ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية اليوم الاثنين31 تشرين الاول/ أكتوبر 2005

تعليقات الصحف اللبنانية اليوم الاثنين31 تشرين الاول/ أكتوبر 2005

صحيفة الشرق:‏

كتبت "الشرق" تقول ان لبنان يترقب ما سيسفر عن جلسة مجلس الامن الدولي حيال سورية لتداخل وضعي البلدين سياسياً واقتصادياً من جهة، ولعلاقة القرار المتوقع صدوره عن المجلس بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودفعه باتجاه كشف حقيقتها من جهة اخرى. وعشية الجلسة توجه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى المملكة العربية السعودية، حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مكة حيث يقيم في الأيام الاخيرة من شهر رمضان المبارك. وسيؤدي الرئيس السنيورة مناسك العمرة يعود بعدها الى بيروت.‏

من جهة اخرى، تخوفت اوساط سياسية لبنانية من استمرار محاولات تسييس نتائج تقرير لجنة التحقيق الدولية، وجعلها تتناغم مع القرار 1559 من خلال استهداف سورية واضعاف فاعلية المقاومة في لبنان، تمهيداً لتطويقها ونزع سلاحها في نهاية المطاف.‏

الا ان مصادر مطلعة لـ "الشرق" قللت من هذه المخاوف مستبعدة نجاح اي مسعى في هذا الاتجاه، نظراً للالتفاف الوطني حول المقاومة، وللاجماع العام على رفض استخدام القوة في نزع سلاحها، وترك هذا الأمر للحوار الداخلي. وعلى هذا الخط رأى الرئيس عمر كرامي "ان الدول الكبرى تستغل قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري الى اقصى الحدود لتنفيذ القرار 1559 على حساب القرار 1595 للنيل من سورية والضغط عليها من اجل مساعدة تحالف القوى الغربية على سحب وضرب المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان".‏

واكد كرامي خلال افطار في طرابلس غروب اول امس "ان اللبنانيين يريدون معرفة الحقيقة، ولكن بحسب اعتقادي فان لجنة التحقيق الدولية سيستغرق عملها مدة زمنية طويلة، تصل الى سنوات، ليبقى الجميع مهدداً بالضغط والابتزاز لتحقيق غايات سياسية تصب في مصلحة اميركا واسرائيل".‏

ويترافق الانهماك الدولي برسم الخرائط السياسية لسورية ولبنان، مع تحرك سياسي داخلي لمواكبة التطورات التي قد تطرأ على هذا الصعيد، خصوصاً في ما يتعلق برئاسة الجمهورية، وما فرضه هذا الملف من اصطفافات سياسية وطائفية. وفي هذا الاطار، برزت زيارة قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في بكركي، وهي الأولى لجعجع منذ خروجه من السجن، ومنذ عودته من فرنسا. وعقد صفير وجعجع خلوة استغرقت اكثر من ساعة. وكان جرى اتصال بين رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وجعجع تم خلاله التداول في اخر المستجدات على الساحة اللبنانية. على الصعيد الفلسطيني، يتوقع ان يصل الى بيروت بعد عيد الفطر الوزير الفلسطيني المكلف بملف اللاجئين الفلسطينيين عباس زكي لمواكبة ملف الحوار اللبناني ـ الفلسطيني.‏

وفي ما يتعلق بالوفد الفلسطيني الموحد الذي سيتولى المفاوضات مع الجانب اللبناني حول مسألة السلاح الفلسطينية، فقد افادت مصادر مطلعة انه تم الاتفاق بنسبة 90 في المائة على تشكيله بقيادة منظمة التحرير ومشاركة مختلف الفصائل.‏

صحيفة اللواء:‏

قالت "اللواء" انه في غمرة المشاورات الدولية والعربية الدبلوماسية، تحضيراً لجلسة مجلس الأمن الدولي على مستوى وزراء الخارجية الذي لا يشارك فيه وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، أصبح ملف الرئاسة الأولى بنداً على جدول أعمال المتابعة اليومية، وانتقل البحث، عبر اللقاءات والاتصالات الهاتفية، الى بلورة آليات مسيحية ولبنانية لحسم هذا الملف، من دون مضاعفات أو تداعيات لغير مصلحة الاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية التي يلتقي عندها جميع الأطراف، الحكومة وخارجها. وسجل في هذا الإطار، استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في مدينة مكة المكرمة، حيث يقيم في الايام الاخيرة من شهر رمضان، طبقاً لوكالة الانباء السعودية التي لم تكشف عن مزيد من التفاصيل حول ما دار في المحادثات، لكن مصادر لبنانية قالت ان الملك عبد الله جدد للرئيس السنيورة دعم المملكة للبنان، وللجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية لترسيخ الأمن والاستقرار. وجاءت المحادثات بعد يوم من اجتماع بين العاهل السعودي ونائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي تواجه بلاده احتمال فرض عقوبات عليها بعد أن اشار تحقيق القاضي الالماني ديتليف ميليس، بأصابع الاتهام لعدد من المسؤولين السوريين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وذكرت الوكالة ان العاهل السعودي التقى كذلك ملك الاردن عبد الله الثاني امس الاحد. واضافت "اللواء" قائلة انه فيما انشغلت الاوساط السياسية بتسقط الاسباب الحقيقية لإلغاء موعد اللقاء الذي كان من المفترض ان يحصل بين الرئيس اميل لحود والنائب ميشال عون في منزل الاول في البياضة في المتن، قفز الى الواجهة اللقاء بين البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وهو الاول بين الرجلين الذي يعقد في لبنان بعد عودة جعجع الى لبنان، وإطلاق سراحه من السجن قبل ستة أشهر. وقد أحيط اللقاء بتكتّم شديد وغابت عنه الكاميرا، ولم يُعلن عنه إلا بعد انتهائه، وفقاً لمصدر إعلامي في "القوات"، ومن المؤكد أنه تناول الأوضاع العامة والموقف المسيحي من الاستحقاق الرئاسي، في ضوء نقطتين:‏

الأولى: إن المبادرة يجب أن تأتي من المسيحيين لفتح الملف الرئاسي.‏

والثانية: إن بكركي هي سقف هذا الموقف، وهي التي عليها أن ترعى التفاهم المسيحي الممهد لتفاهم وطني. وعلى خلفية ذلك كان الدكتور جعجع الذي استبق انتقاله الى بكركي من الأرز، أجرى اتصالاً هاتفياً بالنائب وليد جنبلاط. والمعروف أن جعجع قد اقترح أن تدعو بكركي الى اجتماع مسيحي للتفاهم على الرئيس، ومن المتوقع أن يكون قد ناقش هذا الاقتراح مع البطريرك الماروني، لكن مصادر "القوات" لم تشأ تأكيد أو نفي ما حصل بالضبط في اللقاء بين الرجلين، مكتفية بالقول إنه كان طبيعياً بعد عودة جعجع لأخذ بركة صفير وقد أدرجته المصادر في إطار سلسلة المشاورات التي بدأت على الساحة المسيحية لمعالجة هذا الموضوع.‏

وعلمت "اللواء" انه بالنسبة للقاء الذي لم يتم بين الرئيس لحود والعماد عون، فالثابت استناداً الى الوقائع أن عون هو الذي طلب إرجاءه، أما السبب فقد اختلفت التفسيرات، فالبعض قال إن عون لم يكن على علم بما جرى، وأنه فوجئ به من وسائل الإعلام، لا سيّما من محطة تلفزيون "ال.بي.سي" التي قطعت برامجها العادية بعد ظهر السبت وقدّمت ملاحق إخبارية، فيما عزت مصادر أخرى السبب الى توعك صحي تعرّض له فجأة العماد عون كما ألمح الى ذلك المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية، فيما قالت مصادر ثالثة إن اتصالات دبلوماسية تمّت مع عون ولم ترحّب باللقاء ونصحت بإرجائه. لكن مصادر موثوق بها عزت إرجاء اللقاء إلى نوبة سكري ألمّت بالعماد عون وأفقدته التوازن مما حمله على إرجاء اللقاء. وعلم أن الرئيس لحود أوفد نجله النائب السابق إميل إميل لحود، مجدداً إلى الرابية للاتفاق على موعد جديد، ولم يرشح ما إذا كان تم التوصل إلى موعد جديد أم لا. لكن اللافت أن عون الذي حضر مساء السبت العشاء السنوي الذي أقامه محامو "التيار الوطني الحر" في فندق "لورويال" ـ ضبيه تجنّب الاشارة الى تأجيل اللقاء مكتفياً بالإشارة الى أن الرئاسة ليست هي المهم بل المهم هو الجمهورية.‏

