ارشيف من : 2005-2008
نصر الله: من يفكر في التخلص من حزب الله واهم.. ولا حرب أهلية

داعياً إلى فتح ملف استعادة مال الدولة المنهوب
ماذا بقي من البيان الوزاري بعدما اعتبر البعض أن إسرائيل ليست عدواً؟
واصل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حملته الدفاعية عن سلاح المقاومة بوجه اقطاب قوى 14 آذار فرد عليهم من دون ان يسميهم، متسائلا عما بقي من البيان الوزاري بعدما اعتبر البعض ان اسرائيل ليست عدوا، وبعدما طار تلاقي ساحتي 8 و14 آذار، والكلام عن العلاقات اللبنانية السورية، والمطالبة بتثبيت لبنانية مزارع شبعا لإعطاء شرعية للمقاومة، ورد على المشككين بشرعية المقاومة بالقول "انت مين لتعطينا الشرعية، وهل يستأذن المجاهدون ممن لا تاريخ لهم اصلا في مواجهة اسرائيل وتحرير الارض؟" وأكد التمسك بشروط تحالف امل وحزب الله للعودة الى الحكومة معتبرا ان الامر ليس مسألة كلمات بل التزام بالبيان الوزاري، مشيرا الى انعدام المشاركة في مجال القرارات الاقتصادية للحكومة، قائلا اننا لا تعرف ما هي الافكار التي ستقدم للمؤتمر الدولي لمساعدة لبنان، مستشهدا بما يجري على صعيد طرح خصخصة قطاع الهاتف الخلوي المنتج لخزينة الدولة. ودعا الى فتح ملف استعادة مال الدولة المنهوب الذي ما زال في لبنان، وقال ساعتها سنستعيد مليارات الدولارات، شكلوا لجنة قضائية نظيفة الكف وابداوا من "حزب الله".
جاء ذلك في كلمة للسيد نصر الله خلال تخريج 1300 كادر جامعي أقامته التعبئة التربوية في حزب الله امس، بحضور النائب سليم عون ممثلا النائب العماد ميشال عون ونواب كتلة الوفاء للمقاومة وحشد كبير من الطلاب وأهاليهم والمواطنين.
استهل نصر الله كلمته بالحديث عن اهمية الدراسة والعلم كجزء من الهوية الحضارية التي ينتمي إليها تيار حزب الله. وأكد على مسؤولية المتخرجين تجاه اهلهم ومواطنيهم وبلدهم.
وقال: أود في هذه المناسبة وعلى عجالة ان اعلق على نقطتين:
أولا: ترتبط بالأزمة الحكومية القائمة، وقد سمعنا في الايام القليلة الماضية من بعض المخلصين النداءات والمناشدات للعودة الى الحكومة، ومن بعض آخر وهؤلاء المخلصون يقولون لنا يمكنكم الاكتفاء بالبيان الوزاري، ومن بعض آخر يقول لنا عودوا واكتفوا بالبيان الوزاري، وكأن المسألة هي مسألة كلمات، وأنا اريد ان اجيب: البيان الوزاري الذي تقولون إنه كاف وان الحكومة ملتزمة به، ماذا بقي من هذا البيان الوزاري وأين هو التزام القوى المشاركة في الحكومة بهذا البيان، اين هو التزام القوى او اغلب القوى المشاركة في الحكومة بهذا البيان. البيان الوزاري يتعاطى مع اسرائيل انها عدو، والبعض يقول ان اسرائيل لم تعد عدواً، ولم نسمع صوتاً يخالفه في ذلك، البيان الوزاري يتحدث عن مزارع شبعا كأرض لبنانية يجب العمل لتحريرها، والبيانات الصادرة عن هيئة المتابعة لقوى 14 آذار تقول ان على المقاومة ان تأتينا بإثباتات على لبنانية مزارع شبعا لنعطيها الشرعية، والحكومة التي انتم اكثريتها هي التي قالت في بيانها الوزاري ان هذه ارض لبنانية والتزمت انها ارض لبنانية. "يؤسفنا ومن نكد الدهر ان نسمع بعض الاشخاص يقول لنا عليكم ان تأتوا بكيت وكيت لنعطيك الشرعية.. أنت مين لتعطينا الشرعية"؟. هل يتصور بعض هؤلاء وهم الذين ناقشوا حتى في بعض النصوص ان المجاهدين على امتداد الصخور في ما لو واجهوا عدوانا اسرائيليا او خرقا اسرائيليا سيتوقعون من يواجه هذا الاعتداء ولن يواجهوا هذا الخرق، هل يتصور حقا هؤلاء ان المجاهدين لم يدافعوا عن اهلهم وشعبهم وقراهم ومدنهم وحقولهم والفلاحين والمزارعين والكبار والصغار في جنوب لبنان قبل ان يأذن لهم هذا او ذاك من الذين لا تاريخ لهم اصلا في قتال اسرائيل ولا في الصراع مع اسرائيل ولا في الدفاع عن هؤلاء الناس.
