ارشيف من : 2005-2008
وزارة العدل كرمته لانتهاء مهامه... ميليس: لا أعتقد ان التقرير تأثر كثيرا بشهادة هسام هسام

أعلن رئيس لجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس أن مهمته الخاصة تنتهي في الخامس عشر من كانون الاول، واذا وافق مجلس الامن الاسبوع المقبل فإن اللجنة ستتابع العمل، وسيتابع التحقيق.وأن تفاصيل الفترة الانتقالية ستبت الاسبوع المقبل بعدما يقدم تقريره أمام مجلس الامن.
كرّم وزير العدل الدكتور شارل رزق بعد ظهر اليوم القاضي ميليس في غداء عمل أقامه على شرفه في مطعم "البرغو" في الاشرفية بحضور سفراء الدول الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.
و شارك في اللقاء نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية غيرهارد ليمان، والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا, المدير العام لوزارة العدل القاضي عمر الناطور, رئيس هيئة التشريع والاستشارات القاضي شكري صادر, المحقق العدلي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري القاضي الياس عيد, المحامية العامة التمييزية القاضية جوسلين تابت, القاضي رزق الله فريفر, ومدير المكتب الاعلامي لوزارة العدل جاك واكيم.
وعقد الوزير رزق والقاضي ميليس مؤتمرا صحافيا مطولا ردا فيه على اسئلة الصحافيين. بداية أشار ميليس في حديثه إلى انتقادات الصحافة وقال"اعتقد ان هذا هو سبب وجود الصحافة. واقول كمدعي عام اذ كان الجميع مسرورا بتحقيق ما فهناك خطب، واذا كان المشتبه فيه مسرورا بنتيجة التحقيق فذلك خطأ. الاهم هو أن يكون ذوو الضحايا سعداء بالتحقيق ويعتقدون انه يجرى بطريقة عادلة، ولم اسمع كلاما سيئا من جهتهم، لكن النقد دائما مثمر ويساعد، واعتقد ان الانتقاد على ما قمنا به في الاشهر الماضية كان الى درجة كبيرة ضمن الحدود".
أضاف "الخبر السيىء هو ان مهمتي الخاصة تنتهي في الخامس عشر من كانون الاول، والخبر الجيد هو انه اذا وافق مجلس الامن الاسبوع المقبل فان اللجنة ستتابع العمل، وكل المحققين سيبقون وسيتابعون، وسيتابع التحقيق. وسيكون هناك فترة انتقالية حتى تعيين خلف لي وأطلعه على ما يجب اطلاعه عليه. فمسؤوليتي المهنية تقتضيني اولا ان ارافق التحقيق حتى يتسلمه الخلف، وثانيا أن أقدم المفوض الجديد. وكما قلت، فإن في استطاعة اللجنة ان تعمل لوقت قليل على الاقل بدون مفوض، لكن المفوض لا يستطيع ان يعمل يوما واحدا بدون اللجنة. وستنظم تفاصيل هذه الفترة الانتقالية وتبت بيني وبين الامم المتحدة الاسبوع المقبل عندما أقدم تقريري أمام مجلس الامن".
أضاف"أعتقد ان الجميع، وانا من ضمنهم، وبالطبع لبنان بصفته البلد المعني، سيكونون راضين عن التوجه. صحيح أنني لن أغادر اليوم، ولكن أود في هذه المناسبة أن أشكر الناس في لبنان لتعاونهم وصداقتهم وحتى محبتهم. وبالنسبة إلي أنا مسرور جدا لمغادرة لبنان في وضع افضل بكثير مما وجدته فيه عندما وصلت في أيار، وأعتقد ان كل السلطات القضائية والامنية التي عملت معها، وهم شركاء في هذا التحقيق، أظهروا معايير عالية من المهنية لم أكن اتوقعها عندما أتيت الى هنا. وأرى، وهذا تقويمي الخاص، ان الوضع الامني في لبنان قد تحسن بدرجة كبيرة في الاشهر السبعة الماضية، وما أتمناه للبنان هو أن يستمر في هذه الطريق. ومجددا، أعرب عن تقديري، وفي الوقت نفسه أهنىء لبنان وشعبه وسلطاته بما أنجزوه في أوقات صعبة، واعتقد اننا نتوجه الى اوقات افضل".
سئل: ما مدى تأثير تصريح هسام هسام الاخير على تقريرك؟
اجاب: "لا أود ان اتطرق الى تفاصيل عديدة، ولكن لا أعتقد ان التقرير تأثر كثيرا به. لقد كانت هناك مبالغة في الامر من جانب أفرقاء معينين للتدخل في التحقيق، وكانت هذه طريقة خاطئة. لن ترى يوما مفوضا جديا او ترانا نحن نعرض شاهدا امام الاعلام. ليست هذه طريقة للتصرف. وليست لدي تعليقات اخرى".
سئل: هل تعتقد ان سوريا تعاونت بشكل كامل مع التحقيق؟ وهل تطلبون توقيف بعض الضباط السوريين؟
اجاب: "إذا كنت سأجيب عن هذا السؤال فسيقتلني مجلس الامن الثلثاء بعد الظهر، فهم يدفعون لنا ويستحقون ان نعلمهم اولا قبل غيرهم. اذا ادرك انني لا استطيع ان اعطيك اي اجوبة".
سئل: هل انت راض عن الموقف السوري؟
اجاب: "انه السؤال نفسه".
سئل: هل تقريرك الاخير هو مديح لسوريا او ان فيه أدلة جديدة؟
أجاب: "لن يكون التقرير النهاية، سيكون تابعا للتقرير الاساسي، ويظهر ما قمنا به في الاسابيع السبعة الماضية وكيف تطورت الادلة. وأعتقد انه سيتطلب الوقت نفسه حتى الوصول الى التقرير النهائي".
ورد الوزير على سؤال عن طبيعة هذا اللقاء فقال: "اولا السيد ميليس ليس راحلا, ما يزال حيا يرزق, واجبنا اليوم ان ندعوه ونكرمه في حضور سفراء الدول الدائمة العضوية في الامم المتحدة, فقط لنقول له اننا قدرنا جدا العمل الذي قام به في لبنان على رأس لجنة التحقيق الدولية وبالتعاون مع القضاء اللبناني وعلى رأسه المدعي العام التمييزي وقاضي التحقيق اللبناني باعتراف الجميع, وباعتراف السيد ميليس, وباعتراف مجلس الامن قاما بعمل تعاوني ممتاز بالتنسيق بينهما, جئنا في هذه المناسبة فقط لنكرم السيد ميليس ونقول له نحن في لبنان نكرم الذين يساعدوننا والذين يقدمون للقضاء اللبناني ما يحتاجه من العون, وقد فعل ذلك".
اضاف: "نحن نعلم ان الجميع لا يوافق على الاطراء بالسيد ميليس، ولكن رغم كل ذلك حتى الذين انتقدوه يحترمونه ويقدرون العمل الذي قام به. فشكرا للسيد ميليس، وأؤكد انه صحيح سيغادرنا لان مهمته انتهت، ولكن بانتظار ان يعين الخلف له, سوف يبقى معنا وحتى بعد تعيين خلف له سوف يستمر في مساعدته واعطائه المعلومات والارشادات التي يحتاجها.
وردا على سؤال هل تحدد من هو خلف السيد ميليس؟ اجاب: "اسأله هو يقول لك اكثر مني".
وكالات ـ"الوطنية"