وقال: "إننا إذا أكملنا الطريق نفسه اليوم، فستكون الطريق وعرة". ودعا الى العودة الى العقلانية في الحكم والتفاهم وليس الى التفرد. أما البطريرك صفير، فقد رأى في عظة الاحد، امس، أن "الوحدة الوطنية تبقى الحصن الحصين الذي يقينا الشرذمة والتفكك والانحلال".‏

وقال "إن البلبلة الفكرية قد بلغت ذروتها ونحن نقف على مفترق طرق، وأي طريق سلكناه قد لا نأمن معه العثار، لذلك يجب الحذر والتردي والحكمة في الحكم على المواقف والاشخاص والاحداث. من جهة ثانية، اعلن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط انه سينشر شهادته امام القاضي ديتليف ميليس كاملة بعد استئذان القانون الدولي، مؤكداً وجود وصاية دولية على لبنان. وقال في حديث له الى "ٍقناة العالم" الايرانية أن الذين قتلوا الرئيس الحريري هم المسؤولون عما آلت اليه الامور ولولا اغتياله لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم، فنحن نريد معرفة من قتل الحريري ثم يتصرف الرفقاء المعنيون بعيداً عن الثأر السياسي، لافتاً الى ان واشنطن استفادت من هذا الجو ودخلت في الجو وكان القرار 1559، واكد ان ما من احد يستطيع ان يطبق هذا القرار الا بالوحدة الوطنية والحوار. وجدد جنبلاط رفضه فرض عقوبات على الشعب السوري وقال: "اذا كان من عقوبات يجب ان تفرض فعلى بعض الافراد في النظام السوري الذين ربما كان مشتبهاً في انهم متورطون في قضية اغتيال الحريري. ولفت جنبلاط الى انه عمل جاهداً في الاشهر مع بعض الدوائر العربية وغير العربية في مبادرة تجاه سوريا لكن لم يكن هناك رد فعل ايجابي، واذ اخذ على ما ظهر من صور في تظاهرات في دمشق قال: "ليس في سوريا تظاهرات من دون قرار رسمي".‏

واكد ان افضل الطرق للحؤول دون العقوبات ان تتعاون سوريا مع التحقيق، متسائلاً عن المشكلة في ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا اذا اتفقنا على ان مزارع شبعا لبنانية، نافياً ان يكون هناك اي اتصال مع سوريا. واعتبر جنبلاط ان تقرير تيري رود لارسن في غير محله، وهو يزرع مشاريع فتنة بين المقاومة والحكومة. ونفى جنبلاط ان يكون هناك اي موقف وراء عدم حضوره احتفال يوم القدس، معرباً عن اعتقاده بأن حماية الشعب الفلسطيني في لبنان ليست بحاجة الى سلاح، حيث يستطيع الجيش اللبناني حمايته. وفضّل جنبلاط محكمة دولية مطعمة بقضاة لبنانيين لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري، رافضاً استخدام التحقيق للإقتصاص في غير ساحات. وحول رئاسة الجمهورية قال: "فلتقرر الجمعيات المسيحية من يقدم لنا لائحة من الذين يمكن انتخابهم لاحقاً وسنرى. وفي حال اتفق المسيحيون على عون قال: "نرى لاحقاً لكن في الوقت نفسه لا استطيع وحدي ان أقرر، هناك "تيار المستقبل" وأيضاً المقاومة". وأكد ان لا اتصال مع "التيار العوني" وان اللقاء مع سمير جعجع متروك للظروف. ورأى ان 14 آذار فرضته الظروف والاحداث والتمديد واغتيال الحريري، اليوم الظروف تبدّلت ودخلنا في معادلة جديدة لبنانية وعربية ودولية. وقال: "احاول من موقعي ان أوفّق في بعض الافكار والطروحات بين تيار المستقبل والمقاومة وننتظر عودة سعد الحريري كي تكون الصلة مباشرة مع السيد نصر الله، نافياً وجود اي خلاف بينهما. وأعلن رضاه على اداء الحكومة معتبراً ان الرئيس السنيورة يخطو خطوات مدروسة". في هذا الوقت علمت "اللواء" ان الرئيس السنيورة يستعد ، بعد عودته اليوم من مكة المكرمة حيث أدى مناسك العمرة، للإجتماع مع اللجنة اللبنانية المكلّفة بإجراء حوار مع الجانب الفلسطيني في ضوء التطورات الميدانية التي حصلت مؤخراً في البقاع، فيما ذكرت معلومات ان الوزير الفلسطيني المكلّف بملف اللاجئين الفلسطينيين عباس زكي سيزور لبنان، بعد عطلة عيد الفطر المبارك في الاسبوع المقبل، لمواكبة ملف الحوار اللبناني - الفلسطيني، وسيشارك زكي في احتفال يقام في الاونيسكو لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. وأفادت مصادر فلسطينية مطلعة انه تمّ الاتفاق بنسبة 90 في المائة على تشكيل الوفد الفلسطيني الموحّد الذي سيتولى الحوار مع الجانب اللبناني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومشاركة مختلف الفصائل. وأبدت هذه المصادر ارتياحها الكبير للكلام اللبناني الذي صدر عن كبار المسؤولين والذي أكد عدم التعرّض للفلسطينيين او استعمال السلاح في وجه أحد في الداخل، وكذلك عدم ربط هذا السلاح بالشؤون الانسانية والخدماتية للفلسطينيين، معتبرة ان هذا الامر هو أفضل ما يمكن ان تقدمه الدولة اللبنانيين للاجئين. الى ذلك، علم ان وفد منظمة التحرير الفلسطينية سيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الإعلام غازي العريضي مطلع الاسبوع المقبل لعرض المستجدات. يذكر ان الجيش اللبناني خفف امس الاحد المزيد من الاجراءات التي فرضها منذ الخميس على المنافذ المؤدية الى القواعد العسكرية التابعة للفلسطينيين الموالين لسوريا في شرق لبنان، كما افاد مراسل "وكالة فرانس برس". وكان الجيش قد بدأ بتخفيف هذه الاجراءات منذ يوم السبت الماضي. وتم الابقاء على حواجز تبعد نحو 500 متر من قواعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل وفتح - الانتفاضة بزعامة ابو موسى في السلطان يعقوب وحلوة القريبتين من الحدود مع سوريا. وافادت مصادر سياسية ان هذا التطور يأتي بعد الاتصالات التي اجريت بين احمد جبريل المقيم في دمشق والرئيس فؤاد السنيورة.‏

صحيفة صدى البلد:‏

قالت "صدى البلد" ان الانظار تتجه اليوم الى اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي سيبحث مشروع قرار أميركي -فرنسي -بريطاني يشدد على تعاون سورية مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وعشية الاجتماع بدأت السلطات السورية حركة على خطين، قضائي داخلي يلاقي التحقيق الدولي ودبلوماسي عربي لم تخف خلاله مخاوفها من القرار الذي يمكن ان يتخذه مجلس الأمن اليوم, وهي أرسلت وزير خارجيتها فاروق الشرع ليشارك في الاجتماع الدولي الى جانب 12 وزير خارجية يتوقع حضورهم الى مقر الأمم المتحدة. ويتابع لبنان الرسمي والشعبي باهتمام ما يجري في الامم المتحدة من موقع الاجماع اللبناني على معرفة الحقيقة من جهة ومن موقع التمسك بالوحدة الوطنية من جهة ثانية وهو ما شدد عليه أمس البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في عظته الأسبوعية, عندما أكد ان "الوحدة الوطنية تبقى الحصن الحصين الذي يقينا الشرذمة والتفكك والانحلال".‏

وقال صفير: "نحن نقف على مفترق طرق, وأي طريق سلكناه قد لا نأمن معه العثار, لذلك يجب الحذر والتروي والحكمة في الحكم على المواقف والأشخاص والأحداث". ومساء قام قائد القوات اللبنانية سمير جعجع أمس بزيارة خاطفة الى الصرح البطريركي في بكركي واجتمع مع البطريرك نصر الله بطرس صفير لمدة 60 دقيقة.‏

وقال سمير جعجع ل"صدى البلد" ان الخلوة كانت ممتازة وأشار الى انه عندما التقى البطريرك شعر وكأنهما يقرآن في الكتاب نفسه "الشبية" واتفقا ان الوضع العام لا يمكن ان يبقى على ما هو عليه, ويجب الانتقال الى وضع آخر باعتبار ان المرحلة التي نعيشها هي انتقالية ولا يجوز ان تستمر. واعتبر ان المرحلة المقبلة تستوجب بحثا في كل المواقع الدستورية, ومنها الرئاسة الأولى التي لا تعتبر الهدف في حد ذاته. وأضاف انه "اتفق مع البطريرك صفير على ضرورة التشاور بين مختلف الأطراف المعنية في كل ما يتصل بالمرحلة الحالية والمقبلة".‏