وأضاف: نحن نسأل ماذا بقي من البيان الوزاري، إذا كانت مزارع شبعا ليست لبنانية، وإسرائيل ليست عدوا وبعد "وقتلى العملاء الذين قصفوا على مدى 23 سنة القرى في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا، وإذا كان قتلى العملاء الذين قصفوا مدينة صيدا ونحن لا ننسى صور الرؤوس المقطوعة في طرقات صيدا، اذا كان قتلى العملاء الذين قصفوا مدينة النبطية وقتلوا اطفال المدارس.. اذا كان هؤلاء شهداء فماذا بقي من البيان الوزاري عندما يصبح قتلى العملاء شهداء؟ أنا اقول لكم بصراحة علينا ان نتوقع ان يأتي يوم يطالبون فيه بتعليق المجاهدين على أعواد المشانق بتهمة الخيانة العظمى في الدفاع عن لبنان وأرض لبنان.
وتابع: ماذا بقي من البيان الوزاري، تلاقي الساحات، هذا ورد في البيان الوزاري يعني "8 آذار" و"14 آذار"، ماذا بقي من تلاقي الساحات في البيان الوزاري ونحن نسمع من هنا وهناك ان هناك إصرارا على ان قوى محددة هي المعنية بتقرير مصير لبنان وليست "قوى 14 آذار"، هم لا يقصون كل القوى المشاركة في 14 آذار، حتى عندما نتحدث عن الحوار يقولون في الحكومة ومن داخل الحكومة وفي اطار القوى المشاركة في الحكومة، أليس هناك تيار عريق شارك في "انتفاضة 1 آذار" وليس موجودا في الحكومة؟ ماذا بقي من تلاقي الساحات وأيضا من عناوين البيان الوزاري؟ العلاقات الطيبة والجيدة والمتينة مع سوريا اين هو هذا عندما يعلن البعض ان سوريا عدو. اليوم في الحقيقة هناك حكومة حازت ثقة المجلس النيابي بناءً على بيان وزاري لا تلتزم القوى المشاركة في الحكومة بشيء من سياساته الاساسية والاستراتيجية، فلا بيان وزاري ولا حكومة ولا من يسألون.
