ارشيف من : 2005-2008

العلامة فضل الله حذر من ارهاب اعلامي وسياسي يمارس ضد الاسلام في الغرب ودعا مرجعيات الازهر والنجف وقم والحجاز الى التحرك ورفض الاهانة للرسول

العلامة فضل الله حذر من ارهاب اعلامي وسياسي يمارس ضد الاسلام في الغرب ودعا مرجعيات الازهر والنجف وقم والحجاز الى التحرك ورفض الاهانة للرسول

حذر آية الله السيد السيد محمد حسين فضل الله, من "ان الهجمة على الاسلام وعلى النبي محمد (ص) في كثير من الدوائر في الغرب, قد تجاوزت حد المعقول", داعيا المرجعيات الاسلامية "الى التحرك السريع لمواجهة هذه الهجمة", ومؤكدا مسألة "ان يبادر المثقفون في صفوف الجاليات الاسلامية الى حركة ثقافية واعلامية للدفاع عن الاسلام وشخصية الرسول بعدما بلغ التشويه حدودا كبرى".‏

وأصدر سماحته بيانا علق فيه على ما اثارته احدى الصحف الدانمارية من رسومات مهينة بحق الرسول (ص)، وعلى الهجمات المتواصلة ضد الاسلام في الغرب, وجاء في البيان: " اننا نضع ما اثارته احدى الصحف الدانماركية من رسومات مهينة بحق الرسول (ص)، ومن تصويره برجل ذي قنبلة في رأسه, او برجل اشعث قد وضع امرأتين منقبتين خلفه, وأبرز خنجره امامه, في سياق الحملة المتصاعدة ضد الاسلام في كثير من الدوائر السياسية والاعلامية الغربية، بهدف الامعان في تشويه صورة الاسلام وتوجيه الاهانات لشخصية النبي (ص)، هذه الشخصية التي مثلت في سيرتها وفي التعاليم الاسلامية التي نقلتها الى الناس, وفي الرسالة السمحة وفي المحبة التي بثتها على امتداد الامم والعقود, رحمة مزجاة للبشرية كلها، انطلاقا من حبها للناس, وحرصها عليهم، وتضحياتها الكبرى في سبيل صلاحهم, بصرف النظر عن اساءاتهم وظلمهم, او حتى عن معتقداتهم وانتماءاتهم". اضاف البيان:" انه لمن الغريب حقا ان تنطلق هذه الاهانات الكبرى التي تستهدف شخصية الرسول الكريم(ص)، ولا تصدر مواقف ذات قيمة, ولا تنطلق حركة فاعلة على مستوى العالم الاسلامي ودوله, ولا تتداعى مرجعياته الدينية والسياسية الى التحرك السريع لوضع حد لهذه الهجمة المتصاعدة ضد الاسلام, والتي بدأت تأخذ ابعادا خطيرة, وتدخل في اساليب تشويهية جديدة".‏

وتابع:" كما اننا نستغرب ان تنطلق الاصوات هناك في الدانمارك او في بعض المواقع الغربية لتستنكر ما يصدر من ردود فعل اسلامية عادية على هذه الاهانة, ولتضع ردود الفعل هذه مع كونها خجولة وعادية في سياق الاعتداء على حرية التعبير، ليغدو الدفاع عن نبي الاسلام اعتداء على قوانين الحرية في الدانمارك وغيرها, بينما تضع هذه الدوائر او غيرها النقد الموضوعي الى المارسات الاسرائيلية بحق العرب والفلسطينيين في سياق "معاداة السامية"، وتنبري الاقلام والمنابر لتدافع عن اسرائيل بغير حق او لتقول بطريقة وبأخرى انها بمنأى عن النقد, وانه لا يسمح لكم بفضح ممارساتها الارهابية, والا فانتم معادون للسامية, مع اننا ساميون"؟!‏

اضاف:"لقد كنا نقول دائما للغربيين وللشرقيين وغيرهم, ان شعارنا هو :" لا مقدسات في الحوار", وان القرآن الكريم نفسه اثار الحوار والجدال حول شخصية النبي (ص) والاتهامات التي انطلقت ضده, ولكن الفرق كبير بين من يحاورك من موقع المشكك الباحث عن الحقيقة, وبين الذي يضعك ويضع نبيك (ص) واسلامك في موضع الانحراف والاتهام مسبقا, ثم يقول لك ان الاعتراض على ذلك يمثل تحديا سافرا لحرية التعبير, او انه لا يحق لك ان تحتكر قضية الرد على ذلك. ونحن لا نريد ان نحتكر الرد, بل نريد لكل العقلاء والحكماء في الدانمارك خصوصا, وفي الغرب عموما, ان يردوا بموضوعية على هذه الاهانات , ليقولوا لمطلقيها : اذا كان لديكم تصور معين حول الاسلام وحول الانبياء وحول النبي محمد (ص)، فليس من حقكم اسقاط هذا التصور على الاخرين, وان كان من حقكم اثارة الحوار الموضوعي حول هذا التصور".‏

وتابع: "ونحن في المقابل نقول للمسلمين جميعا:" لا يكفي ان تنطلقوا بالاحتجاجات على هذه الاهانات, بل لا بد لكم من ان تكتبو المقالات التي تتسم بالموضوعية, وتشرح الوقائع التاريخية, وتبين سماحة الاسلام في خطى نبيه الاكرم (ص)، وان تنطلق هذه المقالات الى الصحيفة نفسها التي بدأت بالاهانة, لنرى هل انها تنشر ذلك, وهل هي مع حرية التعبير حقا, او ان عنوان حرية التعبير لا يستخدم الا في سياق تبرير الهجمة على الاسلام وتشويه مفاهيمه وتعاليمه وتشريعاته وسيرة نبيه (ص)"؟ اضاف:"اننا نلمح في كثير من الدوائر الاعلامية والسياسية الغربية ارهابا اعلاميا وسياسيا يمارس ضد المسلمين وضد الاسلام وضد الجاليات الاسلامية, في الوقت الذي تعمل هذه الدوائر على احتضان الخرافة التي يطلقها الكثير من اليهود, والاساطير التي يفرضونها على العقل الغربي, لتبرير ظلمهم للفلسطينيين وهجومهم الاعلامي والسياسي, وحتى الامني على العرب والمسلمين".‏

وختم البيان :"اننا نقول للمرجعيات الاسلامية في الازهر الشريف, وفي النجف وقم الحجاز وغيرها, ان الهجمة وصلت الى اقصى درجات الخطورة, وان عليهم ان يتداركوا الامر بخطوات سريعة, قبل ان تتجاوز الهجمة الخطوط الاعلامية والسياسية لتصل الى ملاحقة المسلمين كلهم كمتهمين حتى يثبت العكس, وللأسف, فان ذلك انطلق في بعض الدوائر الغربية. وعلى المثقفين والطليعين من المسلمين ومن الشخصيات الواعية في الجاليات الاسلامية, ان تنطلق بحركة ثقافية واعلامية سياسية, وبأنشطة وزيارات الى الشخصيات والدوائر السياسية والاعلامية ومراكز الدراسات الغربية, لابراز الصورة الحقيقية حول مفاهيم الاسلام وشخصية النبي الاكرم (ص)، لان الهجمة تجاوزت حدود المعقول, ولان التشويه بلغ حدودا كبرى, وعلى المسلمين ان يبرزوا بعلمهم وموضوعيتهم ووعيهم وانفتاحهم لمواجهة ذلك كله".‏

2006-10-28