على الخط السوري اعرب نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس عن مخاوفه من صدور قرار "خطير" ينص على استخدام القوة ضد سورية. وقال في مستهل زيارة لقطر ضمن جولة خليجية: "بعض أوساط مجلس الأمن يحاول ان يجعل منه محكمة لتطبيق الفصل السابع على سورية ظلماً".‏

واوضح: "هذا قرار خطير جرى التحضير له قبل شهر من صدور تقرير ديتليف ميليس وذلك من خلال اجتماعات في باريس ولندن وواشنطن". واضاف: "لم نفاجأ بمشروع القرار لانه يستهدف سورية والمنطقة وليس التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري".‏

واشار المعلم الذي وصل أمس الى الدوحة، المحطة الثانية في جولة خليجية يقوم بها قادته في اولى محطاتها الى السعودية، الى ان تقرير ميليس "تحدث عن حقيقتين الاولى انه لا يزال في بدايته والثانية ان كل من ورد اسمه في التقرير بريء حتى تثبت ادانته". وشدد على ان التقرير "ليس كتابا مقدسا وفيه ثغرات سياسية وقانونية كثيرة".‏

من جهة اخرى قال نائب وزير الخارجية السوري ان اللجنة القضائية السورية التي تم الاعلان عنها السبت "تشكلت بمرسوم جمهوري وهذا يعني ان لها صلاحيات كاملة في التحقيق مع اي شخص مدنيا كان او عسكريا". واضاف المعلم ان "صلاحيات هذه اللجنة محصورة في الاراضي السورية لكن لديها تفويضاً بالتعاون مع السلطات اللبنانية ومع لجنة التحقيق الدولية". وكان الرئيس السوري بشار الاسد قرر السبت بموجب مرسوم رئاسي تشكيل "لجنة قضائية خاصة" تتولى مباشرة اجراءات التحقيق بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية التي يرأسها القاضي الالماني ديتليف ميليس ومع السلطات القضائية اللبنانية.‏

من جهة اخرى كشف المسؤول السوري انه يتم تبادل "افكار" مع قادة دول الخليج بهدف مواجهة الازمة التي تواجهها سورية بعد تقرير ميليس بيد انه لم يكشف مضمون هذه الافكار. واكتفى بالقول لدى وصوله الى الدوحة حاملا رسالة الى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ان "جوهر هذه الافكار هو التنبيه الى المخاطر التي تتعرض لها سورية والمنطقة والظلم الذي يقع علينا". وسلم المعلم مساء أمس الأول خطاباً من الرئيس السوري الى الملك عبدالله بن عبد العزيز. وقالت وكالة "سانا" السورية للأنباء ان الملك عبد الله شدد على "وقوف المملكة حكومة وشعباً الى جانب سورية في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها من بعض الأوساط الدولية".‏

وأضافت الوكالة ان المعلم أبلغ العاهل السعودي ان سورية مستعدة للتعاون مع فريق الأمم المتحدة الذي يحقق في مقتل الحريري. وبحث الأسد القضية مع الرئيس المصري حسني مبارك خلال زيارة مفاجئة قام بها مبارك لدمشق يوم الجمعة. وغادر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بلاده متجهاً الى نيويورك أمس حيث يلتقي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزراء خارجية آخرين. وفي دمشق انتقد مجلس الشعب السوري تقرير لجنة التحقيق الدولية مفنداً فيه "التناقضات" و"المخالفات القانونية". وورد في البيان ان مجلس الشعب "فند التناقضات التي يزخر بها التقرير ومخالفاته القانونية والمهنية", معتبراً انه "يهدف الى تحقيق غايات سياسية وليس الوصول الى الحقيقة في جريمة الاغتيال".‏

وأكد مجلس الشعب "حرص سورية على تمتين العلاقات مع لبنان بكل أطيافه رغم محاولات البعض دق أسافين بين الشعبين الشقيقين". كما أكد "ان هذه التطورات تدعو للإسراع في خطوات الاصلاح السياسي والاقتصادي والإداري لاكساب المجتمع السوري المناعة التي يحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى". ونقلت صحيفة "الثورة" ايضاً عن البيان دعوة مجلس الشعب الى "عقد مؤتمر برلماني عربي طارئ لمساندة الشعب السوري". وفي نيويورك ذكر ان 12 وزير خارجية من وزراء خارجية الدول الــ 15 الأعضاء في مجلس الأمن سيحضرون مناقشات المجلس اليوم بينهم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية. وقد قدم المشروع الأميركي -الفرنسي -البريطاني ب"اللون الأزرق" لأعضاء المجلس كإشارة لجدية تمسك أصحاب المشروع به, واستبعدت أوساط المجلس ان تستخدم الصين او روسيا حق النقض, فيما تحدثت مصادر "الثلاثي الدولي" عن ضمان تأييد الأصوات التسعة الضرورية لجعل المشروع يمر.‏

صحيفة الانوار:‏

الأنوار : رأت "الأنوار" ان الانظار تتجه اليوم الى مجلس الامن الدولي الذي يجتمع على مستوى وزراء الخارجية للتصويت على مشروع قرار يدعو سوريا الى التعاون مع التحقيق الدولي ويلوح بعقوبات اقتصادية او دبلوماسية في حال عدم التجاوب، وفيما تترقب الساحة الداخلية السياسية نتائج هذا الاجتماع اعرب نائب وزير الخارجية السوري عن مخاوفه من صدور قرار خطير يهدد باستخدام القوة ضد سوريا. وقد بدأ وزراء خارجية الدول الاعضاء في الوصول الى نيويورك في وقت اعرب فيه المندوب الاميركي في المنظمة الدولية عن اقتناعه بأن مشروع القرار الذي وضعته بلاده وفرنسا وبريطانيا سيقرر من دون ان يواجه (الفيتو) من روسيا او الصين. وقد غادر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع دمشق امس الى نيويورك يرافقه المستشار القانوني رياض الداوودي، ومن المنتظر ان يلقي كلمة امام المجلس اليوم، وعشية التصويت اجتمعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف الى مأدبة عشاء وناقشا مشروع القرار. وتسعى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الى اعتماد مشروع القراربالاجماع. وعارضت روسيا والصين فرض عقوبات لكن الدبلوماسيين لا يتوقعون ان تستخدما حق النقض الفيتو الذي تتمتعان به خلال اجتماع المجلس الذي يضم في عضويته 15 دولة. وقد يمتنع البلدان اضافة الى الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي تحتل مقعدا في مجلس الامن حاليا عن التصويت على مشروع القرار الذي يحتاج اعتماده الى موافقة تسعة اعضاء على الاقل وعدم اعتراض اي من الدول التي تتمتع بحق النقض. ويتوقع ان يشارك 11 على الاقل من وزراء الخارجية في اجتماع مجلس الامن الامر الذي يبرز اهمية القرار. ويدعو مشروع القرار سوريا الى احتجاز كل من يعتبره المحققون التابعون للامم المتحدة مشتبها به لاستجوابه. وينص على أن يبحث المجلس اتخاذ مزيد من الاجراءات مثل فرض عقوبات اقتصادية على سوريا لحملها على الامتثال للقرار اذا لم تتعاون. كما يدعو مشروع القرار لحظر سفر المشتبه في ضلوعهم في اغتيال الحريري وتجميد اصولهم في الخارج لكنه يحدد اجراء يستطيع اعضاء مجلس الامن بموجبه الاعتراض على اي اسم يقدم. وفي ما يلي النقاط الرئيسية في مشروع القرار الذي لا يزال عرضة للتعديل: - يهدد الاجراء ببحث فرض عقوبات اقتصادية على سوريا اذا لم تتعاون دمشق بغير شروط مع لجنة التحقيق الدولية التي يرأسها ميليس. - يشمل التعاون ان تحتجز سوريا اي مسؤولين او غيرهم من الافراد تشتبه لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة في تورطهم في التخطيط او الرعاية او التنظيم او التدبير لهذا العمل الارهابي واتاحة استجوابهم. - تستطيع لجنة التحقيق الدولية تحديد المكان والظروف التي سيستجوب فيها مسؤولون سوريون. - يشمل مشروع القرار فرض حظر على السفر للخارج وتجميد الاصول بالنسبة للافراد الذين ذكرت اللجنة او الحكومة اللبنانية انهم مشتبه بهم في التخطيط او التنظيم او التنفيذ لعملية الاغتيال. - لكن تلك العقوبات التي ستفرض على الافراد تخضع لموافقة لجنة جديدة تابعة لمجلس الامن يشارك فيها جميع اعضائه الخمسة عشر. ويحق لاي عضو الاعتراض على اي اسم. كما يمكن قبول استثناءات لاسباب انسانية. - يمدد المجلس التفويض الممنوح للجنة التحقيق بعد 15 كانون الاول اذا طلب لبنان ذلك. - يستند الاجراء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي ينص على ان تنفيذ اي قرار لمجلس الامن اجباري بالنسبة لجميع اعضاء المنظمة الدولية ويحدد اسس فرض العقوبات. وتابعت "الأنوار" تقول انه على الصعيد الداخلي كان البارز امس لقاء الرئيس فؤاد السنيورة مع العاهل السعودي الملك عبدالله في مكة المكرمة قبل عودته الى بيروت وخلوة عقدت في بكركي بين البطريرك الماروني صفير والدكتور سمير جعجع ولم يعلن عنها الا بعد انتهائها. وفيما ترددت عن توجه جعجع من بكركي الى دارة العماد عون في الرابية في زيارة مماثلة الا ان مصادر الرابية نفت حصول الزيارة مشيرة الى توقعها في وقت قريب. وكان جعجع قد تلقى امس اتصالاً من النائب وليد جنبلاط وقال زعيم المختارة انه ذكر قائد (القوات) في الاتصال ان اصوات (حزب الله) كانت وراء فوز لائحتهما في الانتخابات الاخيرة بدائرة بعبدا - عاليه، وذكر ان جعجع اخذ علما بذلك ولم يدل بجواب. وفيما تتجه الانظار اليوم نحو مجلس الامن الدولي لم تخل الساحة الداخلية من بعض المواقف التي تتناول الاوضاع الراهنة في الداخل. فقد اعلن البطريرك صفير في عظة الاحد امس ان البلبلة الفكرية قد بلغت ذروتها ونحن نقف على مفترق طرق واي طريق سلكناه قد لا نأمن معه العثار، لذلك يجب الحذر والتروي والحكمة في الحكم على المواقف والاشخاص والاحداث وتبقى الوحدة الوطنية الحصن الحصين الذي يقينا الشرذمة والتفكك والانحلال. ورأى (ان لا مجال في هذا الوضع الذي نحن فيه الى مكاسب شخصية وحسابات فردية على حساب الوطن والمواطنين). ومن طرابلس رأى الرئيس عمر كرامي في اول موقف له بعد