وقال: هذا هو الواقع الآن في البلد، ولذلك نعم يحق لنا ان نتأمل وأن لا نعود كالبسطاء او السذج. اسمحوا لي ان اقول لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين. وبالتالي نحن نصر على ان تكون أي عودة الى الحكومة إذا إردنا ان نعالج ازمة الحكومة، وهناك مخارج اخرى وأنا قلت فلتستقل هذه الحكومة ولتشكل حكومة وطنية. لماذا ممنوع، وبكل بساطة لا يريدون تشكيل حكومة وحدة وطنية لأنهم يفترضون انه سوف يتشكل حكماً ثلث معطل من خارج الحلف الرئيسي الذي يحكم البلد. لا يريدون شركاء آخرين في بناء الوطن والدولة ولا في معالجة الازمات القائمة. وقلت ان لم يكن من الممكن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلنذهب الى انتخابات مبكرة وبعد عشرة ايام من كلامي قالوا نعم ثم قالوا نرفض الانتخابات المبكرة. ما العمل؟ هناك إصرار من فريق ما على انه يريد ان يفرض خياراته على كل لبنان ولا يريد شركاء. نحن لا يمكن ان نصبح أتباعا لأحد ولا موظفين عند احد، نحن نعبّر عن قناعات وآراء شريحة واسعة من الناس، نتحمل مسؤولية ان نعبر عن آرائها وقناعاتها ومصالحها بأمانة.
القرارات الاقتصادية
وتابع: النقطة الثانية: في ما يتعلق بالاكتفاء بما ورد في البيان الوزاري عن المقاومة. في البيان الوزاري كلام واضح ان مهمة المقاومة مواجهة الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية. 90% من النقاش الذي دار حول النصوص الأخيرة، الشركاء يرفضون ان يكتبوا في النص التهديدات الاسرائيلية وهم وافقوا عليها في البيان الوزاري.
وقال: في ما يتعلق بالبند الآخر، الحديث عن شركاء والحديث عن تفاهم حول القضايا الأساسية. المسألة ليست فقط هي مسألة المقاومة. نحن عندما دخلنا الى الحكومة على قاعدة ان الحكومة تريد ان تحمل مسؤولية. وامامنا استحقاقات كبيرة سياسية وامنية الخ.. ونحن كنا قلقين على السياسة التي يمكن ان تتبعها الحكومة لمعالجة المسائل الاقتصادية والاجتماعية، ومن جملة العناوين التي قلنا انه يلزم ان نتفاهم حولها قبل ارسالها الى الحكومة، هي سياسات التعاطي مع الشأن الاقتصادي. حتى اليوم الحكومة لا تملك في ما نعرف ولم تعلن انها تملك خطة اقتصادية. سألنا عن هذا الموضوع قالوا نحن نجهز شيئا، من الذي يجهز شيئا؟ لا نعرف هل قدم حتى الآن خطة لمعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلد؟.
واضاف: البعض يتحدث عن مؤتمرات سوف تعقد في لبنان او كان بعضها سيعقد، بصراحة نحن و"حركة أمل" شركاء في الحكومة، نقرأ عن افكار الحكومة الاقتصادية من الصحف ولم يناقش احد معنا الافكار الاقتصادية لمعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وكأنه يراد وضع خطة تحت الستار او في ظلام الليل ثم يفاجأ بها اللبنانيون جميعا، وعندما تريد ان تعترض يقال لك انت تريد ان تعطل الاصلاح الاقتصادي، وانت تريد افقار الشعب اللبناني، وانت تريد حرمان لبنان من المساعدات الخارجية، ويهجمون عليك على طريقة الحرب النفسية والتهويلية، وأعترف بأنهم يملكون من العدد ومن وسائل الاعلام ومن الاقلام الكثيرة التي تمكنهم من شن هجوم من هذا النوع، ثم تقف انت حائرا. إما ان تدافع عن شعبك وتتهم بالخيانة وإما ان تتخلى عن شعبك فتكون خائنا بالفعل.
