ارشيف من : 2005-2008

صدور أول قرار قضائي لبناني يقضي بإعدام شارون وبيريز في جرم القتل وارتكاب اعمال ارهابية

صدور أول قرار قضائي لبناني يقضي بإعدام شارون وبيريز في جرم القتل  وارتكاب اعمال ارهابية

أصدر القضاء اللبناني حكماً هو الأول من نوعه في لبنان والعالم قضى بإعدام رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي الحالي أرييل شارون ورئيس الحكومة الأسبق شيمون بيريز لارتكبهما مجازر بحق اللبنانيين بالدعوى التي تقدمت بها المحامية مي الخنساء بوكالتها عن رضى محمد عباس فرحات وحسين علي شرف الدين.‏

وأعلنت المحامية صدور القرار في مؤتمر صحافي عقدته قبل ظهر اليوم في دار نقابة الصحافة، وقالت "ان قاضي التحقيق الأول في النبطية محمد بري أصدر قرارا ظنيا قضى بإعدام مجرم الحرب وزعيم الارهاب وقائد الصهاينة ارييل شارون وشريكه شمعون بيريز "بجرم جناية القتل المنصوص عنها في المادة 549 عقوبات وجناية ترؤس عصابات مسلحة لاجتياح بلدتي عربصاليم والطيبة المنصوص عنها في المادة 309 عقوبات وجناية وارتكاب اعمال ارهابية قضت بموت اشخاص المنصوص عنها في المادة 315 عقوبات وجناية تأليف عصابات مسلحة بقصد التعدي على الاشخاص والاموال والقتل المنصوص عنها في المادة 336 عقوبات. وقالت المحامية الخنسا: "ان ما ارتكبه المجرمين الارهابيين شارون وبيريز من جرائم قتل ودمار وتشريد وتهجير بحق العرب وخصوصا بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني لم يحرك ساكنا لدى العالم الغربي الذي يتغنى بالحرية وحقوق الانسان ولم يحاكم العالم الغربي حتى هذا التاريخ اي من المجرمين الارهابيين، وان يكن يوجد لدى القضاء الاوروبي دعوى قيد النظر ضد هؤلاء السفاحين. وكان القضاء اللبناني كالشعب اللبناني كالمقاوم اللبناني سباقا بقول كلمة الفصل بهذه القضية التي حاول الصهاينة ان يمحوها من ذاكرة التاريخ".‏

وأكدت الخنسا أنها "لم ولن لن تتراجع وأنها سوف تواصل نشاطها من أجل متابعة هذه القضية في سبيل الوصول الى الهدف"‏

ثم وزعت المحامية الخنساء نسخة عن القرار الظني الذي صدر ضد الارهابيين شارون وبيريز بالدعوى التي تقدمت بها المحامية الخنساء بوكالتها عن السيدين رضى محمد عباس فرحات وحسين علي شرف الدين، وفي ما يلي نص القرار:‏

" نحن محمد بري قاضي التحقيق الاول في النبطية، بعد الاطلاع على الادعاء المباشر المقدم من المدعيين رضى محمد عباس فرحات وحسين علي شرف الدين بواسطة المحامية مي الخنساء وعلى مطالعة النيابة العامة الاولى، تبين انه اسند الى المدعى عليه:‏

