ارشيف من : 2005-2008
السيد فضل الله: ليس أمام اللبنانيين إلا الوحدة والقرارات الدولية محاولات لاختراق الصمود الداخلي

قال آية الله السيد محمد حسين فضل الله "إن المشكلة الكبرى تكمن في أن ثروات الأمة تسرق مرتين، الأولى عندما يضع الاستعمار والاستكبار يده عليها بشكل مباشر، والثانية عندما يتحكم هذا الاستعمار بطريقة تسويقها والإفادة من عائداتها والتدخل حتى في مسألة الحجم الذي ينبغي أن يتم استخراجه من هذه الثروات تبعا لأسواقه الخاصة ولمتطلباته ومصالحه الذاتية. إننا نلاحظ أن ثرواتنا التي تسرق باتت تمثل ورقة بأيدي الناهبين الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، التي لا تكتفي بنهب هذه الثروات على النحو الذي تقوم به شركاتها التي توظف بعض المسؤولين الأميركيين فيها كشركة هيلبرتون وغيرها، بل تعمد إلى التحكم بما هو في باطن الأرض من هذه الثروات ليكون الاحتياط النفطي كما هو الحال في العراق هو احتياط سياسي واقتصادي لمصلحة الإدارة الأميركية بما يمكنها من تكثيف ضغوطها على دول الاتحاد الأوروبي وعلى الصين واليابان وغيرها لتكون هذه الثروات بمثابة النقمة على أصحابها الحقيقيين والنعمة على المستكبرين، في ظل حال السقوط التي تعيشها الدول العربية والإسلامية. ولعل حال السقوط هذه ساهمت في وضع الاحتياط المالي العربي في البنوك الأميركية أيضا لتتحكم أميركا باحتياطاتنا النفطية والمالية على السواء". واضاف السيد فضل الله خلال ندوته الأسبوعية "أن القرارات الدولية التي باتت تصدر بالجملة والتفصيل وتستهدف الدول التي تحمل في حركتها وتوحي في شعاراتها ممانعة للخط السياسي الأميركي هي الحلقة الأخرى التي تستكمل من خلالها الإدارة الأميركية محاولاتها المتصاعدة لمصادرة القرار السياسي بعد مصادرتها للاحتياطات الاقتصادية والثروات الطبيعية للأمة. ولذلك، فإننا نضع ما صدر ويصدر عن مجلس الأمن من قرارات، سواء تلك التي استهدفت لبنان وسوريا أو التي ستستهدفهما، وكذلك ما يحضر ضد إيران في نطاق الحلقة الأخيرة من حلقات الاستهداف المباشر، والتي من شأنها أن تقود إلى توسيع نطاق الفوضى في المنطقة، إلا أنه من شأنها أيضا أن تتحول إلى مقبرة حقيقية للمشروع الأميركي الذي بات يترنح بين خياري التقهقر أو الدخول في مغامرة جديدة يعرف أصحابها أنها ستكون مكلفة على جميع المستويات". وختم "ولذلك، فليس أمامنا في لبنان إلا الوحدة في مواجهة هذا الواقع الذي لن يجد سبيلا سهلا يسلكه لتغيير صورة البلد ولا يملك المعطيات العملية للتغيير من الداخل، وإن كان يضغط ويهول من بعيد بالقرارات التي يمكن أن تشكل حالا تراكمية في الحسابات ولكنها أعجز من اختراق حال الصمود والثبات الداخلي. إننا في الوقت الذي لا نهون من إمكانيات أميركا وأوراقها، إلا أننا نعرف في المقابل أن ثمة إمكانيات كبرى وطاقات ضخمة في الأمة إذا أحسنا توظيفها وتحريكها نستطيع من خلالها ان نعيد الحسابات الأميركية والإسرائيلية إلى نقطة الصفر، لتبدأ محاولات تغيير الواقع القائم من جديد وبافاق وطموحات جديدة".