صدور تقرير ميليس ان الدول الكبرى تستغل قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري الى اقصى الحدود لتنفيذ القرار 1559 على حساب القرار 1595 للنيل من سوريا وللضغط عليها من اجل مساعدة تحالف القوى الغربية على سحق وضرب المقاومة في العراق وفي فلسطين وفي لبنان). واكد في كلمة القاها في اطار اقامته مؤسسة الكرامة ان اللبنانيين يريدون معرفة الحقيقة ولكن حسب اعتقادي فان لجنة التحقيق الدولية سيستغرق عملها مدة زمنية طويلة تصل الى سنوات ليبقى الجميع مهددا بالضغط والابتزاز لتحقيق غايات سياسية تصب في مصلحة اميركا واسرائيل. ولفت الرئيس كرامي الى الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتفاقم والمعقد والصعب، واشار الى ان الايام القادمة صعبة وان لبنان والمنطقة يمران بظروف دقيقة وخطيرة ولا سبيل لمواجهتها الا بالحوار والوصول الى الوحدة الوطنية التي تصون لبنان وتمنع عنه المخاطر والهجمات التي تريد سلب سيادته واستقلاله وكرامته وحقوقه وخيراته). ووسط هذه الاجواء تتهيأ الكتل النيابية لجلسة الاسئلة والاجوبة النيابية للحكومة غداً الثلاثاء وهي الجلسة الثالثة في هذه السلسلة. على صعيد آخر، كشفت مصادر مطلعة ان اتصالات تجري في شأن امكان عقد جلسة لمجلس الوزراء في السراي هذه المرة قبل حلول عيد الفطر السعيد.‏

صحيفة المستقبل:‏

قالت "المستقبل" انه فيما كان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يؤكد ان بقاء رئيس الجمهورية اميل لحود في منصبه سيبقي البلاد "في هذه الحال من الهريان"، أكد قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع في اتصال مع "المستقبل" ان زيارته لبكركي، مساء أمس أثمرت عن توافق تام في الآراء مع البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير "على الخروج من الوضع الراهن، من حال المراوحة إلى الوضع المرتجى، لأنه لا يجوز أن يبقى الوضع في منزلة بين المنزلتين". وكان جعجع قد زار، أمس بعيداً من الاعلام بكركي حيث عقد اجتماعاً مطوّلاً مع صفير هو الأول من نوعه منذ 11 عاماً، كما تلقى اتصالاً من جنبلاط، هو الأول من نوعه بين الرجلين منذ مدة طويلة. وإذا كان جنبلاط قد كشف للزميلة جيزيل خوري على "قناة العربية" فحوى الاتصال مع جعجع، بحيث تم التذكير بدور الصوت الشيعي المقاوم في ايصال اللائحة المشتركة بينهما إلى المجلس النيابي، فإن جعجع قال ل"المستقبل" بعيد لقائه مع صفير، ما يمكن اعتباره ملامسة جدية لمسألة رئاسة الجمهورية. وقال جعجع ل"المستقبل": "أنا بالغ الارتياح للجلسة التي عقدتها مع سيدنا البطريرك، واللافت انه بالرغم من المسافة الطويلة بين اجتماع اليوم وآخر اجتماع قبل 11 عاماً اننا نسير بخط واحد ونتفهم بعضنا بعضاً، وكانت الآراء متفقة تماماً على الخروج من الوضع الراهن، من حال المراوحة، إلى الوضع المرتجى، والاتفاق على انه لا يجوز المراوحة وأنه لا يجوز ان يبقى الوضع في منزلة بين المنزلتين. كما كان الاتفاق تاماً على ان تجرى كل الامور بالتشاور، فلا يتفرد أحد بشيء وأن تكون الامور كلها بالتشاور بين كل المعنيين بالأمر". وكان جنبلاط قد أكد ل"العربية" ان عناد لحود غير المبرر "يجعل من هيبة المركز تذوب"، وإذ لفت إلى انه لو كان مكان لحود لترك منصبه قال: "إذا لم يكن مشتبهاً به بملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فإن البطريرك صفير يستطيع منحه ضمانات"، مشيراً إلى ان "عناد لحود مقلق ويضعف الجميع، وإذا لم نجد نقطة ارتكاز واستقرار وانتخاب رئيس جديد للبنان، سنبقى بهذه الحال من الهريان". وإذ فضّل الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وفق الطائف على عبارة الرئيس القوي، قال انه في حال "أصرّ العماد ميشال عون أن يكون رئيساً للجمهورية بأي ثمن، فإنه يخطئ بحق المسيحيين". ونصح جنبلاط في مقابلة مع قناة "العربية" اجرتها الزميلة جيزيل خوري الرئيس السوري بشار الأسد بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، وإذ استبعد وجود أي صفقة وازاء توقعه صدور قرار شديد اللهجة ضد سوريا في مجلس الأمن قال: "الملك (السعودي) عبدالله والرئيس (المصري حسني) مبارك حريصان على سوريا وخائفان من سيناريو على الطريقة العراقية". وأشار إلى ان سوريا ستواجه حالاً مشابهة مما حصل في العراق "إذا تصرف الأسد كما تصرف صدام (حسين)، ولكن بإمكانه ان ينقذ سوريا إذا قدم الأسد وحدة سوريا ومصلحتها على الصهر أو الأخ".‏