1- الارهابي ارييل شارون- تولد 1928(المشهور باريك)، والده صموئيل والدته فيرا.‏

2- الارهابي شمعون اسحاق بيريز- تولد 1923 روسيا البيضاء والدته سارة.‏

3- كل من يظهره التحقيق. بجرم ارتكاب مجازر وهدم املاك.‏

وبنتيجة التحقيق:‏

1- في الوقائع:‏

بتاريخ 14/6/2002 اجرى مكتب مكافحة الارهاب وذلك بموجب المحضر رقم 465/302 وبناء على استنابة من دائرتنا صادرة بتاريخ 3/6/2002 لاجراء كافة التحقيقات والتحريات السرية والعلنية لبيان الافعال الجرمية التي ارتكبها المدعى عليهما الارهابيان ارييل شارون وشمعون بيريز في لبنان لا سيما بالمدعيين رضى محمد عباس فرحات وحسين علي شرف الدين وبيان الاشخاص الذين نفذوا قرارات واوامر المدعى عليهما تحقيقا اوليا، حيث افاد المدعي رضى محمد عباس فرحات بانه تاريخ 7/6/1986 الساعة الثامنة مساء واثناء وجوده في المقهى الذي يستثمره في بلدته عربصاليم وكان ولداه سمير 1971 ووائل 1974 سقطت قذيفة امام المقهى مصدرها نيران العدو الصهيوني في تلة السويداء وقد ادت الى استشهاد ولديه سمير ووائل وهذه الجريمة النكراء تركت في نفسه آلاما واوضح بأنه لا يعرف الاشخاص الذين نفذوا الجريمة الا انه ومن الواضح انها من تخطيط العدو الصهيوني. وتبين ان قسم المباحث الجنائية الخاصة وبناء على استنابة حضرة مفوض الحكومة المتضمنة القيام بالتحريات والاستقصاءات السرية والعلنية اللازمة وجمع كافة المعلومات على المجازر التي ارتكبت في مخيمي صبرا وشاتيلا وفي امكنة اخرى في لبنان وما رافقاها تفرع من تلك المجازر من جرائم تدمير وتخريب وقتل.‏

حيث تبين من خلال استماع افادة المدعي علي شرف الدين بموجب المحضر رقم 23/302 تاريخ 1/8/2001 وذلك ليلا انه اقتحم منزله في الطيبة فرقة كومندوس من الجيش الاسرائيلي واغتالت والده وشقيقه، ثم قامت بهدم المنزل. واثناء تنفيذ عمليتهم صادفوا شابا من البلدة يدعى محمود محمد قعيق حيث قاموا بتصفيته. واثناء الاجتياح العدو الاسرائيلي عام 1992 هدم منزله مرة ثانية من قبلهم وقد ادعى على قادة العدو ومن بينهم بيريز، ولدى التحقيق الاستنطاقي مع وكيلة الجهة المدعية انها كررت مآل الشكوى المباشرة ضد المدعى عليهما.‏

2- في الادلة: تأيدت هذه الادلة في الوقائع التالية:‏

- بالادعاء المباشر.‏

- بالمحاضر والاستنابات.‏

- بأقوال الجهة المدعية بواسطة المحامية مي الخنساء. - بمجمل اوراق هذه الدعوى.‏

3- في القانون:‏

حيث ان فعل المدعى عليهما على النحو المبين ومن معطيات التحقيقات يؤلف جناية القتل المنصوص عنها في المادة 549 عقوبات وجناية ترأس عصابات مسلحة لاجتياح البلدتين المنصوص عنها في المادة 309 عقوبات وجناية وارتكاب اعمال ارهابية قضت بموت اشخاص المنصوص عنها في المادة 315 عقوبات وجناية تأليف عصابات مسلحة بقصد التعدي على الاشخاص والاموال والقتل المنصوص عنها في المادة 336 عقوبات. لذلك، تقرر وفقا للمطالعة:‏

- اعتبار فعل المدعى عليهما الارهابيين ارييل شارون وشمعون بيريز المبينة كامل هويتهما اعتمده من نوع الجنايات المنصوص عنها في المواد 549 و309 و315 و336 عقوبات.‏

- تدريكهما الرسوم والنفقات.‏

- ايداع الاوراق لجانب النيابة العامة لايداعها المرجع الصالح.‏

والقى سفير المنظمة العالمية لحقوق الانسان في لبنان علي عقيل خليل كلمة اشار فيها الى "ان "اسرائيل" لا زالت تحاول ان تظهر نفسها كدولة محبة للسلام ساعية الى طمس تاريخها الاسود الحافل بالجرائم والمجازر والعجيب ان يتحدث المجرم شارون عن السلام وهو صاحب الرقم القياسي في المجازر".‏

واشاد خليل بالحكم والمطالبة بمحاكمة دولية تحاكم مجرمي الحرب الصهاينة ابتداء من المجرم شارون الى بيريز ونتنياهو وباراك وكافة المجرمين الصهاينة، داعياً إلى "ان نعمل على ابقاء ذكرى هذه الاحداث والمجازر اللاانسانية حية في ذاكرة الامة بكل الوسائل المتاحة".‏