وتابع: منذ البداية كنا قلقين والآن نحن قلقون، ما الذي يعد ويحضر على هذا الصعيد؟ ما هي الافكار؟ قيل لنا ستقدم لكم افكاراً، لكن متى؟ قبل يومين من المؤتمر الدولي حيث لا يبقى وقت للنقاش ولا يبقى وقت للحوار لتقديم البدائل؟. اليوم هناك عناوين تتسرب وأنا اذكر بعض نقاط القلق: نحن في نقاش قلنا لهم نحن نوافق على خصخصة بعض القطاعات المتعثرة غير المنتجة. ونقرأ في الصحف جلسات مكثفة لخصخصة قطاع الاتصالات، القطاع الاكثر إنتاجية، اهم قطاع تملكه الدولة في لبنان، ان الجهد الكبير يتركز على خصخصة قطاع الاتصالات. كيف؟ وضمن اي سياسة؟ اين نوقش هذا الموضوع؟ اذا كان هناك قطاع يجلب المال نبيعه؟ الى من؟ هذا اهم شيء نناقشه في ما بعد؟ ونسمع ان هناك افكاراً حول زيادة الضرائب والرسوم على الناس. اهون عمل لجلب المال هو فرض الضرائب. ضمن اي اطار او مشروع تزاد الضرائب؟
وقال: يقولون يجب ان نعمل على تنفيذ بعض الالتزامات بناءً على طلب المجتمع الدولي او البنك الدولي او صندوق النقد من دون ان نرى تجارب الشعوب الاخرى. اي عندما دخلت بعض الدول في هذه التجربة واستجابت للبنك الدولي ماذا حصّلت؟ حصلت الكثير من الوعود من المؤسسات الدولية للحصول على مساعدات. لكن ما هي هذه المساعدات التي حصلت عليها فعلا؟ على ماذا حصل الاردن بعد توقيعه اتفاق وادي عربة؟ وعلى ماذا حصل الفلسطينيون بعد "اتفاق اوسلو" مقابل هذه الالتزامات الكبيرة والهائلة على ماذا حصلوا؟ ما المساعدات التي قدمت إليهم؟ هناك جهات لم تلق السلاح فقط بل تعهدت بأمن اسرائيل وقبلت أمن اسرائيل ومارست أمن اسرائيل. ولكن اين هي الوعود؟
استعادة المليارات
وقال: إذا كنتم كحكومة تملكون الشجاعة والجرأة لبيع القطاع العام والقطاعات الانتاجية فالشجاعة الحقيقية هي في ان تستعيدوا المال العام المنهوب في لبنان، هذه هي الشجاعة الحقيقية؟ نحن لسنا بحاجة الى المساعدات الدولية، وقبل ان نذهب ونأتي بالمساعدات من الخارج، ونقدم التزامات سياسية ومالية واقتصادية للخارج، تزيد بلدنا أعباءً، تعالوا لنستعيد المال العام الذي ما زال موجودا هنا. بشجاعة فعل ذلك سنستعيد مليارات الدولارات. وأنا اقول للحكومة نحن ما زلنا جزءاً منها ابدؤوا بأنفسكم. شكلوا لجنة قضائية من قضاة نظيفي الكف اكفاء ولنفتح هذا الملف وليبدأوا بوزراء "حزب الله"، هذا المال ما زال موجوداً عقارات وقصوراً ومؤسسات يمكن جلبه الى الحكومة.
وأضاف: نحن خلال الفترة الماضية كنا نجيب عن الاسئلة، او ندفع عن ايدينا وعن وجوهنا الاتهامات، وقد ظن بعض الناس بنا ضعفا، وقيل عن كل الخطاب السياسي لنا وعن المقابلات التلفزيونية انها مقابلات دفاعية، صحيح برغم اني دعوتكم في تشييع الشهداء الى الإباء، لكنني أعترف بأنني اضطررت الى التواضع ليس تواضعا عن دعوة الإباء، بل لأننا وجدنا انفسنا في لحظة ان هناك من يضع لبنان على فوهة بركان ويريد ان يفجره. هل علينا ان نساعده في تفجير البركان؟ كلا، نحن لم نكن ضعافا في يوم من الايام. ومن موقع الانتماء والايمان والتوكل ومن موقع القراءة السياسية الميدانية لأوضاع لبنان والمنطقة، لن نكون ضعفاء ولا نصاب بأي وهن إن شاء الله. خلال كل هذه الفترة ندافع وما زلنا ندافع لأننا حريصون على البلد ومناخه ولم شمله، وعلى عدم دفع الامور الى المزيد من التشنج والتوتر والتأزم، وليس من موقع الضعف، بل من موقع القوي الحريص والقوي المؤمن والواثق. إننا نقول في بعض ادعيتنا: "إنما يحتاج الى الظلم الضعيف"، وإنما يحتاج الى الكذب الضعيف، وإنما يحتاج الى التسرع الضعيف وإنما يخاف الضعيف. وأما من كان قويا، بمعزل عن القيم الاخلاقية، فهو ليس بحاجة ليظلم او يكذب او يدفع ببلده الى الهاوية.
