكومة مع هذا الخيار، هل ستتبناه؟‏

أجاب: "عندما يصل الينا التقرير ونطلع على مضمونه يبنى على الشيء مقتضاه". قيل للوزير العريضي: "هذا التعبير للوزير السابق عدنان عضوم..‏

أجاب: "انا ابني على المقتضى الصحيح والقرار الصحيح وكل انسان يشتغل شغلته".‏

سئل: بالنسبة الى الحوار معحزب الله حول سلاح المقاومة، حزب الله حتى الآن يقول انه لم يطرح عليه الحوار، بينما هناك افرقاء في الحكومة والرئيس السنيورة يقولون ان الحوار بدأ وراء الكواليس، متى سيبدأ الحوار الحقيقي، وهل ستكون هناك قنبلة في هذا الحوار؟‏

أجاب: "القنابل موجودة لدى حزب الله ضد "اسرائيل" فقط وليس ثمة قنابل بيننا كلبنانيين، وليس ثمة تفجيرات بيننا كلبنانيين. السلاح يرفع في وجه العدو الاسرائيلي، وعندما نؤكد هذه النقطة من قبل المجاهدين في حزب الله فاعتقد ان الحوار يأخذ مجراه الطبيعي ونصل الى النتائج المرجوة جميعا. والحوار مع الحزب، وهذه المسألة يجب ان تكون واضحة، لا يتعلق بالسلاح فقط، هو حزب سياسي لبناني يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين، هو في المجلس النيابي وفي الحكومة اللبنانية وهو شريك في القرار السياسي. الحوار مع حزب الله يدور حول الخيارات الوطنية الكبرى من ضمنها موضوع السلاح. عندما تنهي "اسرائيل" احتلالها وعندما ويطلق الاسرى والمعتقلون. لذلك، يجب الا نصور المسألة بهذا الشكل. نحن شركاء وحزب الله في تقرير المصير الوطني ومناقشة كل القضايا الوطنية. واعتقد حول هذا الموضوع ان الكلام الذي صدر بالامس عن رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري كان كلاما مهما وايجابيا ووقع في موقعه الطبيعي الذي يكرس هذا المناخ الايجابي الذي نشير اليه الآن ونؤكده دائما". سئل:هل ستعقد الجلسة الاستثنائية في قصر بعبدا؟‏

أجاب: "لم يبحث هذا الامر. المهم التقرير ومضمونه والقرار الذي سيصدر". سئل: في ظل الانقسامات السياسية الداخلية كيف ستواجه الحكومة تداعيات تقرير ميليس، خصوصا ان هناك انقسامات كبيرة بين الاطراف؟‏

أجاب: "كان هناك حديث عن انقسامات حيال الموضوع الفلسطيني. لاحظتم ان مجلس الوزراء وضع بقرار جماعي وبالاجماع كان ثمة اتفاق على مضمون النص الذي اذعناه ويتعلق بمسألة معالجة السلاح الفلسطيني. اتوقع ايضا ان يكون الموقف جماعيا وان تكون وحدة وطنية حيال التقرير وما يجب ان نقوم به في لبنان لاننا جميعا، كما ورد هنا، نريد الحقيقة ومهما كانت جارحة، انما نريدها. وهذا ما نسعى اليه جميعا ويجب ان تكون عنصر تطمين لجميع اللبنانيين".‏

وفي دردشة معه، قال الوزير العريضي: "افتتحت الدولة اعتمادا لتسديد الفواتير المستحقة لوزارة الاتصالات بدل الاتصالات الهاتفية للقوات العربية السورية التي كانت عاملة في لبنان طيلة فترة وجودها فيه". دفعوا دما لأجلنا‏

سئل: هل من المعقول ان يدفع لبنان هذه الفواتير؟‏

اجاب: "دفعوا دما في مرحلة لأجلنا ونحن دولة والحكم استمرار".‏

وكالات ـ"الوطنية"‏

2006-10-28