ارشيف من : 2005-2008
قانصو: لا سبيل لتخطي الازمة الا بالحوار وبرؤية جديدة لبناء الدولة لا نوافق المراهنين على تبدلات في السياسة الاسرائيلية بعد وفاة شارون

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو في بيان، "ان لا سبيل امام اللبنانيين اذا توافرت الارادة لتخطي الازمة، الا الحوار الوطني للخلوص الى اتفاق على الخيارات الوطنية، وعلى رؤية جديدة لبناء الدولة"، منبها الى "ان فتح أبواب لبنان أمام القوى الدولية بحجة انها تساعدنا على الخروج من الازمة، يزيد الاوضاع تعقيدا". ورأى "ان الازمة قبل تكون ازمة حكم، هي ازمة نظام طائفي عاجز لم ينتج عبر تاريخه غير الانقسامات والحروب الاهلية". وقال: "ان المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة القلق الشديد على حاضرهم ومستقبلهم، وتحت وطأة ازمة اجتماعية طاحنة، يسألون: أين سلامة لبنان من هذه الازمة واين قواه الحية؟ فهل تسعير العداء ضد سوريا والاذعان للاملاءات الاجنبية يؤديان الى حلول للازمة؟". وانتقد الصمت "من الكلام الوقح الذي اطلقه وزير خارجية بريطانيا جاك سترو من لبنان طالبا فيه الصلاة لشفاء شارون سفاح صبرا وشاتيلا، وقائد اجتياح لبنان وصاحب الايادي الملطخة بدماء من قتل من العرب على امتداد تاريخه الاسود".
وقال: "ويسأل المواطنون، ماذا فعلت السلطة تجاه تنامي المديونية العامة، ويسألون عن حال الاقتصاد، والجامعة الوطنية، وحال الكهرباء والطرق، وازدياد البطالة وهجرة الشباب، وعن حال الادارة وترهلها، وعن الضمان الاجتماعي والمرافق الصحية والاجور. ألا تستحق كل هذه الهموم ان تكون معالجتها الشغل الشاغل للحكومة؟". وتطرق الى الاوضاع الاقليمية، فقال: "أما سوريا فتشتد الضغوط عليها لشل دورها القومي، وهز نظامها السياسي ووحدتها الداخلية، ولم تعد مصادر هذا الضغط تقتصر على المجتمع الدولي وعلى رأسه اميركا، بل اتسعت لتشمل مصادر او ادوات اخرى هي في الاساس، صناعة اجنبية توظف في خدمة المشروع الاميركي. وفي هذا الاطار، نضع انشقاق عبد الحليم خدام عن حزب "البعث" وعن النظام، وشنه الحملات على أداء الحكم داخل سوريا وفي لبنان وفي هذا التوقيت بالذات". واذ لفت الى "ان حملة خدام لا تنفصل عن الحملة التي يشنها ساسة لبنانيون"، اعتبر "ان المعايير التي يستندون اليها قائمة على حسابات المنافع وعلى الهواجس والشكوك والتهم، ولا صلة لها لا بمصالح وطنية ولا بمصالح قومية".
وقال: "ان السنة الجديدة تحل وحالة الغليان في المنطقة وفي وطننا على حالها، ولا شيء في الافق يشير الى نهاية لهذا الغليان، ما دامت السياسة الاميركية معادية لحقوق شعوب المنطقة وخصوصا حقوق شعبنا، وما دامت العدوانية والتوسعية سمتين للسياسة الاسرائيلية"، وقال: "ان العراق يشهد احداثا دامية يوميا في سياق مشروع تفتيته ونهب ثرواته. وفلسطين يزداد فيه الاستيطان اليهودي ويتمدد الجدار العازل في سياق تصفية مسألتها. ونحن لا نوافق المراهنين على تبدلات في السياسة الاسرائيلية بعد وفاة (آرييل) شارون، فالصهاينة سواء تجاه المسألة الفلسطينية".