ارشيف من : 2005-2008

لحود استقبل خاتمي: لبنان يتعرض للضغوط ليتنازل عن إنجاز تحرير الجنوب وإشاعة الامن والاستقرار

لحود استقبل خاتمي: لبنان يتعرض للضغوط ليتنازل عن إنجاز تحرير الجنوب وإشاعة الامن والاستقرار

أطلع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، الرئيس السابق للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد محمد خاتمي خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، على ان لبنان يتعرض لضغوط قوية لدفعه الى تغيير استراتيجيته والتنازل عن ثوابته التي حققت خلال السنوات السبع الماضية الكثير من الانجازات الوطنية والقومية، أبرزها تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، واشاعة الامن والاستقرار في البلاد.‏

وأكد الرئيس لحود ان "الذين يمارسون هذه الضغوط على لبنان يستغلون أمورا كثيرة من اجل الوصول الى اهدافهم، بينها الجريمة النكراء التي ادت الى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والتي نعتبر انها كانت فصلا اساسيا من فصول المؤامرة على وحدة لبنان واستقراره واستقلاله وسلامة اراضيه، لذلك طالبنا بكشف ملابسات هذه الجريمة، ونادينا بضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية وناشدنا اللبنانيين عدم تمكين المتآمرين من تحقيق اهدافهم التي تدخل ضمن مخطط مشبوه لا تقتصر استهدافاته على لبنان فحسب، بل يتجاوزه الى دول عدة في المنطقة".‏

وإذ اعتبر الرئيس لحود ان "المستفيد الاول من حالة اللاستقرار التي يمكن ان تصيب لبنان والدول العربية، هم اعداء لبنان، اكد للرئيس خاتمي ان وعي اللبنانيين وتضامنهم والتفافهم حول دولتهم وجيشهم والمقاومة الوطنية وصمودهم امام التحديات، كفيل باحباط المؤامرة التي تستهدف لبنان، ارضا وشعبا ومؤسسات".‏

وأشاد الرئيس لحود بمواقف الرئيس خاتمي والدعم الذي قدمه للبنان خلال تسلمه رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية، والاهتمام الذي لا يزال يبديه بقضاياه وهو خارج المسؤولية الرئاسية، مشيرا الى ان "اللبنانيين لن ينسوا زيارته التاريخية لبلادهم والمحبة التي عبروا عنها والتي قابلهم بمثلها".‏

وأشار الى "ان العلاقات اللبنانية- الايرانية التي أرسيت على قواعد متينة خلال عهد الرئيس خاتمي، ستستمر في التطور والازدهار ترجمة لما يربط بين البلدين والشعبين من أواصر صداقة وتعاون".‏

وكان الرئيس خاتمي أعرب عن سعادته لوجوده في لبنان والمشاركة في مؤتمر "كلمة سواء" العاشر الذي ينظمه مركز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات، مقدرا للرئيس لحود مواقفه الوطنية والقومية الثابتة وحرصه الدائم على تطوير العلاقات اللبنانية ـ الايرانية، والدور الذي يؤديه داخل لبنان وخارجه والتقدير الذي يتمتع به لدى العديد من قادة دول العالم لرعايته الانجازات الكثيرة التي تحققت في لبنان خلال عهده.‏

وشدد الرئيس خاتمي على أهمية المحافظة على دور لبنان في محيطه والعالم، مركزا خصوصا على وحدة اللبنانيين في هذه الظروف الدقيقة التي تمر فيها المنطقة.‏

ثم أجرى الرئيسان لحود وخاتمي جولة أفق تناولت التطورات في المنطقة والعلاقات اللبنانية ـ السورية ـ الايرانية، والعلاقات اللبنانية ـ الدولية، وسبل التعامل مع المجتمع الدولي في ما خص قرارات مجلس الامن ومواقف بعض الدول المعنية مما يجري في لبنان، اضافة الى الوضع في العراق وفلسطين.‏

وأكد الرئيس خاتمي انه سيظل يعمل من خلال علاقاته وامكاناته من اجل لبنان لمساعدته على تجاوز الظروف الدقيقة التي يمر فيها، مشددا على اهمية الوحدة بين اللبنانيين الى أي طائفة انتموا.‏

وبعد اللقاء أدلى الرئيس خاتمي بالتصريح الآتي: "تعرفون مدى الصداقة العميقة التي تربطني بفخامة الرئيس العماد اميل لحود. وفي لقائنا اليوم تحدثنا عن لبنان وضرورة حفظ الوحدة الوطنية في هذا البلد العزيز. واغتنمت المناسبة لكي اتقدم مرة اخرى بالتعزية باستشهاد الرئيس رفيق الحريري، مؤكدا مدى الاسف العميق الذي شعرت به تجاه هذه الجريمة النكراء، التي اعتبرها كارثة وطنية كبرى لحقت بلبنان، ومؤامرة كبرى ايضا دبرت لهذا الوطن. وكانت وجهات النظر متفقة تماما بيننا على اعتبار ان الأمر الأساسي الذي ينبغي التركيز عليه في هذه المرحلة في لبنان هو التعالي عن الصغائر وعن الاختلافات الداخلية، والتمسك بالوحدة الوطنية. وانا أعتبر أن لبنان بمثابة سفينة، إذا لحق بها أي عطل او ضرر فأن هذا الضرر سوف يرتد على كل ابناء الشعب اللبناني العزيز، ونحن نعتبر ان استتباب الامن والاستقرار ليس هما فقط بالنسبة الى هذا الوطن العزيز وانما الى كل دول هذه المنطقة وشعوبها. وطبعا كانت هناك جولة أفق حول مختلف التطورات السياسية الجارية في المنطقة وفي الشرق الاوسط تحديدا. وانا مسرور جدا لهذا اللقاء".‏

يذكر ان الوفد الذي رافق الرئيس خاتمي في زيارته ضم: مستشار السياسي محمد الصدر، وسفير ايران مسعود ادريسي، والسكرتير الثاني في السفارة السيد حميد رضا دهقاني، والمستشار السياسي السيد حسين صلواتي بور والمترجم السيد علي شرف الدين.‏

وكالات ـ "الوطنية"‏

2006-10-28