ارشيف من : 2005-2008
آية الله فضل الله: علينا ان نكون رساليين ومسؤوليتنا حماية الاسلام بالوحدة والوعي الحرب ضد المدنيين في العراق وحشية وليست من المقاومة في شيء

دعا سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله أمام وفود من الحجاج زارته في مكة المكرمة، العلماء المسلمين الى "ان يكونوا منفتحين على العالم والا يقبعوا في زواياهم، والمثقفين الى ان يأخذوا بأسباب الثقافة الاسلامية، وكذلك على العمال والتجار الذين يسافرون في بلاد الله الواسعة ان ينشروا الاسلام, وخصوصا في هذه المرحلة التي برز فيها الكفر كله والاستكبار كله الى الايمان كله والاستضعاف كله". وقال: "اننا في هذه الرحاب الطاهرة من اجل ان نتجدد بالاسلام, لان التراكمات اطبقت علينا من خلال اجهزة الاعلام المتنوعة على مستوى العالم والمنطقة. وكذلك انحسر الاسلام عنا, فلم يبق عندنا الا ما نمارسه من عادات قد لا تكون مما يحمل الحيوية والانفتاح, وابتعدت علاقتنا عن رسول الله والائمة من اهل البيت, فأصبحت حالة ذاتية من دون ان نعيشهم في حياتنا رسالة". أضاف: "هناك في هذه المرحلة مراكز دراسات في الغرب تعمل على محاربة الاسلام ثقافيا, في حين ان الادارة في الغرب تعمل على محاربة الاسلام سياسيا واقتصاديا وامنيا, وتحاول السيطرة على عقول المسلمين ومقدراتهم ومستقبلهم لمنعهم من ان يصنعوا مستقبلهم الاسلامي فما هي مسؤوليتنا؟ مسؤوليتنا هي ان نحمي الاسلام, كل بحسب طاقته وامكاناته, وان نتحمل مسؤوليته بالدعوة والحماية والرعاية والوحدة والوعي, ان نفهم خلفيات كل ما يفكر فيه الاخرون وكل الخطط التي يحاولون ان يخططوا لها من خلال ذلك, كذلك اننا في حاجة الى ان نفكر عميقا, وان نعود الى اول دعوة انطلق بها رسول الله وواجه بها الشرك كله وأوذي ولم يؤذ نبي مثله, وعلينا ان ننطلق مع رسول الله من جديد". وتابع: "ادخلوا الاسلام في ذواتكم لنكن مسلمين يتجسد الاسلام فينا عقلا وروحا وقلبا وحركة, لاننا في هذه المرحلة في معركة الاحزاب، في حاجة الى علي في وعيه وصلابته وجهاده ورسالته, وكل من كان مع الباطل السياسي والفكري والسياسي والثقافي والامني, فهو ليس مع علي الذي لا يقبل الا من كان مع الحق.
وهو يقول ما ترك لي الحق من صديق, والكثيرون يقولون لمن يتحدث بالحق مع الناس, سوف يرجمونك ويتهمونك فعليك ان تمشي مع التيار". ولفت الى "ان الاستكبار يخوض المعركة ضدنا على مستوى العالم العربي والاسلامي كله في العراق وفلسطين وافغانستان", وقال: "علينا ان نعرف كيف نشحذ سيوفنا, وكيف نقوي ارادتنا, وكيف نكون رساليين, كيف نتابع رسول الله هنا لنستوحيه وهو يطوف بالبيت ويكسر الاصنام, والبيت هنا هو العالم الاسلامي, فعلينا ان نكسر كل الاصنام التي تعبد من دون الله سياسيا وثقافيا وعسكريا كانت عظمة رسول الله، وهو سر الكمال تكمن في انه ابتعد عن ذاته، واخلص للرسالة وجاهد في سبيلها, فهل نتخلص من حالة الذات الى حالة الرسالة ليكون حجكم في هذا الاتجاه". وتطرق العلامة فضل الله الى الوضع الامني في العراق, فاعتبر "ان كل عمليات التفجير التي تطاول الابرياء من المدنيين في مساجدهم وحسينياتهم واسواقهم, كما تطاول رجال الشرطة, ليست من المقاومة في شيء"، وقال: "هذه ليست مقاومة شريفة, بل هي عمليات خبيثة ووحشية تتحرك في خط الكافرين وفي خدمة المحتلين, لانهم بذلك يسقطون الامن في العراق لكي يبقى الاحتلال فترة طويلة، ويمنعون العراق من الحصول على القوة وهو ما تريده اميركا".
أضاف: "اننا نؤمن بمقاومة الاحتلال, وقد قاومنا الاحتلال في فلسطين ولبنان, وكنا اول فئة اسلامية تنتصر على اسرائيل وتخرجها من دون قيد او شرط, ونريد للعالم الاسلامي ان يسير في هذا الاتجاه. اننا لسنا مع الاحتلال ولسنا مع التكفيريين, لم نكن معهم لا في العراق ولا في اي بلد اسلامي, لاننا نؤمن بأنه لا يجوز للمسلم ان يستحل دم اخيه المسلم.