ارشيف من : 2005-2008
رعد: هناك أزمة ثقة نتيجة تراكم في الآداء المخالف للالتزامات ينبغي ان تعالج بالعودة الى ما كنا عليه واتفقنا عليه

عقدت الروابط الجنوبية للاساتذة والمعلمين والموظفين في القطاع العام مؤتمرا تربويا بعنوان "حماية التعليم الرسمي وتطوير الجامعة اللبنانية ورفض مشروع التعاقد الوظيفي"، في ثانوية الصباح الرسمية في النبطية. حضر المؤتمر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ممثلون عن نواب النبطية، رئيس اتحاد بلديات الشقيف سميح حلال ورؤساء بلديات ومخاتير من المنطقة وحشد من المعلمين والفاعليات.
النائب رعد
بداية النشيد الوطني ثم كلمة النائب رعد، الذي أشار الى "ثلاثة مشاريع أساسية تطرح اليوم من قبل الحكومة، مشاريع تتعلق بزيادة ساعات العمل ومشاريع تتعلق بخفض سن التقاعد ومشاريع تتعلق بالتعاقد الوظيفي"، وقال:"نحن بكل موضوعية نريد ان ندرس هذا المشاريع وفق المصلحة الوطنية ووفق تحربتنا وبيئتنا المحلية ولن نقبل على الاطلاق ان نتلقى نسخ مترجمة عن تجارب لم يكتسب لها حتى الآن في بعض الدول وهي دول لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة. والمفترض ان مثل هذه المشاريع، في الحقيقة، اذا كان هناك نسبة احتمال لنجاحها على مستوى التطبيق، فمن المفترض ان تكون كل الضمانات والتطمينات مؤمنة للمواطن: ضمانة التعليم العالي في مختلف الاختصاصات وضمانات الاستشفاء وضمانات توفر الاختصاصات اللازمة وضمانات توفر فرص العمل المتاحة ايضا. لكن مع غياب هذه الضمانات ومن ندرة احتمال ان توفر مثل هذه الضمانات في العشر السنوات المقبلة على الأقل وفي العشرين سنة المقبلة اعتقد ان الانسياق وراء مثل هذه المشاريع هو الاطاحة بالتعليم الرسمي وبالجامعة اللبنانية واطاحة بالقطاع العام وهذا يعني ان المجتمع اللبناني آيل الى الانهيار. ومن هذه الرؤية ومن هذه الزاوية نحن نقف معا الى جانبكم ونؤيد كل مطالبكم ونعتبر أنفسنا جزءا من حركتكم المطلبية التي نوصي بأن تكون ضاربة وخصوصا في هذه المرحلة".
أضاف: "واسمحوا لي بالاشارة الى انه في المرحلة السابقة عندما طرحت مثل هذه المشاريع تحرك الاساتذة والطلاب وتحرك الشارع معهم ثمة من يتحسس المسؤولية الاجتماعية وهو في سدة الرئاسة الحكومية، اما اليوم فاننا نفتقد مثل هذا الرجل ولذلك فان الموضوع لدى رئاسة الحكومة اليوم هو موضوع أرقام وعلينا ان نواجه هذا الموضوع بمزيد من الاحتشاد وبمزيد من الأرقام بين المحتشدين حتى نستطيع ان نضغط من أجل تصويب هذه القضية ولن يتم الاصلاح لا على المستوى الاداري ولا على مستوى آخر اذا لم تكن هناك ثقة بالسلطة السياسية التي تدير مثل هذه القضايا الاصلاحية. واليوم من حقنا ان نسأل تعبيرا عن هواجس المواطنين اين هي هذه الثقة وما نعيشه من أزمة على المستوى الحكومي وعلى مستوى تعليق عضوية وزراء من هذه الحكومة والمشاركين فيها ناجمة عن ان بعض من في هذه الحكومة تخلى بالتزامات مع الوزراء الذين علقوا عضويتهم، واليوم حين تعالج او يحاول البعض معالجة المسألة يعمد المخلون بالالتزامات الى تحوير الحقائق وتضييع الرأي العام وطرح نقاش دستوري وقانوني حول قرارات مجلس الوزراء والحقيقة في جانب آخر. ونحن في "حزب الله" وحركة "أمل" لم يعلق وزراؤنا مشاركتهم في الحكومة لأنهم يريدون ان يعطلوا العمل في الدستور وأن يفرضوا على الحكومة اتخاذ قرارات بالتوافق، بل مشكلة وزراءنا ليست في داخل مجلس الوزراء بل مشكلتهم في أن من تفاهموا معهم خارج مجلس الوزراء لم ينفذوا تفاهمهم قبل الدخول الى مجلس الوزراء، ونحن تفاهمنا على أننا شركاء حقوقيون في السلطة السياسية وفي القرار السياسي وما يتم التفاهم عليه بيننا وخصوصا في المسائل الوطنية والمصيرية يطرح في مجلس الوزراء وما لا يتم التفاهم عليه يبقى قائما للحوار خارج مجلس الوزراء حتى يحصل تفاهم. اما ان نتجاوز هذا الاتفاق ونسقط بناء الثقة الذي كان موجودا ونذهب الى آلية التصويت تذرعا بأن الدستور يقول بذلك فهذا في الحقيقة هروب الى الامام وتنصل من الالتزامات وخروج من الاتفاق والتفاهم هذا ما يجعل بنود التفاهم محل ريبة لدينا، واذا لم يستطع التزم معنا ان يحرص على التخاذل في بند يتصل بالمحكمة الدولية فكيف نستطيع ان نثق ان مبدأ حماية المقاومة يستطيع ان يستجيب له".
وختم: "لا اخفي ان هناك أزمة ثقة اليوم نتيجة تراكم في التباينات وفي الآداء المخالف للالتزامات وهذه الازمة ينبغي ان تعالج بالعودة الى ما كنا عليه واتفقنا عليه وفي ظل مثل هذه الازمة لا أستطيع ان أوافق كجهة على مشاريع يرسمها أصحابها بأنها مشاريع اصلاحية فيما لا يديرون آذانهم لا الى املاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وأعدكم أننا معكم وإننا جزء من حركتكم المطلبية، واؤكد ايضا توصيتي بمزيد من التنسيق معكم".
كما تخلل المؤتمر كلمة للممثل النائب علي حسن خليل ألقاها ناصيف نعمة، الذي أكد وقوف حركة "أمل" الى جانب المؤتمرين لما فيه خير الوطن والمواطن ومن أجل تقديم العلم في بلد العلم والنور".
وتحدث عضو الهيئة الادارية لرابطة المعلمين الثانويين عصمت القواص، داعيا الدولة "الى الانفتاح بشكل ايجابي على مطالب المعلمين بعيدا عن ذهنية التاجر ونزولا عند متطلبات التعليم الحديث".
كما كانت كلمة لرئيس بلدية النبطية الدكتور مصطفى بدر الدين وكلمة للدكتور احمد شعلان باسم الجامعة اللبنانية الذي أشار الى "ان مشروع مجلس الوزراء ينذر بتعرض وظائف المجتمع للشلل"، وقال: "لنا تجربة في الجامعة وخير دليل على ذلك النتائج السلبية التي تعاني منها الجامعة ككل". وأعلن الدكتور حسن حريري باسم روابط الاهل "وقوف أولياء الطلاب الى جانب مطالب الروابط المحقة".