صحيفة الديار:‏

قالت "الديار" ان الانظار تتجه الى مقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث سيعقد مجلس الأمن اليوم جلسة على مستوى ‏وزراء خارجية الدول الأعضاء في المجلس لمناقشة مشروع القرار الاميركي - الفرنسي - البريطاني ‏المتشدد ضد سوريا والذي يهدد بفرض عقوبات اذا لم تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في ‏جريمة اغتيال الرئيس الحريري.‏ وقبل ساعات من اجتماع المجلس بدا ان مجلس الأمن بين اتخاذ موقف متشدد من سوريا وفقا لصيغة ‏المشروع الاميركي - الفرنسي - البريطاني الذي قد يواجه بفيتو من روسيا او الصين او الاثنين ‏معا، واما قرار معدّل قد يحظى بأكثرية تسعة أصوات على الأقل من دون أي فيتو. لكن اللافت ‏امس تخوف نائب وزير الخارجية السوري السفير وليد المعلم من ان يصدر عن مجلس الامن قرار ‏‏«خطير ينص على استخدام القوة ظلما ضد سوريا .‏ واشار الى ان بعض اوساط مجلس الامن تحاول ان تجعل منه محكمة لتطبيق الفصل السابع على ‏سوريا .‏ ومما يذكر ان المشروع الاميركي - الفرنسي - البريطاني المقترح ينص على تهديد بفرض عقوبات ‏اقتصادية او ديبلوماسية على سوريا لحملها على التعاون مع لجنة التحقيق الدولية وكذلك ‏اجراءات لاجبار المشتبه بهم على المثول امام محكمة دولية.‏ واذا كان قرار الرئيس السوري بشار الاسد بتشكيل لجنة قضائية خاصة تتولى مباشرة اجراء ‏التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الحريري قد احرج الاميركيين والفرنسيين بحسب مصادر سياسية ‏لبنانية، فإن تقارير ديبلوماسية وصلت الى المسؤولين اللبنانيين في الساعات الماضية اشارت ‏الى ان الروس والصينيين لن يوافقوا على فرض عقوبات على سوريا وهو ما عبر عنه بشكل غير ‏مباشر نائب وزير الخارجية الروسي عندما دعا الى عدم التسرع بإجراء استنتاجات سياسية ‏بناء على التقرير الذي قدمه ميليس.‏ وكانت اروقة الامم المتحدة شهدت في الساعات الماضية مشاورات مكثفة خاصة مع محور موسكو ‏وبكين للتوافق على صيغة قرار مقبولة وذلك بموازاة اعراب المندوب الاميركي في الامم المتحدة ‏جون بولتون عن اطمئنان بلاده بالحصول على اكثرية تسعة اصوات لتمرير مشروع القرار.‏ وقالت وكالة رويترز امس ان واشنطن وباريس تشعران ان اجتماع وزراء خارجية الدول ‏الاعضاء في مجلس الامن اليوم سيتبنى قرارا صارما ضد سوريا رغم ان روسيا والصين ما زالت ‏لديهما تخفظات.‏ وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية انه لا يجوز التسرع بإجراء استنتاجات سياسية ‏بناء على التقرير الذي قدمه ميليس الاسبوع الماضي الى مجلس الامن الدولي لأن هكذا ‏استنتاجات متسرعة مع التوظيفات من شأنها زيادة حدة التوتر في الشرق الاوسط المتوتر اصلا. ‏اضاف انه يجب انتظار النتائج النهائية لهذا التحقيق التي يجب ان تكون كلمة الفصل فيها ‏للسلطات القضائية والامنية اللبنانية.‏ وفيما تحركت الديبلوماسية السورية باتجاه دول الخليج العربي لتنشيط الموقف العربي ‏الداعم للموقف السوري انتقل وزير الخارجية السوري فاروق الشرع امس الى نيويورك لحضور ‏جلسة مجلس الأمن حيث ينتظر ان يتحدث الشرع اليوم امام الجلسة المخصصة لوزراء خارجية ‏الدول الاعضاء في المجلس.‏ وسيجري الشرع لقاءات مع عدد من المشاركين في الاجتماع ومع الامين العام للامم المتحدة كوفي ‏انان. كما اجرى الشرع امس اتصالا بنظيره الصيني اطلع منه على نتائج المحادثات المكثفة التي ‏اجراها المندوب الصيني لدى الامم المتحدة مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ‏بشأن مشروع القرار الاميركي - الفرنسي - البريطاني وقد ابلغ الوزير الصيني نظيره السوري ‏ان بلاده تعكف حاليا على دراسة ثنائية لمشروع القرار.‏ وقد رافق الشرع الى نيويورك المستشار القانوني في وزارة الخارجية رياض الداوودي.‏ وقد اجتمع المعلم في الرياض مع الملك عبد الله بن عبد العزيز وسلمه رسالة من الرئيس ‏السوري بشار الاسد ثم انتقل الى قطر في زيارة مماثلة وقال المعلم انه لقي اصداء ايجابية ‏وتضامنا تاما من الملك عبدالله .‏ وأعرب المعلم في تصريح له في الدوحة عن تخوفه من ان يصدر عن مجلس الأمن قرار «خطير ينص على ‏استخدام القوة ظلما ضد سوريا .‏ وقال المعلم: «بعض اوساط مجلس الامن تحاول ان تجعل منه محكمة لتطبيق الفصل السابع على ‏سوريا .‏ ووصف القرار المتوقع ان يصدر عن مجلس الامن بالخطير وقال «هذا قرار خطير جرى التحضير له ‏قبل شهر من صدور تقرير ميليس وذلك من خلال اجتماعات حصلت في باريس ولندن وواشنطن ‏اضاف: «لم نفاجأ بمشروع القرار لانه يستهدف سوريا والمنطقة وليس التحقيق في جريمة اغتيال ‏الرئيس الحريري .‏ واوضح المعلم «ان الرسائل التي يحملها من الرئيس الاسد الى قادة مجلس التعاون الخليجي ‏تتضمن شرح الوضع الراهن ومداولات مجلس الامن وخطورة ما تتعرض له سوريا مشيرا الى انه يحمل ‏افكارا محددة للمسؤولين الخليجيين.‏ واكد ان سوريا تمارس سياسة واقعية تنطلق من حرصها على المصالح الوطنية وقضايا امتنا ‏العربية . اضاف «ان سوريا ستواصل تعاونها مع لجنة التحقيق الدول

ية من اجل كشف جريمة ‏اغتيال الرئيس الحريري رغم وجود ثغرات قانونية وسياسية كبيرة في التقرير.‏ واشار الى انه بوجود قرار من مجلس الامن او عدمه فإن سوريا ستواصل عملها مع لجنة ‏التحقيق لان لها مصلحة حقيقية في كشف حقيقة هذه الجريمة التي اضرت بسوريا ومصالحها واوضح ‏ان اللجنة القضائية التي شكلت في سوريا لها صلاحيات كاملة في التحقيق مع اي مواطن سوري ‏مدني او عسكري. وقال ان صلاحية اللجنة محصورة بالاراضي السورية ولديها تفويض باقامة ‏تعاون قضائي مع السلطات اللبنانية، داعيا السلطات اللبنانية للتعاون قضائيا مع سوريا.‏ واشار المعلم الذي وصل امس الى الدوحة، المحطة الثانية في جولة خليجية الى ان تقرير ميليس ‏‏«تحدث عن حقيقتين الاولى انه ما يزال في بدايته والثانية ان كل من ورد اسمه في التقرير ‏بريء حتى تثبت ادانته ‏ وشدد على ان التقرير «ليس كتابا مقدسا وفيه ثغرات سياسية وقانونية كثيرة ‏ وقال ان اللجنة القضائية السورية التي تم الاعلان عنها السبت «تشكلت بمرسوم جمهوري وهذا ‏يعني ان لها صلاحيات كاملة في التحقيق مع اي شخص مدنيا كان او عسكريا ، حسب قوله. واضاف ‏المعلم ان «صلاحيات هذه اللجنة محصورة في الاراضي السورية لكن لديها تفويض بالتعاون مع ‏السلطات اللبنانية ومع لجنة التحقيق الدولية واضافت "الديار" انه‏ في هذا الوقت، وصف وزير العدل السوري السيد محمد الغفري المرسوم الذي اصدره الرئيس ‏بشار الاسد بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق بما يتصل بمهمة لجنة التحقيق الدولية بمقتل المرحوم ‏رفيق الحريري، بأنه يؤكد حرص سوريا على التعاون مع لجنة التحقيق الدولية للوصول الى ‏الحقيقة لان التوصل اليها في مصلحة سوريا ايضا.‏ واكد الوزير الغفري ان هذا المرسوم يأتي كترجمة لما قاله الرئيس بشار الاسد بان سوريا ‏بريئة من هذه الجريمة وهي على استعداد لملاحقة اي سوري يثبت بالدليل القاطع علاقته بها ‏وتقديمه الى المحاكمة.‏ وقال الوزير الغفري ان سوريا اعلنت منذ البداية استعدادها للتعاون مع لجنة التحقيق ‏الدولية وانها تعاونت مع هذه اللجنة والتقرير الذي قدمه القاضي ميليس الى مجلس الامن ‏الدولي والذي اشار الى اشخاص سوريين واشار الى واقعات جرت على الاراضي السورية فكان لا بد ‏من صدور هذا التشريع بتشكيل اللجنة لتقوم بمهمة التحقيق فيما تضمنه التقرير ثم ان هذه ‏اللجنة ستتعاون مع لجنة التحقيق الدولية ومع السلطات القضائية اللبنانية بهذه ‏الصلاحيات الواضحة الموكلة اليها وستساهم مساهمة فعالة وجدية في الوصول الى الحقيقة التي ‏هي في مصلحة سوريا ولتحقيق التعاون الذي اعلن في سوريا منذ البداية.‏ من جانبه، اكد وزير الاعلام السوري السيد مهدي دخل الله ان اللجنة القضائية السورية ‏تعتبر خطوة على الطريق الصحيح لمعرفة الحقيقة مشيرا الى ان هذه اللجنة مهنية ورفيعة ‏المستوى ومخولة للتحقيق مع اي مواطن سوري مدني او عسكري.‏ وأكد الوزير دخل الله في تصريحات ادلى بها ان على الجميع الابتعاد عن التسييس وأهمية الالتزام ‏بالمهنية في التحقيق.‏ وعبر الوزير دخل الله عن امل سوريا في دعم افضل واكثر تحديداً من الدول العربية مشيراً الى ‏رسالة الرئيس بشار الاسد الى الملك عبد الله التي نقلها نائب وزير الخارجية السيد وليم ‏المعلم.‏ وزارة الخارجية السورية اكدت من جانبها ان تشكيل اللجنة القضائية السورية هي خطوة من ‏خطوات التعامل السوري مع لجنة التحقيق الدولية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ‏المرحوم رفيق الحريري.‏ وأضاف مصدر في الخارجية السورية في تصريحات نقلها موقع «سيريا نيوز ان تقرير القاضي ‏ميليس وجه اشارات الى أشخاص سوريين والى ان هناك وقائع جرت داخل الاراضي السورية وهذا ‏حكم يقضي من سوريا ان تقوم بتحقيقها الداخلي حول هذه الاشارات التي وردت في تقرير ‏ميليس ولذلك اصدر الرئيس بشار الأسد المرسوم الذي يقضي بتشكيل هذه اللجنة.‏ وأشار المصدر السوري الى ان السبب في تشكيل اللجنة القضائية السورية من مدنيين وعسكريين ‏كون الأشخاص السوريين الذين شملتهم اشارات تقرير ميليس منهم من هو مدني ومنهم من هو ‏عسكري ولذلك لا بد من تشكيل لجنة خاصة لأن المدني لا يمثل امام القضاء العسكري والعسكري لا ‏يمثل امام محكمة مدنية. لذلك جرى تشكيل اللجنة القضائية السورية برئاسة النائب العام ‏المدني القاضية غادة مراد وعضوية النائب العسكري وقاض اخر يسميه وزير العدل السوري. ‏واكد المصدر السوري في تصريحاته ان تشكيل اللجنة القضائية السورية يأتي للحاجة الى ‏التعاون والتنسيق بين القاضي ميليس والسلطات القضائية اللبنانية وستكون اللجنة ‏السورية صلة الوصل بين لجنة التحقيق الدولية والقضاء اللبناني.‏ وفي هذا الوقت قال الرئيس عمر كرامي في اول موقف له بعد صدور تقرير ميليس في حفل افطار ‏في طرابلس ان تقرير «ميليس "مسيس شاء مجلس الامن ام لم يشأ وشاء السيد ميليس ام لم يشأ ‏ وقال: «يجب ان يكون التقرير واي اتهام لأي كان مدعماً بأدلة قوية حتى يقتنع بها ‏اللبنانيون اضاف: «لقد

