ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاربعاء 31 آب/أغسطس 2005

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الاربعاء 31 آب/أغسطس 2005

صحيفة السفير:‏

قالت "السفير" انه برز منعطف جديد ونوعي في عمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتحقيقات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح امس في مقر اللجنة الدولية، انتهت ليلاً على قرار قضائي لبناني يلبي توصية رئيس اللجنة ديتليف ميليس بتوقيف احترازي لكل من المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج والمدير السابق لمخابرات الجيش اللبناني العميد ريمون عازار وقائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان والنائب السابق ناصر قنديل. من جانبها، لم تكن السلطات الرسمية السياسية والقضائية والامنية تعلق على ما يدور في "المونتفردي".‏

أما عائلات الضباط الموقوفين فكانت على اتصال بين الوقت والآخر بضابط ارتباط ألماني من لجنة التحقيق ليفيدها بآخر التطورات، لينتهي الليل على خبر نقل "المشتبه بهم" الى نظارة توقيف تابعة لقوى الامن الداخلي ريثما يصار اليوم الى تحويلهم الى النيابة العامة التمييزية التي سوف تحيلهم مع ملف التحقيقات الى المحقق العدلي الياس عيد ليجري تحقيقات واسعة معهم قبل اتخاذ الإجراء القانوني المقتضى بين إخلاء السبيل أو إصدار مذكرات توقيف وجاهية بحقهم.‏

وتابعت "السفير" انه اذا كان لبنان قد انشغل منذ فجر امس بالتطور المذهل في عمل لجنة التحقيق، فإن الوسط السياسي ركز على الابعاد السياسية لهذه الخطوة، لا سيما بعدما سارع النائب وليد جنبلاط من باريس ليختصر المشهد قائلا: "الرئيس اميل لحود انتهى، ولا بد إذاً من الشروع في البحث عن رئيس جديد، كما لا بد لحكومة فؤاد السنيورة من رفع سقف التحدي، مع وجوب الإعداد لما بعد تقرير ديتليف ميليس حفاظاً على وحدة واستقرار لبنان وسوريا بغض النظر عمن يحكم في دمشق".‏

في هذه الاثناء، كان مجلس الامن الدولي يجتمع في جلسة سرية ومغلقة ويطلع من مساعد كوفي أنان للشؤون السياسية ابراهيم غمباري على "إحاطة جديدة حول ما يقوم به ميليس في بيروت وحول ما جرى امس بالتحديد" ولاحقاً جرى تسريب معلومات من الاجتماع مفادها أن التوقيفات تمثل تطوراً دراماتيكياً كما قالت المندوبة الاميركية ان باترسون التي نقلت عن غمباري إبلاغه أعضاء مجلس الامن أن "ميليس لم يلق التعاون المطلوب من سوريا حتى بعد اجتماعات جنيف وان غمباري عبر عن قلقه من هذا الوضع".‏

ولحظت "السفير" الاجراءات التي اتخذت ًفقد ، كانت مجموعات من أعضاء لجنة التحقيق الدولية برفقة عناصر من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي قد داهمت فجر امس منازل السيد والحاج وعازار وقنديل واصطحبت ثلاثة منهم الى مقر لجنة التحقيق بينما جرى الاتصال بالنائب قنديل الموجود في دمشق وإبلاغه ضرورة العودة والمثول أمام اللجنة. فيما كانت اللجنة قد أرسلت بطلب العميد حمدان قبل ليلة للمثول أمامها، وبعدها بدأت التحقيقات مع أربعة من الموقوفين بينما وصل النائب قنديل بعد الظهر لينضم اليهم. وكان المحقق الدولي قد زار صباحاً الرئيس فؤاد السنيورة ووزير العدل شارل رزق والنائب العام التمييزي سعيد ميرزا وأطلعهم على ما يحتاجه من وقت لإجراء التحقيقات، بعدما كان قد استحصل من ميرزا على إذن بإحضارهم وتفتيش منازلهم وهو ما طلب الى قيادة قوى الامن الداخلي تنفيذه وما حصل فعلا.‏

وبعدها عقد الرئيس السنيورة مجموعة اجتماعات قضائية وأمنية قبل أن يعلن في مؤتمر صحافي أن ميليس استدعى هؤلاء الى التحقيق بصفة "مشتبه بهم"، الامر الذي أكدته لجنة التحقيق لاحقاً ببيان صدر عن المركز الاعلامي للامم المتحدة.‏

وقال السنيورة: "ان الخطوة تأتي في سياق عمل لجنة التحقيق الذي لم يكتمل بعد. وأؤكد مجدداً على ثقتنا الكاملة بعمل اللجنة وبالقاضي ميليس الذي أكدنا له دعمنا وتعاوننا الكاملين مع اللجنة الدولية لمعرفة الحقيقة. وأتوجه مرة أخرى إلى جميع اللبنانيين ليكونوا على ثقة بأن لبنان بخير وان الدنيا لن تنقلب إلا على رؤوس المجرمين".‏

أما وزارة العدل فقد وزعت بياناً علم لاحقاً أن ميليس اطلع عليه مسبقاً وفيه ان "ميليس تعهد بإطلاع النائب العام التمييزي على نتائج التحقيق مع الاشخاص المذكورين أعلاه، والادلة المتوافرة بحقهم، واقتراح اللجنة بشأنهم، تاركاً للقضاء اللبناني اتخاذ القرار المناسب في ضوء القوانين اللبنانية وقرار مجلس الامن الدولي رقم 1595 ومذكرة التفاهم الموقعة بين هيئة الامم المتحدة والجمهورية اللبنانية". وفي وقت لاحق أعلن المركز الإعلامي للأمم المتحدة في بيروت أن ميليس "سيعقد مؤتمراً صحافياً في الحادية عشرة من قبل ظهر غد الخميس في فندق كورال بيتش الجناح".‏

ونقلت "السفير" ردود الفعل السياسية، فكان موقف النائب سعد الحريري من باريس حيث يقيم لأسباب أمنية، الذي وصف ما حصل بأنه "خطوة مهمة على طريق بداية تحقيق العدالة لكشف الحقيقة في هذه الجريمة النكراء". وكرر الحريري "الثقة بلجنة التحقيق الدولية وبرئيسها الذي يعمل ليلاً ونهاراً لكي يكشف حقيقة من قتل الرجل العربي اللبناني رفيق الحريري"، لافتاً إلى أن "وحدة اللبنانيين ظهرت من خلال إصرارهم في 14 آذار على معرفة الحقيقة كاملة، ومن قتل رفيق الحريري والذي حاول من خلال هذه الجريمة أن يقتل لبنان وعروبة لبنان قد فشل".‏

أما النائب جنبلاط فقد عقد لقاءين مع الحريري وقال في حديث "ان لحود انتهى، ونحن نريد رئيساً جديداً بمواصفات الطائف، طائف رفيق الحريري، ويكون داعماً للمقاومة ويريد لبنان عربياً ويؤكد على العلاقة المميزة بسوريا بغض النظر عمن يحكم في دمشق". وتوقع جنبلاط: "أن تسقط رؤوس كبيرة في لبنان وخارج لبنان".‏

وكان لافتاً في مواقف الامس ما أعلنه الرئيس اميل لحود أمام وفد من الكونغرس الاميركي، اذ دعا الى انتظار نتائج عمل لجنة التحقيق الدولية "حتى اذا ما توافرت أدلة ثابتة يحال المشتبه بهم إلى المحكمة لأن المتهم يبقى بريئاً حتى تثبت إدانته".‏

وسئل عن استدعاء العميد حمدان فأجاب: "إنه من أفضل ضباط الجيش اللبناني، وأنقذ حياتي مع مجموعة من رفاقه الضباط من كل الطوائف حين وقعت أحداث في العام 1983. وأسندت إليه مهمات حساسة ودقيقة مثل حماية قادة الدول العربية والعالمية في القمة العربية والقمة الفرانكوفونية". وفي سياق اليوم الامني القضائي الطويل امس، علم أن الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني استدعت امس الضابط في لواء الحرس الجمهوري العقيد جمال مواسي والضابطين في جهاز أمن الدولة العميدين فيصل الرشيد وخضر الطويل وشقيق قائد الحرس الجمهوري ماجد حمدان، وذلك بناء لإشارة من النيابة العامة على "اثر توافر معلومات عن اجتماع عقدوه في أحد مكاتب أمن الدولة للبحث في تداعيات اعتقال حمدان الذي تربطه علاقات عمل وقربى وصداقة بالحاضرين" على ما ذكرت معلومات قضائية، قبل أن يتم الإفراج عنهم مساء "بعدما تبين أن الاجتماع ليس على هذا المستوى من الاهمية" حسب المصادر نفسها.‏

وتابعت "السفير" : وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن اغتيال الحريري شكل "لحظة رهيبة" مكنت الشعب اللبناني من التوحد واستعادة سيادته. وأضاف، تعليقاً على التوقيفات، إن "الشعب اللبناني يستحق أن يعرف ماذا حصل".‏

ورحب بجهود ميليس في المضي في التحقيق إلى نهايته، مشيراً إلى أنه لا يزال لدى الولايات المتحدة "قلق مستمر من وجود عملاء سوريين في لبنان". والتقى المبعوث الدولي تيري رود لارسن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس لكن أيا من الطرفين لم يدل بأية معلومات بشأن المحادثات. وأعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، المندوب الياباني كينزو اوشيما، أن ميليس سيعقد مؤتمرا صحافيا غدا الخميس في بيروت. وقال اوشيما إن مجلس الامن استمع أمس خلال جلسة مغلقة لتقرير بشأن اخر تطورات التحقيق حول اغتيال الحريري.‏

وأضاف أوشيما أن "أعضاء مجلس الأمن اخذوا علما بمضمون هذا التقرير المتعلق باعتقال بعض الشخصيات من قبل السلطات اللبنانية". وأشاد الأعضاء باي "تقدم في عمل لجنة التحقيق واعربوا عن أملهم في ان يثبت تقريرها النهائي الوقائع بشكل صلب". وأوضح اوشيما ان "المجلس كرر دعوته الاسرة الدولية للتعاون كليا مع اللجنة"، مشيرا إلى أن هناك "احتمالا" أن يطلب ميليس تمديد التفويض المعطى له والذي ينتهي منتصف أيلول المقبل. أما مساعدة المندوب الاميركي لدى الامم المتحدة، آن باترسون، فقالت من جهتها إن "اعتقال اربعة اشخاص في وقت قصير هو تطور مذهل جدا ويصب في مصداقية ميليس وفريقه وفي مصداقية الامم المتحدة".‏

واضافت ان "هؤلاء الرجال يقيمون منذ زمن طويل علاقات مع سوريا"، مضيفة انه بموجب التقرير الذي استمعت اليه في مجلس الامن أمس، فان سوريا "ما زالت لا تتعاون" مع اللجنة حتى بعد اجتماع جنيف. وأوضحت باترسون، نقلا عن الإحاطة التي قدمها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غمبري إلى مجلس الأمن، أن "التعاون (السوري) اقتصر على طلب رسائل مكتوبة وهذا غير مقبول".‏

وقالت باترسون إن "مصطفى حمدان ليس محتجزا ولكن يتم استجوابه". وأضافت أن "الأربعة الآخرين قيد الاعتقال ويتم استجوابهم"، مشيرة إلى أنه لم يتم إطلاع مجلس الأمن على سبب عدم اعتقال حمدان كما لم تتم مناقشة التداعيات السياسية لتلك الاعتقالات.‏

2006-10-28