ارشيف من : 2005-2008
الوزير السابق فرنجية: تمتين الحوار السياسي لفهم وادراك موقفنا وتطلعاتنا

جال الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية على قرى وبلدات الزاوية في قضاء زغرتا ومحطته الرابعة كانت بلدة أرده التي تضمّ بلديتها قرى: أرده- حرف أرده - بيت عبيد وبيت عوكر. وفي ختام الجولة القى الوزير فرنجية كلمة استهلّها بالقول":لسنا اليوم بين أصدقاء لنا بل بين أهلنا وقد يكونون قادرين على منعنا عن كل العالم لكنهم غير قادرين عن منعنا عن أهلنا، وهنا قد يقولون الحق على العمداء (سركيس تادروس وابراهيم جبور) وعلى أرقام السيارات في تأمين هذا الحشد، ولكننا نقول نحن أغنياء بكم وكبار بكم وليس عندنا رصيد في هذه الدنيا الا محبة الناس لنا، قد يستطيعون الوصول الى أعلى المراكز فليأخذوها، ولكن كما تعرفون يعطونها لهم ولكنهم غير قادرين على أخذ المحبة والثقة، ونحن هذه المنطقة نعرفها وتحبنا ونحبها وقلنا لهم قبل الإنتخابات لا تقعوا في الخطيئة لأنكم لا تقهرون سليمان فرنجية وحده، بل انكم تقهرون منطقة بكاملها. وهذه سيكون لها ردّة فعل سلبية عليكم لكنهم لم يسمعوا واتصور انهم اليوم سيندمون على الساعة التي "عملوا فيها ما عملوه". هذه المنطقة كل حياتها كانت معملاً ومصنعاً للمرجعيات وللقيادات ولا تقبل ان تسير وراء أحد ولا نقبل ان يستورد لها أحد من المنطقة زعماء ومن الخارج. نحن نمدّ يدنا للجميع ونضع يدنا بأيدي كل العالم ونتحالف مع كل العالم من الندّ للندّ ولكننا لا نتبع احداً ولا في حياتنا مرة تبعنا أحد. وإن شاء الله بإسمكم انتم وانتم رأسمالنا سنبقى مرفوعي الرأس هناك البعض رأسماله في غير مكان نحن رأسمالنا هنا معكم مع هذا الرأي العام الذي ننبثق منه ونفخر به وليس كما يفعل البعض بأن يعتبر هذا الرأي العام غير موجود لأن رأسماله في غير مكان في كل الظروف نحن معكم وراسمالنا هذا الشعب ومحبته وثقته والثقة في الرئيس فرنجية من قبلكم لم تهتز في أي يوم وهذه الثقة هي التي حررته وجعلته يتخذ القرارات التي جنّبت المنطقة ويلات الحرب وهذه الثقة هي التي تترك المرجعيات مرتاحة في عملها للمنطقة والرأي العام الذي يضع شرطاً على الزعماء يجعلهم أسرى هذا الرأي العام ولا يستطيعون التحرك بعكسنا نحن الذين نعمل بثقتكم وأنتم تعرفون ذلك. لم نتآمرعليكم يوماً وكنا دائماً الى جانبكم وقد نكون عملنا وقمنا بخطوات لم تعجب دائماً الرأي العام وهذا ما علمنا اياه الرئيس فرنجية من خلال مواقفه التي حيدت زغرتا والمنطقة واذا شاء الله سنستمر واياكم والمرحلة تحتاج الى التغيير ولها ظروفها وهذه الآن مرحلة الشباب واذا تخطينا الشباب ولم نهتم بهم فإنهم سيتجاوزوننا ولذلك ونحن كنا شباب عندما لم يهتموا بنا انقلبنا عليهم ونحن سنهتم بالشباب معنا. ونريد ان يكون هذا الشباب موجوداً وفيه طاقات كثيرة وحيوية وحماس فعلينا تغيير اسلوب العمل الماضي الذي كان يرتكز على الخدمات بعدما تبيّن ان هذه الخدمات لم تؤثر بنسبة 1% لأن السياسة هي التي تتكلم والمواقف السياسية كذلك وكل واحد تاريخه يتكلم والناس تعرف تاريخ كل واحد ولا سيما الذين يحاولون التضليل وتظهير صور اخرى عن صورهم الحقيقية وهذه قد شهدناها في الإنتخابات لكن الحقائق بدأت تظهر الآن وبدأنا نرى كل واحد كيف يفكر وكيف كانوا يصورون انفسهم على انهم حماة المسيحيين فلقد تبيّن انهم باعوا المسيحيين ونحن في مرحلة معينة تبيّن اننا بعدنا عن المسيحيين ولكن هدفنا كان مصلحة المسيحيين ولم نعمل دوماً وفق ما كان يحب المسيحيون ان يسمعوا بل كنا نعمل لمصلحتهم. رفعوا شعار حماية المجتمع المسيحي، ألست أنا مسيحياً؟ ولكن أنا مسيحي عربي واقعي أتعاطى مع واقعي الجغرافي الذي أوجد فيه واعتبر انه اذا لم نكن على تفاهم الى أقصى الحدود مع المسلمين فلا أميركا بإمكانها أن تجلب لنا الخير ولا فرنسا ولا العالم بأسره لأن الخير هنا موجود مع محيطنا والعيش المشترك والإنصهار الوطني عندنا ليسا شعاراً وانما ممارسة ودم وتاريخ وقد رسخناه في كل المراحل والذين يطرحون اليوم العيش المشترك كشعار فإني اتحداهم وليقولوا أن لبنان بلد عربي ووطن عربي هذا هو تاريخنا وهذه هي قناعاتنا وهذا هو مستقبلنا وتعرفون كم جنبت مرجعيات هذه المنطقة من الكوارث بفضل هذه السياسة وقد بقيتم مرفوعي الرأس وتفتخرون بمسيحيتكم وشرفكم فيما في المناطق حيث ادعى بعض مدعي المسيحية بأنهم سيحررونها ويحررون المسيحيين ولا يزالون اليوم مهجرين ولم يعودوا اليها لذلك لا يمكننا أن نفتخر بمسيحيتنا فقط وان نفتخر أيضاً بوطنيتنا وعروبتنا وبعلاقاتنا المسلمين في هذا البلد وهذا ما يؤكد وحدتنا وسلامتنا فالبندقية لا تحمينا وكذلك المدفع. لا يحمينا الا اعترافنا بأننا جزء من هذا المجتمع اللبناني ولم نضعف الا يوم اعتبرنا أنفسنا جسماً غريباً عن هذه المجتمع اللبناني واليوم يعودون الى حديث الفدرالية والتقسيم وكلما راهن المسيحيون على أي من هذه الأمور كانت عشر سنوات من الكوارث تمرّ علينا. ولم نعد نصدق هذه الشعارات ويهمنا ان نكون موجودين في هذا البلد ومرتاحين ومتناغ
مين مع بعضنا البعض الى اقصى الحدود. وتابع لا يجب ان نمارس سياسة ردة الفعل لأنها سياسة تعمل بالعاطفة والسياسة الحكمية والعقلانية هي التي أوصلتنا وهي سياستنا وأية ردة فعل ليست لمصلحتنا لأنها لن تكون صادرة عن العقل بل عن القلب. وسنستمر وإياكم قد يستطيعون ان يكونوا نواباً بواسطة آخرين عن هذه المنطقة ولكن بحياتهم لن يكونوا مرجعيات أو قيادات أو زعماء ونحن نفخر بكم ونعتز".