حصل ما توقعنا، لأن النتيجة الطبيعية عندما لا يكون هناك ‏ادلة قاطعة ودامغة ان يفسر كل واحد على مزاجه وما يشتهي وبالنتيجة سيّس هذا ‏التقرير ‏ ورأى الرئيس كرامي ان الدول الكبرى تستغل قضية استشهاد الرئيس الحريري الى اقصى الحدود ‏لتنفيذ القرار 1559 على حساب القرار 1595 للنيل من سوريا وللضغط عليها من اجل ‏مساعدة تحالف القوى الغربية على سحب وضرب المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان . واكد ان ‏كل اللبنانيين يريدون الحقيقة ولكن حسب اعتقادي فإن عمل لجنة التحقيق الدولية سيستغرق ‏مدة زمنية طويلة تصل الى سنوات ليبقى الجميع مهددين بالضغط والابتزاز لتحقيق غايات ‏سياسية تصب في مصلحة أميركا واسرائيل.‏ وعلى الصعيد الداخلي كان البارز امس الزيارة التي قام بها قائد القوات اللبنانية مساء ‏الى الصرح البطريركي واجتماعه بالبطريرك صفير حيث عقد معه خلوة لمدة ساعتين علماً ان هذه ‏الزيارة هي الاولى للدكتور جعجع الى بكركي بعد سجنه الذي استمر 11 ‏ وعلم ان هذه الخلوة من الطبيعي ان تعقد بينهما في اول نشاط له بعد عودته من الخارج، ‏خصوصاً وان البطريرك كان قد حمل قضيته منذ 11 عاماً.‏ وقد وصل الصحافيون الى الصرح البطريركي بعد ساعة من مغادرته بكركي. وسبق هذه الزيارة ‏صباحاً اتصال هاتفي بين الدكتور جعجع ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط.‏ وتمّ في خلاله التداول في آخر المستجدات على الساحة السياسية والوطنية، وهو اول اتصال ‏هاتفي يحصل بين الرجلين منذ فترة طويلة وبخاصة بعد خروج الدكتور جعجع من السجن.‏ وفي عظة الاحد دعا البطريرك صفير الى الحذر والتروي والحكمة في الحكم على المواقف والاشخاص ‏والاحداث موكداً ان الوحدة الوطنية يجب ان تبقى الحصن الحصين الذي يقينا الشرذمة والتفكك ‏والانحلال.‏ ورأى ان «لا مجال في الوضع الذي نحن فيه الى مكاسب شخصية وحسابات فردية على حساب الوطن ‏والمواطنين ‏ وفي مجال آخر، لن يعقد مجلس الوزراء هذا الاسبوع بسبب عطلة عيد الفطر وبالتالي فإن رئيس ‏الحكومة سيستعيض عن هذه الجلسة بعقد اجتماعات مع عدد من الوزراء لمتابعة بعض القضايا ‏الملحة.‏ الى ذلك ينتظر ان تنشط الاتصالات اللبنانية - الفلسطينية في غضون الايام المقبلة تمهيدا ‏لبدء الحوار بين الطرفين والذي ينتظر اتفاق الفصائل الفلسطينية على تشكيل وفد موحد لهذا ‏الحوار.‏ وسيترأس رئيس الحكومة اليوم اجتماعا للجنة اللبنانية المكلفة الحوار مع الجانب الفلسطيني ‏برئاسة السفير خليل مكاوي من اجل وضع الاسس للحوار المتوقع مع الوفد الفلسطيني الموحد.‏ وذكر مصدر فلسطيني ينتمي الى الفصائل العشر ل«الديار "مساء امس ان «المناخ ايجابي بين ‏الفصائل الفلسطينية الغير منتمية لمنظمة التحرير والفصائل المنضوية في المنظمة، لكنه ‏اوضح ان الاتفاق على وفد فلسطيني موحد يحتاج لبعض الوقت، لان هناك العديد من النقاط ‏السياسية يجب الاتفاق عليها اضافة الى موضوع تشكيلة الوفد. واشار الى ان الاتصالات قائمة ‏بين الفصائل الفلسطينية وهي تسير بطريقة جيدة الا انه لم يتبلور اي اتفاق على صيغة ‏سياسية مشتركة او تشكيل وفد موحد واوضح المصدر في مجال اخر الى ان الاجراءات التي يتخذها ‏الجيش اللبناني حول بعض المواقع الفلسطينية قد جرى تخفيفها. لكنه اشار الى ان الموضوع لا ‏يتعدى اجراءات على الارض اكثر مما هو قناعات على مستوى الحوار.‏ وكان الرئيس السنيورة قد اجرى محادثات مع الملك عبدالله بعد يوم من استقبال مسؤول سوري ‏قبيل التصويت المرتقب في مجلس الامن بشأن الاتهامات بتورط مسؤولين امنيين سوريين في اغتيال ‏رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.‏ والتقى العاهل السعودي بالسنيورة في مدينة مكة حيث يقيم في الايام الاخيرة من شهر رمضان، ‏طبقا لوكالة الانباء السعودية التي لم تكشف عن مزيد من التفاصيل حول ما دار في المحادثات.‏ وجاءت تلك المحادثات بعد يوم من اجتماع بين العاهل السعودي ونائب وزير الخارجية السوري ‏وليد المعلم الذي تواجه بلاده احتمال فرض عقوبات عليها بعد ان اشار تحقيق دولي بأصابع ‏الاتهام لعدد من المسؤولين السوريين في اغتيال الحريري في شباط الماضي.‏ وذكرت الوكالة كذلك ان العاهل السعودي التقى كذلك ملك الاردن عبدالله الثاني امس الاحد.‏ وتناولت المحادثات بينهما «مجمل الاحداث والتطورات على الساحات العربية والاسلامية ‏والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق بالاضافة الى آفاق ‏التعاون بين البلدين "طبقا للوكالة.‏ وفي جديد المعلومات حول إرجاء النائب العماد عون زيارته لرئيس الجمهورية في منزله في ‏البياضة، قالت المعلومات ان استدعاء الإعلام لتغطية اللقاء هو من الأسباب التي ساهمت في ‏اضافة هذا العامل الى غير عوامل من التي حدت بالنائب عون العدول عنه في الدقائق الأخيرة ‏وتابعت بأن اللقاء قد يجري في غضون الأسبوع الحالي او ربما في 48 ساعة المقبلة.‏ ورأت اوساط سياسية بأن ارجاء عون للقاء وضع مقام رئاسة الجمهورية في موقع حرج وهو ‏الذي يشد

د باستمرار على ضرورة اخراجه من التجاذبات لا سيما بعد انتقال الرئيس لحود من ‏قصر بعبدا للقائه في منتصف الطريق.‏‏

صحيفة السفير:‏

كتبت "السفير" تقول : يستعد أعضاء مجلس الأمن الدولي للتصويت اليوم، خلال جلسة تاريخية تعقد على المستوى الوزاري في نيويورك، على قرار يهدد بفرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا في حال لم تبد تعاونا كاملا مع لجنة التحقيق الدولية باغتيال الرئيس رفيق الحريري، بالصورة التي يريدها رئيسها ديتليف ميليس. وتتخوف سوريا، التي أوفدت وزير خارجيتها فاروق الشرع لتمثيلها في جلسة مجلس الأمن اليوم، والمتوقعة في الساعة الرابعة عصرا بتوقيت بيروت، من قرار "خطير ينص على استخدام القوة "ظلما ضدها. وهي، لهذا السبب، أطلقت حملة دبلوماسية عربية يقودها نائب وزير الخارجية وليد المعلم الذي بدأ في السعودية أمس الأول جولة خليجية قادته أمس إلى قطر التي سيزور من بعدها الكويت. كما حاولت استباق جلسة المجلس اليوم بالإعلان أمس الأول عن تشكيل لجنة قضائية خاصة برئاسة النائب العام للجمهورية غادة مراد مهمتها الأساسية التعاون مع لجنة ميليس والتحقيق مع الأشخاص السوريين، المدنيين منهم والعسكريين، الذين تطلب اللجنة استجوابهم. وتسعى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى الحصول على إجماع في مجلس الأمن على مشروع قرار صارم ضد سوريا. وتعارض روسيا والصين التهديد بالعقوبات، لكن دبلوماسيين في الأمم المتحدة لا يتوقعون أن تستخدم أي منهما حقها في النقض لإسقاط المشروع. ويضيفون إن أكثر ما قد تفعلانه، مع الجزائر، العضو هي أيضا في مجلس الأمن، هو الامتناع عن التصويت. ويتوقع أن يشارك 11 وزير خارجية في جلسة اليوم، بينهم الفرنسي فيليب دوست بلازي والروسي سيرغي لافروف. وذكرت صحيفة "صنداي تايمز البريطانية أمس أن مشروع القرار الدولي سيطالب سوريا بتسليم المشتبه بهم في اغتيال الحريري إلى العدالة الدولية او مواجهة احتمال استخدام القوة ضدها. وأضافت أن روسيا والصين، اللتين أعلنتا انهما ستستخدمان حق النقض ضد أي إجراء من هذا القبيل، "بدأتا في التراجع عن هذا الموقف، مشيرة إلى أن مجلس الأمن "ناقش امكانية فرض حظر سفر وتجميد ارصدة الاشخاص الذين سماهم القاضي الالماني ديتليف ميليس في تقريره كمشتبهين. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إن الشرع غادر دمشق أمس متوجها إلى نيويورك يرافقه المستشار القانوني في وزارة الخارجية رياض الداوودي الذي يتابع ملف لجنة ميليس. وأضافت "سانا أن الشرع سيلتقي بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان وعدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وسينضم إلى الشرع في نيويورك المندوب السوري لدى المنظمة الدولية فيصل المقداد. وبحث وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ مع الشرع في اتصال هاتفي أمس "آخر المستجدات في منطقة الشرق الأوسط على ضوء الأزمة التي تواجهها سوريا حاليا. وأطلع الوزير الصيني الشرع على نتائج المحادثات في مجلس الأمن حول مشروع القرار الأميركي الفرنسي البريطاني. وقال المعلم، في الدوحة، المحطة الثانية من جولته الخليجية، إن "بعض أوساط مجلس الأمن تحاول أن تجعل منه (القرار الدولي) محكمة لتطبيق الفصل السابع على سوريا ظلما. ويتيح الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة اللجوء الى القوة لإجبار الجهة المدانة على الامتثال لقرارات مجلس الأمن. وأضاف المعلم، الذي سلم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رسالة من الأسد، "هذا قرار خطير جرى التحضير له قبل شهر من صدور تقرير ميليس وذلك من خلال اجتماعات في باريس ولندن وواشنطن. وتابع "لم نفاجأ بمشروع القرار لأنه يستهدف سوريا والمنطقة وليس التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وأشار المعلم إلى أن تقرير ميليس "تحدث عن حقيقتين الأولى انه لا يزال في بدايته والثانية أن كل من ورد اسمه في التقرير بريء حتى تثبت ادانته، مشددا على أن التقرير "ليس كتابا مقدسا وفيه ثغرات سياسية وقانونية كثيرة. وقال المعلم إن اللجنة القضائية السورية التي تم الاعلان عنها أمس الأول "تشكلت بمرسوم جمهوري وهذا يعني ان لها صلاحيات كاملة في التحقيق مع اي شخص مدنيا كان او عسكريا. وأضاف أن "صلاحيات هذه اللجنة محصورة في الاراضي السورية لكنّ لديها تفويضا بالتعاون مع السلطات اللبنانية ومع لجنة التحقيق الدولية. وكشف المعلم انه يتم تبادل "أفكار مع قادة دول الخليج بهدف مواجهة الازمة التي تواجهها سوريا بعد صدور تقرير ميليس بيد انه لم يكشف مضمون هذه الأفكار. واكتفى بالقول إن "جوهر هذه الأفكار هو التنبيه إلى المخاطر التي تتعرض لها سوريا والمنطقة والظلم الذي يقع علينا. وذكرت "سانا أن أمير قطر شدد خلال لقائه المعلم على وقوف بلاده الى جانب سوريا في مواجهة "الضغوط التي تتعرض لها من بعض الأوساط الدولية. وكان المعلم زار مكة أمس الأول حيث سلم الملك عبد الله رسالة من الأسد. وقال المعلم انه لقي "أصداء إيجابية وتضامناً تاماً من الملك ومن الشعب السعودي. وقالت "سانا إن الرسالة تتعلق "بالأوضاع الراهنة في المنطقة والتعاون القائم بين البلدين الشقيقين وكذلك المداولات الجارية في مجلس

الأمن بشأن تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة. وأضافت أن الملك عبد الله حمل المعلم "تحياته وتمنياته الطيبة إلى الرئيس بشار الأسد مشددا على وقوف المملكة حكومة وشعبا إلى جانب سوريا في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها من بعض الأوساط الدولية. وأشارت "سانا إلى أن المعلم أكد للملك السعودي استعداد سوريا للتعاون مع لجنة ميليس. كما أجرى الرئيس المصري حسني مبارك اتصالا هاتفيا بنظيره الفرنسي جاك شيراك تطرقا خلاله إلى "المستجدات على الساحتين السورية واللبنانية ونتائج الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك إلى دمشق.‏

صحيفة النهار:‏

رأت "النهار" انه مع استعداد اعضاء مجلس الامن للتصويت اليوم على مشروع قرار اميركي – فرنسي – بريطاني يهدد سوريا بعقوبات اقتصادية ما لم تتعاون تماما مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بدت دمشق في سباق مع الوقت على صعيد التحركات والاتصالات والخطوات التي تتخذها علها تأتي بمردود يخفف قوة القرار الذي سيعتمده المجلس. وتوجه وزير الخارجية فاروق الشرع الى نيويورك لحضور جلسة مجلس الامن، فيما واصل نائب وزير الخارجية وليدالمعلم جولته الخليجية من غير ان يكتم مخاوفه من صدور قرار دولي يهدد باستخدام القوة ضد سوريا، وغداة قرار سوريا انشاء لجنة تحقيق خاصة بها في اغتيال الحريري، اكد وزير العدل السوري محمد الغفري ان اللجنة السورية ستتعاون مع لجنة التحقيق الدولية التي يرأسها القاضي ديتيلف ميليس ومع السلطات القضائية اللبنانية. ومن المقرر ان يعقد الشرع لقاءات مع عدد من وزراء الخارجية للدول الاعضاء في مجلس الامن ومع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وقالت مصادر سورية في دمشق: "من الطبيعي ان يلتقي وزراء خارجية دول صديقة مثل روسيا والصين والجزائر والبرازيل". ورفضت الجزم في ما اذا كان على جدول اعماله لقاءات مع وزير الخارجية الفرنسي او البريطاني: على رغم ان هذا مستبعد، ولكن قد تحصل مستجدات وتطورات تستدعيه". وافادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان المستشار القانوني في وزارة الخارجية رياض الداودي يرافق الشرع الى نيويورك. واشارت الى ان المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة فيصل المقداد سينضم الى الوفد. ويهدد مشروع القرار الذي سينظر فيه مجلس الامن بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا ما لم تتعاون تعاونا كاملا مع تحقيق الامم المتحدة، ويفرض حظرا على سفر المشتبه فيهم ويجمد ارصدتهم في الخارج. ويذكر ان تقرير ميليس اورد اسماء مسؤولين امنيين سوريين بينهم شقيق الرئيس بشار الاسد ماهر، وصهره آصف شوكت وحلفاء لهما من المسؤولين اللبنانيين كمشتبه فيهم محتملين في اغتيال الحريري. واكد وزير العدل السوري لصحيفة "تشرين" السورية ان "سوريا بريئة من هذه الجريمة وهي على استعداد لملاحقة أي سوري يثبت بالدليل القاطع علاقته بها وتقديمه ايضا الى المحاكمة ... هذه اللجنة ستتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، ومع السلطات القضائية اللبنانية ... وستساهم مساهمة فعالة وجدية في الوصول الى الحقيقة التي هي في مصلحة سوريا". واوضح ان اللجنة ستتولى "مهمة مباشرة التحقيق مع كل الاشخاص السوريين من مدنيين وعسكريين، في كل ما يتصل بمهمة لجنة التحقيق الدولية". واكد ان الرئيس الاسد وعد في رسالة وجهها الى واشنطن ولندن وباريس الاربعاء بملاحقة أي سوري على علاقة بقتل الحريري. الى ذلك، قالت "النهار" ان وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله صرح في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، بأن لجنة التحقيق السورية تعد خطوة متقدمة على الطريق الصحيح نحو الوصول الى الحقيقة. وقال ان هذه اللجنة شكلت على مستوى رفيع من المهنية وانها مخولة البحث في كل سبل التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري واجراء التحقيقات اللازمة مع جميع السوريين سواء أكانوا مدنيين أم عسكريين بما يخدم الحقيقة. وسئل هل ترضي اللجنة الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، فأجاب ان هدفها هو المساعدة في الوصول الى الحقيقة، مشيرا الى انه لوحظ ان تقرير ميليس يبتعد شيئا فشيئا عن الطريق الحقيقي للوصول الى الحقيقة. وابرز اهمية البعد العربي في الازمة التي تمر بها دمشق، قائلا ان سوريا تدافع الآن عن قضايا هي في الاصل قضايا عربية وليست ثمة مشكلة سورية بالمعنى الضيق. وفي اطار الخطوات السورية المتسارعة، اصدرت وزارة الداخلية السورية أخيرا تعليمات تقضي ب" التدقيق في اوضاع القادمين الى سوريا عبر المنافذ الحدودية من الفئات العمرية بين 18 و30 عاما لمنع دخول وتسرب مشبوهين للقيام باعمال ارهابية داخلها". واستثنت التعليمات "من لديهم اقامة دائمة في سوريا ومن يمثلون شركات تجارية ومؤسسات عامة والديبلوماسيين والموفدين الرسميين والمدعوين لحضور مؤتمرات ومعارض وزيارات رسمية وانشطة عامة والتجار ورجال الاعمال والطلاب الذين يدرسون في الجامعات السورية ويحملون وثائق تثبت ذلك". وطلبت الوزارة في تعليماتها من الجهات المعنية التابعة لها اعادة اي مشبوه من حيث اتى. واوضحت ان هذه الاجراءات تأتي تأكيدا لتعليماتها السابقة، وانطلاقا من الحرص على الامن والاستقرار الذي تنعم به سوريا. وفي هذا الصدد قالت مصادر سورية ل"النهار" ان الاجراءات السورية لا يمكن فصلها عن جملة الملفات الاخرى التي تحاصر سوريا سواء في الموضوع اللبناني او الفلسطيني، ويبدو ان سوريا ارادت ان توجه جملة من الرسائل عبر تلك الاجراءات المشددة على حركة القادمين، اولاها انها مستعدة للتعاون في مسألة ضبط الحدود مع العراق وانها معنية بانجاح العملية السياسية في العراق وانها مس

تعدة كذلك للتنازل عن بعض مصالحها في سبيل ذلك خاصة". واضافت: "نحن نعرف ان دمشق ستتأثر من جراء التضييق على زوارها وسائحيها من العرب بسبب تلك التعقيدات الامنية، لكن الاجراءات الاخيرة تفصح عن تخوف دمشق امنيا من حركة القادمين الها، فكما ان تلك الاجراءات تخفف وتحد من حركة العرب الذين يودون دخول العراق بطريقة غير شرعية، فانها في الوقت ذاته تعبر عن مخاوف سورية على الامن الداخلي من حركة القادمين اليها من العرب وربما ممن يأتون اليها من العراق ذاته". وتابع المعلم جولته العربية، محاولا حشد التأييد العربي، فانتقل من المملكة العربية السعودية الى قطر. وأفادت "سانا" ان أمير قطر الشيخ حمد بن خيلفة آل ثاني استقبل المسؤول السوري الذي نقل اليه "رسالة شفوية من الرئيس الاسد تتعلق بالاوضاع الراهنة في المنطقة، والتعاون القائم بين البلدين الشقيقين وكذلك المداولات الجارية في مجلس الامن في شأن لجنة التحقيق الدولية المستقلة بالاضافة الى علاقات التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها". وقالت ان الشيخ حمد حمل المعلم "تحياته وتمنياته الطيبة الى الرئيس الأسد، مشددا على وقوف قطر حكومة وشعبا الى جانب سوريا في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها من بعض الاوساط الدولية". كما اجتمع المعلم مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. ونقلت "سانا" عن المعلم "استعداد سوريا لمواصلة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية من أجل كشف حقيقة جريمة اغتيال المرحوم رفيق الحريري". وشدد على "خطورة زعزعة الاستقرار في سوريا". قائلا انه اذا حصل ذلك "فسينسحب على المنطقة برمتها". ولدى وصوله الى الدوحة صرح بأن "بعض أوساط مجلس الامن تحاول ان تجعله محكمة لتطبيق الفصل السابع على سوريا ظلما". ومعلوم ان الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة يتيح اللجوء الى القوة لاجبار الجهة المدانة على الامتثال لقرارات مجلس الامن. ووصف المعلم القرار المتوقع ان يصدر عن مجلس الامن بأنه "خطير". وقال: "هذا قررا خطير جرى التحضير له قبل شهر من صدور تقرير ميليس وذلك من خلال اجتماعات في باريس ولندن وواشنطن". وأضاف: "لم نفاجأ بمشروع القرار لأنه يستهدف سوريا والمنطقة وليس التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري". ولفت الى ان تقرير ميليس "تحدث عن حقيقتين، الاولى انه لا يزال في بدايته، والثانية ان كل من ورد اسمه في التقرير بريء حتى تثبت ادانته". وشدد على ان التقرير "ليس كتاباً مقدساً وفيه ثغرات سياسية وقانونية كثيرة". وذكر ان اللجنة القضائية السورية التي اعلن تأليفها السبت "تشكلت بمرسوم جمهوري وهذا يعني أن لها صلاحيات كاملة في التحقيق مع اي شخص مدنياً كان ام عسكرياً"، واضاف ان "صلاحيات هذه اللجنة محصورة في الاراضي السورية، لكن لديها تفويضاً للتعاون مع السلطات اللبنانية ومع لجنة التحقيق الدولية". وتحدث عن تبادل "افكار" مع زعماء دول الخليج من اجل التعامل مع الازمة التي تواجهها سوريا بعد صدور تقرير ميليس، من غير ان يكشف مضمون هذه الافكار، مكتفياً بالقول ان "جوهر هذه الافكار هو التنبيه الى المخاطر التي تتعرض لها سوريا والمنطقة والظلم الذي يقع علينا". وكان المعلم يتحدث الى الصحافيين في مطار الدوحة لدى وصوله من المملكة العربية السعودية حيث قابل الملك عبدالله بن عبد العزيز، وقال انه لقي "اصداء ايجابية وتضامناً تاماً من الملك ومن الشعب السعودي". لكنه اقر بأنه يشعر بالاحباط لعدم وجود موقف عربي موحد خلف سوريا. وتسعى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وهي الدول الثلاث التي ترعى مشروع القرار في مجلس الامن، الى اعتماده بالاجماع. وعارضت روسيا والصين فرض عقوبات، لكن الديبلوماسيين في الامم المتحدة لا يتوقعون ان تستخدما حق النقض "الفيتو" الذي تتمتعان به خلال جلسة المجلس. وقد تمتنع الدولتان، الى الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي تحتل مقعداً في مجلس الامن حالياً، عن التصويت على المشروع الذي يحتاج اعتماده الى تسعة اصوات على الاقل، وعدم اعتراض اي من الدول التي تتمتع بحق النقض. وينتظر ان يشارك 11 على الاقل من وزراء الخارجية في الجلسة، الامر الذي يبرز اهمية القرار.‏

2006-10-28