وتابع: نحن واثقون من المستقبل، مطمئنون إليه، وكل ما فعلناه حتى الآن هو من موقع الدفاع. وإن شاء الله لا يأتي يوم نضطر فيه الى ان نتكلم، هم في الفترة الماضية قالوا عنا كل شيء، وكل ما يمكن ان يقولوه، جعبتهم نفدت. بالنسبة لنا كانت تجربة جيدة بمعنى اننا في اقصى لحظات التأزم فهمنا ماذا يقول الآخرون عنا، ماذا يقولون "حرامية"؟ لا يستطيعون، فاسدون؟ لا يستطيعون، قطاع طرق؟ لا يستطيعون، كذابون؟ لا، اصحاب فتن داخلية؟ لا يستطيعون، فليفتشوا في تاريخنا الذي نعتز به، هذا التاريخ الذي صنع بالدموع والدم والصبر والجوع. قتلة؟ لا يستطيعون، ان يقولوا عنا قتلة، فليقولوا الجانب المشرق، لا يستطيعون التقرب منه. اقصى ما يمكن ان يقولوه عنكم انكم عملاء سوريا، ماشي الحال، عملاء إيران، انتم تعملون على الاجندة السورية الايرانية؟ اذا تظاهرنا في عوكر فهذا من ضمن الاجندة السورية الايرانية. وإذا تظاهرتم امام السرايا يكون هذا من الاجندة السورية الايرانية. وإذا تكلمتم عن اسرائيل العدو الذي ما زال يحتل أرضا وإسرائيل العدو الذي ما زال يحتجز ما يقارب عشرة آلاف معتقل من فلسطين وأردني وسوري من الجولان المحتل ومن لبنان، وإذا وقفتم لتتحدثوا عن ان اسرائيل عدو ما زال يحتل المقدسات الاسلامية والمسيحية، واذا كنتم تتحدثون عن اسرائيل العدو الذي ما زال يقتل الفلسطينيين كل صباح ومساء، فأنتم تتحدثون بلغة احمدي نجاد والاجندة السورية. اذاً أنتم لستم لبنانيين ولستم وطنيين. فليقولوا ما يقولونه، أنتم تعرفون انكم لستم هكذا، والشعب اللبناني يعرف انكم لستم هكذا. وأمتنا العربية والاسلامية تعرف كذلك. نعم نحن حلفاء، نحن اصدقاء ونعتز ونفتخر ونجاهر ولا نتنكر. أنا لا اريد ان اقول عن الاحلاف الاخرى ومن متحالف مع من... يأتي يوم ونتذكر ذلك. وأتمنى ان لا نضطر نتيجة السجالات والاتهامات وإساءة الادب والتعرض للقيم والكرامات والاعراض لأنه ساعة ذاك نحن نوجه الاسئلة والاتهامات ونكشف الحقائق.
رحمة المحاورين
وقال: انتم تجلسون في قلعة من صخر وهم يجلسون في بيوت الزجاج الذي يتحطم بسرعة. لكن نحن ندافع عن قلعتنا الصخرية ولا نريد ان نرشق حجرا الى اي بيت زجاج في لبنان، لأننا لا نريد لأي شيء ان يتحطم. لا تكونوا قلقين على المستقبل، لن تكون هناك حرب اهلية في لبنان، والذي يقف تحت النور والارادة والعزم والصمود والصبر والقدرة الخارقة على التحمل. وقال بعض القادة في هذا البلد ان "من يملكون القدرة على صنع حرب اهلية لا يريدون صنع حرب اهلية، ومن يريد صنع حرب اهلية في هذا البلد لا يستطيع صنع حرب اهلية"، لا احد منكم يخاف، ومن أراد ان يهول بالحرب الاهلية نقول له لا حرب اهلية، ولا فتنة طائفية ولا فتنة مذهبية. إذا توصلت الارادة اللبنانية فلن يستطيع أحد ان يدفع الامور الى هذا الاتجاه. هذه ازمة يمكن ان نعبرها بالحكمة والصبر والتعقل.
وتابع: أنا وإخواني ما زلنا نصر على التواصل وإن كان البعض يريد ان يواجهنا بالقطيعة. أنا وإخواني ما زلنا نفتح الابواب وإن كان البعض يصر على اغلاقها، أنا واخواني ما زلنا نصر على ان لبنان لا يمكن ان يبنى إلا بالتحاور والتوافق والتلاقي بين الجميع مهما تكن الجراحات التي يلحقها بعضنا بالآخر، وسنبقى كذلك. عندما نيأس يعني نحن نيأس من وطننا وشعبنا ومستقبلنا. نحن لا نيأس وصبرنا طويل وأملنا اطول ورجاؤنا. لا احد يراهن على الوقت معنا ولا احد يراهن على الملل ولا التعب. هذا ما جربته اسرائيل معنا ولم تفلح واضطرت الى الانسحاب عام 2000، نحن هكذا في كل الساحات، نحن مع العدو تشدد وقسوة وفي الداخل رحمة. رحمة المحاورين والمحبين والحريصين ورحمة الذين يريدون ان يعيشوا مع كل ابناء شعبهم بعزة وكرامة. ونأمل بين الساحتين ان يقابلنا مواطنون بنفس الرحمة وبنفس المشاعر والاستعداد. إذا اردنا ان نبني بلدنا يجب ان يتعاون الجميع.
وقال: من يحلم بالتخلص من "حزب الله" في اي موقع من المواقع فهو واهم، نحن جذورنا ممتدة في ارضنا اكثر مما يتوقع هؤلاء، نحن اصيلون في وطننا، وطنيتنا اكثر مما يتوقعه هؤلاء، نحن حاضرون في قلوب شعبنا وشعوب امتنا أكثر مما يتصور هؤلاء، ونحن لدينا من الارادة والعزم ومن القوة ما يحول احلام هؤلاء الى سراب، وأنا اقول لهم اكثر من ذلك لن تكونوا واهمين فقط، ولمصلحة من يريدون التخلص من "حزب الله" هل "حزب الله" مجموعة من المجرمين لنتخلص منهم؟ هل "حزب الله" مجموعة من الفاسدين لنتخلص منهم؟ هل "حزب الله" مجموعة من الخونة لنتخلص منهم؟ ام "حزب الله" عنوان المقاومة والصمود والتحدي والتضحية والإصرار وإلحاق الهزيمة بإسرائيل وإفشال المشروع الاسرائيلي في المنطقة.
وختم قائلا: في الوقت الذي نشعر فيه بأن احداً ما يتصرف بهذه الاملاءات بشكل جدي فلن نكون خجلين وسنقول الاشياء بعناوينها وأوصافها، أخرجوا هذا من أحلامكم وأخرجوا هذا من مؤامراتكم. الحريص على لبنان يجب ان يكون حريصا على كل اللبنانيين وأحزابهم، وأي تآمر على جهة لبنانية هو تآمر على لبنان وليس على تلك الجهة. هذا هو منطق المسؤولية ومنطق الحزم والحكمة والشجاعة التي يجب ان نتصرف بها جميعا في هذه المرحلة.
المصدر: السفير 23/1/2006