ارشيف من : 2005-2008

الموفد السوداني زار النائب العماد عون اسماعيل: نحرص على علاقة جيدة بين لبنان وسوريا تقوم على اسس ثابتة

الموفد السوداني زار النائب العماد عون اسماعيل: نحرص على علاقة جيدة بين لبنان وسوريا تقوم على اسس ثابتة

واصل الموفد الخاص للرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل جولته على المسؤولين اللبنانيين ضمن إطار المبادرة السودانية لتحسين العلاقات بين لبنان وسوريا. وبعد لقاءاته أمس مع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود والأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني والبطريرك الماروني بطرس صفير، زار الموفد السوداني رئيس كتلة الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون في دارته في الرابية.‏

وأشار إسماعيل بعد الزيارة إلى التوترات في المنطقة لافتاً إلى أن الرئيسالسوداني عمر البشير يجري اتصالات مع القادة والرؤساء العرب, ويحرص على محاصرة هذه التوترات وان يكون الدور عربيا ويمنع التدخلات الاجنبية".‏

وقال " ان اللقاء مع العماد عون تطرق اولا الى مسيرة الحوار اللبناني اللبناني، من المعروف انها بدأت ودخلت الان في مناقشة قضايا هي الاكثر تعقيدا, ونحن من جانبنا, كدول عربية نبارك مثل هذه المسيرة وجاهزون لخيارات وبدائل في حال توقف الحوار حتى لا يحدث فراغا يتأذى منه لبنان".‏

واشار الى "ان العماد عون اكد ان الحوار يجب ان يستمر, وهو سيشارك شخصيا في جلسات الحوار المقبلة. وانه يتوقع من الحوار اللبناني ان يعالج المشكلات رغم صعوبتها وتعقيداتها. ونحن كذلك نسعى اليه ونريد ان ينجح الحوار ونضع في الاعتبار هذه الرؤية التي يتبناها العماد عون".‏

وقال: "تطرقنا ايضا للعلاقات اللبنانية السورية. والعماد عون يؤمن بعلاقة متميزة بين سوريا ولبنان قائمة على الاخوة والاحترام المتبادل بين دولتين تربطهم علاقة خاصة. ونحن كدول عربية نحرص ان تكون العلاقة جيدة بين لبنان وسوريا، تقوم على اسس واضحة وثابتة وتبادل مصالح واحترام متبادل, ونحرص جدا على ازالة العقبات".‏

اضاف: "من خلال هذه الزيارة, والتنقل بين دمشق وبيروت, نريد ازالة العقبات التي تقف في وجه بناء الثقة بين البلدين. من المهم بناء الثقة بين البلدين بالتدريج, ومنها تبادل الزيارات, ونحاول ان تستأنف العلاقات بين البلدين, وان تناقش كل القضايا على طاولة البحث ليصل لبنان وسوريا الى فهم مشترك".‏

وقال: "العماد عون يتفق معنا تماما, ليستمر هذا الجهد, وأنه لا بد من تهدئة اعلامية وسياسية حتى تنجح اللقاءات التي نحرص على ترتيبها".‏

وسئل إسماعيل هل لمستم من الرئيس الاسد عدم الاعتراف بسيادة لبنان؟‏

اجاب: "الرئيس الاسد كان واضحا جدا, فقد ذكر لي بالحرف الواحد, ان لبنان القوي هو قوة لسوريا, ولبنان الضعيف هو ضعف لسوريا. لبنان قوي ومستقر وتقوم بينه وبين سوريا علاقات مشتركة دون تدخل في الشؤون الداخلية للغير الا في اطار المؤسسات القائمة بين البلدين".‏

واوضح "علينا لكي ننطلق ان نهيء الاجواء, فالرئيس بشار ليس لديه اي مشكلة في عملية تمثيل ديبلوماسي ويصر انه حريص عليها. حتى قضية مزارع شبعا فأن وزير خارجيته فاروق الشرع اعلن ان المزارع لبنانية. وقد قاموا بخطوات وهم على استعداد ان يسيروا في هذا الاتجاه".‏

سئل: ماذا ينتظرون من اللبنانيين اذا؟‏

اجاب: "يمكن ان نقول ماذا ينتظر اللبنانيون منهم؟ السوريون ليسوا في طريق توتير الاجواء بين دمشق ولبنان. ويريدون مثل هذا التعامل من لبنان. الخطوة يجب ان تأتي الان من لبنان".‏

سئل: هل الزيارة المرتقبة من قبل الرئيس السنيورة تأتي في خانة المجلس الاعلى اللبناني- السوري؟‏

اجاب: "الحرص على المؤسسات لا يمنع زيارات المسؤولين. والمطلوب تنشيط المؤسسات, وهذا يكون مقدمة لزيارة رئيس الوزراء. نحن نريد ان تكون حركة متواصلة بين بيروت ودمشق".‏

سئل: اللبنانيون في حالة ترقب خصوصا وان هناك قرارا سيصدر عن مجلس الامن وتقرير برامرتس؟ الى اي مدى يتعلق نجاح مبادرتكم بموضوع الترقب؟‏

اجاب: "التهدئة مطلوبة من الطرفين. والاعلام حر. ولكن على الاقل على مستوى الوزيرين والوزراء, نريد قدرا مقبولا من المسؤولية في التصاريح, حتى عندما يلتقون يصبح بامكانهم اللقاء في جو طيب. ونحن لا نتدخل في شؤون الاعلام. ومبادرتنا منذ البداية قائمة على فصل التحقيق عن العلاقات اللبنانية ـ السورية والحوار اللبناني اللبناني. وارجو الا يربط احدهم العلاقات بين البلدين بملف التحقيق, لان ملف التحقيق قد يأخذ وقتا, فلا نريد ربط العلاقات بمدى التحقيق". سئل: بعض اللبنانيين يرون ان اللجنة الامنية اللبنانية السورية تضر بالمصالح اللبنانية؟‏

اجاب: "هذا يمكن ان يطرح للنقاش. نحن نحتاج الى بناء الثقة, ويمكن ان يتم تدريجيا".‏

سئل: لقد كانت علاقات متوترة بين اللبنانيين في قمة الخرطوم, هل لمست ان التوتر لا يزال قائما اليوم في زيارتك الى لبنان؟‏

اجاب: "هذا جزء من سعي, الا يكون التوتر بين اللبنانيين, فالدستور يحدد واجبات كل مسؤول, فالرئيس السنيورة اكد انه ملتزم بالدستور, انا اشهد ان هناك تحسنا في العلاقات بين المسؤولين اللبنانيين يجعلني اشعر بقدر من التفاؤل, وان هذا التوتر في طريقه الى الحل. انا متفائل لان الازمة لا تأخذ صبغة طائفية كما يجري في بلدان اخرى. وان هناك اصطفافا سياسيا, فمثلا التيار الوطني الحر لديه علاقة مع حزب الله ومع احزاب اخرى".‏

اضاف: "هذا يعني ان القضية ستعالج ضمن الحوار السياسي. هذه ايجابية، والايجابية الثانية ان هناك حوارا لبنانيا لبنانيا دون دخول طرف ثالث. والايجابية الثالثة هي الالتزام بالدستور اللبناني وبالديموقراطية, بخاصة اننا نقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية, وما يهمنا هو ان يبقى لبنان تفاحة ومأوى للعرب وللبنانيين".‏

سئل: هل مبادرتكم هي سودانية فقط او عربية من خلالكم؟‏

اجاب: "نحن على اتصال بشكل يومي مع امين عام جامعة الدول العربية, وقبل التحرك من الخرطوم، وعند عودتي ستكون الدول العربية في الصورة من هذا التحرك".‏

المحرر المحلي ـ"الوطنية"‏

2006-10-28