ارشيف من : 2005-2008

العلامة النابلسي حذر من "الوقوع في الخطأ ومكائد العدو": لن ننجر الى الفتن وسنبقى ننادي بالوحدة

العلامة النابلسي حذر من "الوقوع في الخطأ ومكائد العدو": لن ننجر الى الفتن وسنبقى  ننادي بالوحدة

عقد العلامة الشيخ عفيف النابلسي مؤتمرا صحافيا، رد فيه على بيان القي فوق سور مجمع السيدة فاطمة الزهراء في صيدا موقع باسم "حركة المجاهدين في بلاد الشام"، تضمن تهديدا له، وقال: "ليس جديدا ما يمر علينا اليوم، وليس غريبا عنا ما نواجهه من إبتلاءات، سواء على المستوى الشخصي، أو على مستوى الأمة والإنسانية جمعاء".‏

وإذ أكد "أننا مسلمون، معتقدون بإله واحد، وديننا الإسلام، وكتابنا القرآن، ونبينا محمد، وقبلتنا الكعبة الشريفة"، شدد على "ان دم المسلم على المسلم حرام وأن أذيته إيذاء لله ورسوله".‏

وقال: "لا بد للجميع أن يؤمن، أننا لا نمالىء أحدا حينما نقول أن دم إخوتنا من أهل السنة هو دمنا، وعرضهم عرضنا، ووجودهم وجودنا، وكرامتهم كرامتنا، وأننا لا نسعى إلا الى أن نكون أخوة أحباء لا تقترب منا الأحقاد، ولا تنازعنا الفتن، بل أن نتعاون على البر والتقوى، كما أمرنا الله تعالى ولا نشرك به أحدا".‏

أضاف: "إذا كان البعض يريد أن يزرع البغضاء بين السنة والشيعة، ويتوسل الفتن للايقاع بينهم، كي يحصد الشقاق والفرقة والتقاتل، ويعيد المسلمين إلى زمن الجاهلية والعصبية، فإننا نعلن أننا لن ننجر إلى ما يرمون إليه، ولن نطيعهم ونسهل لهم ما يهدفون اليه، بل سنبقى سنة وشيعة نرفع شعار الاعتصام بالله، وننادي بالوحدة، ونسعى الى الاخوة والمحبة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ان موقفنا من الإحتلال والظلم موقف مبدئي وثابت لا يتغير ولا يتبدل. فنحن من أوائل من حمل لواء الجهاد والمقاومة في لبنان لدحر الإحتلال الإسرائيلي، وما زلنا على هذا الخط والنهج، وكنا من السبَّاقين في الدعوة إلى مقارعة الإحتلال في بلاد المسلمين، ورفضنا كل الأغطية الدولية لتبرير الإحتلال، بل كل الشعارات الزائفة التي أراد من خلالها الإحتلال أن ينفذ إلى قلب الأمة. ولذلك، كان رأينا حاسما لجهة وجوب مقاومة الإحتلال وإخراجه بكل السبل المتاحة. فموقفنا واضح ومعلن، وهو مقاومة الإحتلال والظلم في أي مكان، وبكل وسيلة تخدم قضية التحرير".‏

وتابع: "والى إخواننا في صيدا نقول: لقد عشنا معكم وعشتم معنا، فكنا معا عقلا واحدا، وجسدا واحدا، وقلبا واحدا. لم نعهد منكم إلا الخير والمحبة، ولم تعهدوا منا إلا الصدق والوفاء، بادلتمونا الإحترام والتقدير، وبادلناكم الشيء نفسه. فصيدا المؤمنة والطيبة والوفية لخط المقاومة، والمنفتحة على الأديان والمذاهب والإسلام، لا تقبل أبدا دخلاء السوء، ولا تنطلي عليها مؤامرة دنيئة كهذه".‏

ولفت إلى "ضرورة الوعي والمسؤولية، والحذر من أية خطوة غير الإتجاه الصحيح"، وقال: "علينا أن نحصِّن ساحتنا الصيداوية واللبنانية والعربية والإسلامية بمزيد من التقارب بين السنة والشيعة، وبمزيد من الأخوَّة والمحبة. وأن التعددية المذهبية لا تلغي كوننا أتباع دين واحد ونبي واحد وكتاب واحد".‏

ورأى "ان خطوط المؤامرة على المسلمين كبيرة، والمشاريع تحاك بخبث لجعلهم يتقاتلون في ما بينهم".‏

وقال :"يجب أن ندرك هذا الأمر جيدا، وأن نعرف أن الإستكبار العالمي المتمثل بالولايات المتحدة و"إسرائيل" في شكل خاص يتربصون بالمسلمين شرا، ويسعون الى فك اللحمة والرباط بين المسلمين السنة والشيعة في لبنان تحديدا، لتأمن "إسرائيل" من ضربات المقاومين المجاهدين. ولا أشك، أن كل عمل يؤدي إلى إرباك الساحة الداخلية اللبنانية سواء بإثارة النعرات المذهبية أو بالتفجير الأمني، أو غيرها من وسائل التشويش والبلبلة التي تصب جميعها في خدمة المشروع الصهيوني الذي سعى وما زال، ليقطع رأس المقاومة، ولينال من وحدة اللبنانيين".‏

وختم: "إنني إذ أدرك حجم المؤامرة على المسلمين وعلى اللبنانيين في هذه الظروف العصيبة، أحذر من الوقوع في الخطأ ومكائد العدو. فما يجري يحتاج منا جميعا إلى الإحتماء بالإعتصام، وأن نعمل بمقتضى الحكمة".‏

وكالات ـ"الوطنية"‏

2006-10-28