شهادات للمدعيين‏

ثم روى رضا محمد فرحات شهادة عن فقدانه لزوجته ولأولاده. وقال:" اروي لكم الحادثة المؤلمة المفجعة، حادثة مقتل اولادي سمير ووائل على يد السفاح شارون والسفاح شيمون بيريز ورجال العصابة التابعين لهم، ما افظعها من فاجعة مروعة لي ولزوجتي ولأولادي.‏

وقال "بتاريخ 17/6/1986 الساعة الثامنة مساء اعطى المسؤولون الصهاينة اوامرهم فسقطت قذيفة امام منزلي، ولدى تفقدنا اولادنا سمير ووائل وجدناهم يتخبطون بالدماء مقطعة اوصالهم، وهذا المشهد ورغم مرور اكثر من واحد وعشرون سنة ما زال امامي لا يهدأ لي ولا لزوجتي بال ولا تعرف عيوننا النوم، فصورتهم وارواحهم داخل المنزل.‏

وطالب بدعم "هذه القضية لتنفيذ الحكم في حق شارون وبيريز".‏

وقدم حسن علي شرف الدين شهادة شرح فيها ملابسات المجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في حقه وعائلته، وقال: بدأت قصتي مع العدو الصهيوني بليل 1/1/1975 في بلدتي الطيبة في الوقت الذي كان فيه العالم اجمع بودع سنة ويستقبل جديدة، هذه الليلة المشؤومة اجتاحت جحافل من جيش العدو الصهيوني منزل والدي في بلدة الطيبة وحاصرته. كيف اصف المشهد في تلك الليلة. وجوه مخيفة مرعبة ممزوجة بظلام الليل الدامس، عيون حاقدة ملؤها الشر والاجرام والارهاب وكاننا فريسة لذئاب متوحشة. كل الذي اذكره ان منزل العائلة محاصر من جميع جهاته جنود تعدادهم حسب اعتراف العدو 200 جندي، دام زهاء 45 دقيقة تقريبا. بذلنا الكثير من الجهد انا ووالدي واخوتي للدفاع عن انفسنا في معركة غير متكافئة. ماذا اقول عن هذا الهجوم الارهابي الحاقد الذي كانت نتيجته مأساوية جدا. استشهد (والدي علي حسين شرف الدين 48 سنة واخوتي: عبدالله 18 سنة وفلاح 16 سنة) برصاص حب القتل والغدر. هل يتخيل احدكم انني ارفع جثة والدي من تحت الانقاض بلا رأس واخي عبدالله مصاب في عنقه مذبوح من الوريد الى الوريد. في تلك الليلة بالذات بدأت قصتي وقصة هذا الوطن المقاوم. وعلى اي حال، وفيما لو اردنا استعراض كل جرائم ومجازر العدو الصهيوني وعلى مدى اعوام احتلاله لوطننا وارضنا لحسبنا ان اسفل الدنيا لن تسعها".‏

الدكتور جوني‏

وختم المؤتمر بكلمة للدكتور في الجامعة اللبنانية في مادة القانون الدولي حسن الجوني فنوه بالدور الذي تقوم به المحامية الخنساء في مقارعة العدو الصهيوني في جبهة النضال القانوني، معتبرا "ان المعركة القانونية مهمة جدا، ولكنها في الوقت ذاتها من اصعب المعارك كون العدو الصهيوني استطاع ان يسيطر على الكثير من المحافل القانونية الدولية، كما استطاع ان يغير في الرأي العام الدولي لمصلحته". وربط الدكتور جوني بين ميزان القوى السياسي والعسكري وبين المعركة القانونية حيث اعتبر "ان دون تغيير في ميزان القوى العسكري والسياسي لا فائدة من المعركة القانونية".‏

وركز على "اهمية المقاومة"، واكد "أن هناك ضرورة ان لا يتحول العدو الصهيوني الى خصم قانوني، فهو ما زال محتل الارض، والاخطر احتلاله التاريخ."‏

وشرح الدكتور جوني تفاصيل الاجراءات القانونية والصعوبات التي يلاقيها فريق العمل المعني بهذا الموضوع.‏

المحرر المحلي +"الوطنية"‏

2006-10-28