ارشيف من : 2005-2008

الرئيس كرامي عرض مع السفير الإيراني التطورات في المنطقة: القرار 1559 قسم اللبنانيين والأوضاع تنذر بشر مستطيل

الرئيس كرامي عرض مع السفير الإيراني التطورات في المنطقة: القرار 1559 قسم اللبنانيين والأوضاع تنذر بشر مستطيل

استقبل الرئيس عمر كرامي قبل ظهر اليوم في، منزله في محلة الرملة البيضاء في بيروت، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود الادريسي واستمر اللقاء اكثر من ساعة.‏

وبعد اللقاء، قال السفير الادريسي: "كانت مناسبة طيبة للغاية جمعتنا بالرئيس عمر كرامي وتحدثنا معه في الامور كافة ذات الاهتمام المشترك، كما كانت هناك جولة أفق حول مجمل التطورات الحاصلة في المنطقة". أضاف: "وكان هناك توافق تام في وجهات النظر مع الرئيس كرامي، على ان كل هذه الضغوط الأميركية التي تمارس على هذه المنطقة، وخصوصاً على دول، مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا ولبنان، وهدفها هو تأمين البقاء والأمن اللازمين للكيان الصهيوني". تابع "ولكن في المقابل، نحن نعتبر ان الامر الاساسي الذي يبعث على الأمل في هذه المنطقة، هو ان هناك حالة من الصحوة وحالة من النهضة لدى الرأي العام العربي والاسلامي وعموما لدى شعوب هذه المنطقة كافة، وهذا الرأي العام الذي بات يعرف اليوم اكثر من أي وقت مضى كل المرامي التي تنطوي عليها المشاريع والسياسات الاميركية التي لا تريد ان تخدم الا المصالح الخاصة بالكيان الصهيوني".‏

بدوره قال الرئيس كرامي "لقد استعرضنا مع السفير الأوضاع في لبنان وفي المنطقة، فوجهة نظرنا وكما تحدثنا في السابق، وهي ان القرار 1559 قد قسم لبنان الى قسمين، وقد أعلنا ذلك منذ البدايات. وكل يوم يمر يؤكد هذا الانقسام وعمقه، فلا شك ان الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية اليوم خطيرة وتنذر بشر مستطيل، ولا شك في أن اللبنانيين جميعهم وعلى الرغم من الانقسام بينهم يتوحدون حول هذه الرؤية وهي الخوف والقلق على المستقبل". اضاف الرئيس كرامي:"ان ما يحدث اليوم في لبنان هو نتيجة صراع دولي كبير على الساحة اللبنانية، فأنا أكرر ان كل ما ورد في القرار 1559 هي مطالب اسرائيلية قديمة من لبنان، وفي رأيي ان القرار 1559 كله قد صدر من اجل "حزب الله" وسلاحه. ففي البند الاول من الانسحاب السوري قد تم، فهذا الخط الاول في الدفاع عن المقاومة قد سقط. لقد مضت مدة طويلة على الانسحاب السوري ولم تنفذ بقية البنود، فلذلك اليوم الولايات المتحدة الاميركية في الخارج وفي الداخل يضغطون من اجل تنفيذ بقية القرارات وبقية البنود وعلى رأسها سلاح المقاومة". وتابع الرئيس كرامي:"هناك تحالف بين ايران ومعظم القوى السياسية في العراق وسوريا وما يسمى بالخط الوطني في لبنان مع المقاومة، وهناك الفريق الآخر الذي يريد ان يحقق الاستقلال والسيادة الكاملتين والناجزتين بنزع كل سلاح ليس سلاحاً لدى الشرعية اللبنانية، هذا الامر خلق الوضع السياسي المتمثل في ما نسميه اليوم بالازمة الحكومية وباعتكاف ما يسمى ايضا بوزراء الشيعة، فأنني أرى ان الخلافات سواء كانت على جملة او على جمل عدة، قد وصلت الى حائط مسدود، لأن المطالب سواء كانت من الوزراء الشيعة وقياداتهم او من الفريق الآخر خرجت من نطاق السياسة الداخلية ومن الافرقاء السياسيين الداخليين الى النطاق الخارجي، بدليل ان المبادرات التي جاءت من المملكة العربية السعودية وقبلها من جامعة الدول العربية قد عطلت بقرار اميركي، فهذا واضح. ولذلك فإن اميركا اليوم لا تريد لأحد ان يشاركها في لبنان، وطالما انها تعطل كل المبادرات العربية، فانني أرى ان الازمة الوزارية ستطول وهذا يشكل خطرا كبيرا على لبنان خصوصا في هذه الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فلقد دعونا سابقا مرارا وتكرارا، الحكماء في لبنان الى ان يبادروا ويتحركوا قبل ان تستفحل الامور، ولكن مع الاسف استفحلت الأمور، واني لا ارى اليوم اننا داخليا حتى بالحوار قادرين على حل هذه الازمة، فالقضية اصبحت اكبر منا بكثير، ولكن اذا كان اللبنانيون قادرون على خلق قواسم مشتركة في ما بينهم، وأشك في ذلك، والا فسنعاني كثيرا الى ان يتفق الخارج على حل هذه القضية".‏

2006-10-28