ارشيف من : 2005-2008

العلامة فضل الله: نرى تدخلا خفيا من مواقع دولية بطريقة لا تحفظ للبلد توازنه

العلامة فضل الله: نرى تدخلا خفيا من مواقع دولية بطريقة لا تحفظ للبلد توازنه

رأى سماحة أية الله السيد محمد حسين فضل الله "أن لبنان لا يزال في نطاق التجاذب السياسي الذي دخل كعنصر جديد من عناصر الإثارة بين الأطراف الداخلية وتحت تأثير الجدل الذي ارتفعت فيه لهجة التوترات الاتهامية بين فريق وآخر، في الحديث عن التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية في مناخ تتطاير فيه التحليلات والاجتهادات في أجواء الريح الحارة تارة والباردة أخرى".‏

اضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين (ع) :"إننا نرحب بكل كلام عن رفض الوصاية الخارجية, ولكننا ندعو إلى دراسة الأمور التي تختفي وراء الضغوط السياسية من هنا وهناك, بدقة لأننا نرى تدخلا خفيا تارة وظاهرا أخرى من بعض المواقع الدولية بطريقة لا تحفظ للبلد توازنه ولا تساهم في ردم الهوة التي يعمل أكثر من محور دولي أو عربي على تعقيدها.‏

وقال "إن هناك كلمات تمنع الحديث عن اتهام العدو بالاهتزاز الذي يواجهه لبنان, وأن هناك حديثا حول منطق الأكثرية والأقلية، والسؤال الذي لا بد من الإجابة عنه إذا كانت الأكثرية النيابية هي الحاكمة في لبنان، لماذا لا يطرح اللبنانيون الأكثرية العددية على النظام السياسي تماما كما هو النظام في كل الدول المتقدمة".‏

أضاف"إننا لم نطرح ذلك في هذه المرحلة ولكن المنطق الذي يثيره البعض في هذه الأيام تحت تأثير الأزمة الوزارية قد يطرح المسألة من حيث المبدأ بعيدا عن التعقيدات الطائفية التي تخاف منها بعض الطوائف في لبنان"‏

وانتقد سماحته الهجمة الإسرائيلية المتجددة على الفلسطينيين وإقامة الكيان الإسرائيلي منطقة أمنية في قطاع غزة‏

وقال"إن المجاهدين في فلسطين المحتلة لا يعدمون وسيلة لإسقاط هذه الخطة العدوانية للعدو، وقد قام مجاهدان بالأمس بعملية استشهادية ضد جنوده، ولا بد من أن تتبعها عمليات أخرى تؤكد إصرار هذا الشعب المجاهد على الاستمرار في عملية المواجهة من أجل التحرير ليثبتوا للعالم أنهم الشعب الذي لا يتراجع ولا يسقط ولا يخاف.‏

ورأى "أن أميركا لا تزال تضغط بمختلف وسائلها الأمنية والعسكرية في خلط الأوراق في الواقع العراقي الذي يعيش الاهتزاز السياسي في نطاق الضجيج المتحرك في أكثر من محور من المحاور السياسية حول الاتهامات المتنوعة في الانتخابات مما يبعد المسألة عن الوصول إلى حكومة وحدة وطنية بفعل المناخ الطائفي الذي يتمظهر بأكثر من مظهر سياسي. هذا إضافة إلى استمرار النزيف الأمني الذي يمارس عملية القتل في أكثر من موقع مدني وإلى استمرار الاحتلال في اللعبة الداخلية من أجل ترتيب الأوضاع على صورة مصالحة وخططه التي لا تقتصر على الساحة العراقية بل تمتد إلى المنطقة كلها من أجل ممارسة الضغوط على أكثر من موقع في هذا البلد المجاور أو ذاك".‏

وجدد دعوته للعراقيين لإدراك حجم الأخطار التي تتحدى حاضرهم ومستقبلهم وخلفيات الخطة الأميركية في السيطرة على مقدراتهم الأمنية والاقتصادية والسياسية، وأن يتحركوا من أجل الحوار الوطني الشامل بكل أطيافهم على خط الوحدة الوطنية المنفتحة على الاستقلال الناجز الذي يقرر العراقيون من خلاله مصيرهم بأيديهم لا بأيدي الاحتلال".‏

ولفت السيد فضل الله إلى التحريض الإسرائيلي بالتنسيق مع أميركا ضد المشروع الإيراني النووي السلمي والحديث عن إمكانية امتلاك إيران قدرة نووية خلال شهور، مما يوحي بأن المسألة هي في مستوى الخطر على العالم من دون تركيز على خطورة ترسانتها النووية الضخمة على المنطقة كلها.‏

المحرر المحلي ـ"الوطنية"‏